مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لعبة شد الحبل حول التهرب الضريبي لا تزال متواصلة بين برن وبروكسل

لقاء وزيرة العدل السويسرية بنظيرها السويدي في ستوكهولم Keystone

لا تزال لعبة شد الحبل متواصلة بين برن وبركسل حول الأموال السوداء أي تلك الأموال الفارة من الضرائب في بلدان الاتحاد الأوروبي وتلك التي تستغلُ الفجوات القانونية الجمركية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي . هذه القضايا التي تقول بروكسل إنها تلحق الكثير من الضرر في إقتصاديات البلدان الأعضاء، فد تبقى من العقبات الرئيسية في سبيل تطبيق صفقة الاتفاقيات القطاعية السبع بين سويسرا والإتحاد ، على الرغم من تحول وزيرة العدل والشرطة الفيديرالية روت ميتسلير في مطلع هذا الاسبوع الى السويد التي تترأس الاتحاد الأوروبي حاليا.

لم تُسفر اللقاءات التي أجرتها الوزيرة روت ميتسلير في ستوكهولم عن أية إلتزامات سويديّـة رسمية بتأييد موقف بيرن، وانما عن التفهّم فقط لرغبات بيرن المتعلقة بجدول أعمال المحادثات المقبلة مع الاتحاد الأوروبي . وتعود لعبة شد الحبل لحقيقة أن سويسرا تطالب بجدول عام للمفاوضات ، يتضمن المواضيع الأساسية من وجهة نظر بروكسل ، الى جانب موضوع إنضام سويسرا الى اتفاقيات شينغين للتعاون البوليسي واتفاقيات دابلين للتعاون في مجالات اللجوء السياسي . لكن بروكسل ترفض هذه المطالب رغبة ً في التركيز على المواضيع الأساسية كظاهرة التهرب من الضرائب في بلدان الاتحاد الأوروبي وإستغلال البعض للفجوات القانونية الجمركية القائمة بين سويسرا والاتحاد .

في هذه الأثناء أعلنت الحكومة الفيديرالية السويسرية في برن عن الاستعداد للمساهمة في مجهودات الاتحاد الأوروبي لمكافحة التهرب الضريبي و تهريب البضائع والسلع بهدف تحقيق الربح والفائده حسب التعبير القانوني السويسري، حتى ولو كانت هذه النشاطات، لا تمسّ الأراضي السويسرية بالذات .

وفي نفس السياق، طالبت برن بمنحها فرصة المشاركة في السياسات الأوروبية المشتركة في مجالي الأمن واللجوء . لكن اللجنة الأوروبية لا تبدي الكثير من التفهم لهذه المطالب السويسرية الأخيره وتعتبرها وسيلة لكسب الوقت ، بما أن سويسرا على وعي بأن بروكسل لا تستطيع التفاوض على إتفاقيات شينغين أو دابلين ، دون إستشارة البلدان الأعضاء، لا بل تتهم اللجنة الأوروبية سويسرا بعدم الاهتمام الفِعلي بالاتفاقيّتين المذكورتين وانما بكسب الوقت حتى المصادقة النهائية على صفقة الاتفاقيات السبع التي وقعها الجانبان، والتي لا زالت مرهونة بمصادقة بقية البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي .

الخلاصة، هو ان الاتحاد يرفض أن تُملي عليه سويسرا جدولَ أعمال المفاوضات المقبل، ويصر على أن تسارع بيرن لتقديم المساعدة القانونية اللازمة لمكافحة التهرب من الضرائب ومن الرسوم الجمركية، التي تكلف بلدان الاتحاد سنويا خسائر تقدر بالعديد من المليارات. ويضرب الاتحاد الأوروبي مثالا على ذلك، ما يصفه بالنشاطات الجنائية الماثلة في تهريب السجائر من سويسرا الى ايطاليا أوبلدان أخرى ، لكن سويسرا لا تعتبره تهريبا أو عملا جنائيا يقع تحت طائل القانون . هذا إضافة الى جملة من النشاطات التي تعتبرها بروكسل من نشاطات التهريب والجنايات الجمركية داخل حدود الاتحاد الأوروبي ولا تستطيع مطاردة َ المسؤولين عنها إذا كانون في الأراضي السويسرية ، لأنها لا تستطيع التعويل على التعاون القانوني السويسري في هذه الحالات . وفي هذا فان النتيجة المرحلية للعبة شد الحبل بين بروكسل وبرن، تتلخص حاليا في مطالب بروكسل بأن تقتصر الجولة المقبلة من المفاوضات الثُنائية المقبله على ما تصفه بدور سويسرا كمحطة دولية للتهريب، وتطالب برن بدمج موضوعي الأمن واللجوء في نفس المفاوضات.

جورج انضوني.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية