نسبة كبيرة من الأدوية المعروضة في نوافذ الصيدليات السويسرية غير فعّالة

لا يُسمح للصيدليات بعرض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيّة على نوافذها. © Keystone / Gaetan Bally

وجدت دراسة أن ما يقرب من 60% من الأدوية المعروضة في واجهات الصيدليات السويسرية لم تُثبَت جدواها.

وحلّلت الدراسة، التي أجراها فريق من الأطباء في مركز مستشفى بيل الطبي ونشرت نتائجها يوم الإثنين 2 أكتوبر، صورَ واجهات 68 صيدلية في سويسرا تم اختيارها عشوائيا. ووجد الفريق أن 418 (أي 43.1%) فقط من إجمالي 970 دواء تم فحصه، قد أثبت فعاليته.

أما بالنسبة للبيانات المتعلقة بالأدوية الـ 556 المتبقية (أي 56.9%) ففعاليتها محدودة للغاية ولا يمكن استخلاص أي استنتاجات موثوقة حولها.

يمكن تفسير هذه النتائج، جزئيًا على الأقل، بكونه غير مسموح لهذه الصيدليات أن تضع في واجهاتها إعلانات الأدوية التي يحتاج الحصول عليها وصفة طبيّة مثل المضادات الحيوية، كما تشير الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة.

وأوضح البروفيسور دانييل جينّي، الذي أشرف على الدراسة، أن “معظم هذه العقاقير عبارة عن مستحضرات مِثلية تُستخدم في الطب التجانسي أو الطب البديل  (homeopathic medicines )، لم تثبت فعاليتها مطلقًا في أي دراسة. لذا، يمكنك شرب جالونات منها دون أن تسبّب على الأغلب أي آثار أولية أو جانبية”.

لكن جينّي صرّح لموقع الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية (RTS) بأن هذه النسبة تمثّل مع ذلك مشكلة، حيث “لا تزال هذه النتائج مفاجئة، وقد يكون لها أيضًا عواقب على المرضى”، على حدّ قوله.

وفي حين أن الأدوية المعروضة لا تشكل خطرا مباشرة على الصحة، إلا أن جينّي يشير إلى أنها تُباع لأشخاص يعانون من أعراض معينة: “يمكن أن يكون مجرد قلق، ولكنه قد يكون أيضًا مرضًا خطيرًا يحتاج إلى علاج فعّال، وعليه قد يؤخر ذلك عملية التشخيص”.

يأسف فريق جينّي لوجود الكثير من الأدوية التي لم تثبت فعاليتها في واجهات الصيدليات. فمن خلال الترويج لها، تحثّ الصيدليات بشكل غير مباشر الجمهورَ على اقتناء الأدوية المعروضة، ومنهم من يلجأ بشكل متزايد إلى العلاج الذاتي. ومع ذلك، فإن بعض المرضى لا يدركون أن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن يكون لها انعكاسات ما إذا تم استهلاكها مع ادوية أخرى في نفس الوقت.

ولذلك يقترح الباحثون والباحثات وضع ملصق على جميع الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية يتضمّن إشارة إلى درجة فعاليتها، “تمامًا كما تم تصنيف الأجهزة الكهربائية من (A) إلى (F) وفقًا لمستوى كفاءتها في استخدام الطاقة”، وهذا من شأنه تمكين المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأدوية التي يقع عليها اختيارهم.