أعداد متزايدة من السويسريين تنأى بنفسها عن الأديـان
تتسم علاقة أغلبية كبيرة من السويسريين بالتباعد عن الدين المسيحي والروحانيات عموما، لكنهم يرون مع ذلك أن الكنيستين الوطنيتين (الكاثوليكية والبروتستانتية) تلعبان دورا مهما في أوساط الأشخاص المحرومين اجتماعيا. في الوقت نفسه، يصرح ربع السكان في الكنفدرالية بأنهم لادينيون (أي بلا ديانة).
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
swissinfo.ch مع الوكالات
هذه الخلاصات توصلت إليها دراسة أجريت في إطار برنامج بحث علمي حول “المجموعات الدينية والدولة والمجتمع” حسبما ورد في بيان صادر يوم 29 مارس 2011 عن الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي.
ويشدد البحاثة على أن علاقة السكان السويسريين بالدين لا تتسم بعدم الإهتمام أو بالسلبية بل بالتباعد حيث أن معظمهم لم يعودوا يؤمنون بشيء. وطبقا لهذا التحقيق، استمرت نسبة المسيحيين في التراجع خلال السنوات الأخيرة حيث يدين 32% من سكان سويسرا بالبروتستانتية و31% بالكاثوليكية فيما يعتنق 12% ديانات غير مسيحية.
التغيير الأكثر أهمية حدث في صفوف الأشخاص الذين لا يدينون بشيء حيث أصبحوا يشكلون حاليا 25% من السكان. وبالرغم من عدم انتمائهم إلى أي ديانة، إلا أنه بإمكانهم الإيمان بالله أو ممارسة روحانية بديلة.
من جهة أخرى، يميز الباحثون بين أربعة أصناف من التدين لدى السويسريين: المتباعدون (64%) والمؤسساتيون، أي المنضوون تحت سقف الكنائس الرسمية (17%) واللائكيون أو العلمانيون (10%) وأصحاب التوجهات البديلة (9%). وقد شهدت العشريات الأخيرة، تراجعا كبيرا في حجم المجموعة المشكلة من طرف المؤسساتيين. في المقابل، لم تشهد نسبة أصحاب التوجهات البديلة تطورا يُذكر في حين أن أعداد المتباعدين (أو النائين بأنفسهم) واللائكيين استمرت في الإرتفاع.
أخيرا، يتوفر المتباعدون – الذين يُحتمل أن تستمر أعدادهم في الإزدياد – على تصورات دينية وروحانية، لكنها لا تلعب دورا مهما في حياتهم ولا يقومون بتنشيطها (أو اللجوء إليها) إلا في حالات استثنائية جدا. ومع أن معظمهم لا زال محتفظا بعضويته في الكنيسة الكاثوليكية أو البروتستانتية ويدفع الضرائب الكنسيّة المستحقة، إلا أن انتمائهم الديني لا يبدو شيئا مهما بالنسبة لهم. إضافة إلى ذلك، يُظهرون قدرا من التباعد عن الأشكال البديلة للممارسة الدينية وتجاه الأشخاص المعادين للدين على حد السواء.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“القيم الإنسانية شأن مشترك بين الأديان والثقافات والحضارات”
تم نشر هذا المحتوى على
احتضنت مدينة جنيف على مدى يومي 30 سبتمبر وغرة أكتوبر 2009، الملتقى الثالث لـ “مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات والأديان”، بعد الملتقى الأول في مدينة مكة في شهر يونيو 2008، والملتقى الثاني في مدريد في شهر يوليو من نفس العام. وإذا كان المؤتمر الأول قد أرسى قواعد الحوار ومجالاته وشروط اختيار شركاء الحوار، فيما…
تم نشر هذا المحتوى على
هذا السؤال دفع باحثين في جامعة لوتسرن إلى دراسة القضية المـُعقدة المتمثلة في تشييد المباني الدينية الجديدة، وتحليل رموزها في المجال العام، والتوترات التي يمكن أن تنشأ بسببها. وشكلت النتائج التي توصلوا إليها أساسا لتنظيم معرض متجول خاص بعنوان: “القبة، المعبد، المئذنة: الوجه الجديد لسويسرا”. المعرض الذي يـُوَثـِّق ظهور 18 من المباني الدينية الجديدة في…
تم نشر هذا المحتوى على
أكثر من واحد من كل عشرة سويسريين، أي 810000 شخصا، يـُصنـّفون ضمن من ليس لديهم أي انتماء ديني، وهو ما يعادل ارتفاعا بنسبة تناهز 60% عن العقد السابق. يشكل اللاّدينيون في سويسرا ثالث أكبر “مجموعة دينية” في البلاد، بعد أتبـاع الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية الرومانية، إذ يمثلون أكثر بقليل من 11% من إجمالي السكان. ولا يقلُّ…
مرحبا بكم في المسجد والكنيسة والبيعة .. وفي كل معبد
تم نشر هذا المحتوى على
وفي هذا الأسبوع تتبادل المجموعات الدينية من مسيحيين ومسلمين ويهود وبوذيين، الدعوات للتزاور وحضور الأنشطة الاعتيادية، وربما تم إعداد برنامج خاص لهذه المناسبة، وتسعى “إيريس كوتيس”، مؤسسة حوار الأديان بسويسرا من خلال تنظيم هذا الأسبوع إلى دفع المجموعات المختلفة إلى مزيد من التعارف والانفتاح. تواضع الهدف الذي رسمته كوتيس لهذا الأسبوع لم يمنع من تنظيم…
تم نشر هذا المحتوى على
هذه من بين أبرز استنتاجات المعهد السويسري لعلم الاجتماع الرعوي الذي نَشر يوم الأربعاء في مقره بسانت غالن تقريرا حول تطورات المشهد الديني في الكنفدرالية من 1996 إلى 2005. صدر التقرير بعنوان: “الكنيسة الكاثوليكية في سويسرا: أرقام – وقائع – تطور؛ 1996 – 2005” يوم الأربعاء 9 يناير الجاري في سانت غالن. لكن مُعدي هذا…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد تأسيسها في القرن الثامن للميلاد، ظلت أبرشية سانت غالن على مدى أكثر من ألف عام من أهم المراكز في أوروبا في المجالات الدينية والثقافية والفنية. وفي عام 1983، أدرج الدير ومكتبته الرائعة (التي تعود إلى عصر الباروك) في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.