مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صراع الوجود يمتدّ إلى الساحة الأدبية

نحيفة، هادئة، مبتسمة... لكنها قالت كل شيء عن روايتها الأدبية الأولي "صباحيات في جنين". تلك هي سوزان أبو الهوى، الأمريكية الفلسطينية، والتي جاءت إلى بلينزونا بسويسرا لتدافع عن حق شعبها في الوجود وفي العودة إلى أرض أجداده التي سلبت منه بغدر وخديعة، ولتبشّر بأن عهد الإحتكار الإسرائيلي لتشكيل الرأي العام الغربي، قاب قوسيْن من الانتهاء.

قادها شعورها بالظلم، وحنينها إلى أرض فلسطين إلى أن تكون أديبة مبدعة، وهي المتخصصة في علم البيولوجيا، ودفعها انتصارها لحق أمّتها إلى مغادرة دفء المهجر، لمشاركة سكان جنين الحصار والدمار الذي عاشته المدينة سنة 2002. وهي رحلة غيّرت مجرى حياتها، وجعلتها تلج باب أدب الهجرة المقاوم من بابه العريض.

كتابها الذي كُتب بالإنجليزية، وترجم إلى 25 لغة أوروبية وأجنبية، ولا يزال ينتظر الترجمة إلى العربية، وجد رواجا كبيرا خارج الولايات المتحدة. وتفتخر الكاتبة بأن هذه الرواية “ستكون من بين أوائل الروايات التي كتبت بلغة أهل الغرب، وهي تنسف من الجذور الرواية الإسرائيلية لتاريخ المنطقة والقائم على النظرية القائلة بأنهم “شعب بلا أرض” قد استقر في “أرض بلا شعب”.

هذا النوع من الأعمال الأدبية ينقل صراع الوجود بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مستوى متقدم أدواته هذه المرة الأدب والفكر، وسلاحه القلم والحاسوب. والتحدي الذي سوف يظل يواجه الأجيال القادمة من الفلسطينيين في المهجر، هو أن يثبتوا للرأي العام العالمي أنهم أحق بأرضهم، وأنهم شعب له تاريخه وحضارته، وأن هناك رواية أخرى للتاريخ غير الرواية الإسرائيلية.

إن ظاهرة الأدب الفلسطيني في المهجر سوف تشهد تناميا وتوسّعا، مادام الفلسطيني يشعر بالغربة أين ما حلّ في هذا العالم، ويمارس عليه التضييق حتى لو طال به المقام في أرض ما،  فقد طُرد الفلسطيني من الكويت بعد عقود طويلة من الإقامة، ويعيش في لبنان منذ 1948، كمواطن من الدرجة الثانية، لا حق له في العمل أو الاندماج في المجتمع، وهو محلّ خوف وتوجّس في الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويحق أن نختم بما سبق أن قاله هذا الصباح عزالدين أبو العيش: “القضية الفلسطينية قضية انسانية، ولابد من الدفاع عنها بالمحبة وبالإبداع، وكل الوسائل المشروعة”.

محتويات خارجية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية