The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

صواريخ حماس تصل الى تل أبيب وقطاع غزة تحت النار

قوى أمن إسرائيلية قرب سيارات محروقة في حولون قبر تل أبيب بعد سقوط صواريخ من قطاع غزة في 11 أيار/مايو 2021 afp_tickers

اشتدّت حدّة التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء، إذ أعلنت الحركة إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتّجاه الأراضي الإسرائيليّة ردّاً على استهداف طائرات حربيّة منازل سكنيّة في قطاع غزّة المحاصر الذي يتعرّض لقصف وغارات تتسبّب بدمار وبارتفاع في حصيلة الضحايا.

في الوقت نفسه، تصاعدت أيضًا وتيرة التهديدات المتبادلة بين الطرفين. ودعا مجلس الأمن الدوليّ إلى جلسة جديدة طارئة للبحث في التطوّرات، بينما تخوّف مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط من “حرب شاملة” تتّجه إليها إسرائيل وحماس.

وأعلنت كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتّجاه إسرائيل. وقالت في بيان “الآن تُوجّه كتائب القسّام ضربة صاروخيّة كبيرة بـ100 صاروخ لبئر السبع المحتلّة، ردّاً على استئناف العدوّ لقصف الأبراج المدنيّة، والقادم أعظم”.

وأضافت “الآن تُوجّه كتائب القسّام مجدّداً ضربة صاروخيّة كبيرة إلى منطقة تلّ أبيب ومطار بن غوريون بـ110 صواريخ، ردّاً على استئناف استهداف الأبراج السكنيّة، وإن عدتم عدنا”.

وجاء إطلاق الصواريخ بُعيد استهداف طائرات حربيّة إسرائيليّة مبنى سكنيّاً مكونّاً من تسع طبقات غرب مدينة غزّة بصواريخ عدّة ألحقت به أضراراً بالغة.

وفي وقت سابق، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في مدينة غزّة بأنّ مبنى من 12 طبقة يضمّ مكاتب لمسؤولين في حماس دمّر بالكامل في غارة إسرائيليّة.

وقالت الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة في بيان مشترك إنّ “المقاومة وجّهت اليوم أكبر ضربة صاروخيّة في تاريخ الصراع مع المحتلّ الصهيوني، خاصّةً لمواقع العدوّ في تلّ أبيب وضواحيها”.

وهي المرّة الأولى التي تصل فيها الصواريخ الفلسطينيّة إلى تلّ أبيب منذ 2019، ولم تكن حينها بهذه الكثافة. وقتلت امرأة قرب تل أبيب جراء سقوط صاروخ، لترتفع حصيلة القتلى في إسرائيل في القصف الصاروخي من غزة إلى ثلاثة، إضافة الى 95 جريحا.

-حال طوارئ في اللدّ-

تزامنًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء حال الطوارئ في مدينة اللدّ (وسط) التي تحوّلت بحسب الشرطة في الساعات الأخيرة مسرحًا لـ”أعمال شغب” ترتكبها الأقلّية العربيّة.

وقال نتانياهو في بيان نشره مكتبه إنّه أعطى الضوء الأخضر لإعلان حال الطوارئ في اللدّ، في وقتٍ تحدّثت الشرطة عن “أعمال شغب” ترتكبها الأقلّية العربيّة المحلّية غداة مقتل عربي إسرائيلي في هذه المدينة.

وبحسب مصوّر في وكالة فرانس برس، توجّه نتانياهو بنفسه مساء الأربعاء إلى المكان من أجل الدعوة إلى الهدوء، في وقتٍ كانت تُفرض فيه إجراءات أمنيّة مشدّدة في المدينة المجاورة لمطار بن غوريون الدولي.

كما سُجّلت أعمال عنف في مناطق أخرى، مثل عكا ووادي عارة (شمال) وجسر الزرقاء قرب حيفا حيث اعتُقل ثمانية أشخاص حسب الشرطة.

– “ليست سوى البداية” –

في الجانب الفلسطيني، خلّفت الضربات الإسرائيليّة التي نفّذتها مقاتلات ومروحيات ما لا يقل عن 35 قتيلاً، بينهم 12 طفلاً، إضافة إلى 230 جريحا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ودعا المجتمع الدولي الى التهدئة لوضح حد لأخطر تصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ سنوات، جاء على خلفية مواجهات في القدس الشرقية أوقعت أكثر من 700 جريح.

وقتلت امرأتان في وقت سابق في صاروخ على مدينة عسقلان التي أعلنت حماس إمطارها بسيل من الصواريخ مع مناطق مجاورة لها في جنوب إسرائيل.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية تعليق الملاحة الجوية في مطار بن غوريون شرق تل أبيب.

في قطاع غزة، أفاد صحافيو فرانس برس عن دمار في أبنية عدة، بينما تصاعد دخان أسود من عدد من الأماكن بعد غارات جوية مكثفة.

وتوعد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس بأن الضربات الإسرائيلية على غزة “ليست سوى البداية”. وقال “لا يزال هناك كثير من الأهداف في دائرة الاستهداف، هذه ليست سوى البداية”.

وقال رئيس المكتب السياسي في حماس اسماعيل هنية “إذا أرادت إسرائيل التصعيد، فالمقاومة جاهزة”.

وكان نتانياهو أعلن أن بلاده ستكثّف الهجمات على حماس.

وقال في مقطع مصوّر وزّعه مكتبه “نفّذ الجيش منذ الأمس مئات الهجمات على حماس والجهاد الإسلامي في غزة (…) سنكثف قوة هجماتنا”. وأضاف أن حماس “ستتعرض لضربات لم تكن تتوقعها”. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن أكثر من 500 صاروخ أُطلقت من غزة منذ الاثنين، مشيرا الى أن غالبية الأهداف التي قصفها في غزة تابعة لحماس.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل قياديَين ميدانيَين في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في غارة إسرائيلية الثلاثاء. وكانت حماس أعلنت الاثنين مقتل قيادي فيها في غارة إسرائيلية شمال غزة.

وبدأ التصعيد في غزة بعد تصاعد المواجهات في القدس الشرقية لا سيما في محيط المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وحذرت كتائب القسام الاثنين إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى. ومع انتهاء المهلة، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة، وبينها حماس، وابلا من الصواريخ على جنوب الدولة العبرية وفي القدس.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007. وحصلت ثلاث حروب مدمرة منذ ذلك الوقت بين حماس وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.

– المواجهات الأعنف في القدس منذ 2017 –

وتشهد القدس الشرقية منذ أكثر من أسبوعين مواجهات بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي بإخلاء أربعة منازل تسكنها عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. وتتدخل الشرطة الإسرائيلية لتفريق التجمعات والتظاهرات، مستخدمة القوة والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت، بينما يستخدم الفلسطينيون المفرقعات والحجارة. وتوسعت المواجهات الى باحات المسجد الأقصى.

ويعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة جديدة طارئة هي الثانية خلال ثلاثة أيام، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية الثلاثاء، للبحث في التطورات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس سيُفضي إلى “حرب شاملة”. ودعا الطرفين إلى “وقف إطلاق النار فورا”، مضيفا “نحن نتّجه نحو حرب شاملة. يتعيّن على قادة جميع الأطراف تحمّل مسؤوليّة وقف التصعيد”.

وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على “خفض التصعيد وتقليل التوتر واتخاذ خطوات عملية للتهدئة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إن “الخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي والخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني هي أمر نأسف له بعمق (…) مقتل أي مدني هو أمر مؤسف للغاية، سواء كان فلسطينيا أو اسرائيليا”.

وأضاف “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، ولكن في الوقت نفسه نأسف للمعلومات عن مقتل مدنيين ونريد ان يتوقف ذلك”.

وتحدثت مصادر دبلوماسية لفرانس برس عن محاولة مصر وقطر اللتين سبق لهما التوسط في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تهدئة التوترات.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أن “مصر تحركت بشكل مكثف” وأجرت اتصالات مع إسرائيل ودول عربية ذات علاقة من أجل التهدئة، لكنها “لم تجد الصدى اللازم”.

ودعت باريس الثلاثاء السلطات الإسرائيلية الى عدم استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.

وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد في بيان أن “ما يقوم به الجيش الاسرائيلي، بما في ذلك عمليات الإخلاء غير القانونية والمستمرة والقسرية بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي”.

في عمان، تظاهر أكثر من 1500 شخص قرب السفارة الإسرائيلية الثلاثاء، ورفع المتظاهرون الذين أحرقوا العلم الإسرائيلي، لافتات كتب عليها “اطردوا السفير وأغلقوا السفارة”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية