مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كرة القدم السويسرية على أبواب عهد جديد

Keystone

نوّهت الصحف السويسرية الصادرة الاثنين 16 يونيو بالانتصار الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره البرتغالي بهدفيّن مقابل صفر، على الرغم من أن سويسرا لم تستطع الاحتفاظ بحظوظها في البطولة الأوروبية التي تستضيفها بالاشتراك مع النمسا.

وانتهز المحللون هذه الفرصة لتقييم حصيلة السنوات السبع التي قضّاها المدرب كوبي كون على رأس المنتخب، وتكاد تجمع التعليقات على الطابع الإيجابي لتلك الحصيلة.

ورأت أغلب الصحف أن الانتصار الذي حققه “الناتي”، (كما يحلو للسويسريين تسمية منتخبهم، وهو تصغير لصفة كلمة “الوطني” باللغة الألمانية)، على الفريق البرتغالي الذي يرشحه الكثيرون للفوز بهذه البطولة، من شأنه أن يثلج صدور الكثيرين، ويسمح للفريق بمغادرة المنافسة بانطباع إيجابي.

وبالتأكيد، فالمعلقون يدركون أن الفريق الذي واجه السويسريين يوم الأحد كان أغلبه من عناصر الاحتياط، وأن نجوم الفريق الحقيقيين لم يشاركوا في المباراة. أما سويسرا، فقد أسعفها الحظ، وأنصفها التحكيم هذه المرة على الأقل!

انتصار بطعم الهزيمة

ونقرأ في عناوين العديد من الصحف سويسرية الناطقة بالفرنسية إجماعا على أن “سويسرا التي لم تخيّب ظن كوبي كون في آخر مشواره، قد استطاعت في الأخير رفع رأسها، وسمحت بمغادرة البطولة بأقل ما يمكن من مشاعر المرارة، وقد حصل ذلك فعلا”.

لكن هذا الانتصار، الذي لا يشك أحد في روعته، يبقى من دون أي معنى، فسويسرا أخفقت في التأهل للدوري الربع النهائي للبطولة التي تستضيفها.

وأمام المنتخب السويسري لكرة القدم طريق طويل لكي يصبح قادرا على افتكاك موقعه في منافسات كرة القدم الأوروبية. وبالنسبة لصحيفة “لوتون” التي تصدر بالفرنسية في جنيف: “يظل المنتخب السويسري محروما من فرص الربح، وفي حاجة إلى خط هجومي قادر على تسجيل أهداف، وعلى منح وسط الهجوم القدرة على التحرك وتهديد مرمى المنافس”.

وبالطبع، وكما يحصل مع كل المنتخبات، ركزت أغلب الصحف على تحديد دور المدرب في الهزيمة التي لحقت بالفريق السويسري. ولكن من الظاهر أن الصحف السويسرية لم تحمّل كوبي كون المسؤولية في ما حصل.

ولخصت صحيفة نويه لوتسرن تسايتونغ (تصدر في لوتسرن بالألمانية) الموقف بشكل جيّد، وأكدت أن هناك أمران لا جدال فيهما: “الأمر الأوّل أن سويسرا لم تحقق أهدافها في البطولة الأوروبية من حيث النتائج، وثانيا، يظل كوبي كون، المدرب السويسري الأكثر نجاحا في تاريخ الكرة السويسرية”.

تجربة تتأرجح بين النجاح والفشل

وقد قضى كوبي كون على رأس المنتخب السويسري سبع سنوات، فترة طويلة جدا بمقياس كرة القدم، تؤكد نويه تسوخر تسايتونغ التي تصدر بالألمانية في زيورخ. وخلال هذه الفترة لا بد من الاعتراف أن كوبي كون قد حقق ما عجز عنه سابقوه، وأوصل المنتخب السويسري للمشاركة في ثلاث مراحل نهائية في منافسات دولية كبرى.

وفي الحصيلة كان دور كوبي كون إيجابيا بالنسبة لصحيفة “نويه لوتسرن تسايتونغ” التي كتبت: “ترك هذا المدرب بصماته على مرحلة بأسرها، وكان يولي عناية كبيرة لعلاقة الثقة التي تربطه باللاعبين، وعمل بإرادة قوية على إظهار المنتخب في صورة العائلة الواحدة، وكان شديدا مع أولئك الذين يرفضون الانصياع للقواعد المتبعة داخل الفريق”.

لكن من الصعب الحديث عن إجماع حول حصيلة هذا المدرب، ولم يكن كل شيء على أحسن ما يُرام، بدءًٍ بصعوبة التواصل. فهو بطبعه رجل حذر وكتوم. وبالنسبة لمدرب لكرة قدم، هذه الخاصية تعد نقطة ضعف.

من ناحية أخرى، أشارت صحيفة “بازلر تسايتونغ” (تصدر بالألمانية في بازل) إلى أن الخيارات التكتيكية التي اعتمدها المدرب لم تكن دائما موفقة، خاصة في بطولة الأمم الأوروبية هذه السنة، وبالنسبة إليها “الخطأ الجسيم الذي ارتكبه المدرب هو عدم إقدامه على إقحام أكان ياكين في الملعب منذ البداية، وخلال المباراة الأولى”.

عهد جديد

وترى صحيفة “كورييري ديل تيتشينو” أن “كوبي كون نجح في تشكيل منتخب وطني منسجم، ووضع بذلك حدا للانقسام المعهود الذي كان يعاني منه من قبل. ولكن، على المدى الطويل، “دور الأبوة” الذي كان يحرص على إحاطة عناصر الفريق به، لم يكن كافيا: فمستوى المنتخب ظل عند مستويات منافسات كأس العالم 2006، إن لم نقل تراجع أصلا”.

وتضيف الصحيفة التي تصدر تصدر بالإيطالية في موتزانو بكانتون التيتشينو: لم يدرك كوبي كون أنه، وبعد نهاية منافسات 2006 بألمانيا، كان عليه أن يترك مكانه إلى مدرب آخر. لقد كان من الواضح، مع إقتراب بطولة الأمم الأوروبية، ومع تزايد شعبية المنتخب، بأنه سيكون من الصعب عليه وهو المعروف بتجنبه للأضواء، مجارات هذا الوضع المستجد”.

ومن الآن فصاعدا، تتجه الأنظار إلى المستقبل، ويلوح عهد جديد في الأفق مع وصول المدرب الألماني أوتمار فيتسفالد، وسيكون بإمكانه البناء على ما أنجزه كوبي كون طيلة سبع سنوات.

وتختتم “نويه لوتسرنر تسايتونغ” تعليقها: “سيستأنف كوبي كون، أصيل زيورخ، حياته كما كان دائما، يتسوّق كل يوم سبت إلى محلات ميغرو ليقتني أغراضه، ويبدأ عهد المدرب الدولي أوتمار فيتسفالد. وبداية هذا العهد الجديد فرصة للتغيير. ولفيتسفالد أوراقا بإمكانه أن يستفيد منها: وليس مطالبا بالبداية من الصفر، كما كان الحال مع كوبي كون سنة 2001 بعد انتهاء مرحلة سلفه ترسرّو”.

سويس انفو – أولفيي بوشار

(ترجمه من الفرنسية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)

أُقصي المنتخب السويسري من تصفيات بطولة الأمم الأوروبية بعد خسارته لمباراته الأولى ضد منتخب جمهورية التشيك (1 مقابل صفر)، ومباراته الثانية ضد تركيا (2 مقابل 1)، وذلك قبل ملاقاته للفريق البرتغالي.

ويوم الأحد 15 يونيو، تنافست تركيا وجمهورية التشيك على الورقة الثانية للتأهل للربع النهائي، بعد أن ضمنت البرتغال المرتبة الأولى.

وبعد مباراة سادها التشويق حتى الدقيقة التسعين، استطاعت تركيا التأهل للدوري القادم بعد تسجيلها للهدف الثالث في الدقيقة 89 من عمر المقابلة، في حين أقصيت جمهورية التشيك من المنافسة.

وبعد نتائج يوم الأحد 15 يونيو أصبح ترتيب المجموعة الأولي كالتالي:

البرتغال: 6

تركيا: 6

جمهورية التشيك: 3

سويسرا: 3

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية