مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بريجينسكي: “على الرئيس أوباما أن يُـعيد الدور الأمريكي المفقود في عملية السلام”

يواجه الرئيس الأمريكي صعوبات متفاقمة في علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو AFP

أظهر عجْـز الرئيس أوباما عن إثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو عن خطّـة بناء مساكِـن جديدة للمُـستوطنين اليهود في القدس الشرقية، مدى الشّـلل الذي يُـصيب الإدارة الأمريكية، عندما يتعلّـق الأمر بمُـمارسة الضغط الأمريكي على إسرائيل، رغم إعلان أوباما أن الاستيطان يُقوض حلّ الدولتيْـن، الذي يرى أنه أمر مِـحوري بالنِّـسبة للأمن القومي الأمريكي.

واستطاع نتانياهو أن يتحدّى عدّة مرات في أقل من أسبوع واحد طلب الإدارة الأمريكية بوقف الاستيطان في القدس الشرقية، مؤكِّـدا في واشنطن أن القدس ليست مُـستوطنة ولكنها عاصِـمة إسرائيل.

وإن كان تصلّـب نتانياهو ليس جديدا، فإن الجديد هو إيمان إدارة أوباما بضرورة حلّ الصِّـراع العربي – الإسرائيلي كبُـؤرة للتوتُّـر تحُـول دون الاستِـقرار ودون تحقيق سياسة أوباما بفتح صفحة جديدة مع العالميْـن، العربي والإسلامي، بل وشهد الجنرال ديفيد باتريوس، رئيس القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، بأن استمرار الصِّـراع العربي – الإسرائيلي يُـغذِّي جذوة مشاعِـر العداء للولايات المتحدة في المنطقة، بسبب مُـحاباة واشنطن ومساندتها لإسرائيل، مما يُـعرِّض حياة الأمريكيين للخطر.

ومع أن أحدث استطلاع للرأي العام الأمريكي حول الصِّـراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي أجرته مؤسسة زغبي إنترناشيونال يظهر أن 81% من الأمريكيين يعتقِـدون بأن استمرار الصراع يُـلحق آثارا سَـلبية بالمصالح القومية الأمريكية، وأن نسبة 40% يرَوْن أن على الرئيس أوباما أن يتصرّف بحَـزم مع إسرائيل لوقْـف الاستيطان، فإن الموقف الرسمي لإدارة أوباما لا يدُلّ على وجود إستراتيجية محدّدة للتّـعامل مع تصلّـب نتانياهو، خاصة فيما يتعلّـق بمدينة القدس.

فعلى سبيل المثال، لم يجرُؤ فيليب كراولي، المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على تِـكرار موقف اللجنة الرُّباعية للشرق الأوسط، التي أكّـدت في حضور وزيرة الخارجية الأمريكية في اجتماع موسكو، أن القدس الشرقية أرض محتلّـة ويجب عدم الاستيطان فيها، بل قال المتحدث: “إن الطريقة الوحيدة للتوصُّـل إلى حلٍّ للدَّعاوى المُـتنازعة على مستقبل مدينة القدس، هو المفاوضات المباشِـرة”، وهكذا، فإن الزعماء العرب الذين أمضَـوْا عشرات السِّـنين ينتظرون الضغط الأمريكي على إسرائيل لتعويض الخلل في ميزان القوة بين الطرفيْـن المتفاوضيْـن، وصلوا في قمّـة سِـرت (ليبيا) إلى قناعة بأن الحل السِّـلمي عبْـر الضغط الأمريكي، سَـراب وأن قوّة إسرائيل العسكرية تفرِض الأمر الواقِـع وأنه لا حَـوْل لهم ولا قُـوة.

خلل في الإستراتيجية

توجّـهت swissinfo.ch إلى الدكتور منذر سليمان، الخبير الاستراتيجي ومدير مركز الدراسات العربية والأمريكية في واشنطن لتقيِـيم إستراتيجية أوباما في التعامل مع إسرائيل لدفْـع مسيرة السلام فقال: “لقد أخطأ أوباما عندما طلب من إسرائيل وقْـف النشاط الاستيطاني، كشَـرط لاستئناف عملية السلام، لأنه بذلك واصل سياسة أسلافه الذين قبلوا بمزاعم إسرائيل بأن الأراضي الفلسطينية مُـتنازع عليها وأن إسرائيل ليست دولة محتلّـة. فقد سمح بذلك لنتانياهو بتقديم حلٍّ وسط، وصَـفتْـه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأنه تنازُل لم يسبَـق له مثيل، وهو تجميد الإستيطان لمدّة عشرة أشهر واستثناء القدس من ذلك التّـجميد، وكان من الحِـنكة السياسية أن يعود أوباما إلى موقف الرئيس كارتر المبدئي القائل، بأن المُـستوطنات غير شرعية وأنه يتعيّـن تطبيق القانون الدولي، الذي لا يسمح للدولة التي قامت بالإحتلال بضمّ الأراضي المحتلّـة أو تغيير طبيعتها، وقد وقَـع الزعماء العرب في نفس الخطإ الإستراتيجي، حينما لم يصِـرّوا على ضرورة تفكيك المستوطنات”.

وقال الدكتور منذر سليمان، إن أوباما راهَـن في بداية فترتِـه الرئاسية على إمكانية أن تُـسفِـر جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية عن حكومة ائتلافية بين حِـزبَـيْ كاديما والعمل، لكي يمكن التعاون مع مبعوثه الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل في السَّـعي لتحقيق حلّ الدولتيْـن، ولكن وصول نتانياهو وتحالُـفه المستند إلى حدٍّ كبير إلى أحزاب دينية متشدِّدة، سرعان ما كسر شوكة المطالبة الأمريكية بوقْـف الاستيطان ليخرج أوباما معترفا بأن سقْـف التوقعات الذي وضعه، كان أعلى ممّـا يمكن تحقيقه، وبالتالي، تراجعت إستراتيجية أوباما من التّـشديد على ضرورة وقف الاستيطان كشَـرط لاستِـئناف المفاوضات المباشرة، إلى محاولة التّـرتيب لمحادثات غيْـر مباشرة بدون شُـروط مُـسبقة، كغطاء للفشل الأمريكي في القِـيام بدور الشريك النّـزيه، الذي يدفع الطرفيْـن إلى حلّ الدولتيْـن، ووجد نتانياهو الفُـرصة سانِـحة للإعلان عن خطّـة لبناء ألف وست مائة وِحدة سكنية للمُـستوطنين في القدس الشرقية، مع وصول جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل، ليُـظهِـر للعالم أنه ليس بوسع إدارة أوباما إرغامه على وقْـف الاستيطان.

وأعرب الدكتور منذر سليمان عن اعتِـقاده بأنه مع تصاعُـد مساندة الجمهوريِّـين، بل وكثير من الديمقراطيين في الكونغرس لنتانياهو، سيزيد موقف أوباما ضُـعفا إزاء ما يُـمكن عمله لمواجهة التعنُّـت الإسرائيلي ورفْـض المطالب الأمريكية بوقْـف الاستيطان والقيام بإجراءات تُـشجِّـع الفلسطينيين على قبُـول المحادثات غيْـر المباشرة.

وقال، إنه ممّـا يزيد موقِـف أوباما ضُـعفا في مواجهة نتانياهو، أن الديمقراطيين لا يريدون خسارةَ المزيدِ من مقاعِـدهم في انتخابات التجديد النِّـصفي للكونغرس في نوفمبر القادم، لذلك، سيُـحاولون حشْـد أصوات اليهود الأمريكيين والحِـرص على عدم الدّخول في مُـواجهة مع إسرائيل، ولذلك أيضا، حرِص البيت الأبيض على التّـعتيم على حجْـم الخِـلاف بين نتانياهو وأوباما في لقائهما خلْـف أبواب مُـغلقة ودون صُـدور أي بيان مُـشترك أو تصريحات للصحفيين.

ضعف الإرادة السياسية

والتقت swissinfo.ch رامسي كلارك، وزير العدل الأمريكي الأسبق وسألته عن الأسباب التي يراها سببا في عجْـز الرئيس أوباما عن ممارسة الضغط على إسرائيل، بعد أن اقتنعت بأن تسوِية الصِّـراع يصبُّ في مصلحة الأمن القومي الأمريكي فقال: “لقد أحاط أوباما نفسه بمستشارين مقرّبين من اليهود الأمريكيين المُـتعاطفين مع إسرائيل ولم تغيِّـر حقيقة أن حلّ الصِّـراع يخدِم المصالح القومية الأمريكية من طبيعة التأييد الأعمى من مُـعظم أعضاء الكونغرس لإسرائيل، لذلك، أصبح من الصعب بمكان على الرئيس أوباما اتِّـخاذ قرار بمُـمارسة الضغط الأمريكي المطلوب على إسرائيل لتحقيق حلِّ الدولتيْـن، الذي يُـسانده أوباما. لذلك، يجب أن لا نتوقّـع إستراتيجية مُـختلفة، إلا إذا توفّـرت للرئيس أوباما الإرادة السياسية القوية ليتّـخذ موقِـفا أكثر جسارة إزاء التصلُّـب الإسرائيلي فيما يتعلّـق بالاستيطان”.

وأعرب وزير العدل الأمريكي الأسبق عن قناعته بأنه لا توجد لدى الرئيس أوباما إستراتيجية واضحة المعالِـم للتّـعامل مع زعماء إسرائيل بشكل مُـختلف عن الحكومات الأمريكية المتعاقبة، التي سمحت لإسرائيل دائما بالتملّـص من التزاماتها دون عِـقاب وقال: “يُـمكن لأوباما أن يطرح إستراتيجية جديدة في ضَـوء تعنُّـت نتانياهو، يتخطّـى من خلالها الضغوط الداخلية الأمريكية بعدَم الصِّـدام مع إسرائيل، بطرح مبادرة سلام أمريكية تنسجِـم مع قرارات مجلس الأمن ومرجِـعية الأرض مقابل السلام، بل وتأخذ في الاعتبار التّـفاهمات التي تمّ التوصّـل إليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال أكثر من عشرين عاما من المفاوضات المباشرة، على أن يحشد لها تأييد الأمم المتحدة والمجتمع الأوروبي، بحيث يشارك الجميع في إجبار إسرائيل على إدراك أنه ليس بوسعها الاستِـمرار في مواصلة الاستيطان والاحتلال بشكل يَـحُـول يوما بعد يوم دون تحقيق حلّ الدولتيْـن، على أن يقنع الرئيس أوباما الشعب الأمريكي بأن الحلّ يخدِم المصالِـح القومية الأمريكية”.

الدّور الأمريكي المفقود

ويتّـفق الدكتور زبجنييف بريجينسكي، المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي مع هذا التحليل ويقول، إنه لا الطرف الفلسطيني قادِر وحدَه على اتِّـخاذ القرارات الصّـعبة التي يحتاج إليها للتوصّـل إلى تسوية نهائية للصِّـراع، ولا الطرف الإسرائيلي قادِر على الخروج عن المواقف التقليدية الرّافضة لتقديم التّـنازلات المطلوبة لتحقيق حلّ الدولتيْـن، لذلك، يتعيّـن على الرئيس أوباما أن يُـعيد الدور الأمريكي المفقود في عملية السلام والتخلّـي عن فكرة أنه لا يُـمكن فرْض حلّ على الطرفيْـن وأن الحلّ يجِـب أن يتمّ من خلال المفاوضات بين طرفٍ ضعيف وطرفٍ بالِـغ القوة: “يجب أن يُـدرك الرئيس أوباما أنه لو ترك الطرفيْـن يتفاوضان، استِـنادا إلى مواقفهما المبدئِـية وعدَم التكافُـؤ بين قوتيْـهما، فلن يُـمكنهما التوصّـل إلى تسوية أبداً، لذلك، يجب أن يطرح الرئيس أوباما مبادرة سلام أمريكية تشمَـل المعالِـم الرئيسية لِـما يُـمكن أن يشكِّـل حلولا للقضايا الرئيسية التي تستنِـد إليها التسوية على أساس حلّ الدولتيْـن، الذي يدعمه المجتمع الدولي وتوافِـق عليه الدول العربية”.

ويعتقد الدكتور بريجنسكي أنه، في ضوء التساؤلات الكثيرة حوْل مدى التِـزام حكومة نتانياهو بحلِّ الدولتيْـن والفجْـوة الواسعة بين قَـبوله قولاً بذلك الحلّ وبين فِـعله من خلال الإجراءات الأُحادِية الجانِـب، التي يتّـخذها ويضعُـها موضِـع التّـنفيذ، ليجعل التوصّـل إلى حلّ الدولتيْـن أمرا صعْـب المنال، تزداد الحاجة العملية إلى طرح الرئيس أوباما لمبادرة سلام أمريكية تقدِّم أفكارا عملية، مثل ضرورة اقتسام القدس ومنح الفلسطينيين مساحات من أرض إسرائيل تُـوازي مساحة الكُـتل الاستيطانية الضّـخمة، التي اقتطعتها من الضفّـة الغربية، وتقديم تعويضات للاّجئين الفلسطينيين عمّـا فقدوه وضَمان التّـواصل الجغرافي لأراضي الدولة الفلسطينية، التي ستكون منزوعة السِّـلاح.

توقيت الضّـغط الأمريكي

أما روبرت مالي، المستشار السابق للرئيس كلينتون لشؤون الشرق الأوسط، فيعتقد أن ما منع الرئيس أوباما من مُـمارسة الضغط العَـلني على نتانياهو فيما يتعلّـق بإصراره على بناء المستوطنات في القدس الشرقية، هو أنه يُـدرك أن ائتِـلافه الحكومي الهشّ، يُـمكن أن ينهار إذا رضَـخ للضّـغط الأمريكي وأوقَـف عمليات البناء الآن وقال: “يمكن أن يُـمارس الرئيس أوباما ذلك الضغط، ولكن في الوقت الملائِـم، مثل المراحِـل النهائية من التفاوض حوْل مستقبَـل مدينة القدس، إذا كتب للمفاوضات أن تُـستَـأنف. فالرئيس أوباما مستعدّ لممارسة الضّـغط الأمريكي على إسرائيل ويجب أن نُـدرك أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تحلّ، ولكن تمّ تأجيلها على أمل قَـبول إسرائيل بقائمة الطّـلبات التي قدّمها الرئيس أوباما لنتانياهو، لكي يُـمكن اجتذاب الفلسطينيين إلى مائدة المحادثات غير المباشرة”.

غير أن دانيال كيرتزر، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، فيرى أن الانتقال الأمريكي من رعاية مفاوضات مباشرة إلى القِـيام بدوْر وسيط في محادثاتٍ غيْـر مباشرة يعود بعملية السلام عشرين عاما إلى الوراء، في غِـياب موقف أمريكي واضح، مثل إعلان أن أساس المحادثات هو حُـدود ما قبل حرب عام 1967.

من جانبه، يعيب السفير ديفيد ميللر، المساعد السابق للمنسِّـق الأمريكي لعملية سلام الشرق الأوسط، على إدارة الرئيس أوباما أنها استسلَـمت لموقِـع الردّ على الأفعال، بدَلاً من أن تطرح إستراتيجية واضحة إزاء عملية السلام وتدفَـع الطرفيْـن نحو تحقيق تقدّم رئيسي، وِفق ما تمّ الاتفاق عليه كأسُـس للتسوية خلال عشرين عاما من المفاوضات المباشرة.

محمد ماضي – واشنطن – swissinfo.ch

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – قال مسؤول فلسطيني كبير يوم الثلاثاء 6 أبريل، إن الولايات المتحدة وصلت إلى “طريق مسدود” في سعيِـها لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض المحتلة. وطالبت السلطة الفلسطينية ومقرّها رام الله بالضفة الغربية المحتلة بوقف كامل للبناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية قبل أي استئناف للمفاوضات المعلقة منذ ديسمبر 2008.

وصرّح صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين بأن الفلسطينيين يريدون ضمانات أمريكية حتى لا تصدر إسرائيل المزيد من المناقصات للبناء على أرض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها، بما في ذلك القدس الشرقية. وأضاف عريقات أن على إسرائيل أن تُـلغي الخُـطط التي أعلنتها الشهر الماضي لبناء مزيد من الوحدات السكنية في مناطق بالضفة الغربية، ضمتها إسرائيل إلى القدس.

وقال عريقات لإذاعة صوت فلسطين “نحن نريد من الإدارة الأمريكية أن تلزم إسرائيل بإلغاء القرارات الاستيطانية.. العطاءات الاستيطانية في رمات شلومو وكرم المفتي (فندق شبرد) وغيرها، وضمانا أمريكيا لعدم تنفيذها وعدم طرح أية عطاءات جديدة، حتى تعطى المحادثات المباشرة الفرصة التي تستحق، “هذا ما ننتظر، ولكن يبدو أن كل المداولات التي تمّـت مع الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية والدول الأخرى، وصلت إلى طريق مسدود بمواقف إسرائيلية تُـصر على الاستمرار في الفعل الاستيطاني والنشاط الاستيطاني وفرض الحقائق على الأرض والابتعاد عن كل ما شأنه تحقيق إعطاء الفرصة للسناتور (جورج) ميتشل وجهوده”، مشيرا إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط. وأضاف عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى مع القنصل الأمريكي العام دانيال روبنشتاين يوم الاثنين 5 أبريل.

وقال “بالأمس جاء القنصل الأمريكي العام والتقى بالسيد الرئيس. تحدّثنا مُـطوّلا عن كل هذه المسائل. ليس المُـهم متى يأتي ميتشل ومتى لا يأتي، المهِـم عندما يأتي ميتشل ما الذي سيحمله معه؟”. “باعتقادي أن الولايات المتحدة أعلنت موقفها وما تريد وربَـطت مصالحها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكما تعلمون فإن الولايات المتحدة هي حليف إسرائيل الإستراتيجي وإسرائيل جزء من الحياة السياسية الأمريكية، وبالتالي، الدولة الوحيدة في العالم القادِرة على إلزام إسرائيل والضغط على إسرائيل، هي الولايات المتحدة”.

وقال عريقات لرويترز، إنه يتعيّـن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يختار إما بناء المستوطنات وإما السلام. وأضاف عريقات أنه إذا استجاب نتانياهو لمطلَـب وقْـف الاستيطان، فإن هذا يعني إعطاء المجتمع الدولي والولايات المتحدة فُـرصة مستحقّـة لمحاولة صُـنع السلام.

ولم يَـرُد نتانياهو، الذي اجتمع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن الشهر الماضي بشكل رسمي بعدُ على المطلب الأمريكي باتخاذ خطوات لبناء الثقة لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى محادثات السلام.

وذكرت صحيفة هاارتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أن أوباما يريد من إسرائيل تجميد البناء في القدس الشرقية لأربعة أشهر، على أمل أن تعيد هذه الخطوة الفلسطينيين إلى المفاوضات الكاملة.

وفي إبرازٍ للانقِـسامات العميقة بشأن القدس، صرّح افيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي بأن إسرائيل لن توافِـق على تجميد البناء في أي مكان في المدينة المقدّسة. وقال ليبرمان، الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا، وهو حزب من أقصى اليمين لراديو إسرائيل، أن البناء لن يجمَّـد “لا في غرب المدينة ولا في شرق المدينة، سواء لليهود أو العرب”.

وبعد ضغوط أمريكية، أعلن نتانياهو، الذي يرأس حكومة تُـهيْـمن عليها أحزاب موالية للمستوطنين، بما في ذلك حزب ليكود الذي يتزعمه، تجميدا للبناء الاستيطاني في نوفمبر لمدة عشرة أشهر في الضفة الغربية، لكنه استثنى القدس الشرقية.

وقال عريقات لرويترز “حتى الآن، نتانياهو رافِـض وقف الاستيطان في القدس. نتانياهو لا زال يتحدّى طلبات الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بوقف الاستيطان في القدس”.

وردّا على سؤال عن كيف سيكون التحرّك الفلسطيني قال “حاليا، عندنا جبهة دولية مُـتماسكة في كل أنحاء العالم.. الولايات المتحدة وأوروبا والعرب وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، كلّـهم بمطلب واحد ولِـسان واحد: وقف الاستيطان. ويبدو أن نتانياهو يتحدّى كل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية برفْـض وقف الاستيطان، ممّـا يعطِّـل إطلاق المحادثات غيْـر المباشرة، التي تحدّث عنها واقترحها ميتشل”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 6 أبريل 2010)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية