 
التدخل الأمريكي في فنزويلا وقمة ترامب – شي والاستثمار النووي
 
مرحبًا بكم في العرض الأسبوعي لتغطية الصحافة السويسرية للأحداث الأمريكية. كل يوم أربعاء، نستعرض أبرز ما تناولته وسائل الإعلام السويسرية بشأن ثلاث قضايا رئيسية في الولايات المتحدة — في السياسة والاقتصاد والعلوم.
يثير تزايد الوجود العسكري الأمريكي قرب فنزويلا، وما رافقه من ضربات قاتلة استهدفت ما تصفه واشنطن بقوارب تهريب مخدرات، مخاوف من أن يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإطاحة بالرئيس الفنزويلي السلطوي نيكولاس مادورو، الذي يواجه في الولايات المتحدة تهماً جنائية تشمل الإرهاب المرتبط بالمخدرات.
لكن كيف تفاعلت الصحافة السويسرية مع هذه التطورات؟
ذكرت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ أن ترامب، الذي وعد بإبقاء الولايات المتحدة خارج الصراعات الخارجية، يرسل الآن إشارات معاكسة تمامًا.
أما قناة الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية فأفادت يوم الجمعة أن “الحرب الأمريكية على كارتلات المخدرات في أمريكا اللاتينية دخلت مرحلة جديدة من التصعيد”، مضيفة أن نشر أكبر مجموعة بحرية في العالم في المياه اللاتينية يُعد “أوضح استعراض للقوة الأمريكية في المنطقة حتى الآن”، ويتجاوز بكثير نطاق المهمات السابقة لمكافحة تهريب المخدرات.
وكتبت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في افتتاحيتها يوم الأربعاء:
“من صدّق وعود ترامب الانتخابية بعدم إشراك الجنود الأمريكيين في صراعات خارجية يجد نفسه اليوم في حيرة. الذريعة الرسمية تبقى مكافحة تهريب المخدرات من فنزويلا وكولومبيا، لكن حجم الانتشار العسكري يتجاوز بكثير ما يتطلبه هذا الهدف.”
وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كان الهدف الحقيقي هو تغيير النظام في فنزويلا، إذ اتهم مادورو مرارًا الولايات المتحدة بالسعي لإبعاده عن الحكم.
 
أما صحيفة بليك فتساءلت يوم الثلاثاء:
“ما الذي يخطط له ترامب فعليًا؟ بالنسبة لأنصاره، فإن هذه العملية تندرج ضمن سيناريو سياسي مدروس بدقة: فالإطاحة بمادورو قد تحد من الهجرة، وتؤمّن المصالح النفطية الأمريكية، وتعزّز صورة ترامب كزعيم كاريزمي.”
لكن الصحيفة نفسها حذّرت من أن هذه السياسة “مقامرة خطرة”، مضيفة:
“قد تنقلب هذه الخطوة ضد ترامب، إذ يمكن لأي هجوم أمريكي يُنظر إليه على أنه قاسٍ وغير مبرر أن يُعزّز موقع مادورو من خلال توحيد الفنزويليين في وجه عدو خارجي.”
وخلصت نويه تسورخير تسايتونغ إلى أن من “الواضح” أن ترامب ما زال يعتبر مادورو هدفًا — “هذه المرة ليس كعدو للديمقراطية، بل كمجرم مخدرات”. غير أن الانتشار العسكري في الكاريبي هو أيضًا رسالة قوة إلى العالم بأسره:
“الرسالة واضحة — إذا أرادت الولايات المتحدة، فإنها قادرة على تحريك قواتها والتدخل في أي مكان. شرطي العالم لم يختفِ بعد”.
تقرير إخباري – موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية     
رابط خارجيترامب يُظهر وجهه التدخلي – صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ  (بالألمانية، يجب دفع الاشتراك)
رابط خارجيما وراء الهجوم الأمريكي على فنزويلا – صحيفة بليك  (بالفرنسية)
الحرب الوحيدة التي يريد ترامب خوضها هي حرب النفط – صحيفة بليكرابط خارجي (بالفرنسية)
 
يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية اليوم الخميس. لكن صحيفة تاغس أنتسايغير ترى أن ما سيقدمه ترامب كـ”نجاح” ليس سوى تنازل فعلي.
فالمستثمرون والتجار على جانبي المحيط الهادئ يأملون أن تخفف القمة من حدة التوتر التجاري المستمر منذ شهور.
وأشارت الصحيفة يوم الثلاثاء إلى أن الطرفين قدّما بالفعل تنازلات أولية: تعليق رسوم جمركية أمريكية إضافية، واستئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي، وتقدم صفقة بيع فرع تطبيق “تيك توك” الأمريكي. ومع ذلك، كتبت الصحيفة:
“لا بوادر لتهدئة حقيقية، بل هدنة مؤقتة يعيد خلالها الطرفان ترتيب صفوفهما”.
وأضافت:
“سيُقدّم ترامب أي اتفاق، مهما كان غامضًا، كنصر سياسي. لكن ما سيُلغى في الواقع هو أساسًا الإجراءات التي فرضتها بكين ردًا على الرسوم الأمريكية. لقد أساء الرئيس الأمريكي التقدير — ظن أنه قادر على إخضاع الصين بسبب أزماتها الداخلية مثل أزمة العقارات وضعف الطلب المحلي”.
وتابعت الصحيفة أن الأمريكيين.ات بالغوا في تقدير قوتهم:
“الرسوم الجمركية أضرت بالصين، لكنها أضرت أيضًا بالولايات المتحدة. إنها سياسات سيئة التصميم، تنفّر الشركاء، وتضعف الحلفاء مثل الاتحاد الأوروبي في منافسته مع الصين”.
أما نويه تسورخير تسايتونغ فترى أن الهدنة المرتقبة “لن تكون سوى خطوة لمنع الأسوأ — أي تصعيد جديد في النزاع التجاري، لا أكثر ولا أقل”.
“ستبقى الهدنة هشة، تشبه إلى حدٍّ ما الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي: لدى شي جين بينغ المعادن النادرة التي تحتاجها الصناعات الدفاعية والسيارات الأمريكية، بينما تمتلك الولايات المتحدة التقنيات التي تحتاجها الصين لتحديث اقتصادها. كل طرف يستطيع إغلاق الصنبور متى شاء. هذا التوازن، كما في الحرب الباردة، قد يمنع التصعيد — إنه توازن رعب”.
الولايات المتحدة أخطأت الحساب في نزاع الرسوم الجمركيةرابط خارجي – صحيفة تاغيس أنتسايغير (بالألمانية، يجب دفع الاشتراك)
الصين والولايات المتحدة تتجهان فقط إلى هدنة هشة رابط خارجي– صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ (بالألمانية، يجب دفع الاشتراك)
هل انتهى فوضى الجمارك؟ رحلة ترامب الآسيوية تبعث الأمل لدى المستثمرينرابط خارجي – صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ (بالألمانية، يجب دفع الاشتراك)
 
تستعد الولايات المتحدة لاستثمار 80 مليار دولار (ما يعادل 64 مليار فرنك سويسري) في بناء مفاعلات نووية جديدة بالشراكة مع مجموعة وستينغهاوس الأمريكية.
ووفق ما نقل موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية يوم الثلاثاء، يمثل هذا المشروع خطوة رئيسية في إحياء الطاقة النووية الأمريكية، بدفع من الارتفاع الكبير في الطلب على الكهرباء من شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي العملاقة.
ويأتي الاتفاق امتدادًا لمرسوم تنفيذي وقّعه الرئيس ترامب في نهاية مايو بعنوان “إعادة تنشيط الصناعة النووية”، حدّد فيه هدف بناء عشرة مفاعلات تقليدية جديدة بحلول عام 2030.
وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك:
“تجسّد هذه الشراكة الرؤية الطموحة للرئيس ترامب — استعادة السيادة في مجال الطاقة، وخلق وظائف ذات رواتب مرتفعة، ودفع أمريكا إلى صدارة النهضة النووية”.
ولم تبنِ الولايات المتحدة محطة نووية جديدة منذ عام 2009، في حين أن آخر مفاعلين دخلا الخدمة كلفا أكثر من 30 مليار دولار، أي أكثر من ضعف المبلغ المقدر أصلاً (14 مليار دولار). لكن الحرب الروسية على أوكرانيا غيّرت موازين سوق الطاقة العالمية، مما دفع الحكومات إلى تنويع مصادرها.
كما تسارعت وتيرة استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة نتيجة الزيادة الهائلة في مراكز البيانات و”ثورة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي”.
دونالد ترامب يخصص 80 مليار دولار لبناء مفاعلات نووية جديدة لخدمة قطاع الذكاء الاصطناعيرابط خارجي – موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية (RTS)
للتعليق أو إبداء الملاحظات، يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: english@swissinfo.ch
ترجمة: مي المهدي
 
المزيد
للاشتراك في العرض الصحفي الأسبوعي
حول استخدام أدوات الترجمة الآلية
يستخدم فريق التحرير العربي في SWI swissinfo.ch من حين لآخر أدوات ترجمة آلية مثل DeepL وGoogle Translate وReverso لبعض ترجماتنا العربية. ويقوم فريق التحرير العربي لدينا بمراجعة هذه الترجمات الآلية الجزئية للتأكد من خلوّها من الأخطاء، كما يقوم بمراجعتها لغويًا لضمان الوضوح. ويراجع النص الأصلي محررونا ومدققونا اللغويون.
 
        متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
    
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.