
ترامب يحضّ أوكرانيا على عدم استهداف موسكو

شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء على وجوب ألا تستهدف أوكرانيا موسكو، بعدما لفت الكرملين إلى أن المواقف الأخيرة لواشنطن بشأن إمداد كييف بأسلحة وفرض عقوبات على روسيا من شأنها تأخير جهود السلام.
والإثنين، أمهَل الرئيس الأميركي روسيا 50 يوما للتوصل لاتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية، معلنا في الوقت ذاته خطة لإرسال كميات ضخمة من الأسلحة الأميركية إلى كييف لكن من طريق حلف شمال الأطلسي.
وفي تحوّل قد يكون أشد وقعا، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” بأن ترامب تحدّث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن إمداد أوكرانيا بصواريخ أميركية لضرب موسكو.
لكن ردّا على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عمّا إذا يتعيّن على زيلينسكي استهداف موسكو، قال ترامب “كلا، عليه ألا يستهدف موسكو”.
وعاد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية على خلفية تعهّد بإنهاء الحرب سريعا ووضع حدّ لتدفّق أسلحة أميركية بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، حاول ترامب حمل موسكو وكييف على إنهاء النزاع، لا سيّما من خلال التقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبضغوط من ترامب، انخرطت موسكو وكييف في محادثات حول النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن النتيجة الوحيدة الملموسة كانت تبادل الأسرى.
إلى الآن ترفض روسيا التي باشرت غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار وقد شنّت في الأشهر الأخيرة عددا قياسيا من الضربات ضد أوكرانيا بواسطة مسيرات وصواريخ.
وقالت موسكو إنها تحتاج إلى وقت للرد على التصريحات “الخطرة” للرئيس الأميركي، معتبرة أنها لا تساعد الجهود الدبلوماسية.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح لصحافيين بأنّ “قرارا كهذا اتّخذ على ما يبدو في واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي ومباشرة في بروكسل، لن تعتبره كييف إشارة للسلام بل لمواصلة الحرب”.
وأوضح أنّ “تصريحات الرئيس ترامب خطرة جدا. نحن بالتأكيد في حاجة إلى وقت لتحليل ما قيل في واشنطن”.
وحذّر ترامب من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق سيفرض “رسوما قاسية جدا” على شركاء روسيا التجاريين، في مسعى لتعطيل قدرة موسكو على تمويل الحرب.
والاقتصاد الروسي صامد في وجه محاولات أميركية وأوروبية لدفعه إلى الركود عبر العقوبات، بفعل الإنفاق الحكومي الضخم على الجنود والأسلحة، وإعادة توجيه الصادرات الحيوية للطاقة إلى دول بديلة على غرار الصين والهند.
– عبء على أوروبا –
رحّبت غالبية الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن بعودة التشدّد الأميركي حيال روسيا، على الرغم من أنّ سلوفاكيا الذي يقودها الشعبوي روبرت فيكو حليف موسكو، تعارض فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وحضّت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الولايات المتحدة على المساهمة في تمويل تسليح أوكرانيا.
وقالت كالاس “نرحّب بإعلان الرئيس ترامب إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لكنّنا نودّ أن تتحمّل الولايات المتحدة جزءا من العبء”.
وتابعت “بتعهّدك منح مزيد من الأسلحة وقولك في الوقت نفسه إنه يتعيّن على جهة أخرى تسديد ثمنها، لا تكون أنت مانحها”.
ويحضّ ترامب الحلفاء على زيادة الإنفاق الدفاعي وشراء منتجات شركات أميركية، ولطالما ندّد بتحمّل الولايات المتحدة عبئا كبيرا في حلف شمال الأطلسي.
وأعلنت الدنمارك وهولندا والسويد عن استعدادها للمشاركة في خطة ترامب.
وقال بال يونسون، وزير دفاع السويد التي انضمّت إلى حلف شمال الأطلسي بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إنّ بلاده “ستساهم” وإن أوكرانيا “بحاجة ماسّة إلى مزيد من الدفاعات الجوية” بسبب “القصف والهجمات المتواصلة” لروسيا.
وقُتل عشرات الآلاف منذ أن بدأت روسيا هجومها الذي أجبر الملايين على الفرار من منازلهم في شرق وجنوب أوكرانيا التي دُمرت بسبب الضربات الجوية والهجمات الأرضية.
في موسكو، اعتبر سكان تصريحات ترامب مناورة سياسية.
وقالت سفيتلانا وهي مهندسة طيران تبلغ 47 عاما “إنها لعبة شطرنج”، وتابعت “لقد منح ترامب مهلة 50 يوما”، وأضافت “نحن في انتظار الخطوة التالية من رئيسنا.”
وأعرب جنود أوكرانيون في شرق البلاد عن تفاؤل حذر بمواقف ترامب.
وقال جندي اسمه الحركي “شاه” في تصريح لفرانس برس “أنا لا أصدقه. هناك وعود كثيرة لم يتم الوفاء بها”.
كذلك أعرب آخرون عن قلقهم، معتبرين أنّ التحوّل إما محدود جدا وإما متأخر جدا.
وقال جندي آخر اسمه الحركي “ماستر” إن التحول “جيّد بالطبع، ولكن في الوقت نفسه، هناك هدر للوقت. كان يمكن إرسال (صواريخ) الباتريوت تلك في وقت أبكر وكان من الممكن أن تساعد كثيرا”.
أما رسلان وهو جندي يبلغ 29 عاما فقال “إذا كانت هناك أدنى فرصة لتحسين الوضع بالنسبة لنا وليس مفاقمته، فإن ذلك أمر إيجابي”.
بور/غد-غ ر-ود/بم