The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بأضواء الهواتف المحمولة باكستانيون يبحثون عن أقاربهم وسط دمار خلفه موسم الأمطار

afp_tickers

بأضواء الهواتف المحمولة، يفتّش سكان قرى في شمال باكستان بحثا عن أقارب لهم بين أنقاض منازلهم التي دمّرتها الأمطار الغزيرة المصاحبة للرياح الموسمية، لمحاولة إنقاذهم.

ويحمل البعض مجرفة أو مطرقة، في حين يعوّل آخرون مثل الطالب صقيب غاني من بلدة دالوري على أياديهم للبحث في الركام. وقد عثر على جثّة والده لكنه يبحث عن أفراد آخرين من عائلته ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، أحياء أو أمواتا.

وبهدوء ولطف، يبعد مسعفون الشاب المصدوم ويصطحبه جيران ويسقونه ماء في محاولة بائسة للتخفيف من حزنه.

والإثنين، انقلبت حياة جميع سكان دالوري رأسا على عقب. ودمّر 15 منزلا بالكامل، في حين تعرّضت منازل كثيرة أخرى لأضرار جسيمة وأعلن مقتل تسعة أشخاص، فيما لا تزال الأبحاث متواصلة عن المفقودين المقدّر عددهم بنحو عشرين.

– “نهاية العالم” –

وفي إقليم خيبر-باختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان في شمال غرب باكستان وحده، سجّلت 356 وفاة، بحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث. وفي المجموع، قضى 706 أشخاص منذ بدء الموسم في 26 حزيران/يونيو الذي يتوقّع أن يستمرّ حتّى منتصف أيلول/سبتمبر وهو شديد الوطأة هذه السنة.

وسجّلت  سيول وحلية وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة في محافظات باتاغرام وبونر المجاورتين إلى الشمال وباجور ولوير دير إلى الغرب.

وصباح الإثنين، “سمع دوّي قوّي في أعلى الجبل وشوهد دخان أسود”، بحسب ما قال القروي لال خان لوكالة فرانس برس.

وبدأت “سيول جارفة تتدفّق من المنحدرات الجبلية”، بحسب ما روى المزارع البالغ 46 عاما الذي لمح يد جارته وسط الأنقاض. وهو علم لاحقا أنه عثر على جثّتها وجثث أطفالها الأربعة.

وقال الرجل بأسى “لا حول لنا ولا قوّة في وجه هذا المصاب الذي أنزلته بنا الطبيعة”.

وروى غول هازير من جانبه أن الأمطار الطوفانية غمرت البلدة من جهتين.

وقال “كان الأمر أشبه بأفلام نهاية العالم. وما زلت لا أصدّق ما رأيته بأمّ العين. وليست الأمطار هي التي انهمرت علينا بداية بل هي الصخور والأحجار التي تساقطت بشدّة على منازلنا”.

وأحصى الموظّف الحكومي عثمان خان الذي أوفدته الإدارة المحلية “11 منطقة متضرّرة بفعل الأمطار الغزيرة” التي تساقطت في فترة قصيرة جدّا على منطقة صغيرة.

– نموّ حضري عشوائي –

وكان من الممكن الحدّ من الأضرار لو لم يشيّد السكان منازلهم في موقع مجرى مائي سابق.

ولم يعد للمياه “أيّ منفذ تخرج منه”، على حدّ المسؤول الحكومي.

وتعيد كوارث من هذا القبيل مسألة التوسع العمراني العشوائي إلى الواجهة في بلد ينهشه الفقر والفساد.

وفي ما يخصّ عمليات الإغاثة في بيئة كهذه، “فهي شديدة التعقيد لأنه يتعذّر على الرافعات عبور مسارات ضيّقة إلى هذه الدرجة”.

وترفع جرّافات الأنقاض عن الطريق الرئيسي والأحجار من قنوات تصريف المياه في محيط البلدة.

وباتت المواشي تهيم بلا رعاة في شوارع البلدة وقوائمها في المياه.

وقد دفنت دالوري خمسة من أبنائها على أضواء الهواتف المحمولة التي ستنطفئ قريبا بعد استهلاك بطارياتها بالكامل وتعذّر شحنها بسبب انقطاع التيّار الكهربائي. وتجلس نساء في حالة حداد في منازل غارقة في الظلمة منذ انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار الغزيرة.

وقالت امرأة “لن أبقى هنا”.

والأسبوع الماضي، نظّمت دالوري عملية لجمع التبرّعات بهدف مساعدة المناطق المجاورة على مواجهة آثار الرياح الموسمية والإعراب عن تضامنها مع المنكوبين.

لكن أبناء البلدة “لم يتصوّروا أنهم سيصبحون بدورهم في حاجة إلى المساعدة”، على ما قال غول هازير.

زز/م ن/غ ر

  

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية