في بناية صغيرة، مجاورة للمدرسة المهنية للفنون التطبيقية في فريبورغ، الواقعة وسط سويسرا، تجري الإستعدادات على قدم وساق لافتتاح قاعة صلاة خاصة بالمسلمين، وبذلك يبلغ عدد أماكن العبادة المخصصة للمسلمين في هذه المدينة التي يطغى عليها الطابع الكاثوليكي خمسة مساجد موزّعة في أحياء مختلفة.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
بدأ عبد الحفيظ العمل في swissinfo.ch في عام 2008. خلال هذه السنوات الطويلة، أنجز العديد من التقارير الصحفية حول مختلف القضايا المتعلقة بالحياة في سويسرا، لا سيما قضايا الهجرة واللجوء، والتعليم بمستوياته المختلفة، والسياحة وملف الإسلام في سويسرا.
هذا المشروع كان موضوع تقرير مفصّل أعدّه مارك – رولاند زيوليغ، أحد الصحفيين العاملين بيومية “لا ليبرتي” الصادرة باللغة الفرنسية في مدينة فريبورغ، والذي افتتح مقاله بالتأكيد على أنه لا أحد أخذ علما بهذا المكان الجديد، لا جيران المبنى، ولا سلطات المدينة أو الكانتون، ما يُفهم منه بأن “هناك رغبة لدى القائمين عليه بالتستّر والتخفي”، حسب رأيه.
هذا الأمر تنفيه جمعية مسجد فريبورغرابط خارجي، وهي الجهة المؤجّرة لقاعة الصلاة، والتي تردّ ضمن نفس التقرير، مؤكّدة أن “إعلان أوّل نشاط قامت به والمتمثّل في تنظيم محاضرة حول الحج، وصور ذلك النشاط منشورة على موقعها على الإنترنت، وعلى صفحتها على الفايسبوك، ويمكن للجميع الإطلاع عليها”.
كذلك ينقل التقرير عن ماكس كورباتو، رئيس هذه الجمعية الإسلامية، وهو سويسري أصيل المنطقة معتنق للدين الإسلامي بأن مكان العبادة الجديد” مفتوح لجميع المسلمين ومن كل الجنسيات”. هذا التوجّه يجد الترحيب لاسيما من أعضاء جمعية الشباب المسلمين بفريبورغ (Frislam) حيث يشدّد ياسين الضيف، مسؤول الإتصال بهذه الجمعية على أن افتتاح هذا المسجد الجديد “أمر إيجابي بشرط أن يظل منفتحا على جميع السكان”.
مسجد كبير في الأفق
استنادا إلى نفس التقرير الذي نشرته صحيفة “لا ليبرتي” في عددها الصادر يوم الثلاثاء 22 أغسطس 2017، يظل هدف جمعية مسجد فريبورغ في المستقبل تشييد مسجد كبير في الكانتون.
المشروع لا زال مجرّد حبر على ورق، لكن بياناته المنشورة على موقع الجمعية، تفيد بأنه يتشكّل من خمسة طوابق، ومن قاعتي صلاة، واحدة للرجال وأخرى للنساء، ومن قاعات للتدريس، ومسبح، وقاعة رياضة كبيرة.
من المتوقّع أن تبلغ تكلفة هذا المشروع، وفقا للبيانات المنشورة على موقع الجمعية، 3.7 مليون فرنك سويسري. وبحسب السيد كورباتو، فإن هذا المشروع “سيُموّل حصريا من خلال اشتراكات الخواص أو تبرّعات المحسنين”.
ولئن أكّد رئيس جمعية مسجد فريبورغ على أن جمع الإشتراكات والتبرّعات لإنجاز هذا المشروع الكبير قد انطلقت بالفعل منذ عام 2014، إلا أنه يقرّ بأن “المبلغ المتوفّر الآن يظل أقلّ بكثير مما هو مطلوب”. ورغم ذلك، يؤكد كورباتو أنه “لا ينوي اللجوء إلى تمويلات خارجية من بلدان الشرق الأوسط مثلا تجنّبا للوقوع في تبعية هذه الجهة أو تلك”.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
سابقة في سويسرا: تكوين حول “الإسلام والمسلمين والمجتمع المدني”
تم نشر هذا المحتوى على
ويتوجه التكوين أيضا لغير المُسلمين الذين يتعاملون في حياتهم المهنية مع الجاليات المسلمة، مثل مُفتشي الشرطة والقانونيين والعمـّال الاجتماعيين ومهنيي القطاع الصحي والصحفيين، وللمهتمين عموما بفهم الإسلام في سياق أوروبي. وتُعتبر نوعية برامج الشهادة الجديدة “فريدة من نوعها” في أوروبا، حسب المشرفين على المشروع. حاجة مُتزايدة لفهم واقع مُعقـّد تقترح شهادة التكوين المُستمر الجديدة لجامعة…
تدشين المركز السويسري “الإسلام والمجتمع” في فريبورغ
تم نشر هذا المحتوى على
وقالت رئيسة الجامعة، أستريد إيبيني، إن جامعة فريبورغرابط خارجي فخورة باستضافة هذا المركز رابط خارجيالذي يتمتع بخبرات على المستوى الوطني، مشددة على ضرورة إسهام الجامعة في تعزيز روح الإنفتاح والتسامح. وأضافت ضمن السياق نفسه أن المجتمع الذي يوفر لكل فرد العيش بكرامة هو “فقط ذلك المجتمع حيث يُمكننا جميعا العيش معا في احترامِ للإختلافات”، وأن تحقيق…
تم نشر هذا المحتوى على
وعلى هامش حفل الافتتاح، تنظّم العديد من الأنشطة الثقافية، وجولة في المكتبةرابط خارجي، وورشة لفنون الخط العربي، وتقديم عرض مفصّل حول طبيعة عمل هذا المعهد وبرنامجه المستقبلي. ولمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، أجرت swissinfo.ch هذا الحوار مع السيدة نادية كرموس، رئيسة المعهد الثقافي الإسلامي السويسري. وفيما يلي نص الحوار: swissinfo.ch: في أي سنة تم إنشاء…
ما يشغل المسلمين في سويسرا اليوم بناء تجربة تعايش ناجحة
تم نشر هذا المحتوى على
ولئن حاولت الحكومة السويسرية تطويق الشعور بالصدمة والإقصاء والمرارة التي ولّدها الإستفتاء، عبر انخراطها النشط في سلسلة من الحوارات على المستوى الفيدرالي، فإن أغلبية المنظمات والجمعيات الإسلامية في البلاد أدركت أن تغيير الواقع يتم من خلال انخراط أكبر على مستوى الكانتونات والمحلّيات. ورغم تأكيد المتابعين لشأن الأقلية المسلمة، بأنه ومع مرور الوقت، لم يعد لهذه…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.