مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

هل تظهر هذه الصورة عمليات إنشاء جدار من أجل إقامة منطقة عازلة جديدة في رفح على الحدود مع مصر؟ التقطت الأقمار الاصطناعية هذه الصورة يوم الأربعاء 21 فبراير 2024.
هل تظهر هذه الصورة عمليات إنشاء جدار من أجل إقامة منطقة عازلة جديدة في رفح على الحدود مع مصر؟ التقطت الأقمار الاصطناعية هذه الصورة يوم الأربعاء 21 فبراير 2024. KEYSTONE/Satellite image ©2024 Maxar Technologies

تقارير إعلامية حول إنشاء مصر منطقة عازلة لاستيعاب مئات الآلاف من اللاجئين واللاجئات على حدود معبر رفح وآخر تطورات الوضع الإنساني في مدينة رفح ومخاوف من نشوب حرب في لبنان وسط تصاعد التوتّر بين إسرائيل وحزب اللّه. هذه هي أبرز القضايا التي تناولتها الصّحف السّويسريّة في تغطيتها للعالم العربي هذا الأسبوع.

تضارب بشأن تشييد منطقة عازلة في سيناء لاستيعاب تهجير محتمل لسكان رفح

تناولت صحيفة نويه تسرخر تسايتونغ التقارير الإعلامية حول شروع مصر في بناء منطقة عازلة قرب حدودها مع غزة من أجل استقبال الفلسطينيين.ات المتواجدين.ات في مدينة رفح.

وأفادت الصحيفة أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تشير إلى أعمال بناء كبيرة في شمال سيناء وتجريف مناطق من الأرض في المنطقة العازلة بين مصر وقطاع غزة وإقامة جدران خرسانية، فيما يبدو أن مصر تقوم بإنشاء منطقة لاستيعاب مئات الآلاف من اللاجئين، رجالاً ونساء، على حدود معبر رفح، الذي يُعتبر بوابة الخروج الوحيدة لسكان قطاع غزة المحاصرين. ورغم التقارير وصور الأقمار الصناعية، فإن الحكومة المصرية تنفي صحة هذه الأنباء.

وفي حال تأكد صحة هذه التقارير، فإن هذه التحركات قد تكون مرتبطة بإعلان الجيش الإسرائيلي أنه سيوسع هجومه البري في قطاع غزة، التي يعيش فيه حوالي 1.4 مليون شخص. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية تخشى الاندفاع عبر الحدود وتدفق موجة من اللاجئين.ات إلى شبه جزيرة سيناء.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تستخدم إسرائيل القنوات الدبلوماسية للضغط على مصر لقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين، رجالاً ونساء، طوال فترة الحرب. لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس قال في مؤتمر ميونيخ الأمني إنه لا توجد خطط لترحيل الفلسطينيين.ات من قطاع غزة.

وعلى الرغم من أن العديد من سكان القطاع يريدون مغادرة القطاع الساحلي بحثًا عن الأمان، إلا أنهم يرفضون الفرار إلى مصر ويخشوّن عدم السماح لهم بالعودة إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونرابط خارجيغ، 16 فبراير 2024، بالألمانية)

قلق من نشوب حرب في لبنان

تناولت صحيفة تاغيس أنتسايغير في مقال تحليلي المخاوف المتزايدة من نشوب حرب في لبنان وسط تصاعد التوتّر بين إسرائيل وحزب الله وانتقال الهجمات الإسرائيلية إلى العمق اللبناني مع استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية مدينة الغازية الساحلية، الأمر الذي يثير القلق في لبنان الغارق أصلاً في أزمة اقتصادية حادّة وحالة عدم استقرار سياسيّ.

وقيّمت الصحيفة احتمالية اندلاع حرب شاملة بتحليل مواقف طرفي النزاع ونقلت عن حنين غدار، الخبيرة في السياسة الشيعية في بلاد الشام في معهد واشنطن، أن “حزب الله لا يريد أن يهدر موارده في عملية إنقاذ غير مضمونة لحركة حماس. وقد شاهد الحزب عن كثب القوة التدميرية للجيش الإسرائيلي والدعم الأمريكي القوي لتل أبيب”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب الله ليس مستعداً عسكرياً أو مالياً للحرب. وترى غدار أن الموارد المالية محدودة بسبب العقوبات المفروضة على إيران، كما أن دول الخليج العربي لن يكون لديها رغبة في إعادة بناء لبنان هذه المرة.

هذا ويبدو أن حزب الله منشغل حالياً بتحديد مصادر الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وإيجاد نقاط الضعف داخل بنيته الأمنية وذلك بعد الدقة التي أظهرها الجيش الإسرائيلي في عمليات الاغتيال لقائد حركة حماس صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت وقائد النخبة في حزب الله وسام الطويل في شهر يناير الماضي، في مؤشر على تغلله الاستخباراتي في الداخل اللبناني.

في المقابل فإن هذه الأولويات التي تتصدر اهتمام حزب الله في اللحظة الراهنة أدت إلى تجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء. وكتبت غدار في تقييمها للوضع: “إن الموقف المتردد لحزب الله ساهم بدوره في تجاوز الجيش الإسرائيلي للخطوط الحمراء السابقة”.

وخلصت الصحيفة إلى أن هجوم حماس الذي وقع في 7 أكتوبر هزّ بقوة شعور دولة إسرائيل بالأمن ودفعها إلى إعادة صياغة سياستها الأمنية بالتركيز على إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية على المدى الطويل. وقد تم نقل آلاف الإسرائيليين.ات من عشرات البلدات في الأشهر الأخيرة. وفي ضوء هذه الحقائق، يتكهن العديد من الخبراء والخبيرات بأن حرباً حقيقية يمكن أن تندلع في لبنان هذا الربيع.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 20 فبراير 2024، بالألمانية)

سكان رفح في حالة ترقب وخوف من امتداد نيران الحرب إليهم

أمّا صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ فقد نشرت تقريراً مطوّلاً من انتاج مجموعة من صحافييها وصحافياتها يسلط الضوء على الوضع الإنساني في رفح عبر نقل شهادات عدد من السكان، الذين عبروا عن شعورهم باليأس والخوف المتزايد من الهجوم الإسرائيليّ المخطط له، حيث من المقرّر أن يتمّ مرة أخرى إخلاء المدينة، المكتظّة بالفعل والتي تعاني من ظروف معيشيّة سيّئة.

ويصف التقرير على لسان تلك الأصوات الوضع الإنسانيّ المتدهور للغاية، مع نقص المرافق الصحيّة والغذاء ومياه الشرب والأدوية، ويؤكّد على أنّ الناس في رفح غاضبون من حماس مع توارد تقارير عن اندلاع احتجاجات ضد الحركة.

في الوقت نفسه، تتعرض إسرائيل لانتقادات بسبب سياستها في الحرب، خاصة بعد الهجوم الأخير، الذي قُتل فيه العديد من المدنيين والمدنيّات.

وتشير الصحيفة إلى حالة عدم اليقين بين السكان في رفح بشأن الملاذ الآمن، نتيجة لتدمير العديد من المناطق وتجاهل إسرائيل التحذيرات الدولية بشأن الهجوم على المدينة.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 17 فبراير 2024، بالألمانية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:.

+ اقتراع 3 مارس: تراجع التأييد لمبادرة “من أجل حياة أفضل في الشيخوخة”

+ صناديق البيتكوين في البورصة… كيف تنعكس على قطاع العملات المشفّرة السويسرية؟

+ السياسة الخارجية لسويسرا: نقاش حول الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، أوكرانيا، ومجلس الأمن…

+ تجارة الذهب: هل تخطف الإمارات البريقَ من سويسرا؟

+ هل ستصبح شركة الأحذية الرياضية السويسرية “أون” جشعةً للغاية؟

+ إليزا شُوا دوسابان: “صدى التعدّدية اللغوية في سويسرا يتردّد في منزلي”

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: بنيامين فون فيل

ما هي الأسباب التي تدفعكم.نّ إلى التفاؤل بشأن الديمقراطيّة حول العالم؟

لماذا تعتقدون وتعتقدن أنه لا يزال هناك أمل في وطنكم.نّ وفي العالم؟ ما الذي يجعلكم.ن متفائلين ومتفائلات بشأن الديمقراطية؟

85 إعجاب
102 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة الأوّل من مارس مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: مي المهدي

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية