النشرة الإخبارية حول الديمقراطية

صديقات وأصدقاء الديمقراطية الأعزاء:

في أوكرانيا، ما زال وابل القنابل يتساقط كل دقيقة وجرائم الحرب تُرتكب كل ساعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا، التي شنت هذا الهجوم غير المبرر على جارتها ذات السيادة في خرق سافر للقانون الدولي، تقوم بتشويه الحقائق بشكل يومي لدرجة أن الرواية الروسية تجد في بعض الأحيان أنصاراً لها حتى في المجتمعات الحرة والديمقراطية مثل سويسرا.

عندما وصلتُ إلى محطة قطار لوغانو في منتصف الليل في ظل الرعد والبرق في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، قال لي سائق سيارة الأجرة، الذي نقلني إلى المكان الذي كنت أقيم فيه، إنه مقتنعٌ تمامًا بأن الدول الديمقراطية في هذا العالم هي المسؤولة عن الحرب الدموية في أوكرانيا: “أنا مُعجبٌ ببوتين لقيامه بما يجب عليه القيام به”.

لم تسمح لنا الرحلة القصيرة عبر الأمطار الغزيرة بالدخول في حديث مفصل حول حقيقة أن “بوتين” في الكرملين وفي جميع أنحاء روسيا يعمل بشكل متزايد على قمع الأصوات المختلفة – ويجسد سائق سيارة الأجرة بالفعل أحد هذه الأصوات. ولم نتحدث عن أن مؤتمرًا مثل إعادة الإعمار أوكرانيا في لوغانو، الذي قمت بتغطيته، وفر فرصة لعدد لا يحصى من الأشخاص في مناصب ومؤسسات متنوعة لتبادل الأفكار مع الآخرين بشكل شخصي بعيداً عن عدسات الكاميرا لأول مرة منذ اندلاع الحرب. كان مؤتمر لوغانو فرصة لوضع الخطط معًا لتعزيز الديمقراطية في أوكرانيا وأوروبا وحول العالم.

حرية التعبير هي أحد المتطلبات الأساسية لمجتمعاتنا الديمقراطية. إنها تسمح (ولكنها لا تضمن) التعايش السلمي على الرغم من جميع الاختلافات والتناقضات – بدون قنابل وجرائم حرب وأكاذيب تفرضها الدولة.

تنشر  SWI swissinfo.ch عدة تقارير عن إمكانيات إعادة الإعمار الديمقراطي وتوفر منبراً لأصوات عدة لتعبر عن رأيها بحرية في جميع أنحاء العالم ، وتتساءل وتبحث عن وضع هذه الحريات الأساسية في بلد مثل سويسرا أيضًا.

نحن مهتمون برأيك وتصوراتك حول هذه القضايا، أيها القراء الأعزاء لهذه النشرة الإخبارية: شاركوا معنا في المناظرات الدائرة حول الديمقراطية بعشر لغات، أو اتصلوا بي مباشرة.

تفضلوا بقبول فائق الاحترام 

برونو كاوفمان

مراسل الشؤون الديمقراطية على المستوى الدولي ومنسق القسم المعني بالديمقراطية في SWI swissinfo.ch