The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ارتفاع حالات السرطان المبكر… اتجاه عالمي يضغط على الأنظمة الصحية

مريضة مستلقية على سرير المستشفى (KEYSTONE/PHOTOALTO "S/MICHELA Constantini)
ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان بين المراهقين.ات والبالغين.ات دون سن الخمسين، على مستوى العالم Keystone / Michele Constantini

تشهد حالات السرطان قبل سنّ الخمسين، ارتفاعًا على مستوى العالم. وفي سويسرا، يواجه الكثير من المرضى تحديات لم يستعدّ لها نظام الرعاية الصحية، بدءًا بالحفاظ على الخصوبة، مرورًا بالدعم النفسي، ووصولًا إلى صعوبة الحصول على التأمينات والخدمات المالية. 

في عام 2021، أكَّد التشخيص إصابة سامانثا فايس، الممرضة السابقة البالغة من العمر 35 عامًا، بسرطان الدم اللمفاوي العدواني.

وتقول: “بدأ عالمي ينهار. في لحظة كنت في ذروة حياتي؛ وظيفة جيدة، ومسار مهني مستقر، ومنزل جديد اشتريته أنا وزوجي. وفجأة، بدا كلُّ ما بنيته مهدّدًا”.

ورغم ندرة هذه الحالة، تشير دراسةرابط خارجي حديثة إلى أن حالات السرطان بين الفئة العمرية 14–49 عامًا تشهد ارتفاعًا عالميًّا، بينما تستقر، أو تتراجع، بين الفئات الأكبر سنًا. ففي سويسرا، زاد انتشار بعض أنواع السرطان، كالقولون والغدة الدرقية، بين الفئات العمرية من 15 إلى 49 عامًا، خلال الخمسين سنة الماضية. وتظهر اتجاهات مماثلة في الدول العربية. ففي الإمارات مثلًا، سجّلت دراسةرابط خارجي أكثر من 41% من حالات سرطان القولون كانت لدى أشخاص دون سن الخمسين.

ويأتي التشخيص في العشرينات أو الثلاثينات، في لحظة حاسمة من الحياة، كإنهاء التعليم، أو دخول سوق العمل، أو تأسيس أسرة. وتقول كريستينا غريفيا، المستشارة في منظمة “دعم مرضى السرطان في سويسرا” (CASS) وتعمل عن كثب مع المرضى والمريضات الشباب: “الصدمة عظيمة، فالقطيعة عن مسار الحياة الطبيعي كاملة. يرى الأشخاص المرضى الأقران والقرينات يستمتعون بالحياة، بينما هم يواجهون أسئلة وجودية”.

تحديات جسدية ونفسية واجتماعية

وتواجه هذه الفئة مجموعة فريدة من التحدّيات الجسدية، والنفسية، والاجتماعية، تختلف عمَّا يواجه المرضى والمريضات الأكبر سنًّا. فقد تصبح الخصوبة، مثلًا، مصدر قلقٍ فجاةً. وتقول غريفيا: “عادةً، لا يفكّر الأشخاص دون الخامسة والعشرين في تأسيس أسرة”. لكن يجبرهم السرطان على اتخاذ قرارات صعبة.

وتضيف، قد تكون آثار العلاج الجانبية الأخرى أشد وطأة أيضًا. إذ يمكن تأثير الأضرار الجسدية الناجمة عن السرطان، مثل تساقط الشعر، أو فقدان الوزن، أو الندوب الجراحية، بعمق في صورة الشخص عن جسده. 

السرطان المبكر هو الذي يصيب أشخاصًا تقل أعمارهم عن خمسين عامًا. ويُستخدم هذا المصطلح لأن السرطان، إحصائيًا، مرض يصيب في الغالب الفئات الأكبر سنًّا. إذ تحدث معظم التشخيصات بعد سنّ الخمسين. 

ويختلف نطاق الفئة العمرية المصنَّفة ضمن السرطان المبكر بحسب الدراسة أو النظام الصحي. فقد يبدأ التصنيف من سنّ 18 عامًا، أو يشمل الفئة اليافعة والشابة، أي من سنّ 15 (وأحيانًا 14) إلى 49 عامًا. 

ويُستخدم أحيانًا مصطلح سرطان الفئة العمرية اليافعة والشابة، بالتبادل مع مصطلح السرطان المبكر رغم اختلاف تعريف الأول بحسب المصدر. وغالبًا ما يشمل الفئة العمرية 15 إلى 39، أو 18 إلى 39 عامًا. 

وتكشف الأبحاث أنّ الفئات اليافعة والشابة تعانيرابط خارجي رابط خارجيبدرجة أكبر من اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والإرهاق مقارنةً بالأشخاص المتعافين من سرطان الطفولة. وغالبًا ما تعجز نماذج الرعاية التقليدية عن تلبية الاحتياجات الخاصة بهذه الفئة. وفي سويسرا، تُعدّ خدمات الدعم المصمَّمة خصيصًا لهذه الفئة مجزأة ومحدودة، وفقًا لاستطلاعرابط خارجي رابط خارجي أجرته مؤسّسة البحوث الاجتماعية ببرن (gfs Bern)، بتكليف من الفرع السويسري لشركة الأدوية العالمية MSD. 

وتتفاقم هذه التحديات النفسية عندما تصطدم بتحديات عملية أخرى، مثل صعوبة استئناف المسار المهني، والتمييز عند محاولة الحصول على التأمينات الصحية التكميلية، أو الرهون العقارية، أو القروض، بما في ذلك في سويسرا.

مرض يتشكَّل مع التقدُّم في العمر

يتطوّر السرطان عادةً ببطء على مدى سنوات طويلة، ويرتفع خطر الإصابة به مع التقدّم في العمر. فيحتاج تراكم الطفرات الضارّة إلى عقود قبل التحوّل إلى ورم غازٍ. لذلك، تُعدّ الإصابات بين الفئة العمرية 18–49 عامًا “مبكرة الظهور”، نظرًا لندرتها الإحصائية.

ففي سويسرا، تظهر غالبية الحالات بعد سن الخمسين. فوفقًا لبيانات المكتب الفدرالي للإحصاء، كان نحو 90% من أصل نحو 46،700 حالة جديدة بين 2017 و2021، لدى أشخاص تجاوزوا الخمسين. وتبدو الصورة مختلفة قليلًا في الأردن، حيث التركيبة السكانية الفتية. فبحسب وزارة الصحة الأردنية، سجَّلت الفترة نفسها نحو 37 ألف إصابة جديدة، وكان 65% منها لدى أشخاص في الخمسين أو أكثر.

محتويات خارجية
محتويات خارجية


وتشرف كريستينا غريفيا على مجموعة دعم المرضى والمريضات دون الخامسة والأربعين، في منظمة «دعم مرضى السرطان في سويسرا». وتقول: “أطلقنا هذا الصيف مجموعة مخصّصة، بعد ملاحظتنا خلال العامين الماضيين تزايدًا لافتًا في أعداد المرضى والمريضات الشباب”. وتكشف عدم وضوح الأسباب تمامًا؛ فقد يكون الأمر زيادة حقيقية في الإصابات، أو توسّعًا في وصول المنظمة إلى هذه الفئة. لكن تشير البيانات العالمية بوضوح إلى ازدياد السرطانات المبكرة.

فارتفعت بين 1990 و2019، التشخيصات العالمية للسرطان المبكر بنسبة 79%، والوفيات بنسبة 28%، وفق دراسةرابط خارجي نشرتها مجلة BMJ عام 2023. وسجَّلت منطقة الخليج العربي أعلى الارتفاعات؛ إذ بلغت نحو عشرة أضعاف في دول، كالإمارات وقطر. وتتوقع الدراسة استمرار الاتجاه نفسه، مع ارتفاع إضافي بنحو 30% على مستوى العالم بين 2019 و2030.

أما في سويسرا، فيبدو المشهد متباينًا. فبقيت معدلات الإصابةرابط خارجي الإجمالية بين الفئة العمرية 18-49 عامًا مستقرة نسبيًا منذ تسعينات القرن الماضي، مع ارتفاع طفيف لدى النساء في الثلاثينات، وتراجع محدود لدى الرجال. لكن تشهد بعض الأنواع، مثل سرطان القولون والغدة الدرقية والثدي، زيادة ملحوظة لدى الأشخاص دون الخمسين. وفي الأردن، كشفت دراسةرابط خارجي ارتفاع إجمالي حالات السرطان المبكّر بنسبة 25% خلال الأعوام 2000-2012.

محتويات خارجية

أسباب غير واضحة

لا يزال السبب وراء الارتفاع العالمي في السرطانات المبكّرة غير واضح. ومع غياب تفسير علمي حاسم يوجّه جهود الوقاية، يركّز بعض الخبراء والخبيرات على تعزيز الفحص المبكر باعتباره مسارًا أكثر قابلية للتنفيذ في الوقت الراهن.

وتقول الدكتورة نهى رشاد، الأستاذة المحاضِرة في طب الأورام بجامعة السويس واستشارية أورام الجهاز الهضمي، وعضو مؤسس في مجلس إدارة نادي القاهرة العلمي لبحوث الأورام: “في حالة أورام سرطان القولون والمستقيم، تظهر لدى المرضى والمريضات الأصغر سنًّا سمات مرضية أكثر عدوانية. وتكمن المشكلة الأكبر في التشخيص المتأخر”.

ولذلك، يرى الدكتور مايكل شارل، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى جامعة زيورخ، أنَّ “أهمية الكشف المبكّر تزداد لتحسين فرص البقاء”. 

ولكن، تكمن المشكلة أحيانًا في ضعف الإقبال على الفحص الدوري. ففي الإمارات، أشارت دراسة مسحيةرابط خارجي، شملت 2،100 مشاركًا ومشاركة، إلى تدنّي الإقبال على الفحص المبكّر لسرطان القولون والمستقيم، رغم تزايد الحالات بين الفئة العمرية دون الخمسين عامًا. وكشفت الدراسة أنّ نقص التوعية، وعدم توصية الأطباء، والخشية من السرطان كانت من أهم الأسباب وراء ضعف الإقبال.

لا يملك المجتمعان، الطبي والبحثي، إجابة حاسمة عن أسباب هذا الارتفاع. لكن الاعتقاد السائد هو أنه ناتج عن مزيج معقّد من العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والبيئة، والبيولوجيا. 

وتبرز مجموعة من عوامل الخطر، كاستهلاك الكحول، والتدخين، وقلة النشاط البدني، والأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء أو المعالجة والفقيرة بالألياف. وقد تسهم هذه العوامل، مع تزايد انتشارها في العقود الأخيرة، في تفسير تسارع وتيرة الإصابة بالسرطان بين الأشخاص المولودين بعد عام 1950. 

مع ذلك، تكشف التحليلات الإحصائية عدم تفسير هذه العوامل الزيادةَ بالكامل. وتبحث فرق علمية في الاختلاف المحتمل بين خصائص السرطانات المبكّرة، الجينية أو الجزيئية، المختلفة عن الظاهرة في الأعمار المتقدمة. بينما تركّز فرق أخرى على العلاقة بين بعض أنواع السرطان، والاضطراب الذي يصيب التوازن الميكروبي في الجسم، خصوصًا في الأمعاء. وتشير دراسات إلى ارتباط التعرّض لبعض المواد الكيميائية خلال الحمل، مثل الهرمون الإستروجيني الصناعي، ديويثيل ستلبستروول، بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لاحقًا في الحياة. وتشتبه بعض الفرق البحثية في إسهام مواد كيميائية مشابهة، غير معروفة بعد، في الارتفاع المسجل خلال العقد الماضي.

ويشير العلم إلى تطلّب فهم هذه الظاهرة وقتًا. والأهم من ذلك، يتطلَّب بيانات طويلة الأمد تتيح تتبّع الأفراد لعقود، ورصد أنماط ذات مغزى. غير أنّ هذا النوع من الدراسات مكلف ومعقّد، ويستدعي تعاونًا وجهودًا مشتركة على المستوى الدولي.

غياب الخبرات المتخصّصة

في السياق السريري، تشيررابط خارجي أفضل الممارسات الدولية إلى ضرورة إنشاء فرق مخصّصة للفئات المراهقة والشابة، عادةً ضمن وحدات الأورام أو فرق متعددة التخصّصات تجمع خبرات طبية في مجالات الأورام، والصحة النفسية، والاجتماعية، والخصوبة.

وتوفر دول، مثل الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا برامج راسخة ومُنسّقة لهذه الفئات. أمَّا في سويسرا، فلا يوجد حتى الآن برنامج وطني رسمي موجّه خصيصًا لها، ولا أجنحة مخصّصة داخل المستشفيات. لكن بدأترابط خارجي بعض المستشفيات إطلاق مبادرات تجريبية تعتمد فرقًا متعددة التخصصات لمعالجة الاحتياجات الخاصة بالمرضى والمريضات الأصغر سنًا. ولم نجد ما يُشير إلى مبادرات مشابهة في العالم العربي.

وتركّز التجارب السريرية الدولية، والبروتوكولات العلاجية في الغالب، على مرضى السرطان ومريضاته من الأطفال أو كبار السن. وهكذا، تظلُّ الفئات المراهقة والشابة ممثَّلة بشكل ضعيف، ودون خطط علاجية مصمَّمة لاحتياجاتها.

وتبرز ضرورة مثل هذه الخطط العلاجية في دراسةرابط خارجي رابط خارجيحديثةرابط خارجي، شاركت في إعدادها الدكتورة نهى رشاد. وتشرح الدكتورة نهى، فتقول: “أثناء العلاج، يميل الأطباء إلى تكثيف بروتوكول العلاج الذي يتلقاه المرضى والمريضات الأصغر سنًّا، مقارنة مع المرضى والمريضات الأكبر سنًّا الذين يعانون من نفس نوع الورم، ومرحلته، وخصائصه. ومع ذلك، لم يسجل تحسن ملحوظ في معدلات البقاء، والسيطرة على الورم. وكذلك، لا تتم مناقشة الآثار الجانبية طويلة المدى، والقضايا الأخرى المتعلقة بالخصوبة، والحالة النفسية للمريض.ة صغير.ة السن بشكل كافٍ، ما يفاقم توابع المرض حتى في حالة الشفاء”.

وتقول فايس: ” كانت الخبرة السريرية محدودة في حالتي… تلقيت علاجًا مماثلًا لعلاج الفئة المراهقة، بجرعات قوية جدًا.  شعرتُ أحيانًا وكأنه اختبار لقدرة جسدي على الاحتمال”.

اقرأ.ي المزيد لمعرفة سبب الارتفاع الكبير في تكلفة علاج السرطان في سويسرا:

المزيد
MAMMOGRAFIE, BRUSTKREBS-FRUEHERKENNUNG, KREBS, FRUEHERKENNUNG, UNTERSUCHUNG, MAMMOGRAPHIE, UNTERSUCHUNGEN, ROENTGENBILD, ROENTGENBILDER, RADIOLOGE, RADIOLOGIE, BILDSCHIRM, BILDSCHIRME, ANALYSE, RADIOLOGISCHE UNTERSUCHUNG, RADIOLOGISCHE UNTERSUCHUNGEN,

المزيد

بتكاليف أقلّ … السويد تقدّم نموذجًا ناجحًا في مكافحة السرطان

تم نشر هذا المحتوى على إن نصيب الفرد من الإنفاق على السرطان في سويسرا أعلى من أي بلد أوروبي آخر، ولكن هذا لا يُترجم بالضرورة إلى معدلات نجاح أفضل في العلاج.

طالع المزيدبتكاليف أقلّ … السويد تقدّم نموذجًا ناجحًا في مكافحة السرطان

دعم مشتّت ووصول غير عادل إلى الخدمات

وعلى صعيد برامج الدعم في سويسرا، توجد العديد منها تديرها جهات محلية على نطاق محدود، ولا تندرج ضمن استراتيجية وطنية منسّقة. وتبقى، بحسب الخبراء، مشتّتة رغم وجود العديد من المبادرات الجيدة. وتقول مريام دوبِلي، منسّقة برنامج دعم مرضى السرطان من الفئات المراهقة والشابة، في فرع رابطة مكافحة السرطان السويسرية في بازل: “نظريًا، يمكن لأي شخص الوصول إلى برنامجنارابط خارجي، رغم قيامه في بازل. التحدي هو عثور الناس علينا”.  

ولتجميع الجهود، أطلق البرنامج في عام 2021، منصةرابط خارجي رابط خارجيإرابط خارجيلكترونيةرابط خارجي رابط خارجيرابطرابط خارجي رابط خارجيخارجيرابط خارجي بهدف جمع الخدمات والموارد المخصصة للمرضى الشباب في مكان واحد. وتقول دوبِلي، من الفريق القائم على المشروع أيضًا: “إنها جمعية شابة. لكننا نأمل أن تتحول تدريجيًا إلى نقطة اتصال مركزية يعرف المرضى والمريضات الشباب أنهم.نّ يستطيعون.ن اللجوء إليها”.

ويمثّل نقص البيانات تحديًا آخر. فتمتلك سويسرا سجلات مفصّلة لسرطان الأطفال، وللسرطانات التي تصيب البالغين.ات الأكبر سنًا. لكنها تفتقر إلى سجل وطني يراقب بصورة محددة حالات السرطان مبكّر الظهور. ووفق آراء خبيرة، يصعب رصد الأنماط أو وضع سياسات فعّالة دون بيانات منهجية.

وتُعدّ المحافظة على الخصوبة مصدر قلق لكثير من المرضى والمريضات في هذه الفئة العمرية. فقد أظهرت دراسة رابط خارجيرابط خارجي حديثة في مستشفى جامعة برن، مشاركة 58% فقط من أصل نحو 400 مريض.ة من الفئات المراهقة والشابة، في جلسات الاستشارة المتعلقة بالخصوبة. وأظهرت دراسة رابط خارجيسعودية حول الموضوع ذاته، أنّ لدى طلاب الطب في السعودية وطالباته، معرفة ومواقف داعمة لحفظ الخصوبة. ولكنها كشفت نقصًا في المعلومات، خصوصًا حول الخيارات الأقل شيوعًا، وتوفر الخدمات في المملكة. وأوصت الدراسة، بإدراج تعليم حفظ الخصوبة ضمن المنهج الطبي الجامعي، لتعزيز وعي المُمارِسين والممارسات، وتحسين رعاية المرضى والمريضات في المستقبل.

سقف توقعات عالٍ

ورغم ارتفاع حالات السرطان في العشرينات والثلاثينات، يزداد أيضًا عدد الناجين والناجيات، ما يجعل مرحلة التعافي طويلة وشاقة. وتقول غريفيا، وهي نفسها ناجية من سرطان أصابها في بداية الثلاثينات: “حتى بعد النجاة من المرض، لا تعود الحياة كما كانت”.

وبسبب العمر الصغير، غالبًا ما تكون التوقعات بالعودة الكاملة إلى العمل والحياة اليومية أعلى. لكن آثار العلاج الجانبية  كالتعب، ومشكلات الذاكرة، وضعف التركيز، ومشكلات القلب طويلة الأمد. تزيد الأعباء النفسية، وتصعِّب العودة إلى العمل.

وتوضح دوبِلي: “من ناحية، تساعد هذه التوقعات في التشجيع، والدعم للعودة إلى العمل، واستعادة السيطرة على الحياة. لكنها، من ناحية أخرى، تشكّل ضغطًا كبيرًا من المجتمع، ومن نظام يركّز على إعادة الدمج أكثر من التركيز على التعافي طويل الأمد”.

وشعرت فايس، الخاضعة لزرع خلايا جذعية في عام 2022 وتعافت لاحقًا، حسب قولها، بذلك الضغط شخصيًا: “بعد العلاج، كان المفروض أن أعود إلى العمل، لكنني لم أكن قادرة على التركيز. وحتى الآن، لا أستطيع التركيز كما كنت سابقًا. وعند النظر إليَّ، يظنّ الناس أنني بخير، لكن لم يكتمل تعافيّ بعد؛  فما زلت أعاني”.

وفي سويسرا، يحصل الشخص الموظَّف على تأمين يغطي دخله أثناء الإجازة المرضية لمدة تصل إلى عامين، وفقًا لنوع بوليصة التأمين. لكن قد يفقد الشخص وظيفته إذا انتهت فترة التأمين قبل أن يصبح قادرًا على العودة إلى العمل، كما حدث لفايس.

وتشدّد غريفيا على ضرورة الالتفات أيضًا إلى الأثر النفسي للنجاة من السرطان. وتقول: “عندما يدخل المرض في مرحلة السكون، قد يعتقد الأشخاص في العمل والعائلة انتهاء الأمر، لكنه لم ينته. إذا يحتاج الناجي.ة إلى وقت للتأقلم بعد تجربة المرض”.

ولهذا، تعمل المنظمة مع المرضى والشركات، لدعم العودة التدريجية إلى العمل، وضمان عدم ترك الناجين والناجيات وحدهم.نّ في هذه المرحلة.

رغم أهمية أنظمة الدعم وتعديل السياسات، يطوّر الشباب، بعد النجاة من السرطان، طرقًا خاصة لإعادة بناء الحياة، وصياغة العلاقة بالمرض.

ويقول مارتن إندربيتزين: “علّمني التشخيص درسًا ثمينًا، فهمًا جديدًا للمهمّ حقًا، وللطريقة التي أريد عيش وقتي الثمين بها”. ففي عام 2012، وبعد إنهائه دكتوراه في علوم الأعصاب، تَلقّى خبر إصابته بسرطان البنكرياس. ويضيف: “درستُ في أطروحتي موضوعَي التوتر والخوف. لكن كان عيش التجربة شخصيًا، أمرًا مختلفًا تمامًا”.

ومنذ ذلك الحين، مرّ إندربيتزين بدورات متتالية من الهدوء والانتكاس. ويقول، كانت روح القتال التي تحليتُ بها في البداية “ساذجة بعض الشيء”. لكنها تطورت بمرور السنوات إلى شكل من أشكال الصلابة الداخلية. ويتابع: “أخضع لفحص طبي كل ثلاثة أشهر. وأنا من يختار كيف أعيش تلك الأشهر؛ إمّا بالخوف، أو باستغلالها بأفضل طريقة ممكنة”.

وقد جمع مارتن تأملاته وخبراته، كعالم أعصاب يخوض معركة مع السرطان، في كتابه “اخترتُ الحياة” (Dare to Live).

 
تحرير: نيريس أفيري

ترجمة ومساهمة إضافية في النص: ريم حسونة

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية