خضع مؤخرا جنينان يعانيان من تشوه في الظهر لعملية جراحية في رحم أمهما بمستشفى الأطفال في زيورخ. وكان هذا النوع من العمليات قبل الولادة يتم حتى الآن في الولايات المتحدة فقط.
وأعلن المستشفى يوم الخميس 28 يوليو الجاري أن الجنينين اللذين خضعا لتدخل جراحي ناجح، في نهاية 2010 وفي منتصف 2011، كانا يعانيان من انشقاق العمود الفقري (الذي يعرف أيضا بالصلب المشقوق أو السنسنة المشقوقة أو الحبل الشوكي المشقوق Spina Bifida).
ويتسبب هذا التشوه الخلقي في خروج جزء من العمود الفقري من الجسم في أسفل الظهر عادة، بحيث لا يُغلق الأنبوب العصبي الجنيني كليا، أي أن الحبل الشوكي لا يتشكل بشكل كامل، كما أن عظام الفقرات التي تقع فوق الجزء المفتوح من الحبل الشوكي لا تتشكل وتبقى غير متحدة ومفتوحة، مما يؤدي إلى إتلاف النخاع الشوكي.
وفي الربيع الماضي وُلد أول الطفلين اللذين خضعا للعملية الجراحية، بينما تنتظر ولادة الطفل الثاني قريبا، مثلما أوضح لوسائل الإعلام البروفيسور مارتين مولي، الطبيب الجراح المسؤول الذي قاد العمليات بالتعاون مع مستشفى زيورخ الجامعي.
وأكد الطبيب أن "الـمولود الجديد وأمه في حالة جيدة". وبالنسبة للجنين الثاني، قام فريق الجراحة بزراعة قطعة صغيرة من جلد الأرداف على العمود الفقري المفتوح للجنين. ولم يلاحظ الفريق حدوث أي مضاعفات "كارثية".
من جانبه، أقر طبيب التخدير، بيتر بيرو، أن تخدير الأم والجنين وإجراء عملية لهما ومراقبتهما في نفس الوقت – علما أنهما مريضان مختلفان جدا – يشكل تحديا استثنائيا، خاصة وأن الهدف يتمثل في القيام بالتدخل الجراحي من دون أن يشعر الجنين وأمه بالألم والإجهاد. وقد استغرقت العمليتان ما بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات.
ويعاني واحد من كل ألف جنين في سويسرا من الصلب المشقوق ويولد حوالي 30 طفلا بهذا التشوه الخلقي.
وحسب دراسة أمريكية، تُحســـّن عمليات ما قبل الولادة حركة الساقين، وبالتالي قدرة الأطفال على المشي، مقارنة مع التدخلات الجراحية بعد الولادة. وإلى حد الآن، لم تشهد الحالات الـ 183 التي خضعت لهذا النوع من الجراحة في الولايات المتحدة مضاعفات خطيرة.
في المقابل، يزيد هذا النوع من الجراحة من خطر الولادة المبكرة وتوقف الحمل التلقائي أو بروز مشاكل في الرحم. ولمنع التقلصات الرحمية المبكرة، يوجد دواء لشل حكة الرحم. هذا ولا يمكن للسيدة التي تخضع لعملية في الرحم أثناء الحمل أن تضع إلا بعملية قيصرية.
جميع الحقوق محفوظة . فكل محتوى موقع swissinfo.ch محفوظ الحقوق، وغير مُصرح به إلا للاستخدام الخاص فقط . ويتطلب أي استخدام آخر لمحتوى الموقع غير الاستخدام المذكور أعلاه، لا سيما التوزيع، والتعديل، والنقل، والتخزين، والنسخ موافقة كتابية مسبقة من موقع swissinfo.ch. إذا كنت ترغب في استخدام محتوى الموقع بأي شكل من هذه الأشكال، برجاء التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: contact@swissinfo.ch
وبخصوص الاستخدام لأغراض خاصة، لا يُسمح إلا باستخدام الروابط التشعبية المؤدية إلى محتوى معين، ووضعها على الموقع الإلكتروني الخاص بك أو الموقع الإلكتروني لأي أطراف خارجية. ولا يجوز تضمين محتوى موقع swissinfo.ch إلا في بيئة خالية من الإعلانات دون أي تعديلات. وتُمنح رخصة أساسية غير حصرية لا يمكن نقلها وتسري سريانًا خاصًا على كل البرامج والحافظات والبيانات ومحتوياتها المتاحة للتنزيل من على موقع swissinfo.ch. وتُمنح هذه الرخصة بشرط التحميل لمرة واحدة وحفظ البيانات المذكورة على أجهزة خاصة. وتظل باقي الحقوق الأخرى ملكية خاصة لموقع swissinfo.ch. ويُمنع منعًا باتًا بيع أو المتاجرة باستعمال هذه البيانات على وجه الخصوص.