 
الإعصار “ميليسا” العنيف يضرب جامايكا
 
بلغ الإعصار “ميليسا” اليابسة في جامايكا الثلاثاء ويتوقع أن يلحق أضرارا جسيمة بالدولة الصغيرة الواقعة في البحر الكاريبي التي تواجه أسوأ عاصفة في تاريخها.
وضرب الإعصار المصنف من الفئة الخامسة، الأعلى على مقياس حدة الأعاصير الجزيرة، مصحوبا برياح تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة.
وأفاد المركز الوطني الأميركي للأعاصير بأن “ميليسا” وصل إلى اليابسة في جنوب غرب جامايكا قرب نيو هوب، على مسافة نحو 160 كيلومترا من العاصمة كينغستون.
ويُعد “ميليسا” أعنف إعصار يضرب جامايكا منذ بدء عمليات الرصد والتتبّع المناخي في البلاد، وتفوق قوته إعصار كاترينا الذي دمر نيو أورلينز قبل 20 عاما وأودى بحياة أكثر من ألف شخص.
وحتى قبل بلوغه اليابسة، تسبب إعصار “ميليسا” برياح قوية وبأمطار غزيرة في جامايكا أدت إلى فيضانات في بعض الأماكن وإلى انقطاع التيار الكهربائي خصوصا في كينغستون.
وقال وزير الحكم المحلي ديزموند ماكنزي “ليس وقت إظهار الشجاعة”، فيما دعا العداء الجامايكي يوسين بولت على منصة “اكس” المواطنين إلى “البقاء آمنين”.
وحذّرت خدمات الأرصاد الجوية من أن الوضع سيتفاقم، مع عواصف “قد تكون قاتلة”، وفيضانات ساحلية شديدة، وأمطار غزيرة قد تُسبب “انزلاقات تربة كارثية”.
وأفاد تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات الطقس الصادرة عن الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي أن هذا الإعصار هو أقوى عاصفة مدارية في العام 2025 على مستوى العالم.
ويُعدّ إعصار “ميليسا” خامس عاصفة استوائية من الفئة الخامسة تُسجّل في 2025، وأقوى من إعصار إيرول، وإعصاري إيرين وهومبرتو، وإعصار راغاسا من حيث سرعة الرياح (298 كلم/ساعة) والضغط (892 مليبار).
وكان إعصار “راغاسا” الذي ضرب شرق آسيا في أيلول/سبتمبر يُعد الأقوى هذا العام، مع بلوغ ذروة سرعة رياحه 267 كلم/ساعة، وسجل ضغطا أدنى بلغ 910 مليبار.
وأدى الإعصار “ميليسا” إلى مقتل ثلاثة أشخاص في هايتي وشخص واحد في جمهورية الدومينيكان، وثلاثة آخرين في جامايكا كانوا يستعدون لوصوله.
وكان آخر إعصار كبير ضرب جامايكا هو “غيلبرت” في أيلول/سبتمبر 1988 وخلّف 40 قتيلا وألحق أضرارا جسيمة، رغم أنه أقل قوة من “ميليسا”.
– رفض الإخلاء –
ومنذ ذلك الحين، شهدت الجزيرة عواصف أخرى، منها إعصار بيريل العام الماضي الذي ما زالت آثاره واضحة. ورغم هذه السوابق والتوقعات المتشائمة بشأن الإعصار الحالي، يرفض العديد من السكان الإخلاء.
وقال روي براون لفرانس برس وهو سباك وبلاط في بورت رويال قرب العاصمة كينغستون “حتى لو كان الإعصار من الفئة السادسة، فلن أغادر”، مع العلم أنّ مقياس سافير-سمبسون للأعاصير يتوقف عند الفئة الخامسة.
وأضاف أنّ عددا كبيرا من الأشخاص رفضوا ترك منازلهم بسبب تجاربهم السيئة في الملاجئ المخصصة للأعاصير التي توفرها السلطات.
وتم تحديد أكثر من 800 موقع كملاجئ محتملة. وأوصت اللجنة الوطنية للأعاصير من يتعذر عليهم الوصول إليها باللجوء إلى غرفة بلا نوافذ، أو “تغطية أنفسهم بفراش”، أو وضع خوذة.
وبحسب الصليب الأحمر، قد يتأثر بالإعصار 1,5 مليون شخص على الأقل من أصل 2,8 مليون نسمة في الجزيرة.
وحذر رئيس الوزراء أندرو هولنس الاثنين من أنّ الإعصار قد يحدث أضرارا جسيمة خصوصا في غرب البلاد.
– انزلاقات تربة –
وقالت إستر بينوك، مسؤولة الاتصالات في الصليب الأحمر في جامايكا، لوكالة فرانس برس الاثنين، إن القلق من وقوع انزلاقات تربة يتزايد بعدما شهدت بعض المناطق هطول أمطار غزيرة في الأسابيع الأخيرة.
ومع ذلك، قالت عالمة الأرصاد الجوية كيري إيمانويل لفرانس برس، إن “المياه تقتل عددا أكبر بكثير من الناس مقارنة بالرياح”، مشددة على الدور الذي يؤديه تغيّر المناخ.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة البحار إلى مزيد من العواصف.
وانتشرت مقاطع فيديو معدَّة بتقنية الذكاء الاصطناعي الاثنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقلل من خطر الإعصار، ما دفع السلطات الجامايكية إلى حض السكان على توخي الحذر الشديد.
ومن المتوقع أن يضرب الإعصار كوبا في وقت مبكر الأربعاء.
وأغلقت السلطات مدارس وبدأت إجلاء سكان، بينما يعيق انقطاع الكهرباء نشر رسائل التحذير.
وإذا واصل الاعصار توجهه شمالا، قد يضرب جنوب جزر بهاماس وجزر تركس وكايكوس وهي أراضٍ بريطانية.
بورس-شا-اوبي/رك-س ح/الح
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
