
صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تحت ضغط ترامب

من جيف مايسون وألكسندر كورنويل وباريسا حافظي
على متن طائرة الرئاسة/تل أبيب/إسطنبول (رويترز) – بدأ وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران يستقر يوم الثلاثاء تحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما عزز الآمال في إنهاء أكبر مواجهة عسكرية على الإطلاق بين العدوين اللدودين في الشرق الأوسط.
وأرسلت كل من إيران وإسرائيل إشارات على انتهاء الصراع، على الأقل في الوقت الحالي، بعد أن وبخهما ترامب لانتهاكهما الهدنة التي أعلنها في نحو الساعة 0500 بتوقيت جرينتش.
في غضون ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أن جميع مناطق إسرائيل ستنتقل إلى مستوى النشاط الكامل دون قيود بداية من يوم الثلاثاء الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت جرينتش). وأعلنت سلطة مطارات إسرائيل أن مطار بن جوريون عاد إلى العمل بكامل طاقته. وذكر موقع نور نيوز الإخباري التابع للدولة أن المجال الجوي الإيراني سيعاد فتحه.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال إن بلاده أنهت الحرب بنجاح فيما وصفه بأنه “نصر عظيم”. وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) يوم الثلاثاء أن بزشكيان أبلغ ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان خلال اتصال هاتفي باستعداد طهران لحل الخلافات مع الولايات المتحدة وفق الأطر الدولية.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه حقق نصرا تاريخيا.
وتأتي هذه التطورات بعد بداية مضطربة على ما يبدو للهدنة التي يُنظر إليها على أنها خطوة حاسمة لمنع تصعيد أسوأ قتال بين إيران وإسرائيل منذ عقود.
واستغرق الأمر ساعات حتى أقرت إسرائيل وإيران بقبولهما وقف إطلاق النار الذي قال ترامب إنه توسط فيه، مما يؤكد هشاشة الهدنة بين الخصمين اللدودين وصعوبة تحقيق سلام دائم بينهما.
ووبخ ترامب إيران وإسرائيل، لكنه وجه انتقادات لاذعة بشكل خاص إلى إسرائيل حليف واشنطن الوثيق، مطالبا إياها بالتزام “الهدوء فورا”. وقال لاحقا إن إسرائيل توقفت عن شن المزيد من الهجمات بناء على أوامره.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أبلغ نظيره الأمريكي بيت هيجسيث بأن بلاده ستحترم وقف إطلاق النار ما لم تنتهكه إيران. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن بزشكيان قال بالمثل إن إيران ستحترم وقف إطلاق النار ما دامت إسرائيل تحترمه.
وصمود الهدنة الإسرائيلية الإيرانية مسألة جوهرية نظرا إلى انعدام الثقة العميق بين البلدين، لكن قدرة ترامب على التوسط في وقف إطلاق النار أظهرت أن واشنطن تحتفظ ببعض النفوذ في المنطقة المضطربة.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن الجيش وصل إلى “نهاية فصل مهم لكن الحملة على إيران لم تنته بعد”.
ونقل الجيش عن زامير قوله في بيان إن التركيز منصب على العودة إلى غزة لإعادة الرهائن الإسرائيليين و”تفكيك حكم (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس”.
وحثت القيادة العسكرية الإيرانية إسرائيل والولايات المتحدة على استقاء الدروس من “الضربات الساحقة” التي وجهتها خلال الصراع.
وقالت السلطات الإيرانية إن 610 أشخاص قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية وأصيب 4746. وأدى القصف الإيراني ردا على إسرائيل إلى مقتل 28 شخصا، وهي المرة الأولى التي تُخترق فيها دفاعات إسرائيل الجوية بأعداد كبيرة من الصواريخ الإيرانية.
وانخفضت أسعار النفط وارتفعت أسواق الأسهم العالمية، في مؤشر على الثقة التي أحدثها اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما هدأ من مخاوف تعطل تدفق إمدادات النفط من الخليج.