The Swiss voice in the world since 1935

صحيفة سويسرية: كيف تورّطت منظمة دولية في طمس أثر عائلات المعارضين في سوريا الأسد؟

الشبكة السورية لحقوق الإنسان قدّرت عدد الأطفال الذين نُقلوا إلى قرى الأطفال أو دور الأيتام في سوريا من أبناء السجناء بحوالي 3700 طفل.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان قدّرت عدد الأطفال الذين نُقلوا إلى قرى الأطفال أو دور الأيتام في سوريا من أبناء السجناء بحوالي 3700 طفل. Keystone-SDA

ناقشت الصحف السويسرية هذا الأسبوع الاحتجاجات ضد حركة حماس في غزة، وحقيقة تآكل دعمها الشعبي في ظل الحرب، إلى جانب تحقيق استقصائي يكشف دورًا مثيرًا للجدل لمنظمة دولية في قضية اختفاء أطفال معتقلين في سوريا وصمت المجتمع الإسرائيلي حيال الكارثة الإنسانية في غزة.

اشترك.ي في نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

نشرت صحيفة تاغيس انتسايغير تحقيقًا استقصائيًا مطولًا يتناول قضية اختفاء الطبيبة ولاعبة الشطرنج السورية رانيا العباسي وأطفالها الستة، والتي أثارت منذ عام 2013 موجة استياء واسعة داخل سوريا وخارجها، وتجددت التساؤلات اليوم حول دور منظمة قرى الأطفال SOS في هذه القضية.
وتقول الصحفية سونيا زكري في مستهل تحقيقها: “في مارس 2013، اختطف شبيحة الأسد الطبيبة وبطلة الشطرنج رانيا العباسي، ومعها بناتها الأربع وولديها. يعرف البلد بأسره هذه القصة، التي تثير غضب الشارع السوري . السؤال المطروح اليوم هو: هل لعبت منظمة قرى الأطفال SOS دورًا ما؟”

وتضيف الكاتبة أن رانيا العباسي كانت بطلة سوريا في الشطرنج وطبيبة أسنان، وشاركت في أولمبياد الشطرنج في دبي، وحققت انتصارات في صربيا وإيران. ويُعرف اسمها حتى اليوم لدى الاتحاد الدولي للشطرنج، رغم أن كل المؤشرات تدل على أنها مفقودة وربما متوفاة منذ سنوات.
وتنقل الصحيفة عن شقيقها حسن العباسي، المقيم في العاصمة الكندية أوتاوا، قوله: “كانت تشعر بالأمان. لم ترتكب شيئًا خاطئًا، ولم تشارك في أي احتجاج ضد النظام”. ويضيف: “كيف لها أن تتوقع وحشية لا تخضع لأي قاعدة منطقية؟”

وتشير الصحيفة إلى أنه في 11 مارس 2013، اختطفت قوات الأمن السورية رانيا العباسي وأطفالها الستة: ديمة (15 عامًا)، وانتصار (14 عامًا)، ونجاح (11 عامًا)، ولجين (عام ونصف)، وعلاء (9 أعوام)، وأحمد (7 أعوام)، بالإضافة إلى مساعدتِها في العيادة. وكان زوجها عبد الرحمن ياسين قد اعتقل قبل يومين. وتضيف الصحيفة أن تسعة أشخاص ابتلعهم نظام الأسد، ولم يظهر أي منهم حيًا حتى اليوم.

رانيا وأنا سنلتقي في الجنة، هذا ما أؤمن به. لكنني لن أتوقف عن البحث عن الأطفال. لقد أقسمت على ذلك.

صحيفة تاغيس انتسايغير

وتلفت الكاتبة إلى أن هذه القضية تثير استياء الشعب السوري بشكل خاص لسببين: الأول هو قسوة النظام التي لم تستثن حتى الرضع، حيث لم تتجاوز لجين، أصغر الأطفال، آنذاك الثانية من العمر. والثاني هو الشكوك حول دور قرى الأطفال SOS في تسليم أو استقبال الأطفال المختطفين.
وتنقل الصحيفة عن نائلة العباسي، شقيقة رانيا المقيمة في الرياض، قولها إن هناك مؤشرات عديدة على أن فروع قرى الأطفال SOS في سوريا كانت على صلة مباشرة بأجهزة النظام منذ سنوات. وتضيف: “جميع الأطفال الستة كانوا في قرية SOS، ولو لفترة مؤقتة على الأقل”.

وتوضح المراسلة أن قضية أطفال رانيا العباسي عادت إلى الواجهة بعد سقوط نظام الأسد، حيث وجّه أخوها حسن العباسي اتهامًا مباشرًا إلى منظمة قرى الأطفال SOS بإيواء أبناء شقيقته رانيا، المختفين منذ اعتقالهم عام 2013. ولم تنكر المنظمة تعاون فرعها السوري مع النظام، وهو ما زاد من غضب الشارع السوري الذي يرى أن الأطفال قد سُلبت هويتهم ووُضعوا في دور أيتام بهويات مزورة. وتستطرد أن الأسئلة تظل قائمة: لماذا التزمت المنظمة الصمت لسنوات؟ لماذا لم ترفض استقبال أطفال مجهولي الهوية، بأوامر أمنية؟ 

وتضيف أن هذه القضية تحوّلت إلى رمز لما يُعرف اليوم بـ “غسيل الأسد” (Assad-Washing)، حين أسهمت منظمات دولية، ولو بالصمت، في التغطية على الانتهاكات.
وتشير الصحيفة إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قدّرت عدد الأطفال الذين نُقلوا إلى قرى الأطفال أو دور الأيتام في سوريا من أبناء السجناء بحوالي 3700 طفل.ة.
وتقول نائلة العباسي إن أصعب لحظة في رحلتها كانت حين دخلت منزل شقيقتها في دمشق بعد اثني عشر عامًا من الغياب. بدا وكأن العائلة غادرت لتوّها: طعام فاسد في الثلاجة، بلوزة الابنة الكبرى على السرير، وميداليات رانيا لا تزال معلّقة.
 “كان الألم لا يُحتمل”.وتضيف نائلة، أنها سلّمت بوفاة رانيا، لكنها لن تتخلى عن أملها في العثور على أحد الأطفال:
 “رانيا وأنا سنلتقي في الجنة، هذا ما أؤمن به. لكنني لن أتوقف عن البحث عن الأطفال. لقد أقسمت على ذلك. سأجدهم… إن لم يكن جميعهم، فواحدًا منهم على الأقل، وفق الصحيفة.

 (المصدر: صحيفة تاغيس انتسايغيررابط خارجي – 16 أبريل 2025، باللغة الألمانية)

هل تتآكل شرعية حماس في غزة؟ أرقام وشهادات من الداخل

فلسطينيون وفلسطينيات يهتفون خلال مظاهرة نادرة ضد الحرب وضد حركة حماس، في تعبير علني نادر عن الغضب الشعبي تجاه الحركة التي تدير القطاع، وذلك في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يوم الأربعاء 26 مارس 2025.
فلسطينيون وفلسطينيات يهتفون خلال مظاهرة نادرة ضد الحرب وضد حركة حماس، في تعبير علني نادر عن الغضب الشعبي تجاه الحركة التي تدير القطاع، وذلك في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يوم الأربعاء 26 مارس 2025. The Associated Press.

نشرت صحيفة تاغيس أنتسايغير السويسرية تقريرًا يسلط الضوء على المظاهرات المناهضة للحركة الإسلامية المسلحة، حماس، في قطاع غزة. وأشار برند دوريس، مراسل شؤون الشرق الأوسط إلى أن “المئات، وربما الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات، خرجوا إلى شوارع غزة في الأسابيع الأخيرة هاتفين “برا برا” (بمعنى اخرجوا) في إشارة واضحة لحركة حماس”.

وسائل إعلام حماس تصف أي احتجاج بأنه خيانة للشعب، وتعتبر المتظاهرين والمتظاهرات عملاء لإسرائيل.

صحيفة تاغيس أنتسايغير

ونقلت الصحيفة عن الطبيب الغزي محمد ناصر، الذي شارك في المظاهرات، قوله: “لقد شاركت للمطالبة باستقالة حماس من السلطة، حتى يمكن إنقاذ ما تبقى من قطاع غزة وبدء إعادة الإعمار”.

وأضاف ناصر أن “الحركة فقدت الدعم الذي كانت تتمتع به في السابق”، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من السكان يرفض حكمها الآن، خاصة لأن “حماس لا تهتم بموت آلاف المدنيين.ات – فهي تهتم في المقام الأول بالحفاظ على سلطتها”.

وتشير الصحيفة إلى أنه يصعب تحديد حجم المعارضة الفعلية داخل غزة، إذ أن شريحة واسعة من السكان أصابها الإرهاق بسبب الحرب المستمرة، والجوع والتهجير، ولا تفكر إلا في النجاة. وأضاف المراسل إلى أن وسائل إعلام حماس تصف أي احتجاج بأنه خيانة للشعب، وتعتبر المتظاهرين والمتظاهرات عملاء لإسرائيل. كما تذكر أن الحركة قد قتلت متظاهرًا واحدًا على الأقل، وتهدد وتخيف مجموعات أخرى.

ويضيف الكاتب: “كثير من قادة حماس، الذين يعيشون في الخارج، في قطر أو تركيا، يرون أن الحرب تسير على ما يرام. إسرائيل تزداد عزلة على المستوى العالمي. فكل مجزرة تُرتكب بحق المدنيين والمدنيات تُقوّض الشرعية الأخلاقية للدولة. وفي هذا المنطق، لا يُنظر إلى سكان غزة إلا كمجرد كومبارس، أو وقود للمدافع”.

وحول الوضع قبل الحرب، يصف الطبيب ناصر قطاع غزة بأنه كان أشبه بـ “حكم عسكري”، لكنه يشير إلى أن شريحة واسعة من السكان أرادت هذا الحكم في البداية، حيث حصلت حماس على نحو 44% من الأصوات في انتخابات 2006. غير أن تلك النسبة فُسّرت آنذاك، من قبل كثير من المحللين.ات، كتصويت احتجاجي ضد حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وليس تأييدًا صريحًا لسياسات حماس، وفق الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى استطلاع رأي أجراه مؤخرًا معهد التقدم الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني (ISEP)، أظهر أن نسبة التأييد  لحماس بين سكان غزة لا تتجاوز حاليًّا 6%. لكن الصحيفة تنوه إلى أن هذا الاستطلاع شمل 400 فلسطيني.ة فقط، وهو عدد أقل من المطلوب لاعتبار الاستطلاع تمثيليًّا بشكل كافٍ.

وينقل التقرير عن الطبيب ناصر قوله في الختام: “لإنهاء الحرب، يجب على حماس التخلي عن السلطة”.

(المصدر: صحيفة تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 16 أبريل 2025، باللغة الألمانية)

“نحن وحدنا الضحايا”: لماذا لا تهتز إسرائيل لمقتل المدنيين.ات في غزة؟

متطوّعون وعاملون في فرق الإنقاذ يبحثون عن ناجين أو جثث تحت أنقاض منزل عائلة منّون، الذي استُهدف بغارة للجيش الإسرائيلي في جباليا البلد شمال مدينة غزة، يوم الأحد 13 أبريل 2025.
متطوّعون وعاملون في فرق الإنقاذ يبحثون عن ناجين أو جثث تحت أنقاض منزل عائلة منون، الذي استُهدف بغارة للجيش الإسرائيلي في جباليا البلد شمال مدينة غزة، يوم الأحد 13 أبريل 2025. Keystone-SDA

نشرت صحيفة لوتون تقريرًا موسعًا تسلط فيه الضوء على ما وصفته بغياب الوعي المجتمعي في إسرائيل تجاه الكارثة الإنسانية في غزة، على الرغم من الإدانات الدولية المتكررة.

وتقول الصحفية شارلوت غوتييه في مستهل تقريرها: “أثار مقتل 15 من المسعفين والعاملين الإنسانيين في جنوب قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي غضبًا دوليًّا واسعًا، لكن في إسرائيل، لم يثر الحادث تقريبًا أي تساؤلات”.

يُخفون عنك الطرف الآخر – أي الطرف الفلسطيني – ويُقدَّم لك فقط كمن يريد قتلك بأي ثمن.

صحيفة لوتون

وتشير الكاتبة إلى أنه منذ خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في منتصف مارس، عاد الموت ليهيمن على الحياة اليومية في غزة، حيث وصل عدد القتلى من الفسطينيين.ات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى أكثر من 1574، ليرتفع عدد القتلى الإجمالي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50,944، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وتنقل الصحيفة عن يوئيل، جندي احتياط في سلاح المشاة الإسرائيلي، قوله: “الخطأ يقع على عاتق حماس، التي تستخدم منذ سنوات سيارات الإسعاف والمستشفيات للاختباء. تستخدم حتى المدنيين.ات عمومًا! هذه هي النتيجة”.

في المقابل، تنقل الصحيفة شهادة رامي الحنان، المدير المشارك لجمعية دائرة الآباء، التي تضم عائلات فلسطينية وإسرائيلية فقدت أبناءها وبناتها في الصراع. ويقول: “الأمة الإسرائيلية بأكملها ترفض أن ترى الحقيقة، ويسيطر عليها الغضب والإذلال منذ 7 أكتوبر. ولكن، والأهم من ذلك، عقلية الضحية التي تجعلها غير قادرة على رؤية الواقع كما هو”.

ويضيف الحنان: “بصفتك إسرائيليًا، تمرّ بعملية تنشئة اجتماعية تُغسَل فيها الأدمغة. إنها عملية قائمة على سردية الضحية التي يتبناها المجتمع بأسره – من لحظة الولادة، إلى المدرسة، إلى الأعياد اليهودية والعائلة: أنت، كيهودي، تُقدَّم دائمًا على أنك الضحية. ولا يمكن لأي أحد غيرك أن يكون كذلك. يُخفون عنك الطرف الآخر – أي الطرف الفلسطيني – ويُقدَّم لك فقط كمن يريد قتلك بأي ثمن”.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى ما وصفته بدور المجتمع الدولي في تعميق شعور إسرائيل بالإفلات التام من العقاب. وينقل التقرير عن يوهان سوفي، المحامي المتخصص في القانون الدولي والمدير السابق للقسم القانوني في الأونروا بغزة، قوله:
 “هذا النوع من التساهل – بل وحتى التواطؤ – من حلفاء إسرائيل، خصوصاً الولايات المتحدة التي تروّج لخطة ترامب – إلى جانب غياب أي تبعات سياسية أو قانونية أو اقتصادية، يشجع القيادات الإسرائيلية على مواصلة ارتكاب الجرائم”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 14 أبريل 2025، باللغة الفرنسية)

يمكنك  الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 25 أبريل مع عرض صحفي جديد.

 مراجعة:ريم حسونة

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية