The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

النسويات الفلسطينيات في عين الحلوة: نضالٌ بين قسوة الفقر ومرارة العنف

عين الحلوة من الأعلى
يعتبر مخيم عين الحلوة أكبر مخيم فلسطيني في لبنان ويخضع للإدارة الذاتية. Keystone / AFP

يشهد مخيم عين الحلوة، المركز غير الرسمي للاجئين واللاجئات الفلسطينيين.ات في لبنان، صراعا يوميا تخوضه منظمة نسوية ضد تحديات جمة.

تُشير ليلى العلي، مديرة منظمة “نجدة” الإغاثية الداعمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى ملاحظة ردود فعل محافظة متزايدة سواء من بين الفلسطينيين أو اللبنانيين في السنوات الاخيرة. وتضيف، شهدت الجمعية التي تديرها، وهي منظمة إغاثة أسسها لاجئون فلسطينيون في لبنان لخدمة مجتمعهم، “نوعًا من التصعيد”، حيث تداخلت عوامل متعددة وساهمت في تفاقم الوضع.

ليلى العلي
ليلى العلي هي مديرة نجدة. Giannis Mavris / SWI swissinfo.ch

منذ عام 2019، يعاني لبنان من ظروف صعبة تتجلى في الأزمة الاقتصادية، وعدم الاستقرار السياسي، وآثار الحرب. وأثّرت هذه الأوضاع بشكل كبير في الفئات الأكثر هشاشة، كما أشارت العلي، وخاصة اللاجئين واللاجئات الفلسطينيين الذين يعيشون في البلاد منذ سنوات طويلة، لكنهم لا يزالون مهمشين، خصوصًا النساء والأطفال.

وتُقدم جمعية “النجدة” الاجتماعية نفسها على أنها منظمة علمانية، ونسوية، وديمقراطية. ويوجد في لبنان اثنا عشر مخيمًا فلسطينيًا، توجد الجمعية في أحد عشر منها. ويُعتبر مخيمُ عين الحلوة في مدينة صيدا، حيث التقينا العلي، أكبرها وأهمَّها. وحسب التقديرات، يعيش فيه اليوم ما بين 60 و70 ألف شخص. وتوجد فيه جميع الفصائل السياسية، والميليشيات المسلحة. لذلك، يُعدّ المركز الفلسطيني غير الرسمي في لبنان.

التدريس في مبنى يحمل آثار الرصاص

في الطوابق العليا، تُقدّم دروس للأطفال والطفلات، حيث تتحدث المعلمات مع الفتيان والفتيات حول اللمسات الجسديّة، متى تُعتبر مقبولة ومن قِبل مَن، باستخدام مسرح العرائس والرسومات كوسيلة تعليمية. وفي غرفة أخرى، تتم مراجعة قواعد اللغة العربية بجدية.

أما في الطابق الأرضي، فتجتمع النساء، معظمهن أمهات الأطفال، لمناقشة قضايا متعددة. وتتناول هذه النقاشات مواضيع مثل الفقر، وتعقيدات المجتمعات الأبوية، والوصم الاجتماعي. وأكدت العلي: “هناك عديد الأمور المثقلة لكاهلهنّ. يأتين إلى هنا لتبادل الخبرات، والتعبير عن أنفسهن، وطلب الدعم”.

و منذ الانهيار الاقتصادي في لبنان عام 2019، ارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير، وأصبح المزيد من الفلسطينيين.ات، الذين واللاتي كان وصولهم.نّ إلى سوق العمل محدودًا أصلًا، أكثر اعتمادًا على المساعدات الدولية. وتعلّق العلي على ذلك قائلة: ” كان العديد من اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات يعملون.ن لدى منظمات دولية مثل الأونروا، ومنظمات غير حكومية مختلفة. لكن  تأثّرت هذه الجهات اليوم بشدة جراء تخفيض الميزانيات، ما يؤدي إلى مشكلات كبيرة في المخيمات”.

فقد قلّصت العديد من الدول ميزانياتها المخصصة للمساعدات الإنمائية والإنسانية، منها سويسرا ودول أوروبية أخرى. ولكن بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، المعتبرة من أكبر المانحين عالميًا من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). وكان لذلك في لبنان، حيث يعتمد قطاع اللاجئين بشكل كبير على هذه المساعدات، تأثيرات كبيرة.

اقرأ هنا مقالنا عن وضع اللاجئين السوريين في لبنان:

المزيد
مستوطنة خيام تم تصويرها من أعلى

المزيد

الحرب والسلام

العودة أو البقاء: البؤس يخيم على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان

تم نشر هذا المحتوى على لا يزال المستقبل غامضًا بالنسبة للاجئين السوريين في لبنان. وكثير من الأطفال لا يعرفون سوى الحياة في مخيمات فقيرة.

طالع المزيدالعودة أو البقاء: البؤس يخيم على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان

وفي السنوات الأخيرة، شهدت جميع مؤشرات التدهور الاجتماعي، كما أشارت العلي، ارتفاعا ملحوظا. من ذلك العنف الأسري، والتمييز على أساس الجنس، وعمالة الأطفال، وتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى المشكلات النفسية والاجتماعية. و اختصرت العلي الوضع بالقول: “لا يمكننا مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا إلا من خلال تقديم الغذاء لهم”.

تتواجد سويسرا في لبنان من خلال مجموعة واسعة من برامج المساعدة، كما تتولى السفارة السويسرية في بيروت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وتعمل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) والعديد من المنظمات غير الحكومية السويسرية في لبنان.

يتم تنفيذ المشاريع المذكورة في المقال من قبل المنظمة المحلية ”نجده“رابط خارجي، وهي الشريك التنفيذي للكنيسة البروتستانتية الإصلاحية السويسريةرابط خارجي (HEKS/EPER).

من 13 إلى 20 ديسمبر، تقوم سلسلة السعادة، “الذراع الإنسانية” لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العموميةرابط خارجي بجمع التبرعات لدعم المشاريع التي تحمي الأطفال من العنف والإساءة، بما في ذلك المبادرات المذكورة هنا.

غير مرغوب فيهم سياسيًا

رغم مرور عقود من الزمن، لا يزال وجود ما يقدر بنحو 220 ألف لاجئ.ة فلسطيني.ة في لبنان، يمثل قضية سياسية حساسة. وقال أنطوني سمراني، نائب رئيس تحرير صحيفة “لوريان-لو جور” (L’Orient-Le Jour)، الصادرة بالفرنسية: “تُعدّ مسألة منح الجنسية اللبنانية للاجئين الفلسطينيين، من المحرّمات الكبرى في لبنان”.

أنتوني سمراني
أنتوني سمراني هو رئيس التحرير المشارك لصحيفة “لوريان لوجور” الناطقة بالفرنسية. Giannis Mavris / SWI swissinfo.ch

وإضافة إلى النظام السياسي القائم على توازنات طائفية دقيقة، أسهم دورهم في الحرب الأهلية في لبنان في جعلهم موضوعًا مستفزًا لكثير من الأحزاب السياسية. وقال سمراني، دفع عدم توفر فرصة الاندماج الكثيرين.ات إلى الانخراط أكثر في القضية الفلسطينية، مضيفًا: “لم يجلب ذلك للبنان سوى المشاكل، دون أن يساعد فلسطين”.

والسؤال المطروح اليوم، هو من سيتولى قيادة اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات في لبنان؟ لمن ستكون اليد الطويلة، لحركة فتح أم لحركة حماس؟ ليس واضحًا.

وهذا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث لا تزال الروابط العائلية حاضرة بقوة.

الصراع على السلطة يدور وسط المخيمات

مقابل مركز جمعية “نجدة”، يقع مبنى مدرسةٍ تابعة للأونروا. وقد تَناثرت على جزء من واجهته آثار رصاص. ووضحت العلي عودة ذلك إلى تبادل إطلاق نار بين أفراد من حركة فتح وآخرين من حماس، وقع قبل سنوات. كما تعرّضت مبانٍ أخرى حول مركز الجمعية، لإطلاق نار.

إلى أي مدى يمكن لمنظمة علمانية نسوية ديمقراطية، العمل بأمان في بيئة كهذه؟ أجابت العلي قائلة: “الفصائل تعرفنا، وتعرف من نحن وما الذي نقوم به. وهي تحترم عملنا”.

ولا تزال الفصائل المختلفة بعيدة جدًا عن القدرة على إدارة المخيمات بشكل شامل. ورغم قوة الوعي بالهوية الفلسطينية، تبقى القوى السياسية ضعيفة في نهاية المطاف. ويتجلّى ذلك أيضًا في عين الحلوة. وقبل عقود، كانت الدولة اللبنانية قد اتفقت مع منظمة التحرير الفلسطينية على إدارة مخيمات اللاجئين بشكل ذاتي.

ولا يُسمح لقوات الأمن اللبنانية بدخول المخيم المُطوَّق. فهي تراقب جميع من يدخله ويخرج منه عند خمسة نقاط تفتيش. وبعدها، ينتظر حراس مسلحون عند حاجز ثانٍ غير رسمي، تابع  للفصيل الفلسطيني الممسك بزمام الأمور فيه.

مشهد الشارع في عين الحلوة
يعيش ما بين 60,000 و70,000 شخص في مخيم عين الحلوة؛ وفي بعض الأحيان كان هناك العديد من اللاجئين السوريين الذين عاد بعضهم إلى سوريا. ولا يزال المخيم مكتظاً. Giannis Mavris / SWI swissinfo.ch

وتعيق هذه الحواجز النساء عن الحصول على مساعدة من خارج المخيّم. ويُبرَّر عزله بحجة الجريمة والتهديدات، غير أنّه يزيد الوضع تفاقمًا، ليغدو صورة رمزية لوضع اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات في لبنان.

ولكي تتحسّن أوضاعهم.نّ، يجب أن تتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد أوّلًا. وبعد أيّام قليلة من زيارتنا، اتضحت هشاشة الوضع؛ إذ قصفت القوات الإسرائيلية المخيم، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا. وقالت إسرائيل إنّها قصفت منشأة عسكرية تابعة لحركة حماس، بينما قال سكّان المخيم لوسائل الإعلامرابط خارجي، كان القتلى شبانًا يلعبون كرة القدم.

اقرأ هنا مقالنا عن جنوب لبنان الذي يشهد صراعات وحروب لا تكاد تنتهي بين لبنان وإسرائيل:

المزيد
أشخاص يرتدون صدريات زرقاء يطلون على منظر طبيعي، وبجانبهم سيارة بيضاء

المزيد

الحرب والسلام

مزارع وقرى لبنانية مدمرة تحت مراقبة الأمم المتحدة والطائرات الإسرائيلية

تم نشر هذا المحتوى على بعد حرب 2024، أصبح خط ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، منطقة مدمّرة وغير مأهولة. رافقنا مجموعة من المراقبين غير المسلحين التابعين للأمم المتحدة، أثناء إحدى الدوريات على الجانب اللبناني.

طالع المزيدمزارع وقرى لبنانية مدمرة تحت مراقبة الأمم المتحدة والطائرات الإسرائيلية

تحرير: بنيامين فون فيل

ترجمة: أحمد محمد

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلّي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية