مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ناشط سوداني يفوز بجائزة دولية مهمة وآخر المستجدات في سوريا

صفحات أولى لست صحف يومية سويسرية
اقتصر اهتمام الصحف السويسرية هذا الأسبوع على القليل من المواضيع، منها حيازة ناشط سوداني على جائزة دولية ومستجدات الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا. swissinfo.ch

حاز خبر حصول الناشط السوداني عبد العزيز محمد على جائزة دولية على اهتمام الصحف السويسرية، كما تناولت الصحف الصادرة الأسبوع المنصرم آخر تطورات الحرب ضدّ تنظيم الدولة (داعش) في سوريا.

صحيفة “لوتون”، تصدر بالفرنسية في لوزان، 2019

ناشط سوداني يفوز بجائزة دولية مهمة

تم منح عبد العزيز محمد، وهو ناشط سوداني لاجئ علق في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة لمدة خمس سنوات، جائزة مارتن اينالس لعام 2019 في جنيف على شجاعته والتزامه بحقوق اللاجئين.

هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها الفائز بالجائزة ضحية للانتهاكات بسبب ممارسات ديمقراطية “غربية”. كما أنها المرة الأولى التي تذهب فيها الجائزة لشخص يركز على قضايا اللاجئين.

“وتلقي هذه الجائزة الضوء على سياسة اللجوء القاسية للغاية للحكومة الأسترالية. كما أنها تلفت الانتباه الدولي إلى المخاطر والمعاملة السيئة التي يواجهها اللاجئون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في البلدان التي تدعي أنها تدعم اتفاقية اللاجئين”، كما صرح عبد العزيز.

وبهذه المناسبة، خصصت صحيفة “لوتون” السويسرية، صفحة كاملة للتعريف بعبد العزيز محمّد، حيث خصصت الجزء الأوّل من المقال إلى الظروف الاستثنائية التي أحاطت بحياة هذا الناشط السوداني والأوضاع التي كابدتها أسرته التي تنحدر من مقاطعة دارفور التي تشهد تمردا على سلطات الخرطوم منذ عقود. وقد أجبر محمّد على الفرار من السودان بعد أن ضاق عليه الحصار وأصبحت حياته مهددة.

بعد فراره من السودان، هاجر محمّد إلى إندونيسيا، ومنها استقلّ مركبا صغيرا لنقله إلى أستراليا، وقد دامت رحلته عبر البحر أربعة أيام بلياليها، وقبل أن يصل إلى سواحل أستراليا اعترضته ورفاقه في البحر فرق من الجيش، حوّلت وجهتهم قسراً إلى جزيرة مانوس، كجزء من سياسة اللاجئين “الأوفشور” في أستراليا في أكتوبر 2013. وبعد مرور أكثر من خمس سنوات، لا يزال ذو الـ 26 عامًا محاصراً في الجزيرة مع مئات من اللاجئين وطالبي اللجوء، ويخضع للحرمان والمضايقة والإذلال والعنف.

“كان هذا الشاب في العشرين من عمره عندما وصل إلى جزيرة مانوس. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف أبداً عن رفع صوته دفاعاً عن أولئك الذين جُردوا من معظم حقوقهم الأساسية ممن معه. وأظهر تماسكاً وشجاعة استثنائيتين، وهو يقاوم دائمًا بشكل سلمي، حتى بعد أن أطلق ضابط شرطة النار عليه في ساقه.” كما وضّح رئيس مؤسسة مارتن اينالس ديك أوستينغ، “يجب على الحكومة الأسترالية الوفاء بالتزاماتها الدولية ووضع حد لهذه الممارسات اللاإنسانية.”

وكان من بين ثلاثة متنافسين تم اختيارهم في أكتوبر الماضي من قبل هيئة محلفين لعشرة من أبرز منظمات حقوق الإنسان في العالم. أما الآخران فهما مارينو كوردوبا بيريو، وهو قائد في المجتمع الكولومبي من أصل أفريقي، يناضل من أجل حقوق الفئات المهمشة، وإيرين كيسكين، وهي محامية تركية حُكم عليها بالسجن لمدة 12 سنة بسبب دعمها لصحيفة موالية للأكراد أوزغور غوندم.

يتم دعم جائزة مارتن اينالس من قبل وزارة خارجية سويسرا الفدرالية ومدينة جنيف، من بين جهات أخرى. تم تقديم الجائزة لعبد العزيز من قبل المفوض السامي لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه في 13 فبراير 2019. وقد تلقى الفائز 30.000 فرنك سويسري. لكن سويسرا اكتفت بمنح هذا الناشط السوداني تأشيرة دخول تمتد لأسبوعيْن فقط، وعليه الآن أن يبحث عن مكان للإقامة.

الأوضاع المتفجرة في السودان

نفس الصحيفة، أي “لوتون”، نشرت تقريرا حول الأوضاع في السودان، وسلّطت الضوء على وجه الخصوص على الحركة الاحتجاجية التي تهزّ نظام البشير منذ أشهر الآن. ولفهم ما يحدث هناك، حاورت الصحيفة كليمون ديشاييه، باحث بجامعة باريس الثامنة، وعضو بمجموعة نوريا للتفكير. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

أسباب الاحتجاجات؟

هذا المأزق بدأ بعد مضاعفة ثمن الخبز ثلاث مرات، ووصول نسبة التضخّم إلى 70%، والنقص الحاد في الوقود، بالإضافة إلى نقص السيولة في البنوك.

من هؤلاء الذين يتظاهرون؟

الذين يتظاهرون في شوارع الخرطوم وأم درمان، ومدن سودانية أخرى كثيرة، هم ليسوا الفقراء المعدمين بل الذين هم من الطبقة الوسطى، والموظفين الذين لديهم أجورا لكن لا يستطيعون توفير احتياجاتهم الضرورية”.

ما هي مطالبهم؟

لم تعد تقتصر مثلما كان الحال في البداية على المطالب الاجتماعية، بل تحولت الآن إلى المطالبة بإسقاط النظام، وكل الشعارات التي ترددت في العديد من العواصم العربية التي مرت بثورات الربيع العربي.

هل عمر البشير في خطر؟

عمر البشير هو نقطة التوازن بين العديد من القوى في السودان مثل الجيش والاسلاميين والمخابرات، ورجال أعمال. ولا تظهر على البشير أي مؤشرات للقلق بل إنه سمح لنفسه بالقيام برحلات إلى الخارج إلى مصر وإلى قطر، دون إظهار أي خوف على سلطته.

من هم أنصار النظام على الساحة الدولية؟

الغريب أنه يوجد الكثيرون الذين يدعمونه: بلدان الخليج بما في ذلك قطر، والمملكة العربية السعودية، الصين، ومصر وروسيا، والأغرب حتى الامريكيون لا يدعمون المعارضة، لأنهم نسجوا علاقات مخابراتية قوية مع النظام بعد هجمات 11 سبتمبر لمحاربة الإرهاب والجهاديين.

صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”، تصدر بالألمانية في زيورخ، 15 فبراير 2019

جاء في الصحيفة على لسان مراسلها كريستيان فايسفلوغ من بيروت وتحت عنوان “تنظيم الدولة يخسر آخر قرية له”، تحليلاً في قسمها الدولي، يدور حول آخر المستجدات في سوريا وعن محاربة “القوات الكردية والعربية” كما أسماها الصحفي، جنباً إلى جنب “لتحرير أخر متر مربع من أرض خلافة تنظيم الدولة الإسلامية”. مع أنّ التنظيم في صدد تلقي الهزيمة الكاملة على الأرض إلّا أنّ فايسفلوغ يتحدّث عن ترتيبات يقوم بها التنظيم من أجل البدء بحرب جديدة.

يستذكر الصحفي في بداية مقالته بعض الوقائع والحقائق حول سيطرة تنظيم الدولة قبل أربعة أعوام ونصف على مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية، وتوسع مناطق التنظيم لتصبح تقريباً بحجم المملكة المتحدة وفرض سيطرته على ما يقرب من 8 ملاين شخص. ومن ثمّ استطاع الأكراد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف مع قوات عربية محلية فيما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، بحسب الصحيفة، التي تقدم آخر الإحصائيات لأعداد مقاتلي التنظيم في آخر قرية لهم، فتنقل عن مرصد حقوق الأنسان في سوريا تسليم 100 مقاتل نفسه يوم الأربعاء الماضي، وكذلك أنه لا يزال في المنطقة فقط 1000 مقاتل تابع لتنظيم الدولة وذلك بحسب تصريح لأحد المتحدّثين باسم قوات سوريا الديمقراطية، التي تحاصر هؤلاء هناك.

رجال البغدادي

ثم يستعرض الصحفي فرحة واحتفالات قوات سوريا الديمقراطية بهذا التقدم، ويقول “إنّ أرض خلافة تنظيم الدولة تقتصر الآن على كيلو متر مربع واحد”، في قرية باغوز، ولا تزال الهجمات متواصلة على القرية منذ يوم السبت الماضي. كما تنقل الصحيفة عن مراسل صحيفة واشنطن بوست المتواجد على الأرض أنّ هؤلاء المقاتلين هم من الرجال المبايعين لأبو بكر البغدادي، وأنّه تمّ العثور على آخر من قبض عليهم منهم في نفق وبرفقة بعض المدنيين ممن تمّ استخدامهم كدروع بشرية. ومن أجل تجنب وقوع الكثير من الضحايا تمّ فتح طريق آمن بحيث تمكن المدنيون من الهرب ومقاتلو التنظيم من تسليم أنفسهم، وهكذا غادر منذ يوم الثلاثاء 12 فبراير أكثر من ألف شخص المنطقة معظمهم من النّساء والأطفال وبعض المجاهدين القادمين من أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتنقل الصحيفة عن تقارير إخبارية تعرّض بعض هؤلاء لإصابات بسبب إطلاق النار عليهم من قبل قناصي التنظيم. أما قياديي التنظيم ومنهم البغدادي نفسه ذوو الأصول العراقية فقد هربوا على ما يبدو إلى العراق البلد المجاور، بحسب الصحيفة، وذلك بعد أن وقعت نزاعات داخلية بينه وبين بعض التونسيين والمغاربة والجزائريين الذين انقلبوا عليه، وانتهى الأمر بهربه إلى الصحراء.

خطر عودة التنظيم

في الأيام القليلة الأخيرة، لم يكن من الواضح استمرار القتال في باغوز بغض النظر عن ما يخلفه من ألم من عدمه، أو أن يحصل مقاتلو التنظيم على اتفاقية تبادل يفرون بموجبها بجلودهم كما حصل أثناء تحرير الرقة، هناك المتحدّث باسم قوات سوريا الديمقراطية الذي يستبعد مثل هذا السيناريو، في حين ما زالت القوات الأمريكية تفكر في عملية ترحيل لمقاتلي التنظيم إلى إدلب، المنطقة الواقعة تحت سيطرة الثوار، وفي هذا السيناريو يمكن للتنظيم استخدام ورقة الأجانب المحتجزين لديهم مثل الصحفي البريطاني جون كانتلي أو الإيطالي اليسوعي باولو داليوليو. يرى فايسفلوغ أنّه مهما كانت طريقة حسم القضية في قرية باغوز، “فلن يعني هذا الحسم نهاية تنظيم الدولة”. فبحسب تقرير حديث للأمم المتحدة قام التنظيم مسبقاً بتكوين شبكة تحت الأرض في سوريا والعراق، وهذه الشبكة متطورة في الأخيرة كما تنقل الصحيفة، “وتجمع عن طريق الابتزاز والتهديد أموالها لتمويل أعمالها الإرهابية”. وبناء على هذا التقرير للأمم المتحدة، ما زال التنظيم يمتلك ما يقارب 300 مليون دولار من المال الاحتياطي، ويسيطر بالإضافة إلى ذلك على 18.000 مقاتل في البلدين المذكورين. ويستنتج فايسفلوغ من تلك الحقائق، “أنّ انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إذا ما تمّ بالفعل، سيخلّف فراغاً قد يستغلّه التنظيم لكي يعود إلى الساحة من جديد”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية