The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

هل ستغرق لحوم الأبقار الأمريكية المٌعالجة المتاجر السويسرية؟

لحم البقر
تشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين ثلثي إلى 90% من الأبقار الأمريكية التي يتم تربيتها بشكل تقليدي يتم حقنها بالهرمونات أو تغذيتها بمنظمات النمو في حقول التسمين. Copyright 2025 The Associated Press. All Rights Reserved.

هذا الأسبوع يبدأ البرلمان السويسري مداولاته حول الاتفاق الذي بموجبه، خفّضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الصادرات السويسرية من 39% إلى 15%، لكنها حصلت في المقابل على إعفاءات جمركية لصادراتها من اللحوم والأسماك والدواجن. فهل ينبغي للمستهلكين.ات في سويسرا القلق من ذلك؟

أثار الإعلان، في الأول من أغسطس، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 39% على جميع الواردات السويسرية إلى الولايات المتحدة صدمة في الأوساط السويسرية. جاء القرار مفاجئًا، خاصةً وأن الحكومة السويسرية كانت تعتقد أنها نجحت في خفض الرسوم التي أُعلنت في الثاني من أبريل (المعروف بـ”يوم التحرير” وفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) من 31% إلى 10%. لكن في الواقع، وجدت سويسرا نفسها أمام أعلى رسوم جمركية تُفرض على أي دولة أوروبية.

محتويات خارجية

كما كان متوقعًا، طالت هذه الرسوم العقابية القطاع الزراعي السويسري، لا سيما صناعة الأجبان. ففي عام 2024، بلغت صادرات الجبن السويسري إلى الولايات المتحدة 8,774 طنًا، أي ما يُعادل 11% من إجمالي الصادرات، مما يجعل السوق الأمريكية ثاني أكبر مستورد بعد ألمانيا. وقد أظهرت بيانات شهر أغسطس، حين بدأ سريان الرسوم، انخفاضًا بنسبة 55,4% في الصادرات إلى الولايات المتحدة، مقارنةً بانخفاض عالمي بنسبة 9.4%.

وأعلنت الحكومة السويسرية، يوم الجمعة، توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع الولايات المتحدة لتخفيض الرسوم الجمركية. فهل يكفي ذلك لدعم المزارعين.ات؟ وماذا عن تأثيره على المستهلكين. .ات؟

كيف سيؤثّر الاتفاق الجديد على صادرات الجبن السويسري؟

في 14 نوفمبر، أُعلن عن خفض الرسوم من 39% إلى 15% فقط، ما يُعدّ خبرًا سارًّا لمنتجي الألبان السويسريين ومنتجاته الذين يأملون في استعادة حصتهم من السوق الأمريكية.

قالت دزيريه شتوكر، المتحدثة باسم هيئة تسويق الجبن السويسري: “يُعتبر خفض الرسوم من 39% إلى 15% إشارة إيجابية للقطاع، وقد يُعزز من تنافسية منتجاتنا.”

لكن تنفيذ التعرفة الجديدة لم يبدأ بعد، ولا يزال هناك تفاوض بشأن توقيت تطبيقها، ما يعني أن صناعة الأجبان لم تخرج بعد من دائرة الخطر.

وتُضيف شتوكر: “تُعدّ فترة أعياد الميلاد مهمة للغاية بالنسبة لنا، وجميع الطلبات المتعلقة بهذه الفترة خضعت للرسوم القديمة البالغة 39%. لذا، لن يكون بإمكاننا تقييم النتائج إلا خلال الربع الأول من العام المقبل.”

محتويات خارجية

ثمّة مخاوف أيضًا من أن خفض الرسوم الجمركية قد لا يكون كافيًا لإقناع الشعب الأمريكي بإعادة استيراد الجبن السويسري.

حتى قبل أغسطس، كان جبن “غرويير” يخضع لرسوم 10% ويُباع بمتوسط 50 فرنكا سويسريًا للكيلوغرام الواحد في الولايات المتحدة، أي أكثر من ضعف سعره في سويسرا. ومع رفع الرسوم إلى 39%، قفز السعر إلى 65 فرنكًا، بينما من المتوقع أن ينخفض إلى 52.5 فرنكًا فقط مع التعرفة الجديدة (15%) .

لكن التساؤلات لا تزال قائمة. تقول ساندرا هيلفنشتاين، المتحدثة باسم الاتحاد السويسري للمزارعين:
“لا نعلم ما إذا كانت هذه النسبة ستُطبّق على جميع أنواع الجبن، ولا إن كان المستهلكون.ات الأمريكيون.ات سيقبلون على شرائه مع زيادة 15% بدلًا من 39%.”

قراءة التفاصيل الدقيقة

للاستفادة من تخفيض الرسوم الجمركية إلى 15%، تعين على الشركات السويسرية التعهد بالاستثمار بقيمة 200 مليار دولار في الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2028. كما اضطرت سويسرا إلى الموافقة على خفض الرسوم الجمركية على السلع الصناعية الأمريكية.

ولم يَسلم القطاع الزراعي السويسري، الذي يحظى بحماية كبيرة، من التنازلات. فبموجب الترتيب الجديد، سيتم خفض الرسوم الجمركية على الأسماك والمأكولات البحرية الأمريكية. إلا أن هذا التنازل لا يُعد كبيرًا، نظراً لكون هذا القطاع غير حساس في بلد غير ساحلي، استورد 825 طنًا من الأسماك والمأكولات البحرية من الولايات المتحدة في عام 2024.

لكنّ قطاع اللحوم، الذي يعتبره الاتحاد السويسري للمزارعين قطاعاً حساسًا، معني ببنود الاتفاق. وبحسب مذكرة التفاهم، ستمنح سويسرا للولايات المتحدة إمكانية الوصول المعفى من الرسوم الجمركية إلى بعض منتجات اللحوم، على أن يقتصر هذا الامتياز على حصص سنوية ثابتة، لتفادي إغراق السوق السويسرية باللحوم الأمريكية. وسيُسمح للمزارعين الأمريكيين بتصدير 500 طن من لحم البقر (ما يقارب ضعف واردات 2024 البالغة 261 طناً)، و1000 طن من لحم البيسون، و1500 طن من لحوم الدواجن إلى سويسرا دون رسوم جمركية.

محتويات خارجية

للوهلة الأولى، قد لا يبدو هذا الاتفاق مهمًا. إذ لا يلبي الإنتاج المحلي من اللحوم سوى نحو 80% من الطلب، ويُستورد الباقي أساسًا من النمسا وألمانيا وإيرلندا بالنسبة للحوم الأبقار، ومن البرازيل بالنسبة للدواجن.

ويقول فيليب هابيرلي، المتحدث باسم “بروفياند” (Proviande)، رابطة قطاع اللحوم السويسري:
“لطالما استوردنا لحومًا من الولايات المتحدة، ولكن بكميات صغيرة. والكمية المقترحة في هذا الاتفاق تزيد قليلًا عن الكميات الحالية، وبالتالي لن يكون لها تأثير كبير على الإنتاج المحلي أو الأسعار”.

ولتفادي التأثير على الإنتاج المحلي، تُنظم سويسرا وارداتها من اللحوم من خلال نظام حصص قائم على عدد الحيوانات المذبوحة أو المعروضة في المزاد داخل البلاد. ويمكن للمستوردين.ات المشاركة في مزادات للحصول على هذه الحصص التي تخضع لتعريفات منخفضة جداً، عبر بوابة إلكترونية. وبمجرد استنفاد هذه الحصص، يتوجب على الجهات المستوردة دفع رسوم جمركية أعلى بكثير لاستيراد اللحوم. ولم يتضح بعد ما إذا كانت التنازلات المقدّمة للولايات المتحدة ستُحتسب ضمن هذه الحصص، أم ستُضاف إليها.

وتقول هلفنشتاين، من الاتحاد السويسري للمزارعين: “سيكون من الأفضل أن تُدرج ضمن الحصص الجمركية. لكن هذا المخزون أيضًا بدأ يمتلئ تدريجيًا، لأن الحكومة الفدرالية قدمت تنازلات أيضاً لدول ميركوسور في مجال قطاع اللحوم”.

ومن أجل الالتزام باتفاقياتها الدولية، قد تضطر سويسرا إلى زيادة وارداتها من اللحوم في عام 2026، إما على حساب الإنتاج المحلي أو من خلال تقليص الواردات من دول أخرى لصالح الولايات المتحدة.

هل ستصل لحوم الأبقار المحقونة بالهرمونات والدجاج المعالج بالكلور إلى موائد الطعام في سويسرا؟

رغم أن الإعلان يفتقر إلى التفاصيل، إلا أن ما هو واضح أن مذكرة التفاهم تتيح دخول مزيد من لحوم الأبقار والدواجن الأمريكية إلى السوق السويسرية برسوم جمركية مخفضة. ويشمل ذلك لحومًا من ماشية عولجت بهرمونات لتحفيز النمو السريع قبل الذبح، وهو أسلوب محظور في سويسرا.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين ثلثي و90% من لحوم الأبقار المنتجة بطريقة تقليدية في الولايات المتحدة تأتي من ماشية خضعت لعلاجات هرمونية أو أعطيت منشطات نمو في مزارع التسمين. ويمكن بيع هذه اللحوم في سويسرا شريطة ألا تُظهر الاختبارات وجود بقايا هرمونات.

ويقول هابيرلي : “لحم البقر الأمريكي ليس رخيصًا على الإطلاق ويحتوي على هرمونات نمو يجب كتابتها بوضوح في بطاقة البيع. لا نعتقد إطلاقٌا أن المستهلكين في سويسرا سيقبلون كميات كبيرة من هذا النوع من اللحوم. على العكس، يطالب معظم المستهلكين.ات السويسريين.ات بلحوم سويسرية عالية الجودة، ويثقون في الرفاه الحيواني المضمون في الإنتاج المحلي”.

مسألة أخرى تُثير القلق في ما يتعلق بالواردات الأمريكية هي استخدام الحمّامات الكيميائية التي تحتوي على الكلور أو مواد أخرى لتعقيم الدواجن بعد الذبح. وتُجيز وزارة الزراعة الأمريكية هذا الإجراء لحماية المستهلكين من مسببات الأمراض مثل السالمونيلا. لكن استخدام هذه الحمّامات الكيميائية محظور في سويسرا والاتحاد الأوروبي، اللذين يعتمدان بدلًا من ذلك على معايير صارمة للنظافة في جميع مراحل الإنتاج.

تقول سارا شتالدر من جمعية حماية المستهلك السويسرية: “إذا كان الدجاج الأمريكي قد عُولج بالكلور أو تمّ حقن الماشية بهرمونات أو مضادات حيوية، يجب إعلام المستهلكين بذلك قبل الشراء. نطالب الحكومة الفدرالية بألا تكتفي بفرض إعلان لحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات، كما هو معمول به حاليًا بل بأن تفرض أيضاً إعلاناً إلزامياً على الدجاج المعالج بالكلور”.

وبحسب شتالدر، فإن الإعفاءات الجمركية ستؤثر على الأسعار، حتى وإن كان تجار التجزئة في سويسرا يؤكدون حاليًا أنهم غير مهتمين بتخزين الواردات الأمريكية. وتُضيف: “قطاع المطاعم والتموين، الذي يمثل 50% من استهلاك اللحوم، طالما كان مترددًا في الإعلان عن طرق إنتاج محظورة. ولذلك، فإن الإعلان الإلزامي غير قابل للتفاوض”.

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جانيس مافريس

هل لاحظت حدوث تغييرات في حياتك نتيجة القواعد التجارية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة؟

برأيك، كيف يمكن أن تؤثر سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية على حياتك؟ .

57 إعجاب
42 تعليق
عرض المناقشة

تحرير: فيرجيني مانجان

ترجمة: مي المهدي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

في بعض المقالات أدوات الترجمة التلقائية، مثل ديبل وغوغل. 

يُراجع كل مقال مترجَم بعناية من طرف المحررين لضمان دقة المحتوى. تتيح لنا هذه الأدوات تخصيص وقت أكبر لإنتاج مقالات معمّقة وتحليلية.

لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامنا لأدوات الذكاء الاصطناعي، يُرجى زيارة قسم “مبادئ العمل الصحفي” على موقعنا.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية