مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اقتراع 3 مارس: تراجع التأييد لمبادرة “من أجل حياة أفضل في الشيخوخة”

زوجان كبيران في السن ينظران إلى عمل فني للفنانة لور بروفوست في متحف الفن في لوتسيرن، 16 نوفمبر 2016.
زوجان كبيران في السن ينظران إلى عمل فني للفنانة لور بروفوست في متحف الفن في لوتسيرن، 16 نوفمبر 2016. KEYSTONE

كشف أحدث استطلاع للرأي أن الفريق المؤيد لمعاش التقاعد الإضافي يخسر شعبيته، حيث لا تحظى المبادرة الشعبية سوى بدعم 53 % ممن شملهم.ن استطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العمومية قبل الاقتراع الفدرالي المنتظر في 3 مارس المقبل. أما مبادرة رفع سن التقاعد فيبدو أنها لن تحصل على أغلبية الأصوات.

على الرغم من تزايد التقارير التي تشير إلى صعوبة تحمّل السويسريين والسويسريات لتكاليف الحياة بالمعاشات التقاعدية في وضعها الحالي، إلا أن الدعم لمبادرة “حياة أفضل في الشيخوخة،” انخفض على مدار حملة التصويت، حيث يبدو أن معسكر “نعم” لا يتمتع بأغلبية كافية لتمرير المبادرة في الثالث من شهر مارس.

تدعو المبادرة الشعبية التي أطلقتها النقابات وتؤيدها أحزاب اليسار إلى اعتماد المعاش التقاعدي الثالث عشر ضمن هيكل تأمين الشيخوخة والباقين.ات على قيد الحياة (AHV)، وهو نوع من المرتب الشهري الثالث عشر، كما هو شائع على نطاق واسع في نظام رواتب العمل في الإدارات السويسرية.

وأظهر الاستطلاع الثاني الذي أجرته مؤسسة البحوث الاجتماعية في برن (gfs.bern) قبل نحو عشرة أيام من التصويت، أن 53% فقط من الأشخاص المؤهلين للتصويت يؤيدون المبادرة. وهذا يعني أن معسكر “نعم” خسر 8 نقاط مئوية مقارنة بالاستطلاع الأول.

محتويات خارجية

في المقابل، رفض الفريق المعارض المبادرة المقترحة بنسبة 43%، في حين قال 4% من الأشخاص المشاركين والمشاركات في الاستطلاع إنهم.هن لم يقرروا.ن بعدُ.

وما يزال السويسريون في الخارج، رجالاً ونساءً، يؤيدون إلى حد كبير (68٪) الحصول على معاش تقاعدي إضافي (AHV). لكن المبادرة فقدت أيضاً شعبيتها في الشتات، بعد أن كانت قد حظيت بتأييد بنسبة 80% في بداية شهر يناير.

وأوضح لوكاس غولدر، أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة البحوث الاجتماعية في برن قائلا: “في سويسرا، يحتدم الجدل الدائر حول هذه المبادرة، خاصة في الجزء الناطق باللغة الألمانية من البلاد. السويسريون والسويسريات في الخارج أقل عرضة لهذا النقاش، وهو ما قد يفسر سبب دعمهم.ن لهذا الاقتراح بشكل أكبر”.

قام معهد gfs.bern  للأبحاث واستطلاعات الرأي في برن  باستطلاع آراء 19105 شخص مؤهل للتصويت في الفترة ما بين 7 و14 فبراير في الاستطلاع الثاني قبل إجراء الاقتراع الفدرالي في 3 مارس 2024.

يتراوح هامش الخطأ الإحصائي بين +/- 2.8 نقطة مئوية.

قضية أجيال

تُسلط الحملة الضوء على ظاهرة صراع الأجيال. وفي حين أن 55% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا يعارضون.ن هذه المبادرة، فإن غالبية الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم.هن بين 40 و64 عامًا وأولئك الذين وصلوا.ن بالفعل إلى سن التقاعد يدعمون.ن المبادرة.

ووفقا لمؤسسة البحوث الاجتماعية في برن، فإنه من المرجح أن تكون حملة التعبئة يوم الاقتراع حاسمة في تحديد نتيجة التصويت. ويُلاحظ لوكاس غولدر حاليا وجود حملة موجهة للمتقاعدين.ات، من شأنها أن تعزز التوجه المعارض للمبادرة.

“يدرك كبار السن، رجالاً ونساءً، أن تمويل المعاش الثالث عشر سيُثقل كاهل الأجيال الشابة، حتى لو كانوا يدعمونه”. ويضيف: “إنهم بالتالي أكثر ميلا إلى الرغبة في الامتناع عن التصويت”.

ومن اللافت أيضا الاختلافات بين الطبقات الاجتماعية، فغالبية الأشخاص، رجالاً ونساءً، من ذوي وذوات الدخل المرتفع يعارضون.ن المعاش الثالث عشر، في حين أن 50٪ فقط من الأشخاص ذوي وذوات المؤهلات التعليمية العليا يؤيدونه.

هذا وتعارض أحزاب اليمين والوسط دفع معاش إضافي. وتمكنت هذه الاخيرة الآن من إقناع قاعدتها الانتخابية. ومن المقرر أن يصوت أنصار ونصيرات حزب الشعب السويسري وحزب الوسط بفارق ضئيل ضد الاقتراح الذي قبلوه وقبلنه في يناير.

لا تزال الحجج المؤيدة تلقى قبولاً  

على الرغم من الزيادة في عدد الأصوات المعارضة، فإن الحجج المؤيدة لاعتماد معاش تقاعدي إضافي لا تزال تقنع أغلبية الناخبين.ات. وعلى وجه الخصوص، يعتقد 79% من المستطلعة آراؤهم.هن أنه من المهم تحسين الوضع المالي للمتقدمين والمتقدمات في السن في مواجهة التضخم.

في المقابل، فإن حجة واحدة فقط من الفريق المعارض نجحت في إقناع الأغلبية، وهي تتأسس على القول إن المعاش التقاعدي الإضافي تثقل كاهل ميزانية مساهمات الضمان الاجتماعي، ووتؤدي إلى ارتفاع ضريبة القيمة المضافة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مستوى المعيشة، وخاصة بالنسبة للطبقة المتوسطة.

وبالاستناد إلى نتائج الإستطلاع، يخلص فريق البحث في مؤسسة البحوث الاجتماعية في برن إلى أن مصير هذه المبادرة الشعبية يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات. “حيث أن الاتجاه نحو الرفض يمكن أن يستمر أو يتوقف. وستتحدد النتيجة بحسب تطور هذا التوجه”.

وحتى يتم قبول المبادرة الشعبية، فيجب أن تحظى أيضاً بأغلبية الكانتونات. وهذا الأمر ليس من المؤكد أيضًا، لأن الاتجاه السائد في خمس كانتونات غير واضح بعد، كما ذكرت مؤسسة البحوث الاجتماعية في برن. ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن نتيجة الاقتراع في الثالث من مارس ستكون متقاربة.

التقاعد في السادسة والستين قد لا يحصل على التأييد

يؤكد استطلاع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الثاني أيضًا أن المبادرة الأخرى التي تقدم بها فرع الشباب في الحزب الليبرالي الراديكالي ليس لديها فرصة للفوز في صناديق الاقتراع.

ويعارض نحو 63% ممن شملهم.ن الاستطلاع هذه الفكرة، التي تقترح رفع سن التقاعد تدريجيا إلى 66 عاما قبل ربطه تلقائيا بالتغيرات في متوسط ​​العمر المتوقع. وارتفعت نسبة الأصوات الرافضة بمقدار تسع نقاط مئوية منذ شهر يناير. وأيد 35% فقط المقترح، في حين أن 2% لم يقرروا.ن بعد.

محتويات خارجية

وجاءت النسب متشابهة بين السويسريين في الخارج، رجالاً ونساء: 62% يعارضون المبادرة، و34% يؤيدونها، و4% لم يقرروا بعد.

فريق الحزب الليبرالي الراديكالي ضد الجميع

مازال أنصارالحزب الليبرالي الراديكالي اليميني، رجالاً ونساء، فقط يؤيدون.ن رفع سن التقاعد، بينما تعارض جميع المجموعات السكانية الأخرى هذه الفكرة. كما أن القاعدة الشعبية لحزب الشعب السويسري غير راغبة في العمل لفترة أطول، على الرغم من دعم الحزب للمبادرة. ففي وقت إجراء الاستطلاع الأول، كانت غالبية المتقاعدين.ات تؤيد المقترح، لكنهم.هن ينوون.ين الآن رفضه أيضًا.

ورغم أن أياً من الحجج المؤيدة للفكرة لم تنجح في إقناع أغلبية الناخبين، رجالاً ونساء ، فإن حجج معسكر المعارضة تجتذب شريحة كبيرة من السكان. ومن بين المشاركين.ات في الاستطلاع، ت.يعتقد 71% أن الاقتراح لا يأخذ في الاعتبار الصعوبات التي يواجهها العديد من الأشخاص كبار السن في العثور على عمل. بالإضافة إلى ذلك، يشعر 70% أن المبادرة من شأنها أن تزيد من عدم المساواة، حيث سيظل الأغنياء قادرين.ات على التوقف عن العمل قبل الوصول إلى سن التقاعد القانوني.

ترجمة: مي المهدي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية