
نفيديا الأميركية ستستأنف بيع الصين رقائق اتش 20 للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة “نفيديا” الأميركية العملاقة الثلاثاء أنها ستستأنف بيع رقائق “اتش 20” (H20) للذكاء الاصطناعي الى الصين، بعدما تعهدت الولايات المتحدة رفع قيود الترخيص التي أدت الى تعليق الصادرات.
وتنتج الشركة ومقرها في ولاية كاليفورنيا، بعض أشباه الموصلات الأكثر تطورا في العالم، لكن يحظر عليها تصدير بعض من رقائقها المتقدمة الى الصين، خشية أن تستخدمها بكين في تطوير قدراتها العسكرية.
وقامت الشركة بتطوير “اتش 20″، وهي نسخة أقل قوة من وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي، خصيصا للتصدير إلى الصين. لكن ذلك جُمّد بعدما شددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب متطلبات تراخيص التصدير في نيسان/أبريل.
وقالت الشركة في بيان الثلاثاء إنها قدمت “طلبات لبيع وحدة معالجة الرسومات نفيديا اتش 20 مجددا”.
أضافت “أكدت الحكومة الأميركية لنفيديا أن التراخيص ستُمنح، وتأمل نفيديا بأن تبدأ التسليم قريبا”.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ في فيديو بثته قناة “سي سي تي في” الرسمية الصينية الثلاثاء “لقد أجازت لنا الحكومة الأميركية (تقديم) تراخيص للبدء في شحن اتش 20، ولذلك سنبدأ بيعها للسوق الصينية”.
أضاف “أتطلق قدما لشحن اتش 20 قريبا جدا، وأنا مسرور للغاية بهذه الأخبار الجيدة جدا”.
ورأى الخبير الصيني جانغ غوبين أن استئناف الصادرات سيحقق لنفيديا “نموا مهما في الايرادات يعوّض الخسائر التي تكبّدتها جراء الحظر السابق”.
وأشار لوكالة فرانس برس الى أن هذه الخطوة ستخفف كذلك من التوترات التجارية المتعلقة بسلاسل الامداد العالمية في مجال أشباه الموصلات.
لكنه شدد على أن الشركات الصينية ستواصل التركيز على تطوير الرقائق محليا، لافتا الى أن “إدارة ترامب كانت… عرضة لتغيرات مفاجئة في السياسات، ما يجعل من الصعب تقييم مدى استمرار مثل هذا الانفتاح”.
وذكرت القناة الحكومية الصينية في تقرير أن هوانغ سيحضر الأربعاء تجمعا رئيسيا متعلقا بسلاسل التوريد، وذلك في ثالث زيارة يقوم بها الى البلاد هذا العام، بحسب “سي سي تي في”.
– “دور إيجابي” –
وتعد الصين سوقا حيوية بالنسبة إلى نفيديا. لكن التضييق الأميركي على الصادرات في الأعوام الأخيرة، وضع الشركة في مواجهة منافسة أشد من مجموعات محلية مثل هواوي.
ونددت بكين بقيود واشنطن ووصفتها بأنها غير عادلة وتهدف إلى عرقلة نموّها.
وقال هوانغ، وهو مهندس كهربائي، لنائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ خلال زيارته بكين في نيسان/أبريل، إنه “ينظر بإيجابية إلى إمكانات الاقتصاد الصيني”، وفقا لوكالة شينخوا.
ونقلت الوكالة الصينية الرسمية عن هوانغ قوله إنه “مستعد لمواصلة الانخراط في السوق الصينية وتأدية دور إيجابي في تعزيز التعاون التجاري بين الولايات المتحدة والصين”.
وأتت القيود الأميركية في وقت يعاني الاقتصاد الصيني من تردد المستهلكين المحليين في الإنفاق وأزمة عميقة في القطاع العقاري تؤثر على النمو.
وحض الرئيس شي جينبينغ على جعل الصين أكثر اعتمادا على الذات في ظل ارتفاع عدم اليقين في العوامل الخارجية.
وأوردت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في أيار/مايو أن نفيديا تعتزم بناء مركز للبحث والتطوير في مدينة شنغهاي الصينية. ولم تؤكد الشركة أو سلطات المدينة لفرانس برس هذه التقارير في حينه.
تباطأت قليلا وتيرة نمو الناتج المحلّي الإجمالي الصيني خلال الربع الثاني من العام الحالي لتبلغ 5,2%، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية نشرت الثلاثاء.
وتتوافق هذه البيانات مع التوقعات وهي تعكس قوة صادرات بكين رغم الحرب التجارية التي تشنّها الولايات المتّحدة ضدّ سائر دول العالم وفي مقدّمها الصين.
مجو-لل/كام/الح