The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مقتل أربعين من قيادات فصائل جهادية في قصف أميركي قرب مدينة إدلب

عناصر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يزيلون الركام خلال البحث عن ناجين اثر قصف في معرة النعمان في محافظة ادلب في 28 آب/اغسطس 2019. afp_tickers

قصفت الولايات المتحدة السبت موقعاً في شمال غرب سوريا مستهدفة قيادات في تنظيم القاعدة، أثناء اجتماعهم قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعين منهم على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأ صباح السبت سريان وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو ووافقت عليه دمشق، تغيب بموجبه الطائرات الحربية عن الاجواء، من دون توقف الخروقات من الجانبين. وقتل مدني بقصف صاروخي لقوات النظام، بينما قتل عنصران من قوات النظام بنيران الفصائل الجهادية والمقاتلة، وفق المرصد.

وأفاد المتحدث بإسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل ايرل براون عن استهداف القوات الأميركية قادة جماعة “تنظيم القاعدة في سوريا”، التي تحملها واشنطن مسؤولية شن “هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء”.

ولم يحدد نوع الأسلحة التي استخدمت في الهجوم. إلا أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة فرانس برس إن “ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم” قرب مدينة إدلب. وتسببت الضربات بمقتل “أربعين منهم على الأقل”.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في مدينة إدلب أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المزارع الواقعة شمال المدينة، بعد دوي انفجارات متتالية تردد صداها في المنطقة.

وقال إنّ سيارات إسعاف هرعت إلى الموقع المستهدف، الذي لم يتمكن الصحافيون من الاقتراب منه.

وينشط فصيلا حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة، وأنصار التوحيد الجهادي في شمال غرب سوريا، حيث ينضويان في إئتلاف مع مجموعات أخرى متشددة. وتقاتل هذه الفصائل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.

وتأسّس فصيل حراس الدين في شباط/فبراير 2018، ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد. وسبق وتعرض لضربات عدة، تسبّب آخرها قبل شهرين بمقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة.

وأكدت واشنطن مطلع تموز/يوليو شنّ غارة ضد “قيادة تنظيم القاعدة في سوريا”، استهدفت معسكر تدريب في محافظة حلب.

– توقف الغارات –

وتزامنت هذه الضربات مع سريان وقف لإطلاق النار منذ السادسة (03,00 ت غ) في ادلب ومحيطها منذ صباح السبت، في هدنة هي الثانية من نوعها منذ بدء دمشق بدعم روسي في نهاية نيسان/أبريل تصعيد قصفها على المنطقة، ما تسبب بمقتل أكثر من 950 مدنياً وفق المرصد، وفرار أكثر من 400 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.

وبحسب المرصد، توقفت الغارات وغابت الطائرات الحربية عن الأجواء منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. كما هدأت المواجهات بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة عند أطراف إدلب فيما يستمر القصف الصاروخي والمدفعي.

إلا أن ذلك لم يحل دون حصول خروقات، إذ قتل مدني بقصف صاروخي لقوات النظام على كفرنبل في جنوب إدلب، في أول خرق لوقف اطلاق النار، وفق المرصد. كما قتل عنصران من قوات النظام جراء استهداف سيارتهم في منطقة سهل الغاب، وفق المصدر ذاته.

وأسقطت هيئة تحرير الشام وفق المرصد، طائرة استطلاع روسية شمال مدينة خان شيخون.

وأعلن الجيش الروسي الجمعة وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في إدلب. وسارعت دمشق إلى اعلان موافقتها “مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري.

وقالت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان في مقابلة لقناة الميادين المقربة من دمشق ومقرها بيروت، إن وقف اطلاق النار “مؤقت … ونقرره لمصالح نحن نراها واجراءات نريد القيام بها في المعركة وليس انتظاراً لما يريده الأتراك”.

وقالت إنه “يخدم الاستراتيجية الكبرى لتحرير كل شبر من الأراضي السورية” ويأتي “لمصلحة معركة نخوضها ولا علاقة له بأي تفاهمات”.

ولطالما كرر الأسد عزمه استعادة كامل المناطق الخارجة عن سيطرته، بينها إدلب.

وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام في 8 آب/أغسطس هجوماً برياً تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والتوسّع جنوبها، حيث سيطرت على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي وطوقت نقطة المراقبة التركية في مورك.

– “فرصة جديدة؟”-

ولا يستبعد الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر في تصريح لفرانس برس أنّ “تكون روسيا والحكومة السورية على استعداد لمنح تركيا فرصة جديدة من أجل تنفيذ بنود اتفاق” سوتشي.

ولكن في الوقت ذاته، “قد يكون هدف دمشق وموسكو من توقف العمليات هذا لفترة من الزمن، تعزيز مكاسبهما الميدانية والاستعداد للمرحلة المقبلة من الهجوم”.

وتوؤي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء.

والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية. إلا انه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية