مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ربع طلاب سويسرا يشتكون من مشاكل صحية مزمنة

students
Studying: a challenging life phase © KEYSTONE / CHRISTIAN BEUTLER

أفادت دراسة صدرت حديثا أن 20% من الطلاب في سويسرا يبلغون عن معاناتهم من مشاكل صحية مزمنة أكثر من بقية الفئات السكانية. هل سبب ذلك: ضغوط الدراسة أم الضائقة المالية؟

تشير الدراسة التي كشف المكتب الفدرالي للإحصاء عن نتائجها بداية الاسبوع الماضي أن أكثر المشاكل المزعجة التي يذكرها هؤلاء الطلاب هي الأمراض المزمنة (41%)، والأمراض العقلية (26%). ثم تأتي في مستوى أدنى مشكلات التعلّم، وعوائق النظر والسماع، ومشكلات التنقل والحركة (جميعها 5% أو أدنى).

ويترافق هذا الشعور بالقلق لدى الطلاب بشأن أوضاعهم الصحية مع أوضاعهم المالية الصعبة، وفق نتائج هذه الدراسة. وقال واحد من كل عشر طلاب شاركوا في هذا المسح أن وضعهم الصحي يؤثّر على دراستهم. وأن نصف عدد المشاركين اشتكووا من ظروفهم المالية الصعبة (59%)، نسبة تزيد عن المعدّل العام المسجّل ضمن فئة الطلاب عموما (43%). كذلك عبّر 20% من المشاركين عن عدم رضاهم عن علاقاتهم الإجتماعية، أي ضعف النسبة التي سجّلت في عام 2016.

اختلافات بحسب الجنس، ومع بقية الشبان

يوجد لدى الطلاب الذكور ميلا أكبر إلى القول إن صحتهم كانت جيّدة أو جيّدة جدا (81%) مقارنة بزميلاتهم من الطالبات (73%)، لكن بشكل عام، يعتبر الطلاب أن صحتهم أسوأ من صحة نظرائهم من بقية الشباب. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن 77% فقط من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاما قالوا إن صحتهم جيّدة أو جيّدة جدا، مقارنة ب 94% من عموم السكان الذين هم من نفس الفئة العمرية.

ما هو السبب؟

يرجع سبب هذه الظاهرة وفق المكتب الفدرالي للإحصاء إلى كون حوالي ثلاثة أرباع الطلاب يعملون بالتزامن مع الدراسة، أي أنهم يتحملون عبءً مضاعفا. فضلا عن أنهم يعانون أكثر من غيرهم من الفئات السكانية من الحرمان الماديرابط خارجي حيث يكون دخلهم المادي أقلّ من غيرهم. وهم عموما أقلّ رضاءً عن ذلك.

مقارنة دولية 

رغم ذلك، لا يبدو وضع الطلاب في سويسرا سيئا كثيرا مقارنة ببعض البلدان الأوروبية الاخرى.

ووفق بيانات تضمنتها دراسة المكتب الفدرالي للإحصاء، تبدو نسبة ال 18% من الطلاب الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة لا تختلف كثيرا عن المعدل العام المسجل على المستوى الأوروبي.

محتويات خارجية

وثار جدل كبير في بريطانيا- غير ممثلة في البيانات التي تضمنتها الدراسة- أخيرا حول الصحة العقلية للطلاب البريطانيين ومخاطر الميل إلى الإنتحار، وحول ما إذا كان الطلاب يحصلون فعلا على الدعم الكافي من الجهات الحكومية المعنية.

كذلك أشارت الدراسة السويسرية إلى أن الاختلافات بين البلدان قد تكون بسبب عوامل مثل متوسط عمر الطلاب، إذ بشكل عام كلما كان الطالب أكبر سنا، زادت لديه المشكلات الصحية. كما يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى من بينها الاختلاف في الوعي ببعض المشكلات الصحية على المستوى الوطني، وأيضا النهج المتبع في إدماج الاشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة في مؤسسات التعليم العالي، والإختلافات الثقافية والإجتماعية حول ما يعتبر مشكلة صحية مزمنة من عدمها.

رد فعل الجامعات

كرد فعل على هذه الأرقام، قالت رابطة الجامعات السويسريةرابط خارجي swissununiversities في اتصال أجرته معها swissinfo.ch “إن صحة الطلاب كانت على الدوام مصدر قلق كبير للجامعات. وأن خدمات جامعية كثيرة متاحة للطلاب، من مراكز مشورة، فالغذاء الصحي، فضلا عن مرافق ممارسة الرياضات المختلفة”.

وقال السكريتيرة العامة لرابطة الجامعات السويسرية مارتينا فايس: “إن الدراسة مرحلة من الحياة تتطلّب الكثير من الجهود وتلقي على كاهل الطالب الكثير من الإلتزامات، وتستغرق الوقت الكثير من حياته”. ثم تضيف: “تسمح مقررات البرامج الدراسية المرنة التي تعتمدها بعض الجامعات من مراعاة قدرة الطلاب الذي يعملون بالتوازي مع الدراسة، وكذلك الطلاب من ذوي الإحتياجات الخاصة، بإستكمال دراساتهم دون تحمّل أي عبء إضافي يضرّ بصحتهم الجسمية والعقلية”.  

(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية