مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هيئة أممية تحظر على سويسرا طرد أريتري كان ضحية للتعذيب في بلاده

قارب يحمل مهاجرين أفارقة قبالة سواحل ليبيا
منذ عام 2017، قامت سويسرا بشكل مطرد بتشديد المعايير التي تعتمدها لقبول طالبي اللجوء الإريتريين. Keystone

عارضت "لجنة مُناهضة التعذيب" التابعة للأمم المتحدة قرارا يقضي بترحيل مواطن إريتري من سويسرا إلى إيطاليا، قائلة إنه سيحرمه من الشروط الضرورية لإعادة تأهيله كناجٍ من التعذيب. كما خلُصت اللجنة إلى أن قرار الطرد يتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المُهينةرابط خارجي.

يوم الإثنين 10 سبتمبر الجاري، أعربت مجموعات حقوقية عن أملها في أن يُوجّه الإعتراض الناجح الذي قام به المواطن الأريتري أ. ن، الذي كان مُمثلا من طرف المركز السويسري للدفاع عن حقوق المهاجرينرابط خارجي، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من جنيف مقرا لها، رسالة إلى السلطات في كل من سويسرا وأوروبا مفادها أنه يجب الوفاء بالإلتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان لطالبي اللجوء الضعفاء، أو الذين تتسم أوضاعهم بقدر كبير من الهشاشة.

ما المقصود بطالبي اللجوء الضعفاء؟

يُعتبر طالب اللجوء ضعيفا بشكل خاص إذا ما كان من ضحايا الإتجار بالبشر أو من المُهدّدين بالظاهرة، أو إذا ما كان من ضحايا التعذيب، أو من ضحايا العنف القائم على النوع، أو من النساء غير المتزوجات اللاتي لديهن أطفال، أو من النساء الحوامل، أو من الأفراد الذين يُعانون من ظروف صحيّة سيئة للغاية، أو من الأسر المُهددة بالتشتت نتيجة للطرد، أو من الأسر التي لديها أطفال في المدرسة أو من الذين أقاموا لفترة طويلة في سويسرا.

وفي بيان صادر عنه، اعتبر المركز أن القرار “يُوفّـر توجيهات مهمة لأصحاب القرار على المستوى الوطني في أوروبا حول كيفية تطبيق معاهدة دبلن بطريقة تتفق مع الحقوق الأساسية للأفراد المعنيين، وبالتالي تجنب حدوث مآسٍ إنسانية لا داعي لها”.

في شهر سبتمبر 2015، تقدم أ. ن بطلب لجوء في سويسرا. وبعد مرور عامين وفشل الطعن الذي تقدم به في قرار طرده، تم ترحيله إلى إيطاليا تماشياً مع بنود لائحة دبلن III الصادرة عن مجلس أوروبا التي تنص على أنه ينبغي مُعالجة طلبات اللجوء في البلد الذي دخل فيه طالب اللجوء إلى الإتحاد الأوروبي لأول مرة. وتبعا لذلك، تم طرده فيما كان لا زال يخضع للعلاج في مركز مُتخصّص يُعنى بضحايا الحرب والتعذيب تابع للمستشفيات الجامعية بجنيف.

في الأثناء، تضمّنت الشكوى المُقدمة إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدةرابط خارجي جردا لسلسلة طويلة من أصناف التعذيب التي تعرض لها أ. ن في إريتريا، حيث تُعدّ مغادرة البلاد دون الحصول على إذن جريمة جنائية، قبل أن يتمكّن من الوصول إلى سويسرا عبر إيطاليا.

فقد تعرض للتعذيب لأول مرة في عدة مراكز احتجاز قبل أن يقضي حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة مساعدة مواطن أريتري آخر على مغادرة البلاد. وفي يونيو 2013، أدت جهوده الخاصة للفرار من بلاده إلى اعتقال إضافي، حيث ورد أنه احتُجز في سجن طيني مُتهاوٍ تنتشر فيه الثعابين، وعاني من التعرض لمزيد من الضرب قبل أن يُجبر على الخدمة في الجيش.

بعد ترحيله، عاد صاحب الشكوى مجددا من إيطاليا إلى سويسرا. وإثر ذلك، نجح في أن يُقيم الدليل على أنه سيكون مُعرّضا في إيطاليا لوضعية ترقى إلى “معاملة قاسية أو لاإنسانية أو مُهينة وحرمانه من فرصة لإعادة التأهيل”، حيث عادة ما ينتهي الأمر بالعديد من العائدين إلى التشرد في الشوارع، وهي وضعية سبق له أن عانى منها شخصيا.

إجمالاً، استمرت إجراءات دبلن لتحديد الدولة المسؤولة عن طلب اللجوء الذي تقدم به أ. ن ثلاثة أعوام كاملة. في الوقت نفسه، توجد لدى المركز السويسري للدفاع عن حقوق المهاجرينرابط خارجي قضايا مماثلة لا زالت معلقة أمام لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة. من جهته، قام الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية بتوثيق عشرات الحالات لأفراد ضعفاء بشكل خاص – من بينهم ناجون من التعذيب وضحايا لعمليات اتجار بالبشر – مُهددين بالطرد من سويسرا.

وفي بيان، قالت موريال ترومّر من منظمة العفو الدولية: “حتى الآن، لم تتخذ سلطات اللجوء السويسرية التدابير اللازمة لضمان تطبيق لائحة دبلن بطريقة تحترم حقوق الإنسان. منظمة العفو الدولية على علم بالعديد من الحالات المأساوية، التي صدرت فيها أوامر بالإخلاء، وتسبّبت في حدوث معاناة هائلة”.

للتذكير، وجّهت منظمة العفو الدولية في شهر نوفمبر 2017 بالإشتراك مع عشرات المنظمات الأخرى ما عُرف بـ “نداء دبلنرابط خارجي” إلى الحكومة الفدرالية، حثت فيه سلطات اللجوء على تطبيق لائحة دبلن بطريقة إنسانية ومنح المجموعات الضعيفة من طالبي اللجوء قدرا أكبر من الإهتمام. وبالمناسبة، قام هذا الإئتلاف بتوثيق حوالي ستين (60) حالة تندرج ضمن تصنيف “الفئات الضعيفة” بشكل خاص في سويسرا، لكنه لفت إلى أن هذه القائمة ليست شاملة.

أخبار

ومن المتوقع أن تدخل التغييرات في قانون اللجوء واللوائح المرتبطة به حيز التنفيذ في الأول من أبريل 2025.

المزيد

سويسرا تعتزم استخدام بيانات الهواتف المحمولة لتحديد هوية طالبي اللجوء

تم نشر هذا المحتوى على تخطط السلطات السويسرية لتحليل البيانات المستخرجة من الهواتف المحمولة والحواسيب وأجهزة تخزين البيانات الأخرى بهدف تحديد هويات طالبي وطالبات اللجوء.

طالع المزيدسويسرا تعتزم استخدام بيانات الهواتف المحمولة لتحديد هوية طالبي اللجوء
إينياتسيو كاسيس

المزيد

السعودية: وزير الخارجية السويسري يحضر الاجتماع الخاصّ للمنتدى الاقتصادي العالمي

تم نشر هذا المحتوى على يُعقد الاجتماع الخاصّ، الذي انطلق الأحد 28 أبريل، بهدف تعزيز الحوار حول التعاون العالمي، ويتواصل طوال اليوم الإثنين.

طالع المزيدالسعودية: وزير الخارجية السويسري يحضر الاجتماع الخاصّ للمنتدى الاقتصادي العالمي
واجهة المصرف الوطني السويسري في الصورة في ساحة الفدرالية (Bundesplatz) في برن، سويسرا، الخميس 16 مارس 2023.

المزيد

المصرف الوطني السويسري يزيد في متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك

تم نشر هذا المحتوى على أعلن المصرف الوطني السويسري، يوم الاثنين، عن رفع الحد الأدنى لمتطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك المحلية، وتعديل قانون المصرف الوطني، وذلك اعتبارًا من الأول من شهر يوليو القادم.

طالع المزيدالمصرف الوطني السويسري يزيد في متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك
عالمة الأحياء العُمانية سمية السيابي

المزيد

جنيف: عُمانية تفوز بالجائزة الكبرى في المعرض الدولي للاختراعات

تم نشر هذا المحتوى على العُمانية سميّة السيّابي تفوز بالجائزة الكبرى للمعرض الدولي للاختراعات بجنيف، بفضل اكتشافها طريقة للتخلّص من المواد البلاستيكية الدقيقة.

طالع المزيدجنيف: عُمانية تفوز بالجائزة الكبرى في المعرض الدولي للاختراعات
السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، يتحدث في اجتماع مجلس الأمن الدولي في 18 أبريل 2024.

المزيد

سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

تم نشر هذا المحتوى على أحجمت سويسرا عن التصويت لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. وتم رفض المقترح بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي.

طالع المزيدسويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
الحملات العنصرية

المزيد

البرلمان السويسري يحثّ على التسريع في حظر الرموز المتطرّفة والعنصرية

تم نشر هذا المحتوى على البرلمان السويسري يؤيّد فرض حظر على الرموز العنصرية، والمتطرّفة، ويطالب الحكومة باقتراح قانون في الغرض.

طالع المزيدالبرلمان السويسري يحثّ على التسريع في حظر الرموز المتطرّفة والعنصرية
متظاهرون ومتظاهرات خلال مسيرة من أجل السلام نظمتها حركة "ماس-فول!" يوم السبت 11 مارس، 2023 في ساحة القصر الفدرالي في برن.

المزيد

الجامعات السويسرية تُجري أبحاثًا حول أشكال جديدة للديمقراطية

تم نشر هذا المحتوى على ستقوم جامعتا زيورخ وجنيف اعتبارًا من شهر نوفمبر بتجربة أشكال جديدة من الديمقراطية، عبر تدشين مشروع "مجلس المواطنين والمواطنات 2025".

طالع المزيدالجامعات السويسرية تُجري أبحاثًا حول أشكال جديدة للديمقراطية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية