في غضون الثلاثين عاما المقبلة، ستتغير ملامح الغابات السويسرية نتيجة الاتفاق الذي توصلت اليه الحكومة الفدرالية مع سلطات الكانتونات، بتحويل عشر المساحات الغابية في سويسرا الى محميات.

مرة اخرى، يعود الملف البيئي الى صدارة الاحداث في سويسرا. قد تكون المناسبة احتفال دول المعمورة باليوم العالمي للغابات، لكن يبدو أن الوضع المتشعب للغابات والمخاطر الشديدة التي بدأت تواجهها جعل باتخاذ بعض القرارات الجريئة.

فقد توصلت مؤخرا الكنفدرالية الى اتفاق مع السلطات المحلية في مختلف الكانتونات السويسرية، يرمي للحفاظ على الثروة التي تمثلها الغابات السويسرية. وبما ان ثلث المساحات الغابية تعود ملكيتها الى البلديات والى ربع مليون شخص، فان أي محاولة لصياغة سياسة موحدة في هذا الملف، تكاد تكون مستحيلة.

لكن يبدو ان اتساع الوعي بالمخاطر التي تتهدد مستقبل الغابات السويسرية قد مكن من تحقيق نجاح معتبر، حيث تم الاتفاق في الدورة الاخيرة لمؤتمر ضم المدراء المحليين للغابات والكانتونات والكنفدرالية على ان يتم اتخاذ الاجراءات الضرورية لتحويل عشرة في المائة من اجمالي المساحة الغابية السويسرية الى محميات على المدى المتوسط.
نصف هذه المساحة ستشكل محميات طبيعية، أي ان الانسان لن يتدخل فيها باي شكل من الاشكال. اما النصف الثاني، فسيحول الى محميات خصوصية او جزئية، أي ان التدخل البشري فيها سيقتصر على اتخاذ الاجراءات الضرورية لتوفير حماية افضل للنوعيات النباتية والحيوانية النادرة المهددة بالانقراض.

يبقى ان الهدف الرئيسي من الخطط الجديدة، يتمثل في الحفاظ على التنوع البيولوجي. ففي سويسرا يوجد مائة نوع من الغابات على الاقل، وهي التي توفر بدورها الوسط الطبيعي لحياة ونمو ثلثي النوعيات النباتية والحيوانية في البلد (تقدر بالفي نبتة وعشرين الف حيوان).

هذا التنوع البيئي اصبح اليوم مهددا، فعلى سبيل المثال تتعرض ربع فصائل الطيور التي تعيش في الغابات السويسرية الى العديد من المخاطر، حسب ما تقوله مصادر المكتب الفدرالي للبيئة. ومع تنوع هذه المخاطر، فان النية تتجه الى تنويع السياسات الحمائية من كانتون لاخر.

نشير في الاخير الى ان الخطوط الكبرى للسياسة البيئية في سويسرا، ستحافظ على التنوع الوظيفي للغابات بحيث لا يتم الفصل بشكل صارم بين الغابات التي ستتحول الى محميات وبين الغابات التي سيكون استغلالها متاحا للمزارعين ولاصحابها، لان الهدف النهائي يتمثل في مراعاة التقاليد الغابية في سويسرا مع الحفاظ على التنوع البيئي فيها.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"