مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“من المهم أن تحافظ سويسرا على دورها في المجال الإنساني”

مانيال بسلر يمتلك تجربة ميدانية في مجال العمل الإنساني امتدت لسنوات. swissinfo.ch

ابتداءً من أكتوبر القادم، يصبح مانيال بسلر مفوّضا جديدا للحكومة السويسرية للمساعدة الإنسانية (CSA). وقد أعلنت الحكومة تعيينه في هذه المهمة، خلفا لتوني فريش يوم الأربعاء 4 مايو 2011. وسيتولى المفوّض الجديد تبعا لذلك أيضا، مهمة نائب مدير بالوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

يأتي هذا التعيين بعد فترة طويلة من الترقب، جعلت البعض يعتقد أن وزارة الخارجية ستقوم بإدماج فرع المساعدات الإنسانية بالوكالة السويسرية للتنمية والتعاون ضمن أنشطتها، من أجل المساعدة في مجال التنمية.

وعبّر مانيال بسلر عن عزمه ببذل ما في وسعه لمواصلة العمل الذي أنجزته حتى الآن الهيئة السويسرية للمساعدات الإنسانية التابعة بالنظر إداريا للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

 يتولى بسلر، البالغ من العمر 53 سنة والذي هو محام في الأصل، ويشرف حاليا على مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بباكستان، مهامه الجديدة في برن في شهر أكتوبر القادم، وهذا نص الحوار الذي أجرته معه swissinfo.ch في العاصمة الباكستانية.

swissinfo.ch: ما الذي تنوي إنجازه في إطار وظيفتك الجديدة؟

 مانيال بسلر: يتمثّل هدفي الأساسي في الحفاظ على السمعة الطيبة التي تحظى بها سويسرا، بصفتها طرفا أساسيا ناشطا في المجال الإنساني على الساحة الدولية، باعتبار تقاليدها العريقة وخبرتها ومعرفتها بهذا المجال، فضلا عن قدراتها المهمة في التخفيف من معاناة الآخرين.

إذا نظرنا إلى ماضيك، من الواضح أنك رجل ميدان. ما هو التأثير الذي ستتركه عليك عودتك إلى البلاد والعمل بمقر الوكالة في برن؟

مانيال بسلر: سيمثّل ذلك، تحديا لي من دون شك، ولكن بعد أن عملت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، لن تمثّل هذه النقلة تغييرا كبيرا بالنسبة لي. العمل في المقر هو جزء من العمل الإنساني، لأن التخطيط هو الذي يجعل العمل الميداني ممكنا، والعكس أيضا صحيح. هذه المهمة تتطلب خبرة على المستويين. وبعد أن قضيت ثلاث سنوات في العمل الميداني، أنا مسرور بالعمل في وضع أكثر استقرارا. وأنا سعيد جدا بالعودة إلى بلدي بعد هذه السنوات الطويلة.

 خلال أنشطتك السابقة، هل كانت لديك اتصالات مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون؟

مانيال بسلر: الوكالة شريك، كان لي شرف العمل معه في العديد من المناسبات، ليس فقط خلال وجودي في باكستان، بل ومن قبل عندما كنت في القدس أو في القسم السياسي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. كنت آنئذ في اتصال وثيق بالوكالة، وقد قامت هذه الأخيرة بتمويل العديد من المشروعات التي أشرفت على إنجازها. كنت أعرف هذه الوكالة، لكن ما سيكون جديدا بالنسبة لي، هو العمل من داخلها ومع فريقها. إنه التحدي الذي انا سعيد ومتشجع جدا لرفعه.

تخلفون في هذه المهمة توني فريش الذي شغل هذا المنصب لمدة عشر سنوات، وقد يكون توليكم لهذه المهمة مدخلا لإحداث بعض التغييرات. هل لديكم مشروعات في هذا الشأن؟

 مانيال بسلر: سيتطلب الأمر، بلا شك، بعض الوقت للتعرّف على وكالة التنمية والتعاون وطرق عملها وعلى الإدارة الفدرالية. سوف أشعر بالسعادة بملاقاة زملاء العمل في المستقبل والتعاون معهم من أجل الدعم والحفاظ على هذا الجزء المهم من السياسة الخارجية السويسرية ومواصلة حفاظ هذا البلد على التزاماته وتقاليده الإنسانية. 

يعتبر قطاع التنمية داخل الوكالة أكثر أهمية من قطاع المساعدات الإنسانية، ويصل الأمر بالبعض إلى حد الخشية من إدماج القطاع الثاني ضمن القطاع الأوّل. هل تعتقد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الحالي؟

مانيال بسلر: سيكون من المهم جدا العمل في تنسيق تام وبالتعاون الكامل مع زملائي في قطاع التنمية التابع للوكالة ولا أنظر إلى هذيْن القطاعيْن بوصفهما قطاعيْن معزوليْن عن بعضهما البعض، ولابد من عمل هذيْن القطاعيْن جنبا إلى جنب، لكن قدومي انا شخصيا من ميدان العمل الإنساني، يدفعني بقوة للأمل بان يظل هذا القطاع جزءً مهِـما من السياسة الخارجية السويسرية، لأنه في النهاية يختص بإنقاذ أرواح بشرية. ولهذا السبب، لابد أن يتسم العمل فيه بالسرعة وبالتنسيق الجيّد، وأن تخصص له ميزانية مهمة.

 في هذا الميدان، لا تمتلك سويسرا تقليدا عريقا فقط، بل كذلك تجربة وخبرة، وهي طرف فاعل ورئيسي على الساحة الدولية، واعتقد أنه من المهِـم أن تحافظ سويسرا على دورها في المجال الإنساني. سأبذل ما في وسعي للحفاظ على هذه القيم وهذه الخبرة.

هل يوجد قطاع ضمن المساعدات الإنسانية يستحق انتباه خاصا بحسب رأيك؟

مانيال بسلر: بالنسبة لسرعة تحرك فرق الإنقاذ، بإمكان الآخرين الإستفادة من التجربة السويسرية، وسنواصل العمل في هذا الإتجاه. كذلك، من المهم جدا الحفاظ على حضورنا الميداني. وعندما يحصل تدخلا ما، لابد أن يترك أثره، ولا يجب ان يقتصر الامر على تدخل مؤقت وعلى عملية ذهاب وإيّاب.

أعتقد كذلك أن بإمكان قطاع المساعدات الإنسانية بالوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، أن يشارك بشكل فعال ومهِـم في مشروعات متوسطة وطويلة الأمد. وأنه يجب أن يوحّـد جهوده مع جهود نظرائه في قطاع المساعدات من أجل التنمية.

وأشير هنا إلى ثلاثة عناصر مهمة: انتشار سريع ومباشر وفعال للمساعدات الإنسانية، وعمل على المدى المتوسط والبعيد، لإنجاز المشروعات في المدد المحددة، فضلا عن الجهود التي يجب ان تستثمر في إعادة تأهيل البنى التحتية المتوقفة عن العمل. وأخيرا، القيام بأنشطة على المدى البعيد في مجال التنمية.

1958: ولد بسلر في زيورخ، حيث درس القانون، قبل ان ينتقل للدراسة بمعهد القانون في هارورد بالولايات المتحدة الأمريكية، ومباشرة عمله كمحام.

يدير بسلر منذ سنتيْن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الأعمال الإنسانية بباكستان.

 
1991 – 2000: عمل لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مناطق مختلفة، خاصة ترأسه لوفد اللجنة الدولية للعمل في إسرائيل، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك عمل كمبعوث إعلامي إلى هايتي، ورئيس بعثة في الشيشان، وفي العراق.


1994: اشتغل كمراقب عام متعاون مع قوات الامم المتحدة للحماية في يوغسلافيا سابقا.

منذ عام 2000: يعمل لفائدة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الأعمال الإنسانية، بالمقر الرئيسي بنيويورك، وقام بمهمات في كل من ليبيريا، وفي أفغانستان، وجمهورية كونغو الديمقراطية.

قام بنشر العديد من المقالات حول منظمة الأمم المتحدة.

(نقله من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية