إسرائيل تستهدف قادة حماس بغارة جوية في الدوحة وترامب “ليس سعيدا”
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ الثلاثاء في الدوحة غارة جوية استهدفت قادة كبارا في حماس التي أكّدت من جهتها نجاة مفاوضيها المستهدفين، معلنة مقتل ستة أشخاص في هذا الهجوم غير المسبوق في قطر التي أكّدت أنّها “تحتفظ بحقّ الرد”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي عصر الأربعاء في الساعة 15,00 (19,00 ت غ)، بطلب من الجزائر وباكستان، جلسة طارئة للبحث في هذه الغارة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحافيين “أنا ببساطة، لست سعيدا بالوضع برمّته”، مضيفا “نريد عودة الرهائن لكنّنا لسنا سعيدين بالطريقة التي جرت بها الأمور اليوم”.
من جانبها، أعلنت الإدارة الأميركية، حليفة كل من قطر وإسرائيل، أنّها تبلّغت “من الجيش الأميركي” بالهجوم.
وقال البيت الابيض إن ترامب “يرى في قطر حليفة قوية ودولة صديقة للولايات المتحدة ويشعر بعدم ارتياح كبير للموقع الذي تمّ فيه هذا الهجوم”.
وفي حين أعلنت الرئاسة الأميركية أن مبعوث ترامب أبلغ قطر مسبقا بالهجوم الإسرائيلي، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنّ الاتصال الذي أجراه “أحد المسؤولين الأميركيين جاء خلال سماع دويّ صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة”.
وأكّد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء أنّ بلاده “تحتفظ بحقّ الردّ” على الضربة الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية في مؤتمر صحافي “وصلنا إلى لحظة مفصلية” في الشرق الأوسط، مؤكدا أنّ بلاده “لن تتهاون بما يتعلق بالمساس بسيادتها وسلامة أراضيها”.
وأضاف أنّ الدوحة “ستتعامل بحزم مع أيّ اختراق متهوّر او اعتداء يطال أمنها ويهدد استقرار المنطقة، وأنها تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر وسوف تقوم بكافة الإجراءات اللازمة للردّ عليه”.
لكنّ رئيس الوزراء القطري شدّد على أن “الوساطة في الدبلوماسية القطرية هي جزء من الهوية وستستمر ولن يثنينا أي شيء عن الاستمرار في هذا الدور في كافة القضايا المختلفة حولنا في المنطقة”.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتلت إسرائيل العديد من قادة الصف الأول في الحركة، منهم زعيمها في غزة يحيى السنوار، وقائد جناحها العسكري محمد الضيف وغيرهما. كما نفّذت الدولة العبرية عمليات اغتيال في الخارج طالت خصوصا في طهران رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وقرب بيروت نائبه صالح العاروري.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّه أمر بهجوم الثلاثاء.
وقال في بيان صادر عن مكتبه إن “العملية التي نفذت اليوم ضد كبار قادة حماس الإرهابيين كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل”، لافتا إلى أن “إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها”.
وفي بيان مشترك، قال نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن القرار باستهداف قادة حماس جاء عقب هجوم مسلّح وقع في القدس الإثنين وأسفر عن مقتل ستة إسرائيليين.
وأضاف البيان أنّ نتانياهو “وجّه جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لاحتمال استهداف قادة حماس. لقد خلّف هجوم القدس ستة قتلى. اليوم (الثلاثاء) عند الظهر، وبناء على فرصة عملياتية … قرّر رئيس الوزراء ووزير الدفاع المضي بالتوجيه الذي صدر ليلة أمس”.
من ناحيته، قال الجيش الإسرائيلي إنّه استهدف “قيادة حركة حماس” بشكل “موجّه ودقيق”.
– ستة قتلى –
أما الحركة الفلسطينية فأعلنت من جهتها مقتل ستة أشخاص في الضربة، من بينهم عنصر أمن قطري، مؤكّدة أنّ الدولة العبرية “فشلت” في اغتيال أعضاء الوفد المفاوض الذين كانوا مجتمعين.
وقالت الحركة في بيان “نّؤكد فشل العدو في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض”، فيما “ارتقى عدد من الإخوة الشهداء”.
وعدّد البيان أسماء ستّة قتلى جهاد لبد، مدير مكتب رئيس الوفد المفاوض خليل الحية، وهمّام الحية نجل خليل الحية، بالإضافة الى أسماء ثلاثة مرافقين وعنصر أمن قطري كانت السلطات القطرية نعته في وقت سابق.
بالمقابل، لم تعلن لا حكومة نتانياهو ولا الجيش الإسرائيلي مصير قادة حماس المستهدفين.
وتابع بيان حماس “إنّ استهداف الوفد المفاوض في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، “يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنّ نتانياهو وحكومته لا يريدون التوصّل إلى أيّ اتفاق، وأنّهم يسعون بشكل متعمّد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية”.
واعتبرت الحركة أن “محاولة الاغتيال الجبانة لن تغيّر مواقفنا ومطالبنا الواضحة والمتمثّلة في: الوقف الفوري للعدوان على شعبنا والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة وتبادل أسرى حقيقي وإغاثة شعبنا والإعمار”.
لكنّ إسرائيل ترفض مطالب حماس وتصر على القضاء على الحركة ونزع سلاحها وتخليها عن السيطرة على غزة إضافة إلى شروط أخرى.
– “قلق” على الرهائن –
وبعد الضربات قال نتانياهو إن إسرائيل “قبلت المبادئ، الاقتراح الذي طرحه الرئيس ترامب لإنهاء الحرب، بدءا بالإفراج الفوري عن جميع رهائننا”.
وأضاف “إذا قُبل اقتراح الرئيس ترامب، يمكن أن تنتهي الحرب على الفور”.
وأعلن ترامب الأحد اقتراحا لتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنّ البيت الأبيض لم يُفصح عن أيّ تفاصيل بشأنه.
والثلاثاء قال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال “كان هذا قرارا اتّخذه رئيس الوزراء نتانياهو، لم يكن قرارا اتّخذته أنا”، مضيفا أنه يريد للحرب في غزة أن “تنتهي، الآن!”.
وكان الرئيس الأميركي أعلن الأحد أنه وجّه “إنذارا أخيرا” لحماس بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وقال في منشور على تروث سوشال “لقد قبل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذّرت حماس من عواقب عدم القبول”، وتابع “هذا هو إنذاري الأخير”.
ولم يقدّم البيت الأبيض تفاصيل بشأن تلك الشروط.
وأبدى منتدى عائلات الرهائن “قلقه” على مصير المحتجزين في غزة بعد الضربات في الدوحة.
ودانت دول عربية عدة وتركيا وفرنسا الضربات الإسرائيلية في الدوحة.
وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “جميع الأطراف” على العمل “باتجاه التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لا تدميره”.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا مصرعهم، وذلك من أصل 251 شخصا خُطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب الدائرة حاليا في القطاع.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردّت الدولة العبرية بشنّ عمليات عسكرية في قطاع غزة أدّت إلى مقتل 64605 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
بور/ع ش-كام-ود/بم