حصري-مصادر: الإمارات قد تخفض العلاقات مع إسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية
من ألكسندر كورنويل
القدس (رويترز) – قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الإمارات قد تخفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل إذا أقدمت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضم جزء من الضفة الغربية المحتلة أو كلها.
والإمارات واحدة من الدول العربية القليلة التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وسيشكل تخفيض مستوى العلاقات انتكاسة كبيرة لاتفاقيات إبراهيم التي تعد إنجازا مميزا للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو.
واتخذت الحكومة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة خطوات قد تنذر بضم الضفة الغربية التي احتلتها مع القدس الشرقية في حرب 1967. وتعارض الأمم المتحدة ومعظم الدول مثل هذه الخطوة.
وبالنسبة لنتنياهو، الذي تعتمد حكومته الائتلافية على الأحزاب اليمينية القومية، يمكن أن ينظر إلى الضم على أنه سبيل مهم لكسب الأصوات قبل انتخابات متوقعة العام المقبل.
* مصدر يستبعد قطع العلاقات بالكامل
حذرت الإمارات حكومة نتنياهو اليمينية هذا الشهر من أن أي ضم للضفة الغربية سيكون “خطا أحمر”، لكنها لم تذكر الإجراءات التي يمكن أن تترتب على ذلك.
وقالت المصادر لرويترز إن الإمارات، التي أقامت علاقات مع إسرائيل في 2020 بموجب اتفاقيات إبراهيم، تدرس سحب سفيرها من بين ردود الفعل المحتملة.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها، أن أبوظبي لا تفكر في قطع العلاقات بالكامل رغم تصاعد التوتر خلال حرب غزة المستمرة منذ نحو عامين.
وقال مصدر في إسرائيل إن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن بإمكانها إصلاح علاقاتها المتوترة مع الإمارات، وهي مركز تجاري كبير ينظر إليه على أنه أهم الدول العربية التي أقامت علاقات مع إسرائيل في 2020. وشهدت ذات الفترة إقامة علاقات مع البحرين والمغرب.
لم تقم أي دولة عربية أخرى منذ ذلك الحين علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تربطها أيضا علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن، واتصالات مباشرة مع قطر، وإن كان ذلك دون اعتراف دبلوماسي كامل.
وشهدت العلاقات التجارية التي ازدهرت للغاية في وقت من الأوقات بين الإمارات وإسرائيل فتورا واضحا بسبب الحرب في قطاع غزة، ولم يزر نتنياهو الإمارات رغم مرور خمس سنوات على إقامة العلاقات.
* منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران
في مؤشر على التوتر المتزايد مع إسرائيل، ذكرت ثلاثة مصادر أن الإمارات قررت في الأسبوع الماضي منع شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران في نوفمبر تشرين الثاني. وأكد القرار مصدران آخران، هما مسؤول إسرائيلي ومسؤول تنفيذي في قطاع الدفاع الإسرائيلي.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها علمت بالقرار ولكنها لم تذكر تفاصيل. وذكر متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في أبوظبي أن المناقشات حول مشاركة إسرائيل في معرض الطيران الذي يستمر أسبوعا لا تزال مستمرة.
كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أول من نشر خبر منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والدفاع الرائد في الإمارات.
ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على أسئلة حول ما إذا كانت تدرس تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وقال المتحدث الرسمي في السفارة الإسرائيلية في أبوظبي إن إسرائيل ملتزمة باتفاقيات إبراهيم وإنها ستواصل العمل على تعزيز العلاقات مع الإمارات.
وكانت المسؤولة في وزارة الخارجية الإماراتية لانا نسيبة قد صرحت لرويترز ووسائل الإعلام الإسرائيلية في الثالث من سبتمبر أيلول بأن أي ضم للضفة الغربية سيعرض اتفاقات إبراهيم للخطر وينهي السعي لتحقيق التكامل الإقليمي.
وسبق هذا التحذير الضربة الجوية الإسرائيلية على قطر الأسبوع الماضي، والتي استهدفت قادة حماس، وهو الهجوم الذي ندد به أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفه بالغادر.
وفي اجتماع طارئ للدول الإسلامية في قطر، عُقد ردا على الهجوم، صدر بيان يحث الدول على مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
وكجزء من اتفاقيات إبراهيم، وعد نتنياهو بعدم ضم الضفة الغربية لمدة أربع سنوات. ولكن هذه المهلة انقضت، ويضغط بعض الوزراء الإسرائيليين الآن من أجل التحرك.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هذا الشهر إنه يجري رسم خرائط لضم معظم الضفة الغربية، وحث نتنياهو على قبول الخطة. كما يدعم إيتمار بن جفير، وزير الأمن الوطني، ضم الضفة.
* تدهور العلاقات مع إسرائيل بعد 2023
بعد إقامة العلاقات، تأسست علاقات وثيقة بين الإمارات وإسرائيل، مع التركيز على التعاون الاقتصادي والأمني والمخابراتي. وجاء ذلك بعد سنوات من الاتصالات السرية.
لكن الخلافات بدأت تظهر بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في عام 2023، إذ قاد أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل. ونددت الإمارات مرارا بالمحاولات المتكررة التي بذلها بن جفير لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى للسماح لليهود بالصلاة فيه.
كما انتقدت الإمارات سياسات إسرائيل في الضفة الغربية، بما في ذلك توسيع المستوطنات وكذلك حصارها العسكري لغزة وقالت إن قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل ضروري لاستقرار المنطقة. وأعلن نتنياهو هذا الشهر أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية مطلقا.
(شارك في التغطية ستيفن شير من القدس ومها الدهان من دبي – إعداد دعاء محمد ومروة سلام للنشرة العربية – تحرير سها جادو)