مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اعتماد شارة ثالثة … بالتصويت

السفير السويسري لدى مقر الأمم المتحدة بليز جودي رافعا الشعار الثالث الذي اعتمدته حركة الهلال والصليب الأحمر في الساعات الأولى من يوم 8 ديسمبر 2005 Keystone/AP Photo/Anja Niedringhaus

اعتُمدت شارةٌ ثالثة لحركة الهلال والصليب الأحمر بموافقة 98 دولة بعد اللجوء الى التصويت بسبب تشدد سوريا والدول العربية والإسلامية لحل المشكلة الانسانية في الجولان أولا.

برن تحدثت عن “محاولة سوريا تفخيخ موضوع الشارة بربطها بصراع اقليمي”، بينما ترى دمشق أن “الأصدقاء السويسريين وقعوا ضحية مناورات من دول معينة” لصالح إسرائيل.

تمكن المؤتمر الدبلوماسي لحركة الهلال والصليب الأحمر المنعقد في جنيف منذ 5 ديسمبر من التوصل في صبيحة يوم الخميس 8 ديسمبر وبتأخير يوم عن الوقت المحدد، من اعتماد شارة ثالثة في تدعى “الماسة الحمراء” أو “البلورة الحمراء”، ستـُضاف الى شارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويمكن للجمعيات الوطنية غير المعترف بها استعمالها مستقبلا.

المشروع الذي كانت سويسرا تأمل في حله بإجماع الدول الأعضاء في حركة الهلال والصليب الأحمر الـ 189 – مثلما هي العادة لدى اعتماد المواثيق الدولية الإنسانية- لم يُعتمد إلا بتصويت 98 دولة من بين 125 دولة التي كانت حاضرة في الاجتماع.

وفي تعليقه عن نتيجة التصويت، قال رئيس المؤتمر السفير السويسري ديدي بفيرتر: “لئن كنا مرتاحين من جهة لاعتماد البروتوكول بشكل واضح، فإننا غير مرتاحين لكون ذلك تم بالتصويت وليس بالإجماع”.

أما وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الأحمر الدكتور بشار السعار فاعتبر ما حدث بمثابة “خسارة كبيرة للحركة الدولية الإنسانية”.

اتهامات متبادلة

ويعتقد السفير السويسري ديدي بفيرتر أن عدم حصول إجماع على اعتماد شارة ثالثة لحركة الهلال والصليب الأحمر يعود إلى “تراجع بعض الدول عن وعود قطعتها على مستوى وزاري له ولوزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي أثناء زيارتها للمنطقة من أنها ستصوت لصالح اعتماد الشارة في حال إيجاد تسوية تلبي رغبات الجانب الفلسطيني”. وأضاف السفير السويسري “أن بعضا من هذه الدول صوت بالرفض”.

وأضاف السفير السويسري أنه “ليس من المسموح لصراع بين دولتين أن يفخخ مؤتمرا دبلوماسيا دوليا” في إشارة الى الصراع العربي الإسرائيلي.

أما وزير الدولة السوري المكلف بشئون الهلال الأحمر والقانون الانساني الدكتور بشار الشعار فصرح لسويس إنفو “إننا كنا نتمنى من الإخوة السويسريين ألا يقعوا في هذا الفخ الذي أوقعتهم فيه بعض الدول”. واعتبر الوزير السوري أن هناك “فهما خاطئا لطبيعة المنطقة العربية”، وأن ما تم تحقيقه من اتفاق بين حركة الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داود الإسرائيلية بوساطة سويسرية هو “ليس بالشيء الكبير وقد يثير الكثير من الإشكالات في المستقبل”.

وصرح السفير السوري لدى المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف الدكتور بشار الجعفري في حديث لسويس إنفو بأن “عملية تسييس ملف الشارة بدأت عندما تجنبت وزيرة الخارجية السويسرية زيارة دمشق أثناء جولتها في المنطقة”.

ويعتبر أنه منذ ذلك الحين “تم تفاقم الموقف باتضاح النية المبيتة للدول الضاغطة لعقد المؤتمر بدون طرح ملف الجولان السوري على طاولة المفاوضات، وهو ما أدى الى عرقلة أشغال المؤتمر”.

مواصلة الحوار… رغم التأثيرات السلبية

عن تأثيرات طريقة معالجة ملف الشارة على مستقبل الحركة وعلى العلاقات الثنائية السورية السويسرية، يرى الجانب السوري -رغم المشادة الكلامية التي تمت مع بعض المسؤولين السويسريين داخل المؤتمر- أن “الحوار لم ينقطع مع الجانب السويسري” حسب السفير السوري بشار الجعفري.

وعن انعكاسات ذلك على عمل الحركة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالمؤتمر المزمع عقده في شهر مارس القادم في جنيف للنظر في عملية انضمام جمعية نجمة داود ومنظمات إغاثة أخرى غير معترف بها إلى حركة الهلال والصليب الأحمر، قال الوزير السوري الدكتور بشار الشعار “لا يمكننا تجاهل ما تم أخيرا”. في المقابل، شدد على ضرورة مواصلة الحوار “مع الإخوة السويسريين على أمل التوصل الى حلول تكون في صالح الجميع”، موضحا “إننا لم نطلب سوى مطالب عادلة تخدم شعبنا تحت الاحتلال ووفقا للشرعية الدولية”.

أما سويسرا التي نجحت في إيصال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الى اتفاق بين جمعيتي الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داود الإسرائيلية، وأخفقت في إنجاز نفس المهمة مع جمعية الهلال الأحمر السوري، فأعربت في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية على لسان السفير السويسري لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة بليز جودي عن الاعتقاد بأن “العرض الذي تقدمت به وزيرة الخارجية السويسرية أثناء افتتاح المؤتمر من أجل تسهيل حوار بين جمعية الهلال الأحمر السوري وجمعية نجمة داود الإسرائيلية لم يتم قبوله رسميا وبالتالي فإن سويسرا لم تعد ملزمة بذلك”.

ترحيب وارتياح

وفي ردود فعل على اعتماد شارة جديدة لحركة الهلال والصليب الأحمر، اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبيرغر ذلك “عملا إيجابيا للغاية من شأنه أن يدعم القانون الإنساني الدولي وعالمية حركة الصليب الأحمر”.

أما الحكومة الإسرائيلية فاعتبرت ما تم بمثابة “تقدم تاريخي من شأنه أن يصحح غلطة ارتكبت في حق حركة نجمة داود الإسرائيلية والسماح لها بالانضمام الى حركة الهلال والصليب الأحمر كشريك كامل العضوية”، حسب ما صرح به السفير الإسرائيلي في جنيف اسحاق ليفانون.

وسيعرف بدون شك الاجتماع القادم لحركة الهلال والصليب الأحمر والماسة الحمراء المزمع عقده في الربع الأول من العام القادم في جنيف فتح الجدل من جديد عندما يتعلق الأمر بقبول عضوية جمعية الإغاثة الإسرائيلية وباقي الجمعيات الأخرى غير المعترف بها داخل الحركة.

محمد شريف – سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية