مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تطوّعٌ سويسري من أجل عـُيون مغربية

null

للعام الخامس على التوالي، توجّهت قافلةٌ مؤسسة "ألـْتـِيا" السويسرية إلى المغرب لإعادة النور إلى عيون مئات البدو في مناطق نائية، حيث تقوم بحملتين لتصحيح بصر التلاميذ وإجراء عمليات جراحية لمرضى وقفَ السّـّادُ حاجبا بين عدستهم وبريق النهار.

وتعود بادرة تأسيس “ألتـيا” إلى رئيستها، المغربية السويسرية نزهة الإدريسي، التي تستثمر وقتا وجهدا هائلين لاستمرار نشاطات فريق صغير يحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من المحرومين من ظلمة يـُمكن تفاديها…

“لن أنسى ذلك اليوم ما حـييت”. نطقـَت السيدة نزهة الإدريسي بهذه الجُملة بصوت هادئ، لكن بحسرة عميقة. كان يومَ ربيع قارس البرودة في منطقة إيملشيل (وهي قرية جبلية صغيرة ينتمي سكانها لقبائل “آيت أحديدو” وتابعة إداريا لإقليم الراشدية، وتقع في الأطلس الكبير على علو 2200 متر). لم تكن تتوقع أنَّ تاريخ 16 أبريل من مطلع الألفية الجديدة سيهز مشاعرها إلى درجة الانهيار وقضاء شهر في الفراش لدى عودتها إلى سويسرا، حيث تقيم منذ عام 1990.

في ذلك اليوم، كانت السيدة الإدريسي ضمن المشاركين في قافلة “تافيلالت” الإنسانية المغربية التي جالت وسط تلك الجبال المكسُوة بالثلوج. صادف الفريق صبـِيـّين (10 و12 عاما) جمّد البردُ الجليدي رجليهما. وبعد أن فحصهما طبيب سويسري متخصص في تقويم العظام، كان يُرافق القافلة أيضا، أخذهما على الفور لبتر الأطراف الهامدة…

الوقوف وجها لوجه أمام فاقةٍ تبتـُر الأعضاء، وحرمانٍ يخنق الحياة وعُزلةٍ تـسدّ الآفاق، جعل هذه الأم لـطفلين، تتساءل: “ماذا يمكن أن نفعل؟”. كانت حينها تعمل وكيلة أسفار مستقلة تـُنظم رحلات تبادل ثقافي من سويسرا إلى المناطق النائية في المغرب.

فضلت تلك المغامرة على مشوار مهني في العلاقات الدولية، هي الحاصلة على شهادة دراسة عليا في العلوم السياسية من المعهد الأوروبي المرموق في جامعة جنيف، وشهادة جامعية تقنية في مجال التوثيق من جامعة نانسي الفرنسية. تكريسُ حياتها لأسرتها أولا ولنشاطاتها الثقافية حظي بالأولوية لدى السيدة الإدريسي. لكن شيئا ما كان ينقصها…

“إعادة البصر على مدى الحياة”

بعد حادثة إيملشيل، وإثر فترة تأمل واقعي وتفكير عملي، أجابت على سؤالها بإنشاء مؤسسة “ألتيا – الصحة والتربية للجميع” في عام 2002 بــ “بُويي”، مدينة إقامتها في كانتون فو السويسري.

واختارت هذه المنظمة غير الحكومية “إعادة البصر على مدى الحياة” شعارا لها، إذ تسعى إلى مساعدة الفئات المحرومة في الدول النامية على الاستفادة من الرعاية البصرية، ومن التعليم، حيث تدعم تـَمدرُس التلاميذ عن طريق تصحيح بصرهم بالنظارات الطبية التي تـُجهزُها في عين المكان.

تقول لسويس انفو عن شعورها بالحاجة لتأسيس ورئاسة هذه الجمعية: “بعد رحلات كثيرة في المناطق النائية من البلاد، أدركت مدى التناقض الهائل في المغرب بين المدن الكبيرة والمغرب القروي. وبعد مشاركة نشطة في قافلة تافيلالت، استنتجت أهمية علاج أمراض العيون على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. إعادة النظر إلى رب أو ربة أسرة هو بمثابة إنقاذ عائلة بأكملها من الانهيار. هذا دون الحديث عن نـُبل حسّ النظر”.

وتـُفسر السيدة الإدريسي تركيز مؤسسة “ألتيا” على محاربة العمى وتوفير الرعاية البصرية في الجهات المعزولة، أيضا بالبنى التحتية الخفيفة التي يتطلبها طب العيون والبصريات، مقارنة مع ما يمكن أن تحتاج إليه الجمعية في حال اهتمامها بمعالجة أمراض مثل ضعف القلب أو تقويم اعوجاج العظام…

وقد أتت هذه البراغماتية ثمارا طيبة ومُشجعة. فبفريق مُـطوعين لا يتجاوز عددُهم ثلاثة أشخاص في سويسرا، وخمسة آخرين في فرع المؤسسة بفرنسـا، وبميزانية تعتمد على لجنة دعم تتكون من خمسين مانحا وفيا (شركات وأفراد)، وحوالي عشرة شركاء (من بينهم شركات لصناعة النظارات والعدسات البصرية، والمؤسسة السويسرية المغربية للتنمية المستديمة، ووزارة الصحة المغربية والهلال الأحمر المغربي)، ورغم الصعوبات الإدارية التي غالبا ما تـعقّد وتبطئ نشاطات المنظمات الإنسانية، نجحت “ألتيا” منذ عام 2002 في القيام بأكثر من 8000 فحص و1450 عملية جراحية في كل من المغرب وموريتانيا، وإرسال مساعدات إلى العراق.

المغرب: اختيار عاطفي وعقلاني أيضا..

غير أن مُعظم النشاطات والحملات التي قامت بها “ألتيا” منذ تأسيسها تركزت في جنوب وجنوب شرق المغرب.

السيدة الإدريسي – التي رأت النور في بلدة بني تاجيت الصغيرة على أبواب الصحراء جنوب شرقي المملكة، وترعرعت في مدينة بني ملال في الأطلس المتوسط إلى سن 17 عاما قبل مغادرة البلاد باتجاه فرنسا أولا ثم سويسرا – أوضحت في حديثها مع سويس انفو أن “اختيار المغرب يرتبط بسببين: الأول عاطفي لأنني أشعر بواجب تقديم، ولو القليل، لبلد أعطاني الكثير. والثاني، عـَملي لما يـُوفره هذا الخيار من تسهيلات. فأنا لا أذهب إلى أراض مجهولة، بل أحبذ العمل في بلد لي معرفة لا بأس بها بمناطقه النائية والمحرومة، وبثقافته وتقاليده أيضا”.

وقد رافقت رئيسة “ألتيا” فريقها الذي تحول للعام الخامس على التوالي إلى المغرب (من 25 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2006). وعشية مغادرتها سويسرا باتجاه إقليم فيـكيك جنوب شرقي البلاد، صرحت السيدة نزهة الإدريسي لسويس انفو “هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بحملتين مـُتوازيتين وبوحدة مُتنقلة. ويتمثل هدفـُنا في الوصول إلى السكان المعزولين الذين لا يستطيعون القدوم إلينا. فالإقليم شاسع جدا، إذ يمتد على مساحة 56 ألف كيلومتر مُربع ويشكل البدو 60% من سكانه”.

وتابعت قـائلة “إن السفير السويسري في العاصمة الرباط سيأتي لزيارتنا والتعرف على العمل الذي ينجزه فريقنا في المنطقة منذ عام 2005، ونحن نتشرف جدا بهذا المجهود علما أن فيكيك تقع على بعد 900 كلم من الرباط”.

ويـُذكر أن “ألتيا” دُعيت إلى إقامة وحدة طب عيون مُتنقلة في إقليم فيكيك بالتعاون مع الهلال الأحمر المغربي وبلدية فيكيك. ومن يناير إلى نهاية مارس 2005، ظل طبيب عيون سويسري من مؤسسة “ألتيا” في فيكيك إلى أن جهز المصحة وقام بعمليات فحص وجراحة لـفائدة العديد من الأشخاص.

معاهدة تعاون

أما الحملتان اللتان تقوم بهما “ألتيا” حاليا في الإقليم، فستتم إحداهما في المدارس حيث سيقوم فريق أول بتصحيح بصر التلاميذ وتزويد 200 بالنظارات المناسبة، بينما سيشارك فريق ثان في العمليات الجراحية التي ستتم بمدينة بوعرفة، عاصمة الإقليم، بالتعاون مع أربعة أطباء عيون من وزارة الصحة المغربية.

ويسعى هذا الفريق إلى إجراء عمليات جراحية لـ 250 ضريرا، خاصة الذين يعانون من الساد (إعتام عدسة العين – Cataracte). ويتعلق الأمر بالعديد من المرضى الذين سـُجلوا خلال المرحلة الأولى من البرنامج الذي انطلق في يناير 2005. ويتم الكشف عادة عن المرضى الذين يستفيدون من حملات “ألتيا” من قبل وزارة الصحة المغربية وأطباء المؤسسة، الذين يقومون في عدة مناسبات برحلات إنسانية إلى المملكة.

وسيتعزز تعاون “ألتيا” مع السلطات الصحية المغربية من خلال معاهدة التعاون التي ستوقعها مع وزارة الصحة. وتقول السيدة الإدريسي “إن هذه المعاهدة ستسمح لنا بأن نكون فاعلا معترفا به وكاملا في برنامج محاربة الانتشار الشاسع للعمى في المغرب، حيث يـقدر عدد الضريرين الذين فقدوا البصر بمرض الساد وينتظرون الخضوع لعمليات جراحية، بـأكثر من 500 ألف شخص. ورغم العدد الهام لأطباء المتخصصين في جراحة العيون في المغرب (حوالي 500 يتمركزون أساسا في المدن الكبرى)، يظل من الصعب الاستجابة للطلب المتزايد. وسنـُقدم دعما في مجال الموارد البشرية والمعدات”.

حالات مؤثرة تدعو إلى التأمل..

ومنذ انطلاق مغامرة “ألتيا”، صادفت مؤسسة ورئيسة الجمعية مئات الحالات المؤلمة، لكن تلك التي أثرت فيها بـعمق هي الحالات التي استثمرت فيها هذه الأم جهدا شخصيا، إذ تقول: “يتعلق الأمر أساسا بأطفال أتينا بهم إلى سويسرا، نظرا لاستحالة تقديم أي علاج لهم في المغرب. وسأتحدث عن الحالة الأخيرة، وهي الطفلة نـُهيلة، التي كانت تبلغ من العمر عاما ونصف عندما جاءت إلى سويسرا رفقة طبيب عيون المؤسسة الدكتور تريتن الذي كان يفحص حالات الساد في فيكـيك”.

الطفلة نـُهيلة، من مدينة مراكش، كانت تعاني من مرض نادر: أورام سرطانية في العينين. أوشكت على فقدان نعمة البصر إلى الأبد، لأن العلاج الوحيد الذي كان متوفرا في المغرب هو بتر العينين للحيلولة دون وصول الخلايا السرطانية إلى الدماغ، وبالتالي، الحكم عليها بالموت.

وهو حلّ لم تتقبـّله مؤسسة “ألتيا”، إذ قالت رئيستها: “إن المغرب لديه أطباء ممتازون، لكن لا يتوفر دائما على الإمكانيات لمعالجة بعض الأمراض. كان يستحيل أن نترك أحدا ينزع النور من عيني هذه الطفلة، فأتينا بها إلى سويسرا رفقة أمها. فور وصولها، تلقت علاجا مكثفا جدا (بالعلاج الكيماوي وعلاجات سرطان أخرى). وبعد قضائها ستة أشهر في سويسرا رفقة أمها، شُُـفِـيت والحمد الله، وتعود من حين لآخر لإجراء فحوص”.

ما لم تردّده السيدة الإدريسي، الشديدة التواضع والإنسانية، هو أنها احتضنت الطفلة نـُهيلة وأمها خلال أشهر العلاج وسط أسرتها في بيتها بـ “بويي” Pully، حيث كانت ابنتها الصغيرة كنزة تعتني بنـُهيلة كأخت صغيرة… وجسدت بالتالي استمرار العطاء من الأم إلى البنت…

أمٌّ قالت في نهاية حديثها مع سويس انفو: “هذه تجارب تؤثر فينا وتسمح لنا بإدراك الحظ الذي نتمتع به لكوننا بصحة جيدة، ونقيم في بلد لا تُـُعتبر فيه الاستفادة من العلاج ترفا”.

سويس انفو – إصلاح بخات

في كل خمس ثوان، يفقد إنسان البصر في العالم، وفي كل دقيقة ينضاف طفل إلى قائمة هؤلاء الضحايا.
يُقدر عدد الضريرين في العالم بـ37 مليون، وضعيفي البصر بـ124 مليون.
يمكن تفادي حوالي 80% من حالات العمى حسب منظمة الصحة العالمية، لكن شرط استهداف جيد للفئات المحرومة والتكفل بها في مجال التعليم والعلاج.
حسب معطيات التحقيق الوطني المغربي حول انتشار حالات القصور البصري التي أنجز بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في عام 1992:
يعاني زهاء 195000 مغربي من عمى ثنائي، أي 0,76% من إجمالي السكان.
مليون وثلاث مائة يعانون من نقص في البصر الثنائي أو فقدان أحادي الجانب للبصر، ويوضعون في خانة المعرضين لخطر عمى مرتفع.
في المجموع، يعاني مليون وخمس مائة ألف مغربي من قصور بصري خطير.
(المصدر: مؤسسة “ألتيا” السويسرية)

أُنشأت في عام 2002 بمدينة “بويي” في كانتون فو السويسري، كمنظمة غير حكومية لها وضع معترف به كمؤسسة تعمل من أجل الصالح العام.

تهدف إلى محاربة العمى وتوفير الرعاية البصرية للسكان المحرومين في الدول النامية، وتدعم تمدرس التلاميذ عبر تصحيح بصرهم وتزويدهم بالنظارات البصرية التي تجهزها في عين المكان.

تضم المؤسسة 3 أعضاء في سويسرا (من بينهم المؤسسة والرئيسة نزهة الإدريسي ونائبها طبيب العيون الدكتور جون جاك تريتن)، و5 آخرين في فرعها بفرنسا، ولجنة دعم تتكون من 50 مانحا وفيا. ولها حوالي عشرة شركاء، خاصة في سويسرا وفرنسا والمغرب.

تنظم رحلات إنسانية يشارك فيها أطباء عيون مؤهلون يعالجون المرضى ويقومون بعمليات جراحية في مناطق نائية.

منذ عام 2002، قامت “ألتيا” بـأكثر من 8000 فحص و1450 عملية جراحية في المغرب وموريتانيا. كما أرسلت معدات بصرية وملابس ايضا إلى دور أيتام في العراق وفي المغرب. لكن معظم نشاطاتها تتركز في المناطق النائية جنوب شرقي المملكة المغربية.

شعار المؤسسة هو “إعادة البصر على مدى الحياة”. تؤكد مرارا أن مرض الساد (إعتام عدسة العين – Cataracte) هو أول سبب للعمى في العالم، لكنه “ليس قدرا محتوما، بل يمكن علاجه”.

تؤمن “ألتيا” بأن المدرسة تساعد على الخروج من الفقر الذي يؤدي بملايين الاطفال في الدول النامية الى عدم التمدرس، وتولي عناية خاصة بالفتيات التي يقل معدل تمدرسهن بكثير عن الصبيان.

تؤكد أن السكان غير المتعلمين يواجهون خطر العمى بثلاثة أضعاف الاشخاص الذين حصلوا على مستوى من التعليم.

من مشاريع المؤسسة الجارية: الانضمام إلى فدرالية التعاون في كانتون فو “فيدفاكو” للاستفادة من مساعدات عمومية. ومواصلة نشاطات وحدة طب العيون في فيكيك جنوب شرق المغرب التي أقامتها “ألتيا” بالتعاون مع الهلال الأحمر المغربي وبلدية فيكيك.

أم لطفلين، ومزدوجة الجنسية، مغربية وسويسرية.

من مواليد بلدة بني تاجيت الصغيرة الواقعة جنوب شرقي المغرب وجنوب غربي إقليم فيكيك الذي يبعد بـزهاء 900 كلم على العاصمة الرباط. من والدين ينحدران من أًصول أمازيغية وعربية (أب معلم، أم خياطة). هي البنت الوحيدة بين ثلاثة إخوة. في سن الرابعة، تحولت أسرتها إلى مدينة بني ملال في الاطلس المتوسط حيث نشأت.

بعد حصولها في السابعة عشرة من العمر على باكالوريا في الآداب العصرية، توجهت إلى فرنسا حيث واصلت دراستها وحصلت على شهادة جامعية تقنية في مجال التوثيق (قسم المعلوماتيات والاتصال) من جامعة نانسي II.

في عام 1990، انتقلت إلى سويسرا حيث حصلت على شهادة دراسات عليا في العلوم السياسية من المعهد الأوروبي بجامعة جنيف.

منذ سبتمبر 2006، تعمل بدوام جزئي في قسم المبيعات والتسويق بشركة “إيريس”، إلى جانب ترأسها لمؤسسة “ألتيا”.

من 2003 إلى 2006: درّست الاقتصاد والقانون والانجليزية إعدادية أرنولد ريمون في مدينة “بويي” بكانتون فو.

من 1999 إلى 2005: عملت كوكيلة أسفار مستقلة في “رحلات نُزهة” في بويي.

من 2004 إلى 2005: مترجمة ومحاضرة دورية في مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط “CERMAM” في جنيف.

من 1994 إلى 1998: بائعة كـتب في مكتبة “المسافر” في لوزان.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية