مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا الروماندية تعزز تواجدها في إمارتي رأس الخيمة وأبو ظبي

swissinfo.ch

سمحت زيارة وفد اقتصادي وجامعي من الدويلات الروماندية، الناطقة بالفرنسية، لإمارتي راس الخيمة وأبو ظبي، بترسيخ صلات قائمة بين الإمارتين وسويسرا.

كما كانت فرصة للإطلاع على الفرص المتاحة أمام شركات سويسرية متخصصة في التكنولوجيا النظيفة لكي تشارك في مشاريع مثل مدينة مصدر البيئية أو الجزر الشمسية أو المركب الجامعي المقام بالتعاون مع المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان EPFL.

نظم مكتب الترويج الاقتصادي والتكنولوجي بدويلة جنيف رحلة استطلاعية ما بين 17 و20 أكتوبر الجاري لإمارتي رأس الخيمة وأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة شارك فيها حوالي 60 ممثلا عن شركات صناعية وتكنولوجية ومعاهد جامعية وعلمية ومؤسسات حكومية من كانتونات ناطقة بالفرنسية في سويسرا هي جنيف وفو ونوشاتل وفريبورغ.

وسمحت هذه الجولة الماراتونية لأعضاء الوفد بالوقوف على مشاريع طموحة بصدد الإنجاز الإمارتان، بدأ بالتجهيزات التي تقوم بها إمارة رأس الخيمة لاحتضان الدورة 33 لكأس أمريكا لسباق اليخوت بين الفريق السويسري “آلينغي” والفريق الأمريكي “أوراكل”. وانتهاء بمشروع بناء مدينة مصدر وهي أول مدينة ايكولوجية بدأ تشييدها في إمارة أبو ظبي والتي تشارك فيها سويسرا بحي كامل أطلق عليه إسم “القرية السويسرية”.

رئيس الوفد ووزير الاقتصاد بدويلة جنيف السيد بيير فرانسوا أونجر قال إن “هدف الزيارة هو تعزيز المبادلات ليس فقط على المستوى الاقتصادي مع منطقة الخليج التي تربطنا بها علاقات جيدة للغاية، بل يتعلق الأمر أيضا بانتهاز فرصة مقابلة الساهرين على التخطيط لهذه المدن المحافظة على البيئة وعلى الطاقة، والسماح في نفس الوقت للإطارات الأكاديمية سواء من جامعة جنيف أو المعهد الفدرالي العالي المتعدد التقنية في لوزان، أو من المؤسسات المتخصصة، بوضع خبرتهم ومعرفتهم في خدمة هذه الانجازات المتعددة بالمنطقة”.

نفش الشعور يعتري الجانب الإماراتي، وبالأخص سلطات رأس الخيمة التي تثمن هذا التعاون السويسري على لسان أمين ديوان ولي العهد ونائب حاكم إمارة رأس الخيمة، الشيخ عمر بن صقر القاسمي الذي قال: “عموما، الإمارات أو رأس الخيمة تربطهما علاقات جيدة مع الإخوان في سويسرا من رجال أعمال ومصنعين ومعاهد علمية. ونرغب في تعزيز هذه العلاقات القائمة بين البلدين لأن سويسرا بلد معروف بمستواه العلمي والصناعي. فنحن يفرحنا ويشرفنا التعاون مع الإخوة في سويسرا بسبب مستواهم المتطور”.

إهتمام أكثر من المتوقع

وإذا كانت سويسرا الناطقة بالألمانية قد سارعت للاهتمام بتفاصيل المشاركة في مشروع القرية السويسرية بمدينة مصدر المحافظة على البيئة، فإن غالبية الشركات الصناعية والتكنولوجية من حوض بحيرة الليمان المتحدثة بالفرنسية لربما قد تحركت متأخرة للوقوف على طبيعة هذه المشاريع التي قد تفتح لها آفاقا مستقبلية خصوصا تلك المتخصصة في التكنولوجيا النظيفة. وهذا ما يفسر مشاركة حوالي 60 ممثلا عن مختلف القطاعات.

وفي هذا السياق، قال الوزير بيير فرانسوا أونجر: “في الوقت الذي كنا نتوقع أن يلبي الدعوة للمشاركة في هذه الزيارة حوالي 20 ممثلا، تلقينا أكثر من 60 طلبا واضطررنا لرفض حوالي عشرين، وهذا ما يعكس الأهمية التي توليها قطاعات اقتصادية مثل التكنولوجيا النظيفة أو تلك التي بها قيمة مضافة للمشاركة في تشييد مدينة مستقبلية مثل مدينة مصدر المقامة على أساس التنمية المستدامة والتي هي حصيلة بحث عن كيفية تعزيز التنمية في المستقبل بدون المساس بمستقبل الأجيال القادمة”.

من جانبه، صرح مدير مكتب الترويج الاقتصادي والتكنولوجي في دويلة جنيف رولف غوبي: “إن جنيف تعمل على توحيد اهتمام الشركات المتخصصة في التكنولوجيا النظيفة من دويلات المنطقة الروماندية والاستفادة من اللقاءات مع المعنيين في عين المكان لمعرفة مدى قدرة الشركات الروماندية في الإسهام في تشييد مدينة مصدر”.

ويرى السيد غوبي أن “المشاركة في مشروع مصدر هو بمثابة واجهة لما ستصبح عليه مدن المستقبل، والمشاركة في ذلك هو بمثابة عرض للخدمات التي تعرضها الشركات المشاركة وعبارة عن اختبار على نطاق أوسع وعملي لتكنولوجيات وحلول بيئية ومناخية لا زالت في الوقت الحالي في مراحلها التجريبية، ومحاولة للقيام بتعاون بين شركات سويسرية ومعاهد وجامعات محلية مثل جامعة أبو ظبي ومعهد مصدر للتكنولوجيا والعلوم؛ وهذه كلها فرص مفيدة سواء بالنسبة لمدينة مصدر أو لمؤسساتنا السويسرية”.

وإذا كانت شركات كبرى قد اهتمت بمشروع مصدر منذ البداية مثل شركة “ديبون” أو “سون وات”، فإن الوفد اشتمل أيضا على مؤسسات صاعدة وعلى شبان تخرجوا على التو من المعاهد التكنولوجية السويسرية المختلفة، ويحاولون القيام بالخطوات الأولى لتطوير ابتكارات تكنولوجية أو بيئية عبر مؤسسات ناشئة.

وكانت هذه الزيارة بالنسبة لهؤلاء بمثابة جولة استطلاعية للتعرف على واقع المنطقة وربط الاتصالات مع من قد يستهويهم الابتكار. لذلك تميزت هذه الزيارة بتبادل مكثف للبطاقات الشخصية، وهو ما يشكل أول اتصال في مثل هذه الجولات الاستطلاعية.

لكن مع ذلك، استطاعت شركات وبالأخص تلك المتخصصة في أمن وسلامة شبكات تبادل المعلومات، من العودة بعقود فعلية كانت قد أعدت لها من قبل.

الحصيلة إيجابية

إذا كانت الأيام الثلاثة واللقاءات الماراتونية قد سمحت للسياسيين السويسريين بمقابلة أصحاب القرار مثل نائب حاكم إمارة رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي أو ولي عهد إمارة ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من الوزراء الاتحاديين، فإن الزيارات الميدانية لمختلف المشاريع، إما التي يتولاها سويسريون أو تلك التي قد تستهوي شركات ومؤسسات سويسرية، قد سمحت للممثلي القطاعات الاقتصادية أو الجامعية بالتعرف على فرص التعاون المستقبلي.

وهذا ما يلخصه سفير سويسرا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة السيد فولفغانغ أمدويس برولهارت بقوله: “لقد أعرب الوزير أونجر والوفد المرافق له عن الارتياح لنتائج الزيارة. وقد أعجب الوفد بالرؤيا الكامنة وراء مشروع مصدر، هذه المدينة المحافظة على البيئة، (كما أعجب أيضا) بكون سويسرا حجزت حيا كاملا داخل هذه المدينة”.

ويرى السفير السويسري أن “المهم في هذا الوفد أنه كان متكونا من ممثلي عدة قطاعات. فعلى سبيل المثال، استطاع ممثلو جامعة جنيف أن يزوروا ويتصلوا بعدد من ممثلي جامعة أبو ظبي، كما استطاعوا ربط علاقات مفيدة في المستقبل. وكانت هناك مجموعة متخصصة في التكنولوجيا النظيفة التقت بنظرائها فيما يمكن وصفه بتعزيز الاتصالات، وهذا ما قد يتم تعميقه في المستقبل”.

وعما إذا كانت هذه الزيارة قد سمحت بدفع الشركات الروماندية للمشاركة في مشروع مصدر الطموح، قال السفير السويسري: “إن أحد أهداف الزيارة كان أيضا جمع المعلومات، وقد رغب ممثلو العديد من الشركات التوقف على حقيقة مشروع مدينة مصدر وما إذا كان مشروعا قابلا للتحقيق أم لا. واستطاعوا التوقف على حقيقة أن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والبناية الرئيسية في مصدر تم الشروع في تشييدها فعلا، كما تعرفوا على مكان تشييد القرية السويسرية”.

واستطرد السفير السويسري قائلا: “من هذا المنطلق، يمكنني بشكل شخصي استنتاج أن الحصيلة كانت إيجابية نظرا للفائدة المجنية، وللاستحسان الذي قابل به المسؤولون في الإمارات نوعية المشاركين في هذا الوفد السويسري”.

محمد شريف – swissinfo.ch – أبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)

زار الوفد الاقتصادي السويسري إمارة رأس الخيمة يوم 17 أكتوبر 2009 وقضى نصف يوم في زيارة جزيرة الحمراء والخليج المحيط بها حيث أقيمت قاعدة إيواء فريق “آلينغي” السويسري المشارك في الدورة 33 لكاس أمريكا لسباق اليخوت.

أثناء تواجد الوفد، قام فريق آلينغي بقيادة إيرنيستو بيرتاريلي بإجراء ثاني تدريب له في مياه رأس الخيمة استعدادا للمنافسة التي ستتم – في صورة حصولها على موافقة الفريق الأمريكي المنافس – في حدود العاشر فبراير 2010.

كما زار مكان تشييد مشروع الجزر الشمسية الذي يشرف عليه المعهد السويسري للإلكترونيات والميكروتقنية من نوشاتل، واستمع إلى الشروح المقدمة من قبل رئيس المعهد الفدرالي العالي المتعدد التقنية الذي سيشرف على إقامة مركز جامعي في رأس الخيمة.

ويوم 18 أكتوبر، زار الوفد الاقتصادي والسياسي السويسري إمارة أبو ظبي حيث وقف على بداية أشغال تشييد مدينة مصدر المحافظة على البيئة وعلى خصائص القرية السويسرية التي ستحتضن السفارة السويسرية والمراكز التجارية والصناعية والثقافية السويسرية بالمدينة ابتداء من عام 2011.

وكانت للوفد الرسمي يوم 19 أكتوبر لقاءات متعددة مع حاكمي رأس الخيمة وولي عهد إمارة أبو ظبي إضافة إلى وزراء التجارة والصحة والتعليم العالي.

بينما شارك ممثلو قطاعات الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا والتعليم العالي والبنوك في عدة ورش مع نظرائهم تم خلالها إطلاع الوفد السويسري على المشاريع المستقبلية في إمارة أبو ظبي فيما يعرف بالمخطط التنموي الرئيسي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية