مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تنسحب من غزة.. ثم ماذا بعد؟

طفل فلسطيني يمر بجانب من مصحف قرآن وسط أنقاض المنازل المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة يوم 19 يناير 2009 Keystone

بينما استعادت الدبلـوماسية تحركاتها في الشرق الأوسط، قدّم باسكال دو كروزا، المتخصص في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تقييما لتأثيرات الهجوم الإسرائيلي على غزة ولآفـاق السلام في المنطقة.

اختتم الجيش الإسرائيلي يـوم الأربعاء 21 يناير انسحابه من قطاع غزة، في اليوم الرابع من هدنة أُعلن عنها بشكل مـُنفصل من قبل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.

وقد طالبت العديد من المنـظمات الإنسانية بـفتح دائم لكافة نقاط العبور إلى غزة بهدف إيصال المساعدات في أسرع أجل.

وصرح متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بأن “الوضع يُقـارن بحالة ما بعد الزلزال”.

ولدى زيارته إلى غزة يوم الثلاثاء 20 يناير الجاري إلى غزة، حيث تفقد خزائن الـ”أونروا” التي تضررت بقصف إسرائيلي يوم 15 يناير، صرح الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون أنه يتعين على الأشخاص المسؤولين على الغارات “يساءلون أمام الهيئات القضائية”.

ووصف السيد بان كي مون القصف الإسرائيلي بـ “هجمات شائنة وغير المقبولة تماما”، مضيفا أنه “يتعين إجراء تحقيق مُعمق، والحصول على تفسير تام للتأكد من عدم تكرار هذا أبدا”.

من جهته، قدم الخبير السويسري باسكال دوكروزا، العائد مؤخرا من المنطقة تقيـيما أولا حول الهجوم الإسرائيلي على القطاع وتأثيراته على الفلسطينيين والإسرائيليين.

سويس انفو: هل بـلغ الهجوم الإسرائيلي في غزة أهدافه؟

باسكال دوكروزا: لقد أبقت الحكومة الإسرائيلية على بعض الغموض حول أهدافها، حتى لا تُكرر أخطاء هجومها على لبنان في عام 2006.

وبالنسبة لهجومها على غزة، تحدثت الدولة العبرية عن إضعاف حركة حماس بشكل كبير، واستعادة قدرة الردع لتساهال (جيش الدفاع الإسرائيلي)، وعرقلة عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة التي تحملت معظم الخسائر.

ولتقييم إنجاز هذه الأهداف بصورة كاملة، يتعين انتظار إقامة التسـوية التي يُفترض أن تـُدير الوضع السياسي والعسكري في المنطقة خلال الأشهر المقبلة، وهي موضوع المفاوضات الجارية بوساطة مصر والاتحاد الأوروبي.

وما يمكننا قوله بالفعل هو أن حماس تكبـّدت ضربات، شأنها شأن سكان غزة، للأسف. والخطأ الكبير لحركة حماس في هذه المسألة تمثل في سعيها – من خلال إطلاق الصواريخ وعدم تجديد الهدنة مع إسرائيل – إلى الحصول على تخفيف الحصار على قطاع غزة، من خلال الضغط على القادة الإسرائيليين عشية الاستحقاقات الانتخابية.

وقد قلّلت الحركة الإسلامية تماما من شأن ردّ الفعل الإسرائيلي. وبالنظر إلى حجم تدمير البنية التحتية والمباني الحكومية، ستواجه حماس المزيد من الصعوبات لممارسة السلطة في قطاع غزة.

من جهتها، تجد السلطة الفلسطينية نفسها أيضا في وضع أضعف؛ هي التي قادت حملة شديدة القسوة في الضفة الغربية ضد المتظاهرين المؤيدين لحماس، والتي تعاونت مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لاعتقال عشرات أنصار حماس خلال الأسابيع الأخيرة.

سويس انفو: هل مازالت هنالك جبهة موحدة في إسرائيل وهل يوجد المشرفون على هذا الهجوم في موقف أفضل لخوض الانتخابات المقبلة؟

باسكال دو كروزا: لقد أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاع التأييد إلى حدّ كبير لكل من وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. لكن خصمهم من حزب الليكود، بنيامين نتانياهو، يـمكن أن يستفيد أيضا من هذه العملية العسكرية بالإشارة، على سبيل المثال، إلى مصير الجندي جلعاد شليط لا يزال في أيدي حماس.

سويس انفو: وعلى الصعيد الدبلوماسي، ما هي المسارات التي ترتسم في الأفق؟

باسكال دو كروزا: في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر بتعزيز ترسيخ وقف إطلاق النار الهش والتوصل إلى هدنة دائمة. ولتحقيق هذه الغاية، تسعى الدبلوماسية إلى تحقيق هدفين: منع إطلاق الصواريخ على إسرائيل من خلال منع تهريب السلاح إلى غزة، وإعادة فتح قطاع غزة للعالم.

وتتمثل الفكرة في وضع آلية تسمح بفتح الحدود بين مصر وقطاع غزة للأشخاص والبضائع، ولكن ليس لتهريب الأسلحة. وستضمن السلطة الفلسطينية بموجب ذلك مراقبة الحدود من الجانب الفلسطيني، بمساعدة مراقبيـن من الاتحاد الأوروبي والكاميرات الإسرائيلية. وتجري حاليا مناقشة العديد من الخيارات من أجل تعزيز هذه الآلية ومنع إيصال الأسلحة إلى غزة.

لكن (هذه الفكرة) تتطلب موافقة حماس على وجود مراقبين دوليين وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. ويشجع القرار 1860، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي قبل أسبوعين، بالفعل المصالحة بين الأشقاء الأعداء الفلسطينيين من أجل إعادة إدماج حماس في السلطة الفلسطينية.

وسيكون ذلك نصرا بالنسبة لحماس بما أنه سيصبح بإمكانها المطالبة بإعادة فتح غزة، وإعادة إدماجها في السلطة الفلسطينية. لكن ذلك سيجبرها على تبني الاعتدال في مواقفها.

وإذا ما تحققت هذه الخطة، فإن إحياء حركية باتجاه تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني سيـصبح من جديد قابلا للتصور.

سويس انفو: هل يــُغير تولي باراك أوباما مقاليد السلطة في الولايات المتحدة أيا من المعطيات؟

باسكال دو كروزا: بعد أن التزم الصمت لفترة طويلة حول هذه المسألة، صرح الرئيس الأمريكي الجديد خلال الأيام الأخيرة بأن استئناف المفاوضات وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي يشكلان أولوية سينكب عيها اعتبارا من بداية ولايته.

ويجدر التذكير بأن زوج وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون) كان قد قدّم في الماضي إحدى أفضل سلسلة من المقترحات لإيجاد حل للنزاع.

سويس انفو – فريـديـريك بورنون

أعلن الصليب الأحمر السويسري في بيان أصدره يوم الأربعاء 21 يناير الجاري في برن بأنه أرسلت 230 خيمة أسرية إلى أهل غزة المشردين، كما رصد مبلغا إضافيا بقيمة 160000 فرنك لعمليات الإسعاف في القطاع.

وأوضح البيان أن الخيام أرسلت يوم الأربعاء إلى غزة على متن شحن جوي انطلاقا من سويسرا، مشددا على أن “المعدات تُنتظر بفارغ الصبر لأن آلاف المنازل دُمرت ولأن المشردين لجئوا بكثافة إلى المدارس والمباني العمومية”.

وشاركت في تمويل هذه المساعدة سلسلة السعادة التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (المؤسسة الأم لسويس انفو).

وقد دعت سلسلة السعادة يوم الخميس 22 يناير الجاري في برن إلى جمع التبرعات لفائدة قطاع غزة. وتدير سلسلة السعادة عمليات لدعم غزة بالتعاون مع ست منظمات شريكة (الفرع السويسري لمنظمة كاريتاس الخيرية، والصليب الأحمر السويسري، والتعاون البروتستانتي السويسري، والفرع السويسري لهانديكاب انترناسيونال لمساعدة ضحايا الألغام، وأطباء العالم وأرض البشر).

وفتحت سلسلة السعادة حسابا بريديا خاصا لجمع التبرعات لغزة:

10-15000-6 مع إشارة “غزة”

(المصدر: وكالة الأنباء السويسرية بتاريخ: 21 و22 يناير 2009)

رفضت لجنة سياسة الأمن في مجلس النواب السويسري يوم الثلاثاء 20 يناير في برن مقترحات عديدة بتشديد سويسرا للهجتها إزاء إسرائيل على إثر نزاع غزة. ووبخ بعض أعضاء المجلس رئيس اللجنة غيري مولير (من حزب الخضر) على مواقفه المؤيدة للفلسطينيين.

وبـ 13 صوتا مقابل 5، رفضت اللجنة مطالبة الحكومة الفدرالية بوقف تعاونها العسكري مع إسرائيل، لا سيما في مجال التسلح. وبنفس الأصوات، رفضت أيضا مقترحا يهدف إلى دعوة وزارة الدفاع السويسرية إلى إلغاء زيارات الجيش السويسري إلى تساهال (جيش الدفاع الإسرائيلي) المقررة هذا العام وكذا زيارات العسكريين الإسرائيليين.

ودعا بعض أعضاء اللجنة النائب مولير إلى التحلي بقدر أكبر من التحفظ خلال ظهوره في الأماكن العمومية. وكان نائب الخضر قد شارك مؤخرا في مظاهرة مؤيدة للفسطينيين.

(المصدر: وكالة الأنباء السويسرية بتاريخ 20 يناير 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية