The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الفظائع في السودان

afp_tickers

أعرب مجلس الأمن الدولي الخميس عن “قلقه العميق” إزاء “التصعيد” في السودان، فيما تحدث مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة عن “تقارير موثوقة عن عمليات إعدام جماعية”.

بعد أربعة أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر التي حاصرتها لمدة 18 شهرا، أكد مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر أن المدينة الواقعة في دارفور بغرب السودان “انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة”.

وأضاف “تُغتصب نساء وفتيات، ويُشوّه أشخاص ويُقتلون، في ظل إفلات تام من العقاب”، متحدثا عن “تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية” بعد دخول قوات الدعم السريع.

وأبدى مجلس الأمن “قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر ومحيطها”، منددا ب”الفظائع المنسوبة إلى قوات الدعم السريع بحق المدنيين، ومن بينها إعدامات بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية”.

وقال جون أوشيبي، عامل الإغاثة في منظمة “أليما” غير الحكومية، لوكالة فرانس برس من مدينة طويلة التي تبعد 70 كيلومترا من الفاشر ولجأ إليها آلاف المدنيين، إن “الوضع شهد تحولا مأسويا منذ الأحد”. وأضاف أن “النساء والأطفال يصلون في حالة من الإرهاق الشديد”.

وتابع عامل الإغاثة البالغ 45 عاما من عيادة تابعة للمنظمة، أن “بعضهم لم يأكل منذ أيام، وسار مسافات طويلة. وتعرض آخرون للضرب والسرقة والتهديد على الطريق. كثيرون يبكون أقاربهم”.

– تمدد العنف إلى شمال كردفان –

وأعرب توم فليتشر عن قلقه إزاء انتشار العنف، وخصوصا في ولاية شمال كردفان المجاورة، متحدثا عن “قتال عنيف” يتسبب في موجات جديدة من النزوح.

ولفتت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي إلى تقارير عن “فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان، بعد سيطرتها على المدينة مؤخرا”.

وأكدت “مقتل ما لا يقل عن 50 مدنيا في الأيام الأخيرة في بارا”.

وأضافت المسؤولة الأممية أن “هجمات الطائرات المسيّرة التي يشنها كلا الجانبين تضرب مناطق وأهدافا جديدة. ويشمل ذلك النيل الأزرق والخرطوم وسنار وجنوب كردفان وغرب دارفور، ما يشير إلى اتساع نطاق النزاع على الأرض”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “إنهاء… الأعمال الحربية فورا”.

وأثارت تقارير عن مقتل أكثر من 460 شخصا مؤخرا في المستشفى السعودي في الفاشر موجة غضب، بعدما تحدث متطوعون محليون عن المأساة التي أكدتها صور بالأقمار الاصطناعية.

ونفت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على قناتها في تلغرام الاتهامات المتعلقة بقتل مئات المرضى في المستشفى السعودي. 

على الأرض، يتواصل تدفق اللاجئين. ومنذ الأحد، فرّ أكثر من 36 ألف مدني من الفاشر، منهم أكثر من 23 ألفا وصلوا إلى طويلة التي تؤوي أصلا نحو 650 ألف نازح، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ودقت “غرفة طوارئ طويلة”، إحدى المجموعات التطوعية التي تساعد المدنيين، ناقوس الخطر قائلة “يواجه النازحون الذين وصلوا إلى طويلة أوضاعا إنسانية صعبة”.

وناشدت الغرفة “المنظمات والدولية والإقليمية والوطنية، وأهل الخير، تقديم الدعم العاجل”.

– “اغتصاب ونهب وقتل” –

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أيضا أن المدنيين الفارين من الفاشر “يتعرضون للاغتصاب والنهب والقتل”، مؤكدة بذلك تقارير موثقة عديدة. وتُظهر مقاطع فيديو تحققت منها المنظمة مشاهد إعدامات ميدانية لمدنيين.

ومع انقطاع الاتصالات، أصبح من الصعب للغاية الوصول إلى مصادر محلية مستقلة.

وبحسب “لجان المقاومة- الفاشر” التي توثق الانتهاكات منذ بداية النزاع، فإن الاشتباكات استمرت في غرب المدينة مساء الأربعاء.

بسيطرتها على الفاشر، أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على كامل إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان. 

ووصلت مفاوضات “الرباعية” بشأن السودان التي تضمّ مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، إلى طريق مسدود، وفق مصدر مطلع على المحادثات. وكانت عقدت آخر اجتماع لها الجمعة في واشنطن. 

اندلعت الحرب في السودان في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل صراع إقليمي محتدم. 

ووفق تقارير للأمم المتحدة، تلقت الدعم السريع أسلحة وطائرات مسيّرة من الإمارات، بينما يقول مراقبون إن الجيش يتلقى دعما من مصر والسعودية وإيران وتركيا. وتنفي جميع هذه الدول أي تورط في النزاع.

وتذكر أعمال العنف الأخيرة بما شهده إقليم دارفور في مطلع الألفية من فظائع ارتكبتها ميليشيات الجنجويد التي انبثقت منها قوات الدعم السريع. 

أب-ندا-صوف/ب ح-ح س/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية