مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مواجهتان مُدهشتان في نصف نهائي يورو 2008

Keystone

تتميز مقابلتا نصف نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، الأولى في بازل (الأربعاء 25 يونيو) والثانية في فيينا (الخميس 26 يونيو)، بمواجهات لم تكن مُتوقعة في هذه المرحلة من المُسابقة.

فمن كان يراهن على أن تتنافس تركيا وروسيا، أو حتى إسبانيا، على مكان في الدور النهائي ليورو 2008؟

“إن كرة القدم لُعبة بسيطة – تلعب فيها لمدة 120 دقيقة ثم يفوز الألمان بالضربات الترجيحية”. هذه المزحة التي جاءت يوما ما على لسان اللاعب الإنجليزي الدولي السابق غاري لاينكر قد تصدق مرة جديدة في يورو 2008.

فقبل الدور نصف النهائي، كان الـ”مانشفات” (المنتخب الألماني) بالفعل أبرز فريق مرشح لانتزاع لقب البطولة من اليونانيين الذي تألقوا في يورو 2004 في البرتغال.

وباتت ألمانيا، التي فازت ثلاث مرات بالبطولة الأوروبية (في 1972 و1980، ثم مرة واحدة منذ إعادة توحيد ألمانيا، عندما فازت باللقب عام 1996)، تتوفر من جديد على فريق قادر على خوض المغامرة إلى أبعد حد.

لكن على الألمان، الذين يُتوقع لهم تحقيق الفوز على منتخب تركي “أُضعـِفَ” بتوقيف عدد من اللاعبين (إما بسبب حصولهم مرتين مُتتاليتين على البطاقة الصفراء أو إثر إصابتهم خلال التدريبات أو المباريات السابقة) أن يحذروا الإفراط في الثقة بالنفس.

ألمانيا ضد تركيا: “نكهة خاصة”

وإذا كانت تشكيلة المُنتخب الألماني كاملة، فإن نظيره التركي سيكون محروما من أربعة لابعين موقوفين (حارس المرمى فولكان دوميريل، وإيمري أسيك، وأردا توران، وتونكاي شانلي) وعدد من العناصر المصابة مثل المهاجم نيهات كاهفيشي والمدافع سيرفيت سيتين. وحسب آخر المعلومات، لم يعد “مُتوفرا” سوى 14 لاعب تركي من بينهم حارسي مرمى.

لكن تركيا أثتبت تمتعها بقوة معنوية كبيرة منذ بداية المنافسة – من خلال نجاحها في قلب الموازين ضد كل من سويسرا والجمهورية التشيكية وكرواتيا – ولا شيء يبدو مُستحيلا لفريقها.

وفضلا عن ذلك، تكتسي المقابلة ضد ألمانيا “نكهة خاصة”: فمن بين حوالي سبعة ملايين أجنبي الذين يعيشون في ألمانيا، يمثل الأتراك ما يقرب من 2 مليون، ناهيك عن زهاء 400000 مواطن ألماني من أصول تركية، مثلما يُذكر الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وقد توافد على ألمانيا العديد من الأتراك في عقد الستينات لـ”تشغيل” المصانع الألمانية، وأصبح أبناؤهم اليوم مُزدوجي الجنسية، ومنهم من لا يعرف موطنه الأصلي إلا من خلال البطاقات البريدية، لكن قلبهم ينبض له من بعيد…

ومن أكثر الأمثلة دلالة على التقارب بين الشعبين في مجال كرة القدم: حميد ألتينتوب وهاكان بالتا، اللاعبان المتألقان في الفريق التركي، وُلدا في ألمانيا، ثم إن المدرب الألماني سيب بونتيك أسهم إسهاما كبيرا في ظهور تركيا على الساحة الكروية الدولية. وفضلا عن ذلك، أصبح مساعدُه في ذلك الوقت… فاتح تيريم المدرب التركي الحالي.

وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا وتركيا تقابلتا 17 مرة (11 انتصارا ألمانيا، و3 تعادلات، و3 انتصارات تركية). وفي بطولة كأس العالم التي احتضنتها سويسرا عام 1954، فازت ألمانيا على تركيا بـ 4 أهداف مقابل 1 في زيورخ. فماذا سيحدث في بازل هذه الليلة؟

فريق أرشفين الروسي وفريق فيلا الإسباني

وماذا عن المقابلة نصف النهائية الأخرى التي ستحتضنها فيينا يوم الخميس؟

صعود روسيا بقوة إلى الدور نصف النهائي والانتصار التاريخي لإسبانيا على إيطاليا بعد 88عاما من الانتظار والإحباط، يـُبشران بِلقاء متوازن جدا، لقاء أكثر توازنا من المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة “D” التي جمعت نفس الفريقين قبل أسبوعين وتحولت سريعا لصالح الإسبان الذين تفوقوا على الروس بأربعة أهداف مقابل واحد.

وقد أعطت عودة “الجوهرة” أرشفين (الذي كان موقفا خلال المقابلتين الأوليتين لروسيا في يورو 2008، بسبب ارتكابه لخطأ فادح ضد لاعب من أندورا خلال التصفيات) نشاطا وهمة للمنتخب الروسي بقيادة غوس هيدينك.

هذا “الساحر” الهولندي الذي سبق له أن قاد كوريا وأستراليا إلى قمم كانت مُستبعدة، قد يسمح أخيرا للرّوس باستعادة رونق عكرته سنوات عجاف طويلة.

فبعد حصولها على أول بطولة أوروبية في التاريخ، عام 1960، ثـُم بلوغها الدور النهائي لبطولات 1964 و1978 و1988، عندما كانت لا تزال جزء من الاتحاد السوفياتي السابق، لم تنجح روسيا في التألق في مرحلة نهائية لبطولة أوروبية منذ 20 عاما.

وليست إسبانيا أفضل حالا، بما أنها لم تلعب مقابلة نصف نهائية في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم منذ 24 عاما، وهي بالتالي تتعطش للنصر أيضا. أما التفصيل الصغير اللاذع فيتمثل في أن اللقب الأوروبي الوحيد لأبناء شبه الجزيرة الإيبيرية، في عام 1964، كان على حساب … روسيا (في عهد الاتحاد السوفياتي).

وقد يكون من جديد الإسباني دافيد فيلا، الذي سجل ثلاثة أهداف في المرمى الروسي خلال المواجهة الأولى بين الفريقين في يورو 2008 وأفضل مُسجل أهداف في هذه البطولة لحد الآن، اللاعب الأساسي بالنسبة للـ”روخا” (المنتخب الأحمر).

ويعد الفريق الإسباني بقيادة المدرب لويس أراغونيس المنتخب الوحيد ضمن المربع الذهبي لبطولة أمم أوروبا الذي لم يذق طعم الخسارة بعد في هذا الدوري (بحيث انتصر على روسيا والسويد واليونان وإيطاليا). فهل ستتواصل مسيرة النجاح هذا المساء؟

سويس انفو – ماتياس فروادفو

(ترجمته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)

الأربعاء 25 يونيو على الساعة 20 و45 دقيقة:
ألمانيا ضد تركيا في ملعب سانت – جاك بمدينة بازل السويسرية.

الخميس 26 يونيو على الساعة 20 و45 دقيقة:
روسيا ضد إسبانيا في ملعب إرنيست هابّل بمدينة فيينا النمساوية.

سيكون لماسيمو بوزاكـّا، ابن كانتون تيتشينو السويسري المتحدث بالإيطالية، شرف تحكيم أولى مبارتي الدور نصف النهائي لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم لعام 2008 يوم الأربعاء 25 يونيو في بازل. وكان بوزاكا قد قاد مقابلتين في هذه البطولة: اليونان ضد السويد وهولندا ضد رومانيا.

أما الحكمان المساعدان لبوزاكا في مباراة الأربعاء بين ألمانيا وتركيا، فهما ماتياس أرنيت من سويسرا المتحدثة بالألمانية وستيفان كوها من سويسرا الروماندية الناطقة بالفرنسية، وهو ثلاثي يمثل جيدا التعدد اللغوي للكنفدرالية!

من جهته، سيقود الحكم البلجيكي فرانك دو بليكير مباراة نصف النهاية الثانية بين إسبانيا وروسيا يوم الخميس 26 يونيو في فيينا، فيما سيكون للإيطالي روبيرتو روزيتي شرف تحكيم مباراة النهاية يوم الأحد القادم في فيينا دائما.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية