الدفاع المدني في قطاع غزة يعلن مقتل 21 فلسطينيا في غارات إسرائيلية
تعرّضت الهدنة في غزة لانتكاسة جديدة السبت مع سقوط 21 قتيلا على الأقل بضربات إسرائيلية، وفق الدفاع المدني في القطاع، في حين شدّدت إسرائيل على أن غاراتها تأتي ردا على هجوم لحماس، معلنة القضاء على خمسة من كوادر الحركة.
ويشهد قطاع غزة غارات إسرائيلية بوتيرة متزايدة منذ الأربعاء، بعد أن اتهمت إسرائيل حماس بانتهاك اتفاق الهدنة الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، بضغط أميركي بعد عامين من الحرب.
السبت، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “ضرب أهدافا” لحماس بعدما أطلق “إرهابي مسلح” النار في اتجاه جنوده وعبر الخط الأصفر الذي انسحب الجيش خلفه بموجب اتفاق وقف اطلاق النار.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل وكالة فرانس برس بأن غارات إسرائيلية على شمال ووسط القطاع السبت أسفرت عن مقتل 21 شخصا وسقوط عدد من الجرحى.
في مستشفى الأقصى في دير البلح، أظهرت لقطات لفرانس برس سيارات إسعاف تنقل مصابين، بينهم أطفال كثر، منهم فتاة صغيرة وجهها مضرّج بالدماء، وجثة على نقالة.
– “خمسة إرهابيين” –
وجاء في منشور لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة إكس “اليوم، خرقت حركة حماس اتفاق وقف إطلاق النار مرة أخرى بإرسال إرهابي إلى مناطق تسيطر عليها إسرائيل لمهاجمة جنود الجيش الإسرائيلي. وردّا على ذلك، قضت إسرائيل على خمسة إرهابيين كبار من حماس”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان “العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة”، واعتبرته “انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية، وكذلك اتفاق وقف اطلاق النار”.
وطالبت الوزارة بـ”تدخل دولي عاجل لوقف المجازر بحق المدنيين”.
من جهتها، اتّهمت حماس إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان للحركة “أسفرت الخروقات الصهيونية الممنهجة للاتفاق عن ارتقاء مئات الشهداء جراء الغارات وعمليات القتل المتواصلة تحت ذرائع مختلَقة، كما أدت إلى تغييرات في خطوط انسحاب جيش الاحتلال بما يخالف الخرائط التي جرى التوافق عليها”.
نظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى مناطق القتال، يتعذّر على فرانس برس التحقّق بشكل مستقل من المعلومات من الأطراف المختلفة.
– ثلاث ضربات –
لم تكشف إسرائيل على الفور هويات كوادر حماس الذين أعلنت أنها قتلتهم السبت، كما لم يوضح الدفاع المدني في غزة ما إذا كانت حصيلة القتلى الـ21 تشملهم.
وأوردت تقارير أن الغارة الإسرائيلية الأولى استهدفت سيارة مدنية في حيّ الرمال في غرب مدينة غزة. وأفاد مصوّر لوكالة فرانس برس كان موجودا في الموقع باحتراق السيارة بالكامل، بينما اقترب بعض المارة من السيارة المحترقة، وبدا أن أطفالا يحاولون انتشال بعض الأغراض من داخلها.
بعيد ذلك سجّلت ضربتان، أصابت الأولى منزلا قرب مسجد بلال بن رباح في دير البلح، وفق الدفاع المدني في القطاع.
أما الضربة الثالثة فوقعت على مقربة من مستشفى العودة، وفق الدفاع المدني في غزة الذي نشر فيديو للموقع قال إنه يظهر انتشال أشلاء امرأة قُتلت بالضربة.
يأتي التصعيد في غزة، بعد إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في القطاع.
تلحظ الخطة إنشاء “قوة الاستقرار الدولية” التي ستعمل على “النزع الدائم للأسلحة من المجموعات المسلّحة غير الرسمية”، بما فيها حماس التي ترفض إلقاء السلاح.
كذلك تنص الخطة على تشكيل سلطة انتقالية لإدارة غزة، مع استبعاد أي دور لحماس في حكم القطاع، ونشر قوة دولية لحفظ الاستقرار، في ما اعتبرته الحركة “آلية وصاية دولية”.
واندلعت الحرب بين حماس وإسرائيل بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1221 شخصا.
وخلّفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ ذلك الحين 69733 قتيلا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
از-ستر/لمى-ود/ب ق