أبرز خمس شخصيات طبعت سنة 2025
في ما يأتي لمحة عن أبرز خمس شخصيات طبعت سنة 2025 في مختلف المجالات ومن مختلف أنحاء العالم.
– أحمد الشرع –
في أقل من عام، أحدث أحمد الشرع تحولا جذريا، إذ تخلى الجهادي السابق عن اسمه الحركي، وخلع بزته العسكرية مستعيضا عنها ببدلة وربطة عنق، فارضا نفسه رئيسا لسوريا الجديدة في مرحلة ما بعد آل الأسد وحزب البعث.
ففي 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، دخل أبو محمد الجولاني دمشق على رأس مقاتلين إسلاميين، بعد أسبوعين من شنه هجوما خاطفا انطلاقا من المناطق التي كان المتمردون على النظام السابق يسيطرون عليها في شمال غرب سوريا.
واستقر الشرع في القصر الرئاسي بعد أن غادره الرئيس السابق بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا، بعد حرب أهلية استمرت نحو 14 عاما ومزقت سوريا التي لا تزال أجزاء منها خارجة عن سيطرة الزعيم الجديد.
وخلال أشهر قليلة، تمكّن من تعزيز سلطته، فعُيّن رئيسا لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات، وشكّل حكومة يتولى المناصب الرئيسية فيها مقربون منه يسيطرون كذلك على المقومات الاقتصادية الرئيسية.
وقوبل الشرع بانفتاح كبير من المجتمع الدولي رغم وقوع أحداث عنف مرتين في مواجهات مع أقليات، سقط بنتيجتها مئات القتلى، أولها مجازر بحق العلويين على الساحل السوري في آذار/مارس، وثاينها مواجهات مع الدروز في الجنوب في تموز/يوليو.
واستقبلته تباعا دول الخليج الغنية، وتركيا، وفرنسا، وبلدان أخرى، وألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
وشكّلت زيارة الشرع للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر تكريسا لمكانة الجهادي السابق الذي كانت واشنطن تسعى إلى القبض عليه. وأبدى الرئيس دونالد ترامب إعجابه به واصفا إياه بأنه “رجل قوي”.
– ماريا كورينا ماتشادو –
وبرزت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (58 عاما) التي تعيش في الخفاء ونالت جائزة نوبل للسلام لسنة 2025، بكفاحها الشرس من أجل الديموقراطية، لا سيما ضد الرئيس نيكولاس مادورو.
إلاّ أن البعض ينتقد تأييدها الانتشار العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي الذي تُعلله واشنطن رسميا بعملية لمكافحة المخدرات، كما يؤخذ عليها قُربَها من اليمين المتطرف الأوروبي، ومن الرئيس الأرجنتيني الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، ومن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ورأى مرشح المعارضة الذي حل محلها عند استبعادها من السباق الرئاسي عام 2024 إدموندو غونزاليس أوروتيا أن منحها الجائزة هو “إقرار منصف بالكفاح الطويل الذي خاضته امرأة وشعب بكامله من أجل حريتنا وديموقراطيتنا”.
ولم تتمكن ماتشادو التي يُطلَق عليها لقب “المحرِّرَة” تيمنا بـ”المحرر” بطل الاستقلال سيمون بوليفار، من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024 بعد إعلان عدم أهليتها.
لكنها خاضت حملة تأييد لمرشح لم يكن معروفا في ذلك الحين، فنجحت في استقطاب حشود غفيرة تأييدا له. وتحوّلت هذه المهندسة المتحمسة التي سبق لها أن تحدّت الرئيس السابق هوغو تشافيز، إلى وجه المعارضة وروحها.
ولم تشأ ماتشادو مغادرة بلدها والانتقال إلى منفى اختياري. وسبق أن قالت لوكالة فرانس برس: “أنا حيث أشعر بأنني أكثر فائدة للكفاح”، مؤكدة، كما تفعل غالبا، أنها ستمضي “حتى النهاية”.
ولم يتأكد بعد ما إذا كانت ستحضر إلى أوسلو في كانون الأول/ديسمبر لتسلّم جائزتها.
– مستر بيست –
أطلق نجم شبكات التواصل التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا في العالم “مستر بيست” سنة 2025 سلسلة من المشاريع الضخمة والمثيرة للجدل، من بينها مدينة ملاه ومسلسل رسوم متحركة وعلامة تجارية لألعاب الأطفال…
فهذا الأميركي الذي يُدعى جيمي دونالدسون ويلقّب “مستر بيست”، تستقطب قناته على “يوتيوب” أكثر من 450 مليون مشترك. وقد بنى على مدى السنوات إمبراطورية رقمية ترتكز على شخصيته، تجمع بين إنتاج مقاطع الفيديو التي يعرضها، وعلامة تجارية للشوكولاتة، وسلسلة مطاعم، وحتى مسلسل على “أمازون برايم”.
حتى أن نجم “يوتيوب” البالغ 27 عامًا طرح نفسه كمنافسٍ قوي للاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي تيك توك في الولايات المتحدة، حيث يُعد حسابه من بين الأكثر استقطابا للمتابعين، إذ يناهز عددهم 120 مليونا.
وتميّز “مستر بيست” بمسابقات وألعاب ذات إمكانات إنتاجية ضخمة، يتنافس فيها المتسابقون أو يخوضون تحديات للفوز بمبالغ من ستة أو سبعة أرقام، حتى أنه ذهب إلى حدّ تطبيق فكرة المسلسل التلفزيوني الشهير “سيكويد غايم” Squid Game (أو “لعبة الحبار”).
وفي أواخر أيلول/سبتمبر، أثار مقطع الفيديو الذي نشره بعنوان “هل تخاطر بحياتك من أجل 500 ألف دولار؟”، والذي يظهر فيه ممثل مشاهد خطرة في مبنى محترق، انتقادات واسعة، إذ اتهمه الكثيرون بتعريض حياة أشخاص للخطر بغرض الترفيه.
كذلك أثارت رحلته إلى مواقع أثرية في المكسيك اسئلة عما إذا كان حصل على التصاريح اللازمة.
– لويس إنريكي –
يعود الفضل في أول فوز لفريق باريس سان جرمان الفرنسي بلقب دوري أبطال أوروبا إلى مدربه الإسباني لويس إنريكي، أكثر مما يُنسَب إلى الفائز بالكرة الذهبية عثمان ديمبيليه، أو إلى أي لاعب آخر. فقد اغتنم إنريكي الذي تولى قيادة الفريق في صيف 2023 فرصة انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد العام المنصرم ليغيّر أسلوب لعب النادي الفرنسي الذي كان يعوّل طويلا على موهبة نجومه.
وفي ظل قيادة إنريكي، بات الأداء الجماعي العامل الأهم بدلا من المهارات الفردية، وأصبح باريس سان جيرمان بمثابة آلة حقيقيةً طوال مسيرته في البطولة الأوروبية، محققا الانتصارات على فرق كبيرة كمانشستر سيتي وليفربول وأرسنال، قبل أن يتوج إنجازاته في النهائي بفوزه على إنتر ميلان (5-0) في 31 أيار/مايو في ميونيخ.
وبفضل المدرب البالغ 55 عاما، تمكنت قطر التي تملك النادي منذ عام 2011، من تحقيق هدفها أخيرا بالفوز بدوري أبطال أوروبا، وهي المرة الثانية ينال ناد فرنسي هذه اللقب بعد مارسيليا عام 1993.
– فرجينيا جوفري –
بعدما كانت فرجينيا جوفري إحدى المدّعيات الرئيسيات على رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين وتسببت بإدانته بارتكاب جرائم جنسية في حق قاصرات، أقدمت في نيسان/أبريل 2025 على الانتحار عن 41 عاما.
فمنذ نحو 15 عاما، اتهمت إبستين علنا باغتصابها عندما كانت قاصرة، والسماح لبعض أصدقائه النافذين باستغلالها جنسيا، وذكرت أسماء شخصيات عدة من بينها الأمير البريطاني السابق أندرو.
وبعد 25 عاما، وُجد جيفري إبستين ميتا في زنزانته عام 2019 قبل محاكمته. وتقضي شريكته غيلاين ماكسويل عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما. وجُرد أندرو من كل ألقابه الملكية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر. وينفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان مقربا من رجل الأعمال، علمه بهذه القضية.
أسست فرجينيا جوفري عائلة في أستراليا، بالإضافة إلى منظمة لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية والاتجار بالبشر. وقد نُشرت مذكراتها أخيرا بعد وفاتها.
كف-أط-بجف-كن-لك/ب ح/ص ك