خطة التوسيع لا يجب أن تهمّش الشراكة من أجل السلام
أشادت سويسرا بمُوافقة حلف شمال الأطلسي "الناتو" على توسيع عضويته بضم سبع دول من أوروبا الشرقية، واعتبرت هذه الخطوة عامل استقرار وسلام في أوروبا.
في المُقابل، حرص الوفد السويسري في براغ على التذكير بأن خطة التوسيع لا يجب أن تهمش بأي حال من الأحوال مشروع الشراكة من أجل السلام.
اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” أعمالها يوم الجمعة 22 نوفمبر في العاصمة التشيكية براغ بمشاركة زعماء دول وحكومات الدول 19 الأعضاء في الحلف. وقد وتميزت الجلسة الافتتاحية للقمة يوم الخميس بالاعلان عن انضمام سبع دول من المُعسكر الشيوعي الى عضوية الحلف بحلول عام 2004، وهي بلدان البلطيق الثلاث لاتفيا واستونيا وليتوانيا الى جانب كل من رومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وبلغاريا.
تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية
وقد حضر وزيرُ الخارجية السويسري جوزيف دايس أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة بحكم أن الكنفدرالية عضوة في برنامج الشراكة من أجل السلام. وأشاد وزير الخارجية بقرار توسيع الحلف.
وأمام مجلس الشراكة الأوروبية-الأطلسية، الذي يضم الدول الأعضاء في الناتو بالإضافة إلى 27 دولة شريكة، ذكَّر السيد دايس أن سويسرا لن تنضم للحلف بسبب حيادها. في المُقابل، أشار الوزير السويسري إلى أن تعاون بلاده مع المنظمات الدولية يعد أداة هامة من أدوات السياسة الأمنية لسويسرا وأن برن تعتزم تعزيز مشاركتها في نشاطات مثل هذه المنظمات.
وأعرب السيد دايس عن اعتقاده أن توسيع الناتو بضم سبع دول من أوروبا الشرقية سيكون له تأثير إيجابي على التعاون الدولي. كما شدد على أهمية الدفاع عن الديمقراطية والاستقرار والأمن في أوروبا مؤكدا على العناية الخاصة التي توليها الكنفدرالية الى العمل من اجل التعاون الأوروبي-الأطلسي في إطار الشراكة من اجل السلام والشراكة الأوروبية-الأطلسية.
على صعيد آخر، أكد وزيرُ الخارجية السويسري أن الكنفدرالية ستدعم خطة العمل التي اعتمدتها دُول الناتو خلال قمة براغ خاصة في مجال تبادل المعلومات. وستُعتبر هذه الخطة تكملة هامة للإجراءات التي اتُّخذت بعدُ لمحاربة الإرهاب منذ احداث 11 سبتمبر، حيث أنها من المُفترض أن تسمح بإدارة الأزمات والكوارث بفعالية أكبر.
ضمانات الحلف
وأكد رئيس البعثة السويسرية لدى حلف شمال الأطلسي في بروكسيل السفير انتون تالمان أن “توسيع الناتو عامل استقرار وسلام في أوروبا”، وأنه “في صالح سويسرا”. في المقابل، حرص الوفد السويسري على تذكير الحلف بأن عملية التوسع لا يجب أن تُضعف مشروع الشراكة من أجل السلام. وكانت سويسرا والسويد، العضوتان في هذا المشروع، قد ضاعفتا الجهود خلال الأشهر الأخيرة كي لا تتأثر الشراكة من أجل السلام سلبا من توسع الحلف الأطلسي.
وقد نجحت برن وستوكهولم في الحصول على ضمانات من حلف شمال الأطلسي بهذا الشأن حيث أكد السفير السويسري بفخر أن “كافة رغبات الدول المحايدة، وخاصة سويسرا والسويد، وردت في البيان الذي نشره حلف شمال الأطلسي”. وصرح السفير تالمان في هذا السياق: “حصلنا على ضمان استشارتنا وإمكانية مشاركتنا في اتخاذ القرارات الخاصة بكافة النشاطات التي التزمنا القيام بها”.
خطر العزلة
أما السيد فريد تانير، نائب مدير مركز سياسة الأمن في جنيف، فيعتقد أن توسيع الناتو سيؤدي حتما إلى إعادة النظر في التوجه الجغرافي لنشاطات الشراكة من اجل السلام، حيث قد يتم التركيز على منطقة القوقاز وآسيا الوسطى والبلقان. ويرى السيد تانير أن الشراكة من اجل السلام ستظل على المدى القصير أداة هامة، لكنها ستعتمد لاحقا على تطور هيكلة وعمليات الناتو. ويبنى السيد تانير هذا التصور على الاعتقاد بأن حلف شمال الأطلسي قد يصبح مؤسسة سياسية أكثر منها عسكرية وأنه قد يتحول إلى منظمة “أمن تعاوني” وليس “أمن جماعي”.
وفي هذه الحالة، سيدخل الحلف الأطلسي في منافسة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقد تكون النتيجة فقدان سويسرا، النشيطة جدا في هذه المنظمة، لتأثيرها وثقلها في هذا المجال. وإذا ما قرر حلف شمال الأطلسي يوما القيام بالنشاطات التي تديرها حاليا الشراكة من أجل السلام فقد تفقد سويسرا منصة هامة وتزداد عزلة وسط أوروبا، خاصة أن حلف شمال الأطلسي قرر الاتساع شرقا وسيحذو الاتحاد الأوروبي على منواله الشهر القادم حيث سيعلن عن توسيع الاتحاد ليضم عشر دول من أوروبا الشرقية مع حلول عام 2004 أيضا.
دول أوروبا الشرقية السبع المعنية بقرار توسيع حلف شمال الأطلسي هي:
لاتفيا واستونيا وليتوانيا وبلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.
هذه هي خامس عملية توسيع للحلف الذي ضمّ إليه كلا من اليونان وتركيا عام 1952، وألمانيا الغربية عام 1955، واسبانيا عام 1982، وجمهورية تشيكيا والمجر وبولندا عام 1999.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.