نحو تعاون بين الخدمة المدنية وحرس الحدود لاستقبال أفضل للوافدين الجدد
يُنتظر من بعض الشبان السويسريين الُمسجّلين في الخدمة المدنية (بديلا عن الجندية) مساعدة قوات حرس الحدود لاسيما في أوّل تعامل لهم مع المهاجرين الجدد الوافدين إلى البلاد من خلال المعابر الحدودية.
Keystone
يجري الإعداد في سويسرا لإطلاق مشروع تجريبي يتمثّل في توجيه أعداد من المنخرطين في الخدمة المدنية لدعم جهود حرس الحدود في حالات الطوارئ وعند حدوث تدفق استثنائي للمهاجرين. وللقيام بهذه المهمّة كما ينبغي، يتعيّن ترشح أشخاص تتوفّر فيهم مؤهلات أقلّ ما يقال فيها أنها استثنائية وغير معهودة، كإتقان اللغة العربية مثلا.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
يركز عملي اليومي على انتقاء القصص المناسبة للجمهور العربي المهتم بما يحدث في العالم من وجهة النظر السويسرية، وتكييفها لتسهيل فهمها على الناطقين باللغة العربية. أنا عضو يشارك في النقاش ويقدم اقتراحات في مجموعة جنيف الدولية.
ولدت في تونس، درست في الجامعة المغربية، حيث حصلت على الإجازة الأدب والفلسفة، كما درست في جامعة جنيف حيث حصلت على درجة الماجستير في الترجمة. أعمل في سويس إنفو منذ عام 2008.
بالفعل، تلقى جميع الأشخاص المسجّلين في الخدمة المدنية (وهي خدمة يختارها الشبان السويسريون لأسباب تضبطها مسطرة قانونية بديلا عن أداء الخدمة العسكرية الإجبارية) رسالة عامة، عن طريق البريد، تدعوهم إلى الإنخراط في هذا المشروع. هذا الأمر غير معهود بالنسبة لعملية توزيع “المدنيين”، إذ جرت العادة أن يتم توجيه المنخرطين في هذا الصنف من الخدمة عبر هياكل إدارية محلية وعلى نطاق ضيّق.
الإستعداد “بأريحية”
يُنتظر من الأشخاص الذين سينخرطون في هذا المشروع غير المسبوق (الفرص محدودة جدا) تقديم الدعم والمساعدة إلى قوات حرس الحدود خلال أوّل اتصال لهم مع المهاجرين عند أوّل نقطة حدودية. ويُعدّ هذا النوع من المرافقة في حالات الطوارئ لمهاجرين وافدين حديثا ّ مهمّة جديدة تنضاف إلى المهام المعهودة للمنخرطين في الخدمة المدنية. أما تقديم الدعم للمنظمات العاملة مع المهاجرين على المدى الطويل، فأمر معهود بالنسبة للذين اختاروا الإنخراط في الخدمة المدنية لأداء الواجب الوطني.
في هذا السياق، يشرح فريديريك إن- ألبون، مسؤول الخدمة المدنية بكانتونات سويسرا الناطقة بالفرنسية (جنيف وفُو وفالي وجورا ونوشاتيل وفريبورغ) ذلك قائلا: “ينشط “المدنيون” ومنذ فترة طويلة في إسناد ودعم المنظمات المرافقة للمهاجرين على المدى الطويل”. ففي عام 2016، خصّص جهاز الخدمة المدنية 58.400 يوم عمل لصالح قطاع اللجوء بشكل عام.
مرحلة اختبار لقياس الجدوى
من المنتظر أن تمتدّ مهمّة المشاركين في هذا المشروع التجريبي أسبوعين فقط، (مقابل شهر في الحد الأدنى في بقية المهام المنوطة بالعاملين في الخدمة المدنية) لأن الغرض في هذه المرحلة يتمثل في “تقييم مدى الفائدة التي يمكن أن تحصل من هذا المشروع”، على حد قول فريديريك إن – ألبون.
أما لماذا هذا المشروع الآن، خاصة وأن الأرقام المتداولة في الأشهر الاخيرة تشير إلى تراجع في عدد الوافدين على سويسرا، فيقول إن – ألبون: “نريد أن نستعدّ، في “أريحية من أمرنا”، للإحتياجات التي قد تواجهنا في حالات الطوارئ، وحتى نتجنّب الوقوع في الإرتجال”.
وبرأي هذا المسؤول الذي كان يتحدّث إلى صحيفة “20 دقيقةرابط خارجي” الناطقة بالفرنسية والتي توّزّع مجّانا، فإن هذه التجربة ستساعد كذلك على “ربط علاقة تعاون جيّدة في المستقبل مع جهاز حرس الحدود”.
على وجه التحديد، تتمثّل مهمّة المرشحين لهذه المهمّة في تسهيل عملية التواصل مع الوافدين الجدد، وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية، أو تسهيل عملية نقلهم ونقل أمتعتهم مباشرة بعد دخولهم إلى الأراضي السويسرية.
مؤهلات “خارجة عن المألوف”
للإنخراط في هذا المشروع التجريبي، يتم البحث عن أشخاص تتوفّر فيهم مؤهلات استثنائية وغير معهودة إلى حد ما، من بينها “نضج المشاعر والعواطف”، و”الإنفتاح على العالم والتسامح مع الثقافات الأخرى”، و”إتقان العربية”.
حتى الآن، “عبّر عشرون مرشّحا عن استعدادهم للإنخراط في هذه التجربة”، كما يؤكّد فريديريك إن – ألبون، إلا أنه يتعيّن الآن “اختيار من تتوفّر فيهم المؤهّلات المطلوبة من بينهم”، على حد قوله.
قراءة معمّقة
المزيد
شؤون خارجية
نحو 90 ألف شخص يغادرون سويسرا كل عام: من هم ولماذا يرحلون؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
إريتريون يقطعون آلاف الأميال من أجل حياة أفضل في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
ويفرّ الإريتريون اليوم أفرادا وجماعات من منطقة القرن الإفريقي هربا من فتك أشد الأنظمة قمعا واستبدادا في العالم. وفي عام 2011، حل بسويسرا قرابة 3.356 من أبناء هذا البلد، ما جعل منهم أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في الكنفدرالية وذلك للعام الخامس على التوالي. هذه الأعداد الكبيرة من الإريتريين ساهمت في الزيادة التي سُجلت في طلبات اللجوء خلال…
تم نشر هذا المحتوى على
من تطبيق الكتروني للتعرف على الحياة في سويسرا.. إلى برامج للتأهيل المهني.. وحتى تنظيم مباريات الدوري للعب الورق.. وتوفير فرص لتعلم اللغة مع رعاية الأطفال بالمجان، يبدو وكأن السويسريين لا يدخرون جهدا لابتكار أساليب جديدة لدمج اللاجئين في المجتمع، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. لعل مفهوم الإندماج واحد من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في…
تم نشر هذا المحتوى على
في التاسع من فبراير 2014، تصدَّرَت بلديتا "هورّينباخ - بوخن" في منطقة تون، على حافة وادي "إيمّينتال" في بَرن، و"لوسّي - سور- مورج" المُطِلّة على بحيرة ليمان، نتائج الإقتراع الشعبي الذي وافق فيه الناخبُون بنسبة 50,3% على المبادرة الشعبية المُطالِبة بوقف الهجرة الجماعية، التي أطلقها حزب الشعب السويسري.
تم نشر هذا المحتوى على
وفقاً لدراسة إستطلاعية حديثة نفذها مصرف "أتش أس بي سي" بشأن إنطباعات الوافدين والمغتربين حول أفضل نمط للحياة في 39 دولة حول العالم، لم تكن تجربة العيش في سويسرا مواتية لغالبية العمالة الوافدة إليها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحياة الإجتماعية والإلتقاء بالأشخاص وعقد الصداقات، حيث انتهى المطاف بالكنفدرالية في المراكز الأخيرة. فهل الوضع بهذا السوء حقاً؟
تم نشر هذا المحتوى على
وفي تصريح خاص لسويس إنفو، اعتبر بيير بورخر، نائب أسقـُـف لوزان وجنيف وفريبورع أن “ما يهدد السِّـلم الاجتماعي، هو ما يمكن أن يُـقال داخل المساجد، وليس بناء المآذن”. تأتي تصريحات هذا الوجه البارز في الكنيسة الكاثوليكية السويسرية، بعد أسبوعين من إطلاق مجموعة من السياسيين اليمينيين لمبادرة شعبية، تدعو إلى حظر بناء المآذن في الكنفدرالية. الأسقف…
تم نشر هذا المحتوى على
تجلس دانييلا لوزير، برفقة زملائها الرومانيين، في مكتب الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبيرابط خارجي، المعروفة إختصاراً بـ “فرونتكس” في “كيبي” KIPI، إحدى نقاط العبور الحدودية اليونانية الرسمية مع تركيا. وعلى بُعد كيلومترين إلى الشرق، يقع المركز الحدودي التركي، وبينها نهر إيفروس، الذي يشكّل على امتداد 185 كلم،…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.