
ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطينية على الصعيدين القانوني والسياسي؟

ركَّزت الصحف السويسرية هذا الأسبوع على ثلاث قضايا: تأثير اعتراف دول غربية بفلسطين، والإفراج عن الناشط المصري علاء عبد الفتاح، ودلالات تقليص مشروع ذا لاين السعودي.
ناقش الصحفي دانييل هوبر الأبعاد القانونية والسياسية لقرار بعض الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطين، واصفًا ذلك بأنه تطور غير مسبوق.
ويوضح الكاتب أن الاعتراف بفلسطين لا يخلق دولة، لكنه رسالة سياسية قوية قادرة على تغيير قواعد اللعبة. ويضيف أن هذا الاعتراف يضع ضغطًا متزايدًا على إسرائيل، خاصة بعدما صرّح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بأن تل أبيب “لا تُظهر أي مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين”، وتواصل التصعيد العسكري في غزة. في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الاعتراف بفلسطين يشكّل “مكافأة لحماس على الإرهاب”.
يبقى تأثير هذه الخطوة رهنًا بالموقف الأميركي الحاسم في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
موقع واتسون
من الناحية القانونية، يوضح التقرير أن الاعتراف ذاته لا يُنشئ دولة، بل هو فعل رمزي بالأساس يوجّه رسالة سياسية ودبلوماسية. فالقانون الدولي يشترط لقيام الدولة وجود شعب، وإقليم محدد، وسلطة حاكمة فعّالة. ويذكر التقرير أن فلسطين تفتقر حاليًّا إلى سلطة حاكمة فعّالة، بسبب الانقسام بين السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وحركة حماس في غزة. ومع ذلك، يمنح الاعتراف زخمًا سياسيًّا، ويتيح لممثلي وممثلات فلسطين حقوقًا أوسع على صعيد العلاقات الدولية، بما في ذلك الحصانة لرئيس الدولة، ووضع دبلوماسي كامل لممثليه، وممثلاته، بحسب المقال.
ويوضِّح المقال أن أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (151 من أصل 193) تعترف بالفعل بفلسطين كدولة. ويؤكِّد أن الجديد هو انضمام دول غربية كبرى – ذات وزن اقتصادي ودبلوماسي – إلى هذا المعسكر.
وبالنسبة إلى سويسرا، فيؤكد المقال أنها ما زالت متمسكة بمبدأ حل الدولتين، وفق حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. لكنها تؤجل الاعتراف الرسمي إلى حين توافر أفق سياسي واضح وخطة سلام عملية. ومع ذلك، فهي تحتفظ منذ التسعينيات بعلاقات عملية مع السلطة الفلسطينية عبر مكاتب في القدس ورام الله. ختامًا، يرى الكاتب أن تأثير الاعتراف يتوقف على اتساع دائرة الدول الغربية المنضمة له، وعلى الموقف الأميركي الحاسم بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
(المصدر: موقع واتسونرابط خارجي، 22 سبتمبر 2025، بالألمانية)
فرحة ناقصة: الإفراج عن علاء عبد الفتاح وسط قيود ومنفى داخلي

نشرت صحيفة لوتون تقريراً للصحفي سامي زعيبي عن الإفراج عن الناشط المصري علاء عبد الفتاح، أحد أبرز وجوه ثورة 25 يناير، بعد ست سنوات من السجن. وأوضح زعيبي أن الإفراج جاء بعفو رئاسي شمل ستة سجناء، لكن علاء ما زال خاضعًا لحظر سفر يقيّد حريته.
ووصف الكاتب لقاء علاء بعائلته بالمشهد المؤثر، حيث عانق والدته، ليلى سويف، التي أنهكها إضراب عن الطعام استمر عشرة أشهر.
ونقل عن شقيقته، سناء سيف، التي قضت أيضًا وقتًا في السجون المصرية بسبب نشاطها، قولها: “لقد عادت الحياة إلينا! أتمنى ألا يتكرر ما عشناه، وأن يكون إطلاق سراح علاء مؤشرًا على الانفتاح”.
يجب أن نفكر أيضًا في آلاف الأشخاص الذين ما زالوا يقبعون في السجون المصرية.
هيومن رايتس ووتش
وأفادت الصحيفة أن عبد الفتاح قضى العقد الأخير بين السجون والمحاكم. فقد أُدين عام 2014 بسبب التظاهر دون ترخيص، واعتُقل عام 2019 بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، بسبب منشور على فيسبوك.
لكن الضغط الدولي كان حاسمًا. فقد حشدت والدته ليلى سويف، الدعم البريطاني بعد أن حصل علاء على الجنسية البريطانية عام 2021. ومارس رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ضغطًا مباشرًا على الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لتثمر المساعي عن عفو رئاسي، شمل أيضًا خمسة معتقلين آخرين، وذلك بعد أن أكَّدت السلطات عدم ارتباط الناشط اليساري بجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن منظمة هيومن رايتس ووتش تحذيرها من التركيز على حالة واحدة: “بينما نحتفل بهذا العفو، يجب أن نتذكر آلاف الأشخاص القابعين في السجون المصرية، لمجرد ممارستهم حقهم في حرية التعبير، كما فعل علاء”.
وتشير بعض المنظمات غير الحكومية إلى وجود 60 ألف سجينة وسجين سياسي. اعتُقل بعضهم خلال العامين الماضيين لمشاركتهم في احتجاجات غير مرخصة ضد غزة. وينهي الكاتب بالقول إن الإفراج عن الناشط شكّل انتصارًا لعائلته، لكنه لا يشكل انتصارًا لحرية التعبير. فقد أكدت والدة علاء أنه سيتوقف عن النشاط السياسي ويبتعد عن الأضواء أملاً في العودة إلى منزله في إنجلترا، حيث تنتظره زوجته وابنه البالغ عشر سنوات، وفق الصحيفة.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 23 سبتمبر 2025، بالفرنسية)
تقليص مشروع ذا لاين يثير تساؤلات حول مصير رؤية بن سلمان

رصد الصحفي أورس ناغل التحولات الدراماتيكية في مشروع “ذا لاين”، محور رؤية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتحويل الصحراء إلى مدينة مستقبلية، فقد كان المخطط يقضي بإنشاء شريط عمراني يمتد 170 كيلومترًا في عمق الجزيرة العربية، بارتفاع 500 متر وعرض 200 متر، ليستوعب تسعة ملايين نسمة، ولكنه تقلّص فجأة إلى مجرد 2،4 كيلومتر.
ويستذكر الكاتب أن المشروع، بمساحه إجمالية تقارب 26 ألف كم2، كان بمثابة “جوهرة” مبادرة نيوم، المموّلة بسخاء من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. لكن تقارير صحفية تناولت تجميد العمل في “ذا لاين” ومنتجع “مقنا” الساحلي، كمؤشر على أزمة أعمق مما يُعلن رسميًّا.
تقلّص مشروع ذا لاين فجأة من 170 كيلومترًا إلى مجرد 2،4 كيلومتر.
صحيفة تاغيس انتسايغير
ونقل الكاتب عن المحلل السويسري رالف لينغلر، قوله: “يبدو أن محمد بن سلمان قد خسر رهانه”.
ويشرح لينغلر أن الدولة بدأت تعيد توزيع المشاريع الكبرى على مؤسسات حكومية وشركات وطنية. فانتقل مشروع التزلج في تروجينا إلى وزارة الرياضة، وجزيرة سندالة الفاخرة إلى ريد سي غلوبال، وباتت المدينة الصناعية أوكساغون في يد شركة أرامكو.
كذلك، نقل المشروع نحو ألف موظفة وموظف إلى الرياض، وسرَّح مئات آخرين. ووفق التقرير المالي الأخير لصندوق الاستثمارات العامة، بلغت الخسائر المسجلة 8 مليارات دولار، بينما يقدّر لينغلر القيمة الفعلية عند 44 مليار دولار.
وأضاف أن الانعكاسات لا تقتصر على الداخل السعودي. فالمخطط أن تستضيف نيوم الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في تروجينا، لكن تأجيل الأعمال قد يدفع إلى نقل الحدث لمكان آخر. أما كأس العالم لكرة القدم 2034، المنوي إقامته في استاد ضخم مدمج في “ذا لاين”، فيواجه أيضًا تهديدًا بالتأجيل أو الترحيل.
وعزا الكاتب تقليص المشروع إلى التكاليف المتصاعدة، وتراجع أسعار النفط، وانتقال كوادر قيادية رئيسية إلى مشاريع فرعية أخرى في نيوم، وإعادة هيكلة المشاريع تحت مؤسسات حكومية. وكشفت تقارير صندوق الاستثمارات العامة عن خسائر بمليارات الدولارات، ما جعل المشروع في صورته الأصلية غير قابل للاستمرار.
وفي خلاصة التقرير، يكتب الصحفي: “المشروع في شكله الأصلي انتهى، وما تبقى منه سيخضع لتعديلات جذرية”.
(المصدر: صحيفة تاغيس انتسايغيررابط خارجي، 22 سبتمبر 2025، بالألمانية)
مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع:
+ تسلسل زمني: مواقف سويسرا من النزاع في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023
+ الهجرة تعيد تشكيل سوق العقارات في سويسرا وسط أزمة سكن متصاعدة
+ زيورخ تتراجع عن تعليم اللغة الفرنسية في سنّ مبكّرة: فهل الوحدة الوطنية في خطر؟
موعدنا يوم الجمعة 24 أكتوبر، بعد عطلة الخريف، مع عرض صحفي جديد.
يمكنك الكتابة لنا على العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
مراجعة: ريم حسونة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.