مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تداعيات سياسية وقانونية وثقافية لاعتقال بولانسكي في سويسرا

كان من المفترض أن يحصل رومان بولانسكي على جائزة تقديرية تكريما لمجمل أعماله من مهرجان زيورخ الدولي للأفلام يوم الأحد 27 سبتمبر 2009 Keystone

أثار اعتقال المخرج السينمائي الفرنسي - البولندي (76 عاما) يوم السبت 26 سبتمبر لدى هبوطه في مطار زيورخ، موجة غير مسبوقة من الإحتجاج والاستنكار، فيما تحرّكت الدبلوماسية الفرنسية والبولندية بسرعة وطلبت من الولايات المتحدة التدخّـل للإفراج عنه.

في الوقت الذي كان بولانسكي يستعدّ للتكريم من طرف المهرجان الدولي للفيلم في زيورخ يوم الأحد 27 سبتمبر على مُـجمل إنتاجه وأعماله، تم إيقافه بناءً على بطاقة تفتيش وجلب أمريكية، حيث لا زال التتبّـع قائما في حقِّـه من طرف السلطات القضائية منذ عام 1977 بسبب قضية أخلاقية، ولم يتمكّـن من دخول الولايات المتحدة مجددا منذ 1978.

وفيما قضّـى المخرج الفرنسي – البولندي ليلته الثانية في السجن، أعلن الأستاذ إيرفي تْـميم، في تصريح لصحيفة لوفيغارو الفرنسية، أنه سيطلُـب بالإفراج عن موكِّـله، مشيرا إلى وجود “مشكل سقوط بالتقادُم” تتعلق بهذه القضية التي يعود تاريخها إلى عام 1977. وذكّـر المحامي الفرنسي بأن الضحية المُـفترضة للمخالفة (وهي فتاة أمريكية كانت في سن الثالثة عشر حينها)، قد سحبت شكواها ضد بولانسكي منذ سنوات طويلة.

وفيما تساءلت وسائل الإعلام الفرنسية والسويسرية عن الأسباب التي تكمُـن وراء إقدام السلطات السويسرية على اعتقاله هذه المرة، في حين أنه كان يسافر إلى كل مكان تقريبا، في أوروبا وفي العالم، كما أنه زار في العديد من المرات منتجع غشتاد (في كانتون برن)، حيث يمتلك بيتا ريفيا، أوضح غويدو بالمير، المتحدث باسم وزارة العدل والشرطة في برن، أن السلطات السويسرية أحيطت عِـلما من طرف الولايات المتحدة برقم رحلة رومان بولانسكي وساعة وصوله إلى سويسرا، وجاء ذلك في أعقاب تبادل للمعلومات استنادا إلى بطاقة جلب وإيقاف صادرة بحق المخرج السينمائي. وسارع المتحدث بالقول أن “الأمر يتعلق في هذه الحالة بإجراء اعتيادي تماما”.

وحرصا على حماية الشخص المُـعتقل واحتراما له، لم يُـحدِّد السيد بالمير مكان الإعتقال الحالي لرومان بولانسكي، وذكّـر المتحدث باسم وزارة العدل والشرطة، أن المخرج السينمائي الفرنسي – البولندي يتوفّـر ابتداءً من لحظة إيقافه على أجلٍ يستمر عشرة أيام، للإعتراض على اعتقاله تمهيدا لتسليمه.

من جهة أخرى، طلبت البعثتان الدبلوماسيتان، الفرنسية والبولندية في سويسرا، بتمكينها من زيارة رومان بولانسكي. وصرّح قنصل بولندا لوكالة الأنباء السويسرية “إننا نأمل في أن نتمكّـن من مقابلته يوم الثلاثاء (29 سبتمبر) على أقصى تقدير”.

وفي سياق متصل، كاتبت فرنسا وبولندا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لطلب الرحمة بحق المخرج السينمائي الشهير. وصرح الوزير بيرنار كوشنير لإذاعة فرنسية عمومية “كل هذا ليس بالشيء الجميل جدا”، مضيفا بأنه اتصل بوزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – ري، التي أعلِـمت خلال عطلة نهاية الأسبوع بإيقاف رومان بولانسكي، حسبما أوضح المتحدث باسم وزارة العدل والشرطة السويسرية.

وشدّد المتحدّث على أن القضية تُـعالج “على المستوى التقني” على غِـرار أية قضية من هذا الصِّـنف، بالرغم من وجود تبِـعات دبلوماسية وسياسية لها، على حد قوله. وأشار بالمير إلى أن وزارة العدل والشرطة على اتصال مع “جميع الشركاء المعنيين”.

من جهة أخرى، أطلق فنانون في فرنسا عريضة للمطالبة بالإفراج عن رومان بولانسكي، ومن بين أول الموقِّـعين عليها المخرج السينمائي الفرنسي اليوناني كوستا غافراس والممثلتان فانّـي أردانت ومونيكا بيلّـوتشي.

أما في سويسرا، فقد أطلق عدد من السينمائيين، من بينهم ميشال بوهلر وأورسولا مايير وآلان تانّـير وفيرناند ميلغار، عريضة خاصة بهم بالإشتراك مع 100 من الفنانين الآخرين. واعتبر فريديريك مير، المدير السابق لمهرجان لوكارنو الدولي للسينما أن اعتقال رومان بولانسكي “كارثي لصورة سويسرا بشكل عام ولصورة سويسرا الثقافية بشكل خاص”، وأضاف أن ما حدث “يُـعطي الانطباع بأنه تمّ نصب فخٍّ للمخرج”، وهو ما قد يُـلحق الضرر “بأية تظاهرة ثقافية” في المستقبل.

swissinfo.ch مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية