مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“عام 2008.. الأسوأ على الإطلاق في الحريات الإعلامية”

Keystone

"العام المنصرم 2008، كان أسوأ من سابقيه، إن لم يكن الأسوأ على الإطلاق".. "قانون تنظيم البث الفضائي المزمع إصداره، هو أكبر خطر على حرية البث في المنطقة".. "تراجع حرية الصحافة لم يكن ليشتدّ لولا سُـلوك الإدارة الأمريكية السابقة، التي كانت من أشدّ أعداء حرية الصحافة ومن أكثر الدول استخفافا بحرية الصحفيين، خاصة في العراق".

هذا أهم ما كشف عنه التقرير السنوي لعام 2008، الذي يحمِـل عنوان “اعتداءات على الصحافة”، الذي أصدرته اللّـجنة الدولية لحماية الصحفيِّـين، وهي لجنة مستقلّـة غير حكومية، وتتخذ من نيويورك مقرا لها، وتهتمّ برصد الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرّض لها الصحفيون خلال ممارسة عملهم، والذي أعلِـن عن صدوره رسميًا في مؤتمر صحفي عُـقد بعد ظهر الثلاثاء 10 فبراير الجاري بمقرّ نقابة الصحفيين المصريين، واستضافته لجنة الشؤون العربية والخارجية بالنّقابة، مُـتزامنًا مع الإعلان عنه في كلٍّ من ونيويورك وباريس.

وقد استمرّ المؤتمر قُـرابة الساعتين وحضره كلّ من الناشط الحقوقي محمد عبد الدّايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللجنة الدولية لحماية الصحفيين والمنتقل لها هذا العام من منظمة هيومن رايتس ووتش، إضافة إلى الناشط الإعلامي كمال العبيدي، مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة والإعلامي جمال فهمي، عضو لجنة الحريات بمجلس نقابة الصحفيين بمصر ولفيف من الصحفيين والإعلاميين من كُـبريات الصّحف ووكالات الأنباء والفضائيات.

مصر رائدة في أشياء كثيرة!!

وفي بداية المؤتمر، تحدّث الإعلامي جمال فهمي، عضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بمصر، حيث أوضح أن هذه هي السنة الرابعة على التوالي التي يُـعلن فيها التقرير السنوي للّـجنة من مقر نقابة الصحفيين بمصر، مشيرا إلى أن “الانتهاكات التي تعرّض لها الصحفيون خلال عام 2008، كانت أسوأ من الأعوام السابقة”، مؤكِّـدا على حقيقة مهمّـة، وهي أن “الجمهور العربي والمواطن العربي البسيط، من حقِّـه الحصول على صحافة مستقلّـة وآراء حرّة، وأن الصحفيين تَـفرِض عليهم مِـهنتهم أن يكونوا في مقدِّمة المدافعين عن ملفّ الحريات”.

وقال فهمي: “كما كانت مصر رائدة في أشياء كثيرة في العالم العربي، فهي اليوم أيضا رائدة في تقديم وثيقة البثّ الفضائي في خطوة غير مسبوقة، تستهدِف نقل القُـيود المفروضة على الصحافة المكتوبة إلى الصحافة المرئية والمبثوثة”، مشيرا إلى أن “ترتيب الدّول في التقرير، لا يخضع لحجم الدولة، وإنما حيث توجد مقاومة للانتهاكات ضدّ الصحفيين وحيث يوجَـد كِـفاح صحفي من أجل توسيع مساحة الحريات الممنوحة للصحافة والصحفيين، يسلِّـط التقرير الضوء”، غير أنه استدرك ليؤكد أن “المقاومة لابد لها من بيئة سياسية تسمَـح بها، ولعلّ هذا ما يميِّـز مصر عن غيرها من الدول العربية”.

واختتم فهمي كلمته موضِّـحا أن “المِـلكية الخاصة لوسائل الإعلام، ليست دليلا على استقلالية الوسيلة”، وضرب مثالا بـ “بي.بي.سي”، التي تتوافر لها الكثير من الاستقلالية، رغم أنها تتلقّـى دعمها الرّئيسي من الحكومة البريطانية، بينما غالبية الصحافة الخاصة لا تُـبدي كثيرا من الاستقلالية، رغم كونها مِـلكية خاصة لأفراد، وليست تابعة (مادِيّـا) للدولة.

وسائل الإعلام والهَـيمنة الحكومية

ويلتقِـط الخيط، الناشط الحقوقي محمد عبد الدايم، منسِّـق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيوضح أنه “في منتصف التسعينيات، بدأت قناة الجزيرة بثّـها، فكانت هذه الخطوة بداية النهاية لزوال الهَـيمنة الحكومية على وسائل الإعلام المرئية، وبالأمس القريب، قامت 20 دولة عربية من بين 22 دولة يشكِّـلون إجمالي الدول العربية المنضوية تحت إطار جامعة الدول العربية، تتقدّمهم مصر والسعودية، بالتصديق على وثيقة البثّ الفضائي، فيما امتنعت قطر عن التّصويت وغابت العراق لظروف الغزو”.

ويشير عبد الدايم إلى أن “المشكلة، أن تعبيرات الوثيقة فضفاضة للغاية، ورغم أنه حتى الآن لم تصدر أي دولة عربية تشريعا قانونيًا رسميًا بهذا الصّدد، إلا أن هناك خطوات عملية لتطبيق الوثيقة، بدأتها مصر في شهر فبراير، حينما منعت قناة المِـحور من بثّ برنامج يناقِـش قانون الإرهاب، المُـزمع إصداره في مصر، بديلا لقانون الطوارئ المعمول به منذ أكثر من رُبع قرن من الزمان”، معتبرا أن “قانون تنظيم البث الفضائي المزمَـع إصداره، هو أكبر خطر على حرية البثّ في المنطقة”.

لماذا مصر للمرّة الرابعة؟!

متّـفقا مع عبد الدايم فيما انتهى إليه، يستهل الإعلامي كمال العبيدي، مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة كلمته قائلا: “سعادتي غامِـرة لوجودي هنا في مصر، وتحديدا في مقرّ نقابة الصحفيين، ذلك الفضاء الحاضِـن لحرية الصحافة غير الموجودة في جُـل الدول العربية، وسعادتي أيضا كبيرة لاستمرار الصحفيين المصريين في مُـقاومة محاولات الاعتداء على حرية الصحافة”.

ويؤكد العبيدي أن “ما جاء في التقرير بالنسبة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يؤكِّـد على أن هناك تراجُـع واضح في حرية الصحافة في جلّ الدول العربية، وخاصة تلك التي شهِـدت لأول مرة منذ نصف قرن صُـدور صُـحف أكثر جُـرأة ومِـهنية ونقدا للحكومات، خاصة في مصر والمغرب، في وقت ظلّـت فيه جُـلّ الصحف العربية تأتمِـر بأمر وزارات الإعلام والداخلية”، وذكر على سبيل المثال “من هذه الصحف الأكثر جرأة: الدستور والمصري اليوم والبديل في مصر والمساء ولوجورنال في المغرب”.

وحول سبب إعلان التقرير للمرّة الرابعة على التوالي من مصر، قال العبيدي: “إن بعض هذه العوامل، هي التي ما انفكّـت تدفعنا لإعلان التقرير السنوي الذي تُـصدره اللجنة الدولية لحماية الصحفيين من القاهرة تحديدًا، دونا عن أي دولة عربية أخرى، وهذا بالطّـبع، إضافة إلى حالة الحِـراك السياسي التي تعيشها مصر، فضلا عن أن بها مقرّات ومكاتب لمئات الصحف ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية الكبرى”.

وأوضح العبيدي أن “أهم ما جاء في التقرير، تلك الشهادة التي أدلَـت بها الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أمام إحدى المحاكم المصرية، والتي طالبت فيها بمنح البراءة لرؤساء التحرير الأربعة، الذين كانوا يُـحاكمون أمامها، لإبدائهم آراء أغضبت الحكومة”، مشيرة إلى أن “المحاكِـم المصرية قديما كانت أكثر انتصارا لحرية الصحافة وحقوق الصحفيين، من الوقت الحاضر”.

إدارة بوش الأشدّ عداءً للحريات

وكشف مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة عن أن “هذا التّـراجع في حرية الصحافة لم يكن ليشتدّ لولا سلوك الإدارة الأمريكية السابقة، التي كانت من أشدّ أعداء حرية الصحافة في العالم ومن أكثر الدول استخفافا بحرية الصحفيين، خاصة في العراق المحتل”؛ مؤكِّـدا أن “اللجنة تؤمن بأن من أهمّ مبادئ الحرية، مزيد من التضامن بين الصحفيين والمدوّنين المدافعين عن الحريات في العالم العربي، والذي بدونه لن يطرأ أي تقدّم في ملفّ الحريات الصحفية”.

وحول ما إذا كان السّبب في إعلان التقرير من مصر أنها الأكثر انتهاكا لحرية الصحفيين من عدمه، أوضح العبيدي أن “التقرير، وإن أعلِـن من مصر، إلا أنه لا يركِّـز على الانتهاكات ضد الصحفيين في مصر فقط، لذا، أرجو أن يُـراعي الصحفيون هذا. فالانتهاكات التي يتعرّض لها الصحفيون، تحدُث في جُـل الدُّول العربية، ونحن لا نأتي هنا لنُـعلن فقط عن اعتداءات الصحفيين في مصر، ولذا، فإنه من العدل والإنصاف أن نعترف بأنه ما كان بإمكاننا أن نُـعلن هذا التقرير من مكانٍ غير مصر”.

فرق بين العمل الصحفي والنضالي!

وردّا على انتقاد موجَّـه للتقرير بتجاهُـله لحالة الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي قَـذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بحذائه خلال مؤتمر صحفي عُقد في بغداد، قال محمد عبد الدايم، منسِّـق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة: “إن ما قام به الزميل الزيدي، هو تصرّف شخصي لا يمتّ بصِـلة لقواعد العمل الصحفي، ومن ثمّ، فإن التقرير غير معني سوى برصْـد الاعتداءات التي يتعرّض لها الصحفيون بسبب قيامهم بتأدية مهامِّـهم الصحفية”.

وتأكيدًا على النقطة السابقة وردّا على سؤال بخصوص موقف اللّـجنة من قضية سجن الصحفي المصري أيمن نور، قال كمال العبيدي: “اللجنة تؤكِّـد أن نور مسجون في قضية سياسية، غير أن نور ترك عمله الصحفي منذ فترة وغرق في الشأن العام والعمل السياسي، والحُـكم الذي صدر بحقِّـه، كان نتيجة لمواقِـفه السياسية من النظام، وليس نتيجة لمُـمارسة عمله الصحفي”، متسائِـلا: “كيف السبيل لوجود خَـيط يفصِـل بين العمل الصحفي والعمل النِّـضالي والسياسي؟ أقول هذا، لأننا لاحظنا أن بعض الصحفيين ينزلون إلى الشارع ويتظاهرون كمُـواطنين وليسوا كصحفيين”.

مواقِـف الحكومات من التقارير

وردّا على سؤال: هل ترفع اللجنة تقاريرها السنوية للحكومات العربية أم لا؟ وما جدوى ذلك؟ قال العبيدي، مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة: “بالفعل، فإن اللجنة ترفع تقاريرها السنوية إلى الحكومات في العالم كلّه وإلى المنظمات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، المَـعنية بملف الحريات وحقوق الإنسان، غير أن ردود الفعل التي تصِـلنا ليست واحدة، فهناك حكومات تأخذ ما ورَد بالتقرير بعيْـن الاعتبار وهناك أخرى لا تكترِث له، وهناك ثالثة تردّ وتقول، إن ما ورد بتقريركم لا يمتّ للحقيقة بصلة!”

واستطرد مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة موضِّـحاً أن “اللجنة الدولية لحماية الصحفيين تحُـثّ الولايات المتحدة في تقارير خاصة، أن تقوم بمناقشة قضية حرية الصحافة والانتهاكات التي يتعرّض لها الصحفيون بسبب أداء واجبهم المِـهني مع مسؤولي الحكومات المنتهِـكة للحريات”، وأضاف “نحن نفعل ما بوسعِـنا ومن صالحنا أن لا نيأس وأن لا نتوقّـف عن الاستمرار في الرّصد والمتابعة وإصدار التقارير ولفت النظر إليها وعقد المؤتمرات وإصدار البيانات، فما ضاع حقّ وراءه مُطالب”.

وردّا على مُـداخلة من الخبير الإعلامي المصري محمد الخولي حول فئة المدوِّنين وما أحدثته من إضافة لملفّ الحريات ودور المنظمة الدولية لحماية الصحفيين في حمايتهم، قال محمد عبد الدايم، منسِّق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “نحن نعرف أن المدوِّنين مستهدفون بشكل سافر وظالم، ولهذا، فنحن نهتمّ بهم ونُـتابعهم ونتواصل معهم، ولكننا لا نُـعلن عن ذلك، حِـفاظًا عليهم، وخلال منتصف العام الجاري، سنُـصدر تقريرا منفصِـلا ومفصَّـلا عنهم في العالم كله، وليس في الشرق الأوسط فقط”.

معايير “تقصِّي الحقائق”

وردّا على سؤال حول معايير اللّجنة في اختيار الدول التي ترسَـل إليها بعثات تقصِّي الحقائق، وهل قامت اللجنة بزيارة تونس تحديدًا أم لا؟ قال العبيدي، مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة: “بالتأكيد هناك معايير، ومن أهمّ هذه المعايير، تكاثر الاعتِـداءات على الصحافة وكثرة الانتهاكات التي يتعرّض لها الصحفيون وتوجّـه الدولة في ملف الحريات”، مشيرا إلى أن “آخر زيارة للِـجان تقصّي الحقائق إلى تونس، كانت في شهر يوليو 2008، وكان هذا بعد سلسلة من الاعتداءات على الصحفيين، وقد أصدرت اللجنة تقريرا شاملا في شهر سبتمبر 2008، رصد وسجّل كل هذه الانتهاكات والتعدِّيات، وهو موجود بنصِّه على موقع اللجنة على الإنترنت ومُـتاح للإطِّـلاع عليه”.

وأضاف العبيدي: “هنا، أودّ أن أشير إلى أن اللجنة بزيارة لعددٍ من الدول العربية الأخرى، مثل الجزائر وفلسطين والسعودية ومصر، غير أن تونس تفرض حِـصارا رهيبا على الصحفيِّـين، ولكننا نتواصَـل مع بعض المنظمات الحقوقية التي ترصُـد الانتهاكات وترسل لنا البيانات والتقارير وتتعاون مع اللجنة، ولا يجب أن ننسى أن هناك بعض الدول ظلّـت مغلقة لسنوات طويلة، ولكننا ننوي ونسعى هذا العام لفكّ الحِـصار المضروب عليها”، مذكِّـرا بأن “هناك انتهاكات كثيرة وقعت في سوريا والسعودية وليبيا ودولا أخرى، وهناك دول اللجنة لم تزُرها حتى الآن، وهناك دُول الصحفيون فيها مجرّد موظفين عند الدولة يأتمرون بأمرها”، على حد قوله.

التنسيق مع “حقوق الإنسان”

وحول التنسيق والتعاون مع بعض المنظمات الحقوقية، قال العبيدي: “الحقيقة أنه ما كان لنا أن نستطيع القيام بعملنا، لولا مساعدة ومعاونة منظمات حقوق الإنسان المنتشرة في معظم الدول العربية، والتواصل كذلك مع العديد من الصحفيين الأحرار والمدوّنين المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان، ومن ثَـمّ، فنحن على استعداد للوقوف مع كل مَـن يريد الدِّفاع عن حق المواطن العربي في الاطِّـلاع والمعرفة، لأن المستهدف أولا وأخيرا، هو المواطن، وحقّـه في الاطِّـلاع على ما يجري في بلاده من فساد وتدهْـوُر”، موضِّـحًا أنه “لما كَـثُـر تركيز الفضائيات على هذه القضايا والعمل على كشف هذا الفساد، ردّت الحكومات بقوة، فسعت إلى إصدار وثيقة للبثّ الفضائي، هدفها تكميم الأفواه المعارضة”.

وردّا على سؤال حول تجاهُـل التقرير لبعض الدُّول التي تقع فيها انتهاكات للصحفيين وحظر لصُـحف أو مواقع إلكترونية، قال عبد الدايم: “التقرير تعرّض هذا العام لبعض الدّول التي لم يتِـم التعرّض لها في العام الماضي، وفي العام القادم، سنسلِّـط الضّـوء على دولٍ لم يتِـم التعرض لها في هذا العام، فنحن لا يمكننا أن نتناول جميع الدول في تقرير واحد، مهْـما كان عدد صفحاته، إنه عمل مستحيل وفوق طاقتنا المحدودة، بشريًا وماديًا”، مشيرًا إلى أنه “ليست لدينا نِـيّـة لتجاهُـل دول بعينها، ولكننا نقوم خلال العام بإصدار بيانات تغطِّـي بعض الحالات والوقائع بالتفصيل، ولهذا، نكتفي بالإشارة إليها في التقرير السنوي”.

همام سرحان – القاهرة

لجنة حماية الصحفيين، منظمة مستقلة غير هادفة للرّبح، ومقرها نيويورك. تعمل من أجل حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.

كمال العبيدي، صحفي تونسي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل مستشاراً للجنة الدولية لحماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومستشار الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير، ومقرّها تورُنتو، في كندا، عمل – في السابق – مديراً للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، كما عمل كمنسّق لبرنامج التربية لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، وكان قد خرج من تونس عام 1996، نتيجة الاعتداءات على حرية الصحافة، وعندما أيقَـن أنه من شِـبه المستحيل ممارسة العمل الصحفي بحرية في الأهرام وبعد سلسلة من المضايقات، كالمنع من السفر وسحب جواز السفر وغيرها من المضايقات المعروفة في معظم البلدان العربية، استقر به المقام في الولايات المتحدة.

محمد عبد الدايم: ناشط حقوقي مصري، مقيم ويعمل في الولايات المتحدة الأمريكية منسقا لبرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللجنة الدولية لحماية الصحفيين، خلَـفا للسيد جون كامبانيا، المنسِّق السابق للمنظمة، وذلك منتقلا إليها من منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ويعتقد البعض أن وجود ناشط مصري في هذا المنصب المهِـم في هذه المنظمة الدولية، سيعزز من نشاط اللجنة في مصر.

تعتبر هذه هي السنة الرابعة على التوالي، التي يتم فيها إعلان التقرير السنوي للجنة الدولية لحماية الصحفيين في مقر نقابة الصحفيين على أرض مصر، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول السبب في هذا التخصيص وما إذا كان تعبيرا عن مكانة مصر ودورها في المنطقة أو دليلا على أنها أفضل كثيرا من أخَـواتها من الدول العربية في ملف الحريات أو لكونها الأكثر انتهاكا للحريات الإعلامية؟!!

خلال المؤتمر، أعلن الناشط الحقوقي جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وصاحب أول دراسة عربية عن الرقابة على الإنترنت في العالم العربي تحت عنوان “الإنترنت في العالم العربي: مساحة جديدة من القمع؟” أن رئيس دولة الإمارات العربية قد أصدر – منذ ساعة فقط – قرارا بإلغاء قانون تنظيم الأنشطة الإعلامية، الذي لاقى اعتراض الكثير من الجِـهات الإعلامية، رغم إقراره من الحكومة، كما أمرَ بضرورة الرّجوع إلى أهل الاختصاص من الإعلاميين، في حال التفكير في إصدار تشريعات مماثلة مستقبلا، وهو ما يعكِـس أن الإمارات جادّة في دعم الحريات الإعلامية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية