The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

السياسيون في العراق يستعدون للانتخابات ولا آمال كبيرة في التغيير

reuters_tickers

من ماهر نزيه

بغداد (رويترز) – يستعد العراقيون لانتخابات أخرى يخشون ألا تأتي بتغيير يذكر، إذ يرى الكثيرون أن اللافتات المؤيدة للإصلاح في حملة الانتخابات المقررة في 11 نوفمبر تشرين الثاني هي مجرد مبادرات فارغة تطلقها النخب التي لم تقدم شيئا يذكر منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وأدت سنوات من الفساد ومعدلات البطالة المرتفعة وتردي الخدمات العامة إلى تدهور الحياة اليومية منذ ذلك الحين، حتى مع تحول الانتخابات الديمقراطية إلى أمر طبيعي بعد عقود من الحكم الدكتاتوري القمعي في عهد صدام حسين.

ويشكو العراقيون من أن الكثير من القادة الشيعة والسنة منشغلون بالتنافس على سلطة طائفية بدرجة أكبر من اللازم بما لا يسمح بمعالجة مشاكل العراق، رغم ثروته النفطية الهائلة.

وعلى الرغم من اللوحات الدعائية واللافتات الانتخابية التي تبشر بالتغيير، تبدو نتيجة الانتخابات بالنسبة لكثير من الناس محسومة سلفا، وهي أنها لا تخدم سوى إبقاء الميزان السياسي في العراق في أيدي النخب الطائفية نفسها.

* مواطنون لا يثقون في وعود الحملة الانتخابية

أعرب سعيد حاتم، وهو أحد سكان بغداد، عن شكوكه في احتمال التغيير قائلا إن الإعلانات موجودة في الشوارع لكنهم يحكمون منذ 20 إلى 25 عاما وليس هناك ما يجعل الناس يثقون في وعود الحملة الانتخابية.

ووافقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على 7768 مرشحا في الانتخابات البرلمانية، من بينهم 2248 امرأة. وقالت إنه تم السماح بالحملة الانتخابية من الثالث من أكتوبر تشرين الأول إلى الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

وسيشكل التصويت اختبارا للثقة في النظام السياسي الطائفي الراسخ في العراق الذي لم يف بتعهداته بتحسين الخدمات الأساسية ومكافحة الكسب غير المشروع في بلد يقول العراقيون إن عائداته النفطية الضخمة لا تفيد سوى النخبة السياسية.

وستكون معظم المنافسة في الانتخابات بين رئيس الوزراء الشيعي محمد شياع السوداني وحزبه وبين طوائف شيعية أخرى مهيمنة ومدعومة من إيران.

* العنف السياسي ينشر المخاوف

تفاقم الإحباط بسبب عودة التوتر السياسي، بما في ذلك مقتل المرشح البرلماني صفاء المشهداني الذي وجه انتقادات لكل شيء من فساد الدولة إلى فصائل شيعية قال إنها تحاول السيطرة على مسقط رأسه.

وقالت تبارك طارق العزاوي، المرشحة عن (حزب تقدم) العراقي، إنها تلقت تهديدات وتخشى بشكل متزايد على سلامتها.

واضافت “أتمنى انه تمر هذه المرحلة بدون أي خسائر أخرى وبدون أي اغتيالات سواء على المرشحين أو الشعب وأتمنى أن يعم الأمن والأمان دائما”.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الدافع وراء مقتل المشهداني أو تفاصيل بهذا الشأن.

وأشار الفريق سعد معن، رئيس الإعلام الأمني في العراق، إلى أن السلطات منذ ذلك الحين عززت إجراءات حماية المرشحين وتواصل التحقيقات. وقال “تم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة وتم إلقاء القبض على المتورطين في هذه العملية وبالتالي أيضا مستمرين بتأمين كل الأجواء للمرشحين”.

ويعتقد كثير من العراقيين أن التغيير الحقيقي من خلال الانتخابات شبه مستحيل لأن نفس المجموعات السياسية القوية لا تزال تهيمن على الدولة ومواردها الهائلة من الطاقة.

* نتائج معدة للانتخابات

غالبا ما تكون هذه الأحزاب مدعومة من فصائل مسلحة مقربة من إيران تسيطر على المؤسسات الرئيسية والتعاقدات الحكومية والأموال العامة.

ويقول ناخبون إن هذا الأمر يمكن التحالفات الحاكمة من إعداد نتائج الانتخابات لصالحها بما لا يسمح إلا بصعود مؤيديها من خلال نظام محسوبية، وهي اتهامات تنفيها تلك الأحزاب.

وانتقد عبد الجابر حمود، وهو شيخ قبيلة، ما وصفه بالتوجه نحو تحسين التواصل الحكومي والخدمات العامة خلال الانتخابات فقط بينما يتم تجاهل معظم العراقيين في بقية الأوقات.

وقال المحلل السياسي قيس الزبيدي “العملية السياسية لم تعد عملية سياسية ديمقراطية بقدر ما أصبحت عملية سياسية تحتكرها جهات محددة منذ 2003 لحد هذا اليوم”.

وأضاف “المواطن يسعى إلى التغير، لكن هذا التغير هو تغير صعب جدا في ظل وجود السلاح المنفلت”.

واعتقد المسؤولون الأمريكيون في عام 2003 أن الإطاحة بالرئيس السني القوي صدام حسين سيضع العراق على طريق الحرية والازدهار لتتمتع به كل طوائف الشعب.

لكن حدث تمرد مؤيد لصدام أعقبه تمرد إسلامي من تنظيم القاعدة وحرب أهلية طائفية مما أدى إلى ظهور متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الأكثر تطرفا.

ولا يثير سوى عدد قليل من السياسيين الآمال في حياة أفضل، حتى بعد انحسار إراقة الدماء على أسس طائفية منذ سنوات.

(شارك في التغطية أحمد رشيد – إعداد أميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية