مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تطلعات إيجابية للعام الجديد

لا زالت صناعة الساعات أحد أهم دعائم الاقتصاد المحلي في سويسرا Keystone

تعول صناعة الساعات السويسرية على عام 2004 للخروج من أزمتها وذلك على ضوء التحسن الطفيف الذي شهدته في أواخر عام 2003.

كما سيواصل اتحاد المصنعين حربه ضد تقليد وتزييف الماركات الشهيرة حفاظا على مكانة الساعة السويسرية لدى عشاقها.

حمل النصف الأول من عام 2003 بالنسبة لصناعة الساعات مؤشرات سلبية كثيرة ألقت بظلالها على بقية السنة. فقد تراجعت الصادرات في الأشهر الستة الأولى بنسبة 7%، ولحسن الحظ لم تتواصل في الارتفاع، فجاء بعض التحسن الطفيف في الربع الأخير من السنة لتقتصر نسبة التراجع النهائية على 4%.

ويرى جان دانيال باشه رئيس رابطة صناعة الساعات السويسرية أن أسبابا مختلفة تقف وراء هذا التراجع في واحد من أهم دعائم الاقتصاد المحلي، من بينها قوة سعر صرف الفرنك مقابل الدولار، وتراجع نسبة المشتريات في الأسواق العالمية أثناء فترة الحرب على العراق، إلى جانب تراجع التعامل مع أسواق جنوب شرق آسيا بسبب انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي “سارس”.

“لا ناقة ولا جمل” !

ويشير جان دانيال باشه إلى أن هذه العوامل أثرت سلبيا على مجالات تصديرية أخرى، إلا أنه يؤكد على أن صناعة الساعات تمكنت من التغلب على تلك العوامل بشكل جيد، لأن أغلبها لا يرتبط مباشرة بالكفاءة أو الشهرة التي تمتعت بها الساعات السويسرية في العالم.

ذلك أن حل مشكلة ضعف سعر صرف الدولار مقارنة مع الفرنك السويسري ليست في يد صانعي الساعات، بل ترتبط بعوامل أخرى خارجة عن إرادتهم تتحكم فيها، وليس لهم ذنب أيضا في أن تكون 60% من صادراتهم موجهة إلى مناطق تتعامل بالدولار الأمريكي.

في الوقت نفسه أشاد جان دانيال باشه رئيس رابطة مصنعي الساعات السويسرية بالسياسة المالية للبنك الوطني التي دعمت موقف الفرنك السويسري مقابل اليورو.

أما أزمة “سارس” التي رافقت معرض الساعات الدولي في بازل في ربيع هذا العام، وما أسفرت عنه من تراجع كبير في التعامل مع جنوب شرقي أسيا، فيبدو أن صانعي الساعات قد تمكنوا من تجاوزها، بسبب تراجع هذه الظاهرة المرضية الخطيرة من جهة ونتيجة لعدد من المؤشرات الإيجابية التي انطلقت من هونغ كونغ واليابان وبقية دول المنطقة.

التوسع في الأسواق الجديدة

وتعول صناعة الساعات في عام 2004 على التوسع في السوق الصينية بشكل أكبر، لاسيما وأن توقعات رابطة المصنعين تشير إلى سوق تضم 100 مليون مستهلك، وربما تتطور خلال العشر أو الخمس سنوات القادمة لا سيما بعد تخفيض بكين للرسوم الجمركية على المنتجات السويسرية، لتصبح الصين مع هونغ كونغ أكثر أهمية من الولايات المتحدة في المدى المنظور.

إلا أن جان دانيال باشه يرى بأن العمل مع السوق الصينية وعلى الرغم من تلك التوقعات الإيجابية ليس بالأمر السهل، وذلك نتيجة البيروقراطية المعقدة وصعوبة عثور المنتجين السويسريين على الشريك المناسب.

كما تراقب صناعة الساعات السويسرية بعناية بعض الأسواق الجديدة ومن أهمها بولندا وجمهورية التشيك وكازاخستان، إلى جانب رغبة بعض الشركات في الدخول بشكل أكبر في أسواق روسيا.

مطاردة المزيفين

ولاستكمال دعم واحدة من أهم الصناعات السويسرية، تسعى رابطة مصنعي الساعات إلى مواصلة حملتها في محاربة مقلدي الماركات الشهيرة، وهو الملف الذي يكلف الشركات الكبرى مجهودات ضخمة، إلا أنها تضحية واجبة لكسب ثقة العملاء.

ويتوقع جان دانيال باشه رئيس رابطة مصنعي الساعات بأن يساعد دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية في تراجع الظاهرة، حيث تشير الدلائل إلى أن أغلب الساعات المزيفة يتم تصنيعها هناك، كما يعتقد بأن الارادة السياسية في بكين عازمة على الوقوف بحزم في وجه تلك التجارة المحرمة دوليا.

ومن الواضح أن الأموال التي تنفقها الشركات الكبرى والمجهود المضني الذي تبذله من أجل اقتفاء أثر المزورين والمقلدين لا تذهب هباءا، حيث تم في عام 2003 إعدام مئات الآلاف من الساعات المزيفة في مناطق متفرقة حول العالم.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية