مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل “تهدم أسس اتفاقيات أوسلو”، وهجمات النظام السوري على إدلب

قارب قابل للنفخ يحمل مهاجرين قبالة الساحل الليبي
تُظهر صورة نشرتها منظمة الإنقاذ البحري المدني الألمانية "sea-eye" قارب قابل للنفخ يحمل مهاجرين قبالة الساحل الليبي. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، تم إنقاذ 65 شخصًا من قارب مطاطي طافوا قبالة الساحل الليبي في صباح يوم 05 يوليو. تم نقل المهاجرين على متن سفينة الإنقاذ آلان كردي التي تديرها المنظمة. Keystone / Fabian Heinz / Sea-eye Handout

 رغم سيادة أجواء صيفية وارتفاع درجات الحرارة القياسية، لم تخل الصحف السويسرية من تغطيات للشؤون العربية، وكانت من أبرز القضايا التي تناولتها بالتغطية هذا الأسبوع: اقدام اسرائيل على هدم منازل الفلسطينيين، والاوضاع المأساوية للمهاجرين في ليبيا، والهجمات المتكررة على محافظة إدلب،..

انتهاك اتفاقيات أوسلو

تحت عنوان “إسرائيل تهدم أسس اتفاقيات أوسلو” نشرت صحيفة “لوتون” يوم 23 يوليو 2019 مقالاً توقفت فيه مراسلة الصحيفة ألين جاكوتيت عند حادثة تعد سابقة، حيث أقدمت الجرافات الإسرائيلية لأوّل مرة منذ إبرام اتفاقيات أوسلو على هدم منازل فلسطينية في صور باهر، قرية تقع ضمن الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، بدعوة أنها بناءات فوضوية غير مشروعة. وتقع هذه القرية على بعد ثمانية كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القدس.

هذه الخطوة الإسرائيلية تنتهك بشكل صريح مقتضيات اتفاقيات أوسلو التي تعتبر المنطقة “أ” تابعة بالكامل للسلطة الفلسطينية، وبالتالي فهي تثير انزعاج الفلسطينيين الذين ظنوا أنهم بمنآى عن الجرافات الإسرائيلية. الجرافات الإسرائيلية استهدفت هذه المرة المنازل القريبة من الجدار الفاصل بين إسرائيل وأراضي الحكم الذاتي. ويأتي هذا تنفيذا لتحذير وجهته السلطات الإسرائيلية في عام 2012 من أن كل من يبني بجانب الجدار العازل سوف تهدم منازلهم، بدعوى أن وجود هذه المنازل يمكّن الإرهابيين من التسلل إلى إسرائيل، حتى لو حصل أصحاب تلك المنازل على تراخيص من السلطات الوطنية الفلسطينية. و”بالنسبة لسلطات الدولة العبرية، كل الوسائل مقبولة من أجل طردهم من أراضيهم”، تقول مراسلة الصحيفة. 

وينقل المقال عن الناشطة الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، بابارا: “هذه المعركة التي استمرت سبع سنوات، انتهت يوم 18 يونيو الماضي. فقد تلقى سكان هذه المنازل الامر بهدم منازلهم بأنفسهم خلال شهر. وما لم يحصل ذلك، ستتكفل الدولة العبرية بذلك، على أن ترسل تكلفة قيامها بذلك لأولئك المالكين”. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية “يوجد حوالي 350 أسرة معنية بهذا الموضوع في قرية صور باهر.

ما حدث في صور باهر سيكون له ما بعده، ومعناه “أن أيدي الإسرائيليين ستكون مطلوقة في هدم كل المنازل الفلسطينية المحاذية للجدار الفاصل بين الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، حتى لو كانت تابعة قانونيا إلى السلطة الفلسطينية”. هذه الخطوة، هي التي “دفعت العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين لزيارة قرية صور باهر للتعبير عن تضامنهم مع أصحاب البيوت التي تعرضت إلى الهدم. ورغم الانتقادات والاعتراضات عن الخطوة الإسرائيلية، لا يبدو ان ذلك قد حرّك ساكنا للدولة العبرية”، يختم المقال.

تدهور أوضاع اللاجئين والمهاجرين في ليبيا

كشف القصف الجوي الذي تعرّض له مركز لاحتجاز اللاجئين غير القانونيين يوم 4 يوليو، بحسب صحيفة “لا ليبرتي” في عددها لـ 25  يوليو 2019 على المأساة التي يعيشها اللاجئون والمهاجرون في ليبيا. وكان ذلك القصف الذي أمر به المارشال حفتر “قد أودى بحياة 53 معتقلا، وجرح 130 آخرين، وفي أغلبهم من السودان وإريتريا والصومال. وكرد فعل على هذه المجزرة، ناشدت العديد من المنظمات الدولية كل من الاتحاد الأوربي والإتحاد الإفريقي فعل ما بوسعهما لتوفير الحماية للمهاجرين واللاجئين”.

مراكز مكتظة

في مرحلة أولى، يجب أن يتجه التدخل العاجل إلى البحث عن بلدان لإستقبال المهاجرين واللاجئين الذين يوجدون في مركز التجميع والمغادرة الذي يدار بالاشتراك بين حكومة الوفاق الوطني في ليبيا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتلعب هذه المراكز دور الوسيط بين مراكز الإيقاف الليبية وبين الدول التي تعرب عن استعدادها لقبول هؤلاء اللاجئين. وعادة ما يكون أغلب هؤلاء من الفئات الضعيفة كالنساء والشيوخ والأطفال القصر.

الصحيفة تنقل عن مسؤول يعمل في المجال الإنساني الدولي “تردي أوضاع هؤلاء المهاجرين، وبطء عملية ترحيلهم إلى بلدان آمنة، بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في بلدانهم الأصلية وفي ليبيا على السواء”.

ومما يزيد هذه الأوضاع ترديا هو أن “ليبيا من البلدان التي لم توقّع اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضعية اللجوء، وهي تعتبر كل مهاجر لم يدخل البلاد بشكل قانوني شخصا مذنبا ومنتهكا للقوانين لابد من احتجازه وترحيله”.

وإزاء هذا الوضع، “تطالب المنظمات الانسانية من الاتحاد الأوروبي عدم إعاقة عمل السفن التي تحاول انقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسّط، نظرا للظروف القاسية التي يعانون منها في ليبيا، ومخاطر سقوط هؤلاء الباحثين عن الحماية في أيدي المهربين والمتاجرين بالنساء والأطفال”.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول دولي قوله “المهاجرون بين ناريْن: من ناحية ضغوط حركة الهجرة من الجنوب إلى الشمال، ومن ناحية ثانية، انتظارات الاتحاد الأوروبي من ليبيا أن تقوم بالسيطرة على حدودها البحرية، بما يمنع الهجرة غير الشرعية تجاه بلدانه، ويضاف إلى ذلك كله النزاع المسلّح الذي تمر به ليبيا”.

مشكلة التمويل

الأوضاع الاستثنائية التي تمرّ بها ليبيا، جعلت المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين في حاجة للمزيد من التمويل لإنقاذ المهاجرين من السقوط في ايدي المهربين والمتاجرين بهم. خاصة وأن هذه المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة تعتمد بشكل مطلق على تبرعات الدول. ووفق هذا التقرير الذي نشرته الصحيفة السويسرية، “تحتاج المفوّضية للقيام بمهامها في ليبيا في عام 2019 إلى 88 مليون دولار، لم يتح لها منها سوى 40% حتى الآن”.

ولكن، يختم كاتب المقال “لا يجب أن يكتفي الاتحاد الأوروبي بتوفير تمويلات حتى لو كانت كافية، لأنه لإيجاد حل على المدى البعيد لابد من إيجاد تسويات سياسية لتحقيق الاستقرار في بلدان المنشأ”.

“الاستثناء العربي”

نشرت صحيفة “لا ليبرتي” نقلا عن وكالة الانباء السويسرية تقريرا عن التطوّرات في تونس عقب وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، مذكّرة بأنه “كان أوّل رئيس تونسي منتخب مباشرة من الشعب، وبطريقة شفافة وديمقراطية”. وفيما يبدو مؤشّر على استمرارية العملية الديمقراطية في تونس، وتمسكا بمقتضيات دستور الجمهورية الثانية، تولى كما ينص دستور 2014، رئيس البرلمان مهام الرئاسة لمدة 90يوما، فيما أعلنت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات تقديمها مواعيد الانتخابات الرئاسية احتراما للمدة الدستورية، التي يجب ألاّ تتجاوز 90 يوما من وفاة او عجز الرئيس عن أداء مهامه.

وبعد أن أشارت الصحيفة إلى رسائل التأبين والدعم التي تهاطلت على تونس عقب وفاة السبسي، وإعلان سبع دول عربية الحداد لمدد متفاوتة، ذكّرت بأن الرئيس التونسي الراحل كان اكبر رئيس دولة في العالم بعد ملكة بريطانيا، وأنه تولى الوزارة في عهد أب الاستقلال الحبيب بورقيبة، وفي عهد زين العابدين بن علي، كان رئيس البرلمان لمدة سنتيْن قبل أن يغيب عن الحياة السياسية لمدة ثلاثة عقود، ليعود بعد الثورة لحماية استمرارية الدولة والمساعدة في وضع المسار الديمقراطي وسياسة التوافق مع المعارضين وجميع الأطراف السياسية والاجتماعية.

وختم التقرير بأن “تونس هي البلد العربي الوحيد الذي واصل مسيرة الانتقال الديمقراطي، على الرغم من التجاذبات السياسية الحادة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة والهجمات الارهابية المتكررة”.

هجمات متعثرة وكارثية على إدلب

عالجت صحيفة نويه تورخير تسايتونغ ليوم الثلاثاء 23 يوليورابط خارجي الوضع في سوريا والهجوم المتعثر للأسد، كما وصفته الصحيفة في عنوان مقالتها، على مدينة إدلب معقل الثوار، الهجوم الذي أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا بين المدنيين. منذ ثلاثة أشهر يحال نظام الأسد عبثاً الاستيلاء على المدينة.

يُرجع كاتب المقالة كريستيان فايسفلوغ سبب هذا الفشل بشكل أساسي إلى عدم مشاركة إيران في هذه العلميات، لانشغالها في أزمتها في الخليج، “في ظل الأزمة في الخليج الفارسي، نعيش كارثة إنسانية جديدة في سوريا حاليًا. منذ أبريل، يحاول نظام الأسد استعادة محافظة إدلب التي لا تزال متمردة في الشمال الغربي من البلاد بدعم جوي روسي.”، الهجمات الروسية يوم الأثنين 22 يوليو على سوق في معرة النعمان أدت إلى سقوط 35 قتيلاً من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن، ولكن روسيا تنفي تلك الأخبار، التي تؤكدها المعلومات والصور القادمة من هناك عبر الإنترنت، وفي فيديو للصحفي هادي العبدالله الذيرابط خارجي ينقل من السوق أجواء أربعة ضربات جوية هناك، كما جاء في الصحيفة، التي تؤكد مع ذلك عدم مقدرة النظام على التقدم في إدلب، حيث لا يلبث أن يستولي على جزء من المدينة إلّا ويستعيدها الثوار، كما أن عدد الضحايا من الطرفين، بحسب الأرقام الواردة من مرصد حقوق الإنسان، متساوية تقريباً، لأسباب عدة أهمها عدم مشاركة الميليشيات الشيعية في العملية العسكريةرابط خارجي للنظام على إدلب.

 أما عدم المشاركة الإيرانية فيعيده الصحفي إلى ان مدينة إدلب لا أهمية استراتيجية لها بالنسبة لإيران، بالإضافة إلى عدم الرغبة بزيادة التوتر في العلاقات مع تركيا، التي تلعب منذ سبتمبر الماضي دور الضامن لإنهاء التصعيد هناك بحسب اتفاقية سوتشي، وهذا سبب ثان لتعثر النظام في محاولته الاستيلاء على المدينة، كما يؤكد فايسنلوغ. امّا السبب الثالث لهذا التعثر في التقدّم باتجاه إدلب فيعيده الصحفي إلى وجود أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي في إدلب “من الإسلاميين المسلحين أيديولوجياً وعسكرياً، الذين نجو في الكثير من المعارك منذ ثماني سنوات والآن يتواجدون وظهورهم إلى الحائط في إدلب، فليس لديهم ما يخسرونه”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية