مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المنتدى السياسي للكنفدرالية يحتضن معرض “الكرامة”

يفاجئ الزائر للمعرض بهذا الركن العربي المسمى "مقهى الكرامة" الذي أقيم خصيصا بهذه المناسبة والذي يقدم الشاي والحلويات المشرقية للزوار. Polit-Forum Käfigturm

"الكرامة! الثورات العربية وانعكاساتها" هو عنوان المعرض متعدد الوسائط الذي سيتواصل من 26 يناير إلى 1 يونيو 2013 بمقر المنتدى السياسي للكنفدرالية وسط العاصمة الفدرالية برن، بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

وتتميز التظاهرة بسلسلة من الندوات التي تُنظم على هامش المعرض بمشاركة عدد كبير من المسؤولين في وزارة الخارجية السويسرية ووكالة التنمية والتعاون التابعة لها، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات حكومية أخرى للحديث عن تجاربهم الميدانية في بلدان الربيع العربي في الذكرى الثانية لاندلاعه. كما تضم قائمة المحاضرين ضيوفا من العالم العربي من نشطاء وإعلاميين، فضلا عن صحفيين محليين مختصين في شؤون الشرق الأوسط وخبراء في مجالات مختلفة، مثل القانون العام والعلوم السياسية وحقوق الإنسان.

المعرض والندوات المرافقة له ستكون فرصة لتسليط الأضواء على الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية على إثر اندلاع الثورات في يناير 2011، في محاولة لفهــم أسبابها وتحليل انعكاساتها الحالية والمستقبلية. كما سيطرح تساؤلات عن أهمية شبكات التواصل الاجتماعية (فايس بوك، وتويتر، ويوتيوب) ودورها في اندلاع الاضطرابات وانتشارها في العديد من بلدان العالم العربي. ولن تغيب عن طاولة النقاش تأُثيرات تلك الأحداث على سويسرا وتفاعل هذه الأخيرة مع تطورات الوضع في البلدان المعنية.

ومن أهم المحاور التي سيتطرق إليها المحاضرون الرسميون السويسريون، رد فعل بلادهم في عين المكان، وحركات الهجرة من شمال إفريقيا باتجاه الكنفدرالية منذ اندلاع ثورة الياسمين، وإدارة الأرصدة المجمدة للطغاة العرب في المصارف السويسرية. 

يستمع الجمهور في حفل انطلاق المعرض مساء الجمعة 25 يناير 2013 في مقر المنتدى السياسي للكنفدرالية، لقطع موسيقية لمجموعة سمير الصحبي، كما سيتذوق باقة من المأكولات والحلويات العربية في ركن “مقهى الكرامة”، الذي سيواصل تقديم الشاي والقهوة والحلويات المشرقية طيلة فترة الــمعرض ثلاث أيام في الأسبوع.

كما يعرض المنتدى على تلامذة المدارس زيارات مُوجهة، بالتنسيق مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، رفقة مختص في شؤون الكنفدرالية والعالم العربي، وورشة حول موضوع إجراءات طلب اللجوء في سويسرا، بما فيها جلسات الاستماع وإصدار القرارات ذات الصلة.

“صور توثق العنف الذي رافق الثورات”

تشارك في افتتاح حفل انطلاق المعرض مساء الجمعة 25 يناير الجاري في مقر المنتدى، الصحفية التونسية الشابة جليلة صخري، التي تحل خصيصا للحديث عن الوضع الحالي في بلادها ضمن محاضرة بعنوان “تونس، عامان بعد ثورة الياسمين”، إلى جانب مانويل بيسلر، مندوب المساعدات الإنسانية ورئيس الهيئة السويسرية للمساعدات الإنسانية في وكالة التعاون والتنمية السويسرية، الذي سيتحدث عن “التزام سويسرا في شمال إفريقيا”. بينما سينشط الحوار مدير المنتدى، أندرياس شيلتر.

وسينطلق المعرض، مثلما يشرح شيلتر، بعرض كبير لصور الفنان الشاب كريستيان مينك الذي تحول إلى مصر في بداية الثورة التي أسقطت بمبارك. ويضيف مدير المنتدى أن تلك الصور هي أيضا بمثابة “توثيق للعنف الذي رافق الثورات وهي التي أوحت لنا بفكرة إنجاز هذا المشروع بالتعاون مع وزارة الخارجية السويسرية”.

وعلى عشرين شاشة صغيرة، تُعرض في القاعة الأولى من المعرض أشرطة فيديو “يوتيوب” تظهر لقطات مختلفة من الإنتفاضات التي شهدتها بلدان عربية عدة. ويقول شيلتر: “يتولّــد لدينا الإنطباع أننا نتواجد في قلب الحدث”، مضيفا: “نحن سنتحدث أيضا عن بداية الثورات وعن انعكاساتها، وعن استخدام وسائل الإعلام الجديدة وتأثيراتها”.

باقة من “المتحدثين المهمين حقا”

لدى إلقاء نظرة على المحاضرات النهارية والمسائية التي تمت برمجتها (في الفترة الفاصلة بين 28 يناير و8 مايو 2013)، سرعان ما يتبين أن الالتزام السويسري في بلدان الربيع العربي يشغل حيزا هاما من جلسات الحوار، بحيث خصصت له 7 ندوات من مجموع 14.

وقال شيلتر: “نحن سعداء لأننا نجحنا في استدعاء متحدثين مهمين حقا”. ونجد ضمن قائمة المدعوين للمشاركة في ندوات منتصف اليوم كلاوديا مارتي، المستشارة في الأمن الإنساني بالدائرة السياسية بوزارة الخارجية السويسرية التي ستتحدث عن عمليها في طرابلس في ندوة بعنوان “ليبيا بعد الثورة: الطريق الطويل نحو الحرية”، بينما سيصف زميلها كيم سيتزلر نشاطها في القاهرة في ندوة “من مبارك إلى مرسي – طريق مصر العسير نحو الديمقراطية”. أما غابريل سينغنتالر موندي فستحكي كيف تتحرك الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في تفاعلها مع الثورات العربية في إطار ندوة “المساعدات الإنسانية: من قرار الحكومة الفدرالية السويسرية إلى العمل على الميدان”.

ومن بين المشاركين في الندوات المسائية نزار عبد القادر، مدير معهد جنيف لحقوق الإنسان الذي سيساهم في ندوة “تغيرات العالم العربي – إلى أي اتجاه ستؤول؟”، إلى جانب الدكتورة إلهام مانع، الأستاذة المشاركة في معهد العلوم السياسية بجامعة زيورخ والعضوة في اللجنة الفدرالية لحقوق المرأة، والسفير كلود فيلد، رئيس قسم الأمن الإنساني في وزارة الخارجية السويسرية.

دُشن المنتدى السياسي للكنفدرالية في “برج السجون” في العاصمة السويسرية برن، في خريف 1999.  
 
هي مؤسسة تابعة للمستشارية والبرلمان الفدراليين اللذين استجابا، من خلال هذه الخطوة، لرغبة المواطنين النشطين في المجال السياسي الذين كانوا قد طالبوا في مناسبات عديدة التمكن من تناول قضايا سياسية بمقربة من الحكومة الفدرالية والبرلمان.
 
ينظم المنتدى معارض وفعاليات تعالج مواضيع سياسية وتطلق النقاش حولها. ويضع رهن إشارة المواطنين والجمعيات بالمجان قاعة لتنظيم الفعاليات السياسية، كما يدير مركز معلومات يمكن لأي زائر الحصول فيه على أبرز الإصدارات المجانية للكنفدرالية.
 
المنتدى، الذي تبلغ ميزانية السنوية 100000 فرنك، ويعمل فيه 5 أشخاص، قدم منذ إنشائه أكثر من 30 معرضا حول قضايا سياسية ونظم مئات الفعاليات المختلفة. من جهتهم، نظم السكان والجمعيات المعنية بالشؤون السياسية أكثر من 5000 من الفعاليات في المنتدى الذي يزوره كل سنة ويستفيد من عروضه زهاء 30000 شخص.

المنتدى بدأ صغيرا قبل 13 عاما، وتغيرت الأمور قبل بضعة أعوام حيث أصبح معروفا لدى السياسيين وصانعي القرار في برن، كما يستقطب العديد من الجمعيات والمنظمات النشيطة في المجال السياسي، سواء داخل سويسرا أو خارجها. ما يميز المنتدى أنه مفتوح حتى للمنظمات الوطنية أو الأجنبية، التي لها مواقف معارضة للكنفدرالية السويسرية.
 
قال المدير المشارك للمنتدى ميكاييل فريتشي في تصريحات سابقة لـ swissinfo.ch” “إننا مؤسسة تابعة للكنفدرالية ولكن عندما تأتون هنا فأنتم لستم مراقبين بتاتا، لا كاميرا ولا شيء، مكتبنا مفتوح، يمكن الالتقاء بالإدارة مباشرة، الأشخاص العاملون هنا ليسوا من الأمن، ولكنهم هنا لتزويد الزوار بالمعلومات. (…) هذه هي الحرية، نحن ندعو الآخر الذي لديه رأي آخر مختلف تماما في قلب برن للتعبير عنه وهذا ربما فريد من نوعه في العالم”.
 
(المصدر: المنتدى السياسي للكنفدرالية)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية