مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تعود بقوّة إلى العالم العربي وإفريقيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في زيارة إلى مسار البحرين الدولي لسباق السيارات يوم 19 فبراير 2009 Keystone

يُنهي وزير الخارجية الروسي لافروف جولة هامّـة في الشرق الأوسط والخليج.. والرئيس اليمني يستكمل زيارة "عسكرية" لموسكو.. والمبعوث الروسي إلى دارفور يُكثِّـف اتِّـصالاته في دُول الجوار... وروسيا تستعدّ لتصدير الدّفعة الأولى من القاذِفات الصاروخية التدريبية "هاشم" إلى الأردن.. ورسّـامون رُوس يُقيمون معرضا للفنّ التشكيلي في دمشق، يقولون إنه من وسائل تعزيز التّواصل مع شعوب المنطقة...

حركات مكوكية ومبادرات ووساطات في جميع الاتجاهات، تدل على أن موسكو، التي باتت تحكُـمها زعامة شابة وصارمة، عادَت بقوّة لتطوي صفحة السنوات الضائعة في حقبة الانهيار وتستعيد بعضاً من موقِـعها السابق في الخارطة الدولية.

ولا أدلّ على تلك الرغبة الجديدة من الإصرار، الذي يُبديه الروس على استضافة مؤتمر دولي في الصائفة المقبلة، لإنضاج تسوية سياسية للصِّـراع العربي الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، بحث وزير الخارجية سيرغي لافروف أخيرا في القدس ورام الله والقاهرة، استعدادات الإسرائيليين والفلسطينيين والمصريين للمشاركة في المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط، الذي تعتزِم موسكو استضافته. وقال في ختام اللقاءات، إنه سمع من الجميع استعداداً للحضور، مُعلِـنا عن قمّـة تحضيرية روسية – مصرية في يونيو المقبل.

واللاّفت، أن ساقَـي لافروف، المعروف بطول قامته، أوصلتَـاه إلى بلَـديْـن يقعان في منطقة تُعتَـبر مُحرّمة على الرّوس، لكونها حديقة خلفية للأمريكيين، هي الخليج الذي يعُـج بأساطيلهم وقواعِـدهم العسكرية، إذ زار كلاًّ من البحرين وعُـمان، وأجرى محادثات مع الملك ومع السلطان قابوس، وأعلن وزير الخارجية البحريْـني عن نِـية بلاده التعاون في المجال العسكري مع موسكو، وهو تطوّر غير مسبوق في العلاقات الثنائية.

والأهمّ من ذلك، أن موسكو أرادت طمْـأنة الخليجيين إلى أن تعاوُنها النّـووي مع طهران، يقتصِـر على الأغراض السِّـلمية وأنها حرِيصة في الوقت نفسه على “احترام سِـيادة بُـلدان الخليج العربية”.

ورأى أحمد ونيس، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة التونسية، أن انفتاح روسيا على مملكة البحرين في هذا الظرف بالذات، أملاه التّـعاون القائم بين موسكو وكلّ من سوريا وإيران. وتوقّـع ونيس، الذي عمل سفيرا في موسكو ودلهي الجديدة ومدريد في تصريح خاص لسويس أنفو، أن تتلُـو الاتصالات الأخيرة مع البحرين وعُمان، حوارات مع البلدان الخليجية الأخرى التي فتحت سفارات في موسكو في مطلَـع العقد الماضي في أعقاب انهيار الإتحاد السوفييتي السابق، للبحث في الملفّ الإيراني، انطِـلاقا من أن موسكو تَـعتبر التعاون النووي مع طهران، خيارا لا رِجعة عنه.

27 شركة حربية

غير أن الاختراق الرّوسي في الخليج، لم يقتصر على الزيارات الدبلوماسية والتعبير عن الاستعداد لتطوير تعاون نووي وعسكري مع بلدان المنطقة، وإنما في الحضور المكثَّـف في فعاليات الدّورة الجديدة لمعرض الصناعات العسكرية في أبو ظبي “أيدكس – 2009″، التي انطلقت في 22 فبراير بمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف و7 شركة روسية للصناعات الحربية. وهدف هذا المعرض الهام، هو الإطِّـلاع على آخر ما استجدّ في مجال صناعة الأسلحة والتّقنيات العسكرية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات تُـساعد على تبادُل الخِـبرات بين ذوي الاختصاص والعسكريين.

وعرض مجمّـع الصناعات الحربية الروسي هذا العام، طَـيْـفا واسعا من الأسلحة المتنوّعة، من بينها آليات ومُـعدّات ثقيلة ومنظومات دِفاع جوّي ودبّـابات وغوّاصات وصواريخ وعربات مدرّعة، بالإضافة إلى ذخائر، تبدأ بالطّـلقات العادية وتنتهي بالصّواريخ الموجّـهة.

وأكّـد ميخائيل دميترييف، مدير الهيئة الفدرالية الرّوسية للتعاون التِّـقني، أن موسكو تسعى في الآونة الأخيرة إلى تطوير التّـعاون العسكري والتِّقني مع الدّول العربية ودخول أسواق جديدة، مُذكِّـرا بتوقيع عقود ضخْـمة مع الجزائر وتنشيط التعاون العسكري مع ليبيا وسوريا.

وتوقّـع نيكولاي ديميديوك، رئيس وفد شركة “روس أبورون أكسبورت” في المعرض في حديث لوكالة الأنباء “إيتار – تاس” الروسية، أن الأولويات ستُـعطى لنشْـر المنظومات الوطنية الخاصة بالدِّفاع المُـضادّ للصواريخ «الدّرع الصاروخية”، مشيرا إلى أن الفريق الرّكن طيار فهد أحمد الأمير، رئيس هيئة الأركان العامة الكويتي، أعرب بشكل مباشر عن “اهتمامه بمنظومة الدفاع الجوي الروسية”، وأضاف قائلا “اقترحْـنا عليه إنشاء مثل هذه المنظومة باستخدام المنظومات الصاروخية “بوك – أم 2 أي”، التي تستطيع مكافحة جميع أنواع الأهداف”.

كما تنوي الإمارات نشر منظومة أقْـمار صناعية خاصّة بالاتصال العسكري السرّي، وهي مؤلّـفة من قمَـريْـن صناعيين، سيتِـم إطلاق أحدهما إلى الفضاء بواسطة الصّاروخ الروسي “بروتون – ام”.

…وقاذفات صاروخية تدريبية للأردن

ليس هذا هو الاختراق العسكري الوحيد لمجمّـع الصناعات الحربية الروسية، فشركة “بازالت” الحكومية تستعدّ أيضا لتصدير دُفعة من القاذِفات الصاروخية التدريبية “أر بي جي – 32” أو “هاشم” إلى الأردن في يوليو المقبل.

وأعلن نيكولاي سيريدا، نائب مدير الشركة لوكالة “انترفاكس” الروسية يوم 25 فبراير، أن موسكو ستصدِّر القاذفات التدريبية أولا، ثم تلِـيها القاذفات الصّاروخية القِـتالية.

ولا يُـمكن الحديث عن “اختراق” مُـماثل مع اليَـمن، باعتباره زبونا تقليديا لمصانع السِّلاح الروسية، غير أن الصّفقات الجديدة المعقودة مع الجيش اليمني توسّـع لا محالة، شبكة الزبائن في العالم العربي، فتفكّـك الإتحاد السوفييتي السابق بعد مرحلة البريسترويكا، أضعف التّعاون التسليحي بين الجانبين طيلة الحِـقبة الماضية.

ومن هذه الزاوية، اكتست الزيارة الأخيرة التي أدّاها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى موسكو واختتمها يوم 26 فبراير الماضي، أهمية خاصة، واستطاع صالح أن يحصُـل على وعود من موسكو بشطْـب الدُّيون اليمنية المَـوروثة من الحِـقبة السوفييتية، والتي تبلغ الآن 1.2 مليار دولار. وكان الدَّين اليمني في واقع الأمر أكبر بستة أضعاف، لكن روسيا قرّرت في عام 1997 شطْـب نسبة 80% منه في إطار الاتِّـفاقات التي توصّـل إليها أعضاء نادي باريس للدّائنين.

وكشف صالح لصحيفة “فريميا نوفوستي”، أنه عبّـر لرئيس الوزراء بوتين ورئيس الدولة مدفيديف، أنه يُرحِّـب بمجيء المُـستثمرين الرّوس إلى اليمن، وخاصة في مجال التّـنقيب عن النفط والغاز والمَـعادن، كما كَـشف أنه ينوي شِـراء “المزيد من مقاتِـلات ميغ – 29، التي يملِـك الجيش اليمني تشكيلات منها، وربّـما ميغ – 35″، كما قال. وأوضح أن مباحثات تجري حاليا لشِـراء مِـروحيات وزوارق روسية، لم يُحدّد نوعِـياتها، بالإضافة لشاحنات من شركة “كاماز”.

بالي زيارات

لم يكُـن صالح، الزّعيم العربي الوحيد الذي زار موسكو مؤخّـرا، فكثير من السياسيين العرب الذين نسَـوا الطريق إليها، عادوا يستذكِـرون ملامح قصر الكرملين والشوارع الممتدّة على ضِـفاف نهر الفولغا والساحة الحمراء… التي ألَـفوها في السبعينات والثمانينات، ومن بين هؤلاء، الزعيم الدّرزي وليد جنبلاط، الذي على رغم معاداته المتشدّدة لسوريا حليفة روسيا، تلقّـى دعوة لزيارة موسكو أواخر الشهر الماضي.

وأجرى جنبلاط محادثات مع وزير الخارجية الروسي لافروف، صرّح على إثرها بأنه يتطلّـع إلى دور روسي أكبر على الساحة السياسية في الشرق الأوسط، “بحكم مكانتِـها ودورها الإيجابي في المنطقة وقُـربها من المسائل العربية”.

لكن موسكو لم تنتظر نصيحة جنبلاط، إذ سمّـت ألكسندر سلطانوف، نائب وزير الخارجية، مبعوثا خاصّا للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، أسْـوة بالمبعوث الأوروبي توني بلير، وقبل أن يُعيّـن أوباما المبعوث الأمريكي الجديد جورج ميتشل.

ورأت لور دلكور، مديرة البحوث في “معهد البحوث الدولية والإستراتيجية” الفرنسي في تعليق لسويس أنفو، أن هذا الاهتمام الروسي المُـتزايد بالمنطقة، أن موسكو لا تسعى فقط إلى استعادة موقِـعها السياسي والعسكري في المنطقة، وإنما أيضا إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية للَـعِـب دور أكبر في قِـطاع النفط والغاز الذي أدركت أهميته، خلال أزمة الغاز مع أوكرانيا والبلدان الأوروبية خلال فصل الشتاء.

وتستورد بلدان الإتحاد الأوروبي 25% من النّـفط، الذي تستهلكه و40% من الغاز من روسيا، ممّـا يُسبِّـب عجْـزا ضخْـما ومُـزمنا لصالح روسيا في المبادلات التجارية مع الإتحاد، وخاصة في ظل التّـصاعد المستمر لأسعار المحروقات منذ سنة 2000 وتزايُـد حجْـم مستوردات أوروبا من مصادر الطاقة.

وما يؤكِّـد صحة هذا التّـحليل في شأن سعي الروس لزيادة نفوذهم في أسواق الطاقة، أن شركة “نور” الكويتية للاستثمار المالي، أسَّـست مؤخَّـرا شركة مُـشتركة مع وِحدة تابعة للعِـملاق الرّوسي “غازبروم” للتنقيب عن النفط والغاز. وعثرت شركة “تاتنفت” الرّوسية في الفترة الأخيرة أيضا، على ثلاثة حقولٍ نفطية في سوريا، يبلغ حجم تدفُّـقاتها نحو 150 مترًا مكعّـبا يوميا، كما تقوم الشركة بأعمال الاستِـكشاف الجيولوجي في أربع مناطِـق بليبيا.

عودة إلى إفريقيا

ولوحظت عودة روسية مُـماثلة إلى إفريقيا، ومن علاماتها البارزة، تسمية مبعوث خاص للرئيس الروسي لشؤون السّودان في شخص ميخائيل مارغيلوف. وأنهى مارغيلوف مؤخّـرا جولة شملت السودان وبلدان الجِـوار، لدرس آفاق تسوية الأوضاع في دارفور وتبادُل الآراء حول المُـضاعفات التي قد تنجُـم عن إصدار مذكِّـرة اعتقال في حقّ الرئيس السوداني عمر البشير.

وبرأي محلِّـلين روس، فإن الهدف الرئيسي لموسكو، ليس هو فقط العودة إلى إفريقيا والسودان خاصة، “بل تقديم المساعدة في معالجة القضية السودانية”، انطلاقا من أن موسكو تَـعتبِـر أن إصدار مذكِّـرة اعتقال في حقّ البشير، ستؤدّي إلى تدهور الأوضاع وستزيدها سوءاً.

وكان الروس عبَّـروا عن قلقِـهم بشأن مذكِّـرة الاعتقال ورأوا أنه من الضّروري التدخّـل، “لأنها قد تولِّـد ردودَ أفعالٍ اجتماعيةٍ سودانية شديدة وتؤدّي إلى الفوضى وإلى تداعِـيات كبيرة تُـزعزع الاستقرار في المنطقة”.

وأوضح مارغيلوف من جهته، أنه بوسع روسيا “التّـعامل مع كافة الأطراف المعنية وكذلك الدّولية، لتجميد عملية إصدار المذكرة”.

هذا ليس جديدا

غير أن أحمد ونيس، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة التونسية، اعتبر أن هذا التوجّـه الروسي ليس مرتبِـطا بمجيء الرئيس مدفيديف إلى الكرملين، فهو توجّه بوتين. واستدلّ على أن فكرة الدّعوة لمؤتمر سلام حول الشرق الأوسط قديمة، بالإشارة إلى اجتماع مُـضيّـق شارك فيه هو شخصيا في موسكو في يناير من العام الماضي بقيادة روسية – ألمانية، وفي حضور ممثِّـلي ستة بلدان عربية ووفد إسرائيلي كبير مؤلف من 15 عنصرا، وكان مِـحوره الإعداد لمؤتمر دولي للسلام، يشمل تسوية مع سوريا وأخرى مع لبنان، بالإضافة للمسار الفلسطيني.

إلا أن السفير ونيس استدرك مؤكّـدا أن الجديد هو الحرب الأخيرة في جورجيا. فمنذ هزيمة حُـلفاء الغرب الجورجيين، لم تعُـد روسيا تتقبَّـل المبادرات الأمريكية بالأسلوب القديم، وإنما بمنهَـج جديد فيه نُـهوض ودفع للعلاقات مع العالم العربي وآسيا وأوروبا، وهو ما يفسِّـر التحرّكات الروسية الأخيرة في جميع الاتجاهات، وخاصة في العالم الإسلامي بعمقيه الإيراني والباكستاني، كما قال.

ويعتقد ونيس أن حِـقبة بوش الإبن في العلاقات الروسية الأمريكية انتهت بالهزيمة الجورجية، التي كانت درساً قاسياً للإدارة الأمريكية السابقة، شبيها بالدّرس العراقي، وبناءً على ذلك، يبدو الرّوس مقبِـلين على إطلاق مبادرات عديدة.

ومن ضمن هذا الأسلوب الأمريكي الجديد، كانت العِـبارات الأولى التي استخدمها أوباما في شأن روسيا، هي الحوار والتّـفاوض على جوهر المسائل، مؤكِّـدا أنه يعتبِـر روسيا شريكا مسؤولا، فيما اختفى الحديث عن نشْـر الدّرع الصاروخي في البلدان المحاذية للإتحاد الروسي، مثلما لاحظ ونيس.

واعتبر في تعليقه لسويس انفو، أن الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، دخلت مرحلة عُـنوانها الاستماع وتضميد الجِـراح، لكن مضمونها لم يتّـضح بعدُ، وربّـما كانت إدارة أوباما بصدَد انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية، غير أنه رأى في الانفتاح السياسي على سوريا وزيارات وفود أمريكية غير حكومية لإيران، مؤشرا على تغيير في الأسلوب، يَـشي بتطوّرات مُـحتملة في الخيارات، لا يمكن الحسْـم في شأنها الآن.

“على أننا لو صدّقنا الخارطة التي وضعها نائب رئيس الدوما ميخائيل بورياف على غلاف كتاب أصدره منذ أيام عن مستقبل العلاقات بين التكتّـلات والحضارات في العالم، لأيقنّـا أن الكرملين يضع نصب عينيْـه إقامة إمبراطورية روسية ثالثة، بعد الإمبراطوريتين، القيصرية والسوفييتية. وبحسب الرؤية التي عبر عنها الكِـتاب والذي يحمل عنوان “روسيا إمبراطورية ثالثة”، سيتوزّع العالم على خمس إمبراطوريات في غُـضون عقد من الزّمان، هي كنفدرالية الأمريكتين والإمبراطورية الصِّينية، التي ستستوعب بقوّتها العسكرية والاقتصادية، جنوب شرق آسيا، ودولة الخلافة الإسلامية الجديدة الممتدّة من جاكرتا إلى طنجة وغالبية أقاليم إفريقيا جنوب الصحراء، والإمبراطورية الهِـندية، إن تغلّـبت على تحدِّيات مُـحيطها الإسلامي.

وطِـبقا لتلك الخارطة، ستَـفرِض روسيا هيْـمنتها على القارّة الأوروبية، التي تكهَّـن بورياف بتفسخ دولها واندثار حضارتها. وحتى إن كانت هذه الخارطة تعكِـس حُـلما أكثر منها سياسات عملية، فإن روسيا تطمح من دون شك إلى استعادة موقِـع بارز في الساحة الدّولية، وتندرج ضِـمن هذا الهدف الكبير عملية إعادة الانتشار الرّاهنة في إفريقيا والعالم العربي.

رشيد خشانة – تونس

صنعاء (رويترز) – أفادت وسائل إعلام رسمية أن اليمن وقع صفقة لشراء ما قيمته مليار دولار من الاسلحة من روسيا، بما في ذلك مقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مصادر لم تكشف هويتها قولها، ان اتفاقات جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لموسكو شملت شراء مقاتلات ميغ-29 وطائرات هليكوبتر ودبابات من طراز تي-80 وتي-72 ومركبات مدرعة.

وقالت الوكالة في ساعة متأخرة يوم الخميس 27 فبراير، “من أهم النتائج التي تمخضت عن هذه الزيارة الناجحة، عقد صفقة أسلحة وتجهيزات عسكرية روسية من مختلف التشكيلات البرية والبحرية والجوية، لتعزيز القدرة الدفاعية لليمن في مجال مكافحة الارهاب والقرصنة البحرية”. وتسير سفن حربية روسية دوريات في خليج عدن منذ نهاية العام الماضي في اطار جهود دولية لحماية الممر الملاحي قبالة ساحل الصومال من هجمات القراصنة.

ويتكهن خبراء عسكريون روس ومسؤولون كبار بأن اليمن قد يكون ضمن عدة دول في المنطقة، ستستضيف قواعد روسية في المحيط الهندي والبحر المتوسط. وأبلغ الرئيس صالح نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف خلال محادثات في الكرملين، ان اليمن يرغب في بحث كيفية مواصلة توفير كل التسهيلات اللازمة التي تحتاجها السفن الروسية للمساعدة في مكافحة القرصنة بالمنطقة، مضيفا أن مكافحة القرصنة تمثل أهمية كبرى لليمن.

كان الاتحاد السوفييتي ورد كميات كبيرة من الاسلحة الى اليمن الجنوبي في السبعينات والثمانينات، مقابل حق استخدام البحرية السوفييتية لمرافق موانيه. وقالت الوكالة اليمنية ان محادثات صالح في موسكو تناولت أيضا امكانية قيام شركات روسية ببناء محطة كهرباء في اليمن والتنقيب عن النفط والغاز والمعادن.

ويقول محللون ان وجود السفن الحربية الروسية في المنطقة، جزء من محاولات الكرملين لاستخدام قوته العسكرية من أجل الاضطلاع بدور أكبر في السياسة العالمية.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 27 فبراير 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية