مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“استر بنتك” .. ومؤتمر اقتصادي بدلا عن “صفقة القرن” .. وحرب بالوكالة في العراق

متظاهرون يرفعون علم تونس ولافتات احتجاجية
رغم ما حققته تونس من إنجازات على مستوى التحوّل الديمقراطي منذ عام 2011، يظل الوضع الاجتماعي أكبر تحد يواجه البلاد. (في الصورة: متظاهرون يرفعون شعارات مناهضة للحكومة خلال إضراب عام شهدته البلاد يوم 22 نوفمبر 2018). Keystone / Str

واصلت الصحف السويسرية متابعة الشؤون العربية خلال الأسبوع المنقضي، وتصدّرت موضوعاتها حملة السلفيين في مصر لمطالبة النساء بارتداء “ملابس محتشمة”، والأوضاع في تونس وجوارها من خلال حوار مع وزير خارجية هذا البلد المغاربي، ودلالات وأبعاد إعلان البيت الأبيض فجأة عن تنظيم مؤتمر اقتصادي لتشجيع الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، وتأجيل الحديث عن خطة السلام وتفاصيلها التي طال انتظارها.

“استر بنتك، خلي الناس تصوم” 

أثارت حملة “استر بنتك، خلي الناس تصوم” على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة في مصر. الحملة تشجع الآباء على منع بناتهم من الخروج من المنزل دون ارتداء ملابس “العفة”، كي لا يكن إغراءً للصائمين.

 دانيل شتاينفورت، مراسل شؤون الشرق الأوسط لصحيفة نويخ تسرخر تسايتونعرابط خارجي أوضح أن دوائر محسوبة على التيار السلفي في مصر تطالب الأهل بعدم السماح لبناتهم بالخروج من المنزل دون ملابس “ساترة” خلال شهر رمضان، حتى يساعدوا الرجال على الصيام.

المجتمع المصري يعد محافظا ولا يمكن الحديث فيه عن السفور، لكن يبدو أن الدعوات لمزيد من العفة تستند إلى النموذج الخليجي كمقياس، حيث ترتدي المرأة النقاب.

ورأى المراسل أن “شهر رمضان من المفترض أن يكون فرصة لأخذ استراحة والتأمل والانغماس في الروحانيات، لكن رمضان ليس على هذا الحال في مصر، فهو وقت الانفعال والبطء في المدارس والمؤسسات الحكومية وخاصة في حركة المرور على الطرق”، حسب قوله.

وأضاف أن الحملة لاقت ردود فعل مستنكرة من قبل شخصيات عامة، فرأت فيها الإعلامية المصرية رباب كمال “دعوة صريحة للتحرش الجنسي وغطاء لتقوى كاذبة”. وكتبت مستخدمة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي “هذه الدعوة تعطي الحق للرجال لمعاقبة النساء على ما يرتدينه”.

ويسود في مصر على نطاق واسع الاعتقاد بأن النساء يتحملن مسؤولية الاعتداء عليهن في حال ارتدين ملابس كاشفة، حسبما جاء في الصحيفة. 

“تونس تواجه مصيرها لحالها”

“بوسع بروكسل فعل المزيد من أجل دعم تونس”، هذا ما ورد على لسان وزير الخارجية التونسي خميس الجيناوي، في حوار نشرته “لا ليبرتي”، الصحيفة السويسرية الناطقة بالفرنسية يوم الخميس 23 مايو 2019رابط خارجي،  نقلا عن “لا ليبر بلجيك”، والذي تناول العديد من القضايا المهمّة خاصة في هذه المرحلة التي تبدو فيها تونس على حد رأي الصحيفة “عالقة بين الأزمة الجزائرية والحرب في ليبيا، وفي نفس الوقت تستعد لتنظيم انتخابات رئيسية وتشريعية في نوفمبر المقبل”. يحدث ذلك، في وقت تقول الصحيفة أن “التونسيين باتوا يرفضون الأحزاب الرئيسية بعد ثماني سنوات من سقوط زين العابدين بن علي، وبعد أن استشرت البطالة والتضخّم. وتكافح الحكومة من أجل تلبية المطالب الاجتماعية للسكان من محدودي الدخل”. 

أكّد الوزير التونسي خلال ردّه على أسئلة الصحيفة على النقاط التالية:

– تونس غير قادرة حاليا على توفير فرص العمل لأزيد من 300000 خريج جامعي عاطلين عن العمل.

– بلاده لا تتلقى ما يكفي من المساعدات من الاتحاد الأوروبي وأنها متروكة تواجه مصيرها لحالها.

– تونس تأمل من الأوروبيين مساعدتها في حل مشكلة البطالة بالسماح بالتنقل لمواطنيها في بلدان مثل سويسرا وفرنسا، و.. سواء للعمل أو الدراسة.

– حول الوضع في الجزائر، ثمّن الوزير التونسي الأجواء السلمي التي تطبع التحركات الاحتجاجية في الجارة الكبرى، وأعرب عن ثقته في قدرة الجزائريين على حل المشاكل بالطرق السلمية والحوار.

–  حول ليبيا، شدّد على أن ما يحدث هنا أمر خطير للغاية، والازمة بدأت تتحوّل إلى حرب أهلية وأن الوضع في ليبيا يؤثّر مباشرة على الوضع في تونس. وأسف لغياب الدولة وحكومة مركزية قادرة على الإمساك بزمام الأمور في ليبيا.

– شدّد الوزير التونسي بأن دبلوماسية بلاده على اتصال مع جميع الأطراف في ليبيا، وأن تونس مستعدّة لمساعدة الليبيين للخروج من الازمة الحالية.  

” العراق قد يدفع ثمن حرب إيران بالوكالة”

تناولت صحيفة تاغيس انتسيغررابط خارجي التوترات الأخيرة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية بعد إصابة صاروخ مجهول المصدر أحد المنشآت المهجورة بالقرب من السفارة الأمريكية في “المنطقة الخضراء”.

حلفاء أمس أصبحوا أعداء اليوم، كما يوضح المراسل باول انتون كروغر “فالميليشيات الشيعية العراقية حظيت بدعم جزئي من الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. واليوم تلعب هذه المجموعات المسلحة دوراً مركزياً في التوترات بين إيران والولايات المتحدة. ورجح المراسل أن تكون إحدى هذه المجموعات مسؤولة عن التسبب في إصابة صاروخ كاتيوشا بالمنطقة الخضراء في بغداد مساء الأحد، على بعد 1.5 كيلومتر فقط من السفارة الأمريكية”.

هذا الهجوم رأت فيه الإدارة الامريكية تهديدًا للقوات الأمريكية في العراق وبعثاتها الدبلوماسية هناك ما دفع البنتاغون إلى رفع مستوى التأهب لـ 5200 جندي متمركزين في العراق لمواجهة خطر الميليشات، التي تقود حرباً بالوكالة عن إيران.

ونوه المراسل إلى حجم نفوذ الميليشيات الشيعية وتوغلها داخل المجتمع وأجهزة الدولة العراقية “رسميا يوجد حوالي 40 مجموعة مختلفة من وحدات الحشد الشعبي تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. لكن هناك اختلافات كبيرة بين الفصائل البالغ قوامها حوالي 125000 مقاتلا. قوات الحشد الشعبي تشمل أيضا جماعات سنية ومسيحية، كثير منهم تؤدي مهام الشرطة المحلية فقط وتتبع تعليمات بغداد، البعض الآخر متورط في أنشطة إجرامية ومتهم بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب. 

لكن الأهم من ذلك كله، أن بعض هذه الميليشيات ولاسيما النافذة منها، ولاءاتها للواء قاسم سليماني، القائد الأسطوري في الحرس الثوري والمسؤول عن إدارة العمليات الخارجية. والحرس الثوري يخضع بدوره لسلطة المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، وليس لحكومة الرئيس حسن روحاني”.

كما يوجد ممثلون عن الميليشيات الشيعية في البرلمان وحتي في الحكومة، فعلى سبيل المثال، أصبح زعيم منظمة بدر هادي العامري، ثاني أقوى قوة في الانتخابات التي جرت في عام 2018 من خلال تحالفه مع منظمة فتح.

وأشار المراسل إلى تبعات الصراع الطائفي بين الجماعات الموالية لإيران وخصومها على الساحة السياسية العراقية، فهذا النزاع الدائر هو السبب الرئيسي وراء خلو منصبي وزير الدفاع والداخلية حتى الآن.  

صراع الهيمنة ومعركة الولاءات لجهات خارجية دفعت العامري إلى مناشدة الشخصيات الوطنية والدينية بإبعاد روح الحرب عن العراق. وحذر من أنه إذا اندلعت حرب، فإنها ستحرق الجميع.

أما الجيش الأمريكي فيراقب عن كثب الميليشيات العراقية ولديه على ما يبدو خطط للرد في حال تم استهداف الجنود أو المنشآت الأمريكية هناك مباشرة، فهذا هو الخط الأحمر، التي لن تقبل واشنطن تجاوزه والذي سيكون المحرك لضربة عسكرية ضد طهران، حسب الصحيفة.

“الاقتصاد من أجل تليين موقف الفلسطينيين”

 “في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه إعلان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطّته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها، أعلنت الولايات المتحدة تنظيم مؤتمر خاص بالمثمرين في الشرق الأوسط تستضيفه البحرين قريبا”. هذا ما تصدّر خانة التحليلات الدولية في صحيفة “لوتون” الناطقة بالفرنسية يوم الثلاثاء 21 مايو الجاريرابط خارجي

وجاء في المقال الذي كتبه لويس ليما، خبير الشؤون الدولية بالصحيفة السويسرية “الخطة التي وصفها الرئيس الامريكي الحالي ب”صفقة القرن”، والتي ستنجح من خلالها الإدارة الامريكية الحالية في إيجاد حل نهائي للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي حيث فشلت جميع الإدارات الامريكية السابقة ، فوجأ العالم بالإعلان عن تأخير الإعلان عنها. وبدلا من ذلك أُعلن تنظيم مؤتمر اقتصادي في المنطقةنهاية شهر يونيو المقبل”.

يهدف هذا المؤتمر الاقتصادي وفق اعلان البيت الأبيض إلى “جمع عشرات المليارات من مانحين دوليين لصالح بلدان المنطقة ولتشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية وفي الاردن ومصر”، هذا في الوقت الذي يظل فيه صهر الرئيس يراوغ حول الموضوع الرئيسي وهو الخطوط العريضة لخطة السلام. وهل ستنص على حل الدولتيْن أم لا؟ هذا المبدأ الذي ظلّ حجر الزاوية في كل التسويات التي اقترحت لهذا النزاع. ولقد اكتفى كوشنر بالتأكيد على أن خطته المزعومة “تتناول جميع الجوانب الرئيسية للنزاع: وضع القدس وعودة اللاجئين والروابط بين الأراضي الفلسطينية في قطاعي غزّة والضفة الغربية”.

يتساءل الصحافي: إذن ما قصّة المؤتمر الإقتصادي الذي أعلن عنه البيت الأبيض؟ خاصة وأن هذه الإدارة نفسها هي التي “نقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهي التي أغلقت ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهي التي قطعت أو خفّضت إلى أبعد الحدود الاموال التي كانت توجّه للسلطات الفلسطينية ولمنظمة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى)”.

وفي رد فعل عن مقترح المؤتمر الاقتصادي بدلا عن تعجيل تقديم خطة السلام، تضمّن المقال ردّيْ فعل فلسطينيين، نُسب الأوّل إلى بشار مصري، رجل أعمال فلسطيني مؤثّر، والذي صرّح للصحيفة “لن نشارك في أي صفقة لا تحترم الثوابت الوطنية الفلسطينية”، والثاني لمصدر مقرّب من منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، والذي نقل عنه قوله: “قصة المؤتمر الاقتصادي ضحك على الذقون. إنها محاولة لإشغال الأنظار من اجل تمرير خطة تستند بالكامل إلى الاطروحات الإسرائيلية. لن نشارك”. 

كذلك علّق مارتين كونكني، مدير “المشروع الأوروبي للشرق الأوسط” والذي يوجد مقره ببروكسل عن فكرة المؤتمر “الامريكيون يحاولون شراء الفلسطينيين. ولكني أشكّ في أن ينجحوا في ذلك”.

الصحيفة تذهب إلى أن الرئيس الأمريكي يراهن في النجاح في مسعاه على بلدان خليجية بعينها هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتمويل خطته، والتي تتطلب بحسب خبراء أمريكيين 65 مليار فرنك لصالح الفلسطينيين، وبلدان أخرى في المنطقة مثل مصر والأردن، تضيف الصحيفة السويسرية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية