The Swiss voice in the world since 1935

نحو 90 ألف شخص يغادرون سويسرا كل عام: من هم ولماذا يرحلون؟

حركة المغادرين والقادمين
خلال الفترة ما بين 2013 و2022، شهدت سويسرا وصول 155 ألف أجنبيّ وأجنبيّة سنويًّا. وخلال الفترة ذاتها، غادر البلاد نحو 90 ألف مهاجر ومهاجرة ــ أي 60% تقريبًا. Keystone / Alessandro Della Bella

قد تُوهم الأرقام المرتفعة للهجرة إلى سويسرا بأنّ جميع الوافدين والوافدات ينوون الاستقرار فيها، وهو ما لا يعكس الواقع بالضرورة. فعلى العكس، تُسجّل سويسرا نسبة مرتفعة من حالات المغادرة مقارنة بعدد الأشخاص الوافدين. فمن هم هؤلاء الأجانب الذين يغادرون البلاد وما الذي يدفعهم إلى الرحيل؟ تسلّط بيانات جديدة حصلت عليها سويس إنفو، الضوء على ظاهرة هجرة العودة.

لا يمكن إنكار أنّ سويسرا هي أرض هجرة. وقد بلغ معدل صافي الهجرة الخارجيةرابط خارجي (الفرق بين الهجرة إلى البلاد ومغادرتها) على مدى العقد 2013-2022، 66 ألف شخص سنويًّا، مما ساهم في زيادة عدد السكّان بنسبة 85%.

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

وفي عام 2023، ساهم إدراج أكثر من 50 ألف لاجئ ولاجئة من أوكرانيا ضمن هذه الإحصاءاترابط خارجي، في زيادة صافي الهجرة إلى مستويات تاريخيّة؛ إذ فاق العدد 148 ألف شخص من جنسيّات أجنبيّة، ما يعادل النمو الديموغرافي القياسيرابط خارجي الذي لوحظ في ذلك العام. وقد تراجع هذا الرصيد، ليبلغ نحو 95 ألفًا في عام 2024، وفقًا للإحصائيات المؤقتةرابط خارجي.

ويؤدّي استمرار الهجرة إلى تنوّع سكّان بلاد الألب؛ إذ تزيد نسبة المهاجرين والمهاجرات من الجيل الأوّل على 30%، وهي من أعلى النسب في العالم. ويُشكِّل السكان المنحدرين والمنحدراترابط خارجي من أصول مهاجرة نسبة تتجاوز 40% من إجمالي السكّان.

محتويات خارجية

ولكن، لا يحدث ذلك دونَ إثارة العديد من الأسئلة المجتمعيّة. وفي حين يبرز حزب الشعب السويسري، القوة السياسيّة الرائدة في البلاد، بموقفه الرافض “للهجرة غير المنضبطة”، تشكّل قضيّة الهجرة، كما هو الحال في بلدان أخرى، مصدر توتّر خارج صفوف الحزب اليمينيّ السياديّ.

المزيد

عشرات الآلاف من حالات المغادرة كل عام

ويساهم كلّ هذا، في إخفاء حقيقة أخرى موازية؛ وهي مغادرة عشرات الآلاف من الأجانب والأجنبيّات أراضي الكونفدراليّة كلّ عام، سواء بشكل طوعي أو غير طوعي، إلى حدّ ما. وتلاحظ عالمة الاجتماع، ليليانا أزيفيدو، الباحثة المشاركة في المركز السويسريّ لأبحاث الهجرة في لشبونة (NCCR – on the moveرابط خارجي) ومرصد الهجرة البرتغاليةرابط خارجي، قائلة: “نميل نوعًا ما، إلى إغفال حقيقة عدم حتميّة استقرار الوفود المهاجرة”.

يأتي هذا المقال في إطار سلسلة «بالأرقام» المخصصة لموضوع الهجرة، وهي قضية شائكة في سويسرا كما في معظم الدول المتقدّمة. ويتيح تحليل الظاهرة من خلال الأرقام فهمها بشكل أفضل وتفكيك بعض الأفكار المسبقة المرتبطة بها.

وستتناول المقالات الأخرى في السلسلة، من بين مواضيع أخرى، بنية الهجرة في سويسرا وقضية اللجوء.

وقد شهدت سويسرا، خلال الفترة ما بين 2013 و2022، وصول ما متوسّطه رابط خارجي155 ألف أجنبي وأجنبيةرابط خارجي، سنويًّا. وفي الوقت نفسه، بلغ عدد المغادرين والمغادرات نحو 90 ألف شخص، أي نحو 60% من عدد الوافدين. وقد ارتفعت أعداد المغادرين والمغادرات بشكل معتدل، ولكنّه ثابت، مقارنة بالأعداد الوافدة منذ بداية العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين. وغادر في عام 2024، أكثر من 95 ألف شخص، وهو رقم أعلى قليلًا من العام السابق.

محتويات خارجية

وتُمنح الجنسيّة السويسريّة بناء على مبدأ روابط الدم والقرابة، ويعتبر الحصول عليها صعبًا بشكل خاص. ونتيجة لذلك، فمن الشائع أن يظلّ الكثير من أبناء هذه الشريحة السكانية، التي وُلدت في البلاد وعاشت فيها طوال حياتها تقريبًا، وبناتها، مُصنفين ومصنفات كأجانب وأجنبيّات بمقتضى القانون. ويُعتبر أفراد هذه الفئة في الإحصاءات، مهاجرين ومهاجرات (بناء على تصاريح إقامة “سين” C، في أغلب الأحيان).

ويعني ذلك أنّ بعض حالات الهجرة إلى الخارج، المذكورة في هذه المقالة، تتعلّق بأشخاص من الشريحة السكانية التي لا تحمل الجنسيّة السويسريّة. ولكن لا تعني الهجرة، بالنسبة إليها، هجرة “العودة” بالضرورة؛ لأنّها تعتبر سويسرا بلدها الأمّ، ومن المرجّح أن تعود إليها يومًا ما.

ويعطي تصريح الإقامة “سين” الحقّ في مغادرة الأراضي السويسريّة لمدة 6 أشهر، دونَ الإعلان عن ذلك. ويجوز تقديم طلب إلى السلطات المختصّة، لتمديد هذه الفترة إلى 4 سنوات.

معدل هجرة عودة أعلى من المتوسط ​​الأوروبي

وكما هو الحال في البلدان الأوروبية الأخرى، انخفض معدل هجرة العودةرابط خارجي من سويسرا، منذ الحرب في أوكرانيا. ويمكن تفسير ذلك، إلى حدّ كبير، بارتفاع نسبة اللاجئين.ات من هذا البلد، غير القادرين.ات على المغادرة. وفي عام 2023، بلغ هذا المعدل 40%، قبل أن يرتفع إلى 50% في عام 2024.

ولكن، سواء أخذنا في الاعتبار الأرقام الخاصة بأعوام 2021 أو 2022 أو 2023 (وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات أوروبية)، تعد الكونفدرالية، من بين البلدان التي يغادرها أكبر عدد من المهاجرين والمهاجرات. ويتضمن الرسم البياني أدناه، متوسط ​​السنوات الثلاث الماضية.

محتويات خارجية

معظم هجرات العودة تحدث خلال خمس سنوات من الوصول

ولا يتيح معدّل هجرة العودة لوحده سوى تحليل محدود، لأنّ الأرقام المتعلّقة بالهجرة الوافدة وهجرة العودة، لا تعود بالضرورة إلى الأشخاص ذاتهم.

وفي سويسرا، يوفر المكتب الفدرالي للإحصاء أيضًا بيانات طولية، مما يسمح لنا بمعرفة المزيد عن مسارات الحياة. وتتناول هذه الإحصائيات، عينات وصل أفرادها إلى البلاد في نفس العام، وتسمح لنا بمراقبة مسارات هجرةرابط خارجي هذه العينات، بالإضافة إلى التغييرات التي طرأت على أوضاعهارابط خارجي.

وكما جرت ملاحظة ذلك في بلدان أخرى، فإنّها تظهر أنّ معدّل المغادرة، يكون أعلى في السنوات القليلة التي تلي الوصول. فمن بين 200 ألف أجنبيّ وأجنبيّة وصلوا، ووصلن، إلى سويسرا في عام 2011 (بغضِّ النظر عن أوضاعهم.ن)، غادر 50% البلاد بالفعل بعد خمس سنوات، وحوالي 60% بعد أحد عشر عامًا. وحدثت معظم حالات المغادرة، خلال العامين الأوّلين.

محتويات خارجية

كما قدّم المكتب الفدراليّ للإحصاء، لسويس إنفو (SWI Swissinfo.ch)، إحصاءات شاملة لأعداد الهجرة الوافدة إلى سويسرا، بين عامي 2014 و2023. ويمثّل هذا العدد التراكمي 1،85 مليون شخص على مدى العقد، ويشمل الأعداد التي وصلت مؤخّرًا، بما في ذلك من أوكرانيا. وبحلول نهاية عام 2023، غادر 800 ألف شخص، أو أكثر من 40% من إجمالي العدد.

وفي استطلاع أُجري عام 2021، سُئلت مجموعة من الشريحة المهاجرة، المولودة في الخارج، عن المدّة التي تعتزم قضاءها في سويسرا، فعبّرت الأغلبيّة عن رغبتها في البقاء بشكل دائم. وعبَّر ما يقرب من ثلثي المشاركين والمشاركاترابط خارجي عن الرغبة في البقاء في سويسرا مدى الحياة، وعبّرت نسبة 9% عن رغبتها في قضاء خمس سنوات على الأقل. وأمَّا النسبة التي تُخطط للمغادرة في وقت مبكّر، فهي أقليّة صغيرة، وأظهر ربعها بعضًا من التردّد.

فما هو السبب المحتمل لهذا التباين؟ كلّ قرار بالهجرة، هو قرار فريد من نوعه، ويعتمد على العديد من العوامل. ولكن، من الممكن تقديم بعض التفسيرات المحتملة.

قلة تصاريح الإقامة طويلة الأمد

يعتبر نوع تصريح الإقامة عاملًا حاسمًا في مدّة الإقامة. وتحصُل الغالبيّة الأجنبيّة المقيمة في سويسرا على أحد التصريحين؛ إمَّا باء (B)رابط خارجي أو لام (L).رابط خارجي

 ويعدُّ هذا التصريح الأخير، الذي يتضمّن إقامة تمتدّ إلى عام واحد كحدّ أقصى، الأقلّ تشجيعًا على الاستقرار. وقد مُنح لثلث الشريحة الأجنبيّة، التي هاجرت إلى البلاد في عام 2011. وفي الواقع، غادر البلاد أكثر من 70%.

وأمَّا تصريح الإقامة “باء”، وهو الأكثر شيوعًا، فقد مُنح لأكثر من نصف المهاجرين والمهاجرات. ومع ذلك، فقد غادر البلاد أيضًا قرابة نصف حملة هذا التصريح.

محتويات خارجية
  • حرّك.ي الفأرة لاستكشاف تفاصيل الرسم الغرافيكي التفاعلي.

من بين جميع الأشخاص الذين وصلوا إلى سويسرا بتصريح إقامة في عام 2011، لم ينجح سوى عدد قليل منهم في تثبيت وضعهم القانوني للإقامة على المدى الطويل بعد أحد عشر عامًا. فقد حصل 30٪ منهم على تصريح إقامة دائمة من فئة “سين”رابط خارجي، – وهو تصريح غير محدد المدة يُمنح عادة تلقائيًا بعد عشر أو خمس سنوات من الإقامة المتواصلة؛ بينما نال 4٪ فقط الجنسية السويسرية عبر التجنيس.

“العمل هو ما يربط الناس بسويسرا”

وفي أغلب الأحيان، يكون الحصول على تصريح الإقامة ونوعه، مشروطين بالوظيفة. وتقول ليليانا أزيفيدو: “العمل هو ما يربط الناس بسويسرا”.

ليليانا أزيفيدو
ليليانا أزيفيدو، باحثة مشاركة في المركز السويسريّّ لأبحاث الهجرة (NCCR) ،تعمل في مرصد الهجرة البرتغاليّة في لشبونة. جامعة نوشاتيل

ويُشار إلى العمل، إلى جانب الأسباب العائليّة، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية للهجرة، سواء للقدوم إلى سويسرا، أو المغادرة منها. وتُصرِّح نسبة متزايدة من المهاجرين عن رغبتها في مغادرة البلاد عند التقاعد، وهو الاختيار الذي قد يكون مدفوعًا بأسباب اقتصاديّة.

ومن ثمّ، يؤدي نجاح الاندماج المهنيّ أو فشله دورًا هامًّا في مسار الهجرة، ويُعدُّ تحديًّا أكبر بالنسبة إلى الفئات التي لا تتحدّث إحدى اللغات الوطنيّة الرئيسيّة، أو التي لا يُعترف بمؤهّلاتها.

وفي هذا السياق، توضح ليليانا أزيفيدو بالقول: “البطالة، والوظائف غير المستقرة، أو التي لا تتطلب مهارات، جميعها عقبات أمام البقاء لأكثر من بضع سنوات”.

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: بولين توروبان

هل هاجرت إلى سويسرا؟ وما هي تجاربك؟

ما الظروف التي رافقت هجرتك إلى سويسرا؟ وما الأسباب التي دفعتك إلى البقاء أو الرحيل؟

عرض المناقشة

ويقصد كثيرون سويسرا للحصول على تجربة مهنيّة، أو أكاديميّة مؤقّتة. لكن يظلّ الارتباط بالبلاد في هذه الحالة محدودًا، مما يسهّل الانتقال لاحقا لمواصلة المسار المهنيّ في مكان آخر.

ويرتبط هذا الميل إلى خوض تجارب مهنيّة مؤقّتة، بسياسة حريّة تنقّل الأشخاص في أوروبا، التي دخلت حيّز التنفيذ في عام 2002. فقد شجَّعت هذه السياسة على اتّباع نهج أكثر دوليّة، في ما يتعلّق بالعمل. وتؤكّد ليليانا أزيفيدو أنّ “المهن اليوم أصبحت تشهد، بشكل متزايد، تنقّلات متعدّدة”.

البرتغال الوجهة الأولى لهجرة العودة

ومن الناحية الإحصائيّة، تختلف مدّة الإقامة في سويسرا حسب الجنسيّة. فبالنسبة إلى الإقامة طويلة الأمد، أظهرت دراسةرابط خارجي أجراها المركز الوطنيّ للأبحاث في مجال الهجرة وشملت مجموعات هاجرت إلى سويسرا في عام 1998، أنّه بعد 23 عامًا، كانت الفئات القادمة من بلدان متقدّمة خارج أوروبا (اليابان، والولايات المتّحدة، على وجه الخصوص) تسجّل أعلى معدّلات المغادرة، التي فاقت 80%. وعلى العكس من ذلك، ظلّت الغالبيّة العظمى من الفئات القادمة من دولة يوغوسلافيا السابقة، وسريلانكا، والتي غالبًا ما دخلت البلاد في إطار لمّ شمل الأسرة، مقيمة في سويسرا.

ومنذ تطبيق حريّة التنقّل، تسارع معدّل مغادرة مواطني الاتّحاد الأوروبيّ ومواطناته. وكما هو الحال بالنسبة إلى الهجرة، تمثّل هذه المجموعة (وخاصّة القادمة من ألمانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وفرنسا) اليوم، غالبيّة الهجرة إلى خارج سويسرا.

ويشكّل البرتغاليّون والبرتغاليّات، أعلى معدّلات هجرة العودة؛ إذ بلغت 83% في عام 2023. وبعد ستّ سنوات متتالية، كانت فيها معدّلات هجرة العودة تتجاوز الوافدة، عاد معدّل الهجرة البرتغاليّة ليُصبح إيجابيًّا قليلًا مرّة أخرى هذا العام.

محتويات خارجية

وتؤكد الإحصاءات التي قدَّمها المكتب الفدراليّ للإحصاء، بناءً على طلب سويس إنفو، أنّ هذه العمليّات تمثّل، في الغالب، عودة إلى بلد الأصل. ففي عام 2023، اتجه نحو ثلاثة أرباع حملة الجنسيّة الألمانيّة، أو الفرنسيّة، أو الإيطالية، ممن غادروا سويسرا، إلى بلدانهم الأصليّة. وترتفع هذه النسبة في حالة البرتغال؛ إذ اتّجه حوالي 87% من حاملي الجنسيّة البرتغاليّة إلى وطنهم الأصليّ.

ويرتبط هذا أيضًا بالعمر الذي تحدث فيه هجرة العودة. فالهجرة في سنّ التقاعد غالبًا ما تكون عودةً إلى البلد الأصل، بينما تميل هجرة الشباب إلى التنقّل بين بلدان مختلفة.

ومع ذلك، تميل الهجرة في صفوف حاملي الجنسيّة البرتغاليّة وحاملاتها إلى الحدوث في سنّ أكبر، مقارنة بالجنسيّات الأخرى. فقد حدثت 60% من حالات العودة إلى البرتغال بعد سنّ الأربعين، ربعها بعد سنّ الستّين. وبالمقارنة، فقد حدثت غالبيّة هجرات الجنسيّات الأخرى بين سِنَّيْ العشرين، والأربعين.

عندما يظل الفؤاد مرتبطًا بالوطن الأصلي

ولا تزال “أيديولوجيّة العودة” متغلغلة بقوّة في المجتمع المحليّ البرتغاليّ، وفقًا لدراسةرابط خارجي أجرتها جامعة نيوشاتيل (UniNE) ونُشرت عام 2023. وبالمقارنة مع المجموعات الأجنبيّة الأخرى التي شملتها الدراسة، فإنّ الجالية البرتغاليّة هي الأكثر تعلقًا ببلدها الأصليّ، وتشعر بأقلّ قدر من الانتماء إلى سويسرا، كما جاء في الدراسة.

ومن بين جميع الجنسيات، ذُكر الحنين إلى الوطن كعامل حاسم للمغادرة في 7% من الحالات.

ولطالما ارتبطت الجالية البرتغالية بالعمالة ذات المهارات المتدنيّة، التي هاجرت جماعيًّا إلى سويسرا في النصف الثاني من القرن العشرين، بهدف العمل والادّخار تمهيدًا للعودة إلى الوطن، دون نيّة للاندماج. ورغم أنّ هذا التصوّر يعكس جانبًا من الواقع، إلّا أنّه يرتبط أيضًا بشروط الإقامة آنذاك، إذ كان تصريح العمل الموسميّ هو الخيار الوحيد المتاح، ولم يكن يسمح بالاستقرار الدائم في البلاد.

ولكن، لم تعد الهجرة البرتغاليّة اليوم تقتصر على العمالة ذات المهارات المتدنيّة، خاصّة منذ الأزمة الاقتصادية الحادة، التي عصفت بالبرتغال في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. فقد دفع معدّل البطالة، المرتفع للغاية في ذلك الوقت، موجة جديدة من السكّان إلى مغادرة البلاد. ورغم ارتفاع مستويات التأهيل ضمن هذه الفئة، واجه العديد منهم.ن صعوبات في العثور على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم.ن.

وقد ساهمت هذه الصعوبات في تعزيز الشعور بأنّ الإقامة في سويسرا مؤقّتة، وإضفاء المثاليّة على فكرة العودة إلى الجذور. وتشير أخصائيّة الهجرة البرتغاليّة، ليليانا أزيفيدو، إلى أن تغيَّرًا قد طرأ على الوضع الاجتماعيّ، والاقتصاديّ، وصورة البرتغال منذ الأزمة، حتى جعلت الحكومة البرتغاليّة من عودة مواطنيها ومواطناتها إلى البلاد، برنامجًا سياسيًّارابط خارجي.

وتضيف أزيفيدو أن “الكثير ممن هاجر على مضض، عاد [إلى البرتغال] بمجرد أن رأى الفرصة متاحة للقيام بذلك”.

تحرير: سامويل جابيرغ

ترجمة: مصطفى القنفودي

مراجعة: ريم حسونة

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية